العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الزخرف

توجيه القراءات في سورة الزخرف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الزخرف

مقدمات توجيه القراءات في سورة الزخرف
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الزّخرف). [معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الزخرف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الزخرف). [الحجة للقراء السبعة: 6/138]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الزخرف). [المحتسب: 2/253]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (43 - سورة الزخرف). [حجة القراءات: 644]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الزخرف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الزخرف). [الموضح: 1145]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي تسع وثمانون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- فيها ياءا إضافة قوله: {من تحتي أفلا} «51» قرأها نافع وأبو عمرو والبزي بالفتح.
والثانية قوله: {يا عباد لا خوف} «68» قرأها أبو بكر بالفتح ويقف بالياء، وأسكنها نافع وأبو عمرو وابن عامر، ويقفون بالياء، وحذفها الباقون في الوصل والوقف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (اختلفوا: في يائين للمتكلم:
إحداهما {يَا عِبَادِيَ} وقد مضى ذكرها.
والأخرى {مِنْ تَحْتِي أَفَلَا}.
ففتحها نافع وأبو عمرو والبزي عن ابن كثير، وأسكنها الباقون.
والوجه في الفتح أنه هو الأصل؛ لأن هذه الياء مثل الكاف في غلامك، فكما أن الكاف مفتوحة فكذلك الياء ينبغي أن تكون مفتوحة، والياء وإن كانت حرف علة، فإن الفتحة لا تستثقل عليها لخفتها.
والوجه في الإسكان أن الياء مثل الألف في كونها حرف علة، فكما أن الحركة كلها تستثقل على الألف، فكذلك ينبغي أن يكون على الياء). [الموضح: 1160]

الياءات المحذوفة:
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث ياءات حذفن من الخط وهن قوله {سَيَهْدِينِ} و{اتَّبِعُونِ} و{أَطِيعُونِ}.
[الموضح: 1160]
أثبتهن يعقوب في الوصل والوقف، وأثبت أبو عمرو ونافع يل- {اتَّبِعُونِ} في الوصل دون الوقف، وحذفهن ثلاثين ش- و-ن- عن نافع، وكذلك الباقون.
ووجه الإثبات أنه هو الأصل، ووجه الحذف أنه تخفيف واكتفاء بالكسرة عن الياء، وأنه في الفاصلة). [الموضح: 1161]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها زائدة قوله: {واتبعون} «61» أثبتها أبو عمرو في الوصل خاصة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (1) إلى الآية (8)]
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


قوله تعالى: {حم (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: قد ذكرت ألفاظ السبعة في (حم) وإنما أعدت ذكره لأني سمعت ابن مجاهد يقول: قرأ ابن أبي إسحق: {حم والكتاب المبين} بالكسر جعله قسمًا.
وقرأ عيسى بن عمر: {حم}، وقد ذكرت علته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]

قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}

قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [آية/ 4] بكسر الألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الهمزة تقارب الهاء في المخرج، فكسرت الهمزة للياء التي وقعت قبلها، كما كسرت الهاء لذلك في قولك: عليه وفيه، وقد تكسر للكسرة التي قبلها أيضًا كما تكسر الهاء لذلك في قولك: به، وقد تقدم ذكر ذلك في سورة النساء.
وقرأ الباقون {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} بضم الألف.
وهو الأصل، وإنما لم تكسر؛ لأن الهمزة ليست كالهاء في الخفاء، وإنما أشبهتها من جهة المخرج لا من جهة الخفاء، ولأجل الخفاء وجب أن تكسر الهاء للياء أو الكسرة، والهمزة لا تناسب الهاء من هذه الجهة). [الموضح: 1145]

قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين (5)
قرأ نافع - وحمزة والكسائي (إن كنتم) بكسر الألف، وقرأ الباقون بالنصب (أن كنتم).
قال أبو منصور: من قرأ بالنصب فمعناه: أفنضرب عنكم ذكر العذاب، والعذاب بأن أسرفتم. أو: لأن أسرفتم.
ومن قرأ (إن) فعلى معنى الاستقبال، على معنى: إن تكونوا مسرفين أي: نضرب عنكم العذاب وذكره، جعل (إن) مجازاة). [معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال ابن عباس: قال لي العباس: قال لي: المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم حنين: ناولني كنار من حصباء قال: فكأن البغلة فهمت ما أراد فانحضجت أي: انبسطت فتناول هو صلى الله عليه ما أراد ثم رمى في وجوه الكفار، وقال: شاهت الوجوه، أي: قبحت «حم لا ينصرون» قال: فانهزم الناس، وكانوا ثلاثين ألفًا، قال على رضي الله عنه في المعمعة قبل الهزيمة: وقد بقينا سبعة نفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حزننا الأمر فقلت: تقدم رسول الله أمامنا فما هو أن تكلم بكلامه، ورمي حتى أعطوا الأكتاف، والأقفاء، فأنزل الله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} قال المبرد: وما رميت بقوتك يا محمد إذ رميت يا محمد ولكن بقوة الله رميت. وقال ثعلب: وما قذفت الرعب في قلوبهم يا محمد ولكن الله قذف في قلوبهم الرعب حتى انهزموا.
وقال غيرها: لما رمي رسول الله صلى الله عليه الكف من الحصباء صار في عين كل واحد من الكفرة غشاوة وظلمة، وظلوا يمسحون التراب عن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]
وجوههم، قال الله تعالى: {وما رميت إذ رميت} أي: لم تكن لتوصل التراب إلى عيون ثلاثين ألفًا ولكن في ذلك اليوم على ابن أبي طالب رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/292]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} [5].
قرأ نافع وحمزة والكسائي: {إن كنتم قومًا} بكسر الهمزة جعلوه مستأنفًا شرطًا.
وقرأ الباقون: {أن كنتم} جعلوه فعلا ماضيًا أراد: إذ كنتم، كما قال: {أن جاءه الأعمي} أي: إذ جاءه الأعمى. وكذلك: أسبك أن حرمتني، فموضع «أن» نصب عند البصريين، جر عند الكوفيين؛ لأن التقدير: الذكر صفحًا لأن كنتم وبأن كنتم قومًا مسرفين، والمسرف: الذي ينفق في معصية ولا إسراف في طاعة الله. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا إسراف في المأكول والمشروب».
وقرأ الناس كلهم: {الذكر صفحًا} بفتح الصاد إلا سميط بن عمير وشبيل بن عزرة فإنهما قرآ {صفحًا} بضم الصاد، وهما لغتان: الصفح،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/292]
والصفح، وضربته بصفح السيف وصفحه أي: بعرضه، وضربته بالسيف مصفحًا، وشبيل بن عزرة هذا هو القارئ: {واذكر بعد أمه} وهذا الذي روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه، قال: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن أصبت من عطره، وإلا أصبت من رائحته....» حدثنا أبو بكر ابن الأشعث، قال: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا شبيل بن عزرة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/293]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عزّ وجلّ: صفحا أن كنتم [الزخرف/ 5] فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: صفحا أن كنتم نصبا.
وقرأ حمزة ونافع والكسائي: إن كنتم* كسرا.
من قال: أن كنتم فالمعنى: لأن كنتم، فأمّا صفحا فانتصابه من باب: صنع الله [النمل/ 88] لأنّ قوله: أفنضرب عنكم الذكر [الزخرف/ 5] يدلّ على: أنصفح عنكم صفحا؟ وكأن قولهم:
صفحت عنه أي: أعرضت، وولّيته صفحة العنق، والمعنى: أفنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم والعقوبة لكم، لأن كنتم قوما مسرفين؟ وهذا يقرب من قوله: أيحسب الإنسان أن يترك سدى [القيامة/ 36] والكسر على أنه جزاء استغني عن جوابه بما تقدّمه مثل: أنت ظالم إن فعلت، كأنّه: إن كنتم قوما مسرفين نضرب). [الحجة للقراء السبعة: 6/138]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ {أن كنتم قوما مسرفين} بكسر الألف وقرأ الباقون بالفتح المعنى أفنضرب عنكم الذّكر أن كنتم فكأنهم ذهبوا إلى أنه فعل قد مضى كقول القائل أحبك أن جئتني بمعنى أحبك إذ كنت قد جئتني فأما {صفحا} فانتصابه من باب {صنع الله} لأن قوله {أفنضرب عنكم الذّكر}
[حجة القراءات: 644]
يدل على أنا نصفح عنكم صفحا وكأن قولهم صفحت عنه أي أعرضت عنه والأصل في ذلك أنّك توليه صفحة عنقك المعنى أفنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم والعقوبة لكم لأن كنتم قوما مسرفين وهذا يقرب من قوله {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} قال الزّجاج أفنضرب عنكم ذكر العذاب والعقوبة لأن كنتم قوما مسرفين وقيل الذّكر ها هنا العذاب
ومن كسرها فعلى معنى الاستقبال على معنى إن تكونوا مسرفين نضرب عنكم الذّكر المراد والله أعلم من الكلام استقبال فعلهم فأراد جلّ وعز تعريفهم أنهم غير متروكين من الإنذار والإعذار إليهم قال الفراء ومثله {شنآن قوم أن صدوكم} و{أن صدوكم} ). [حجة القراءات: 645]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {صفحًا إن كنتم} قرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر «أن» وفتح الباقون.
وحجة من فتح أنه جعله أمرًا قد كان وانقضى، ففتح على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل أن كنتم ولأن كنتم.
2- وحجة من كسر أنه جعله أمرًا منتظرًا لم يقع وجعل «إن» للشرط، والشرط أمر لم يقع، وجواب الشرط ما قبله من جملة الكلام، فـ «إن» في هذا نظيره قوله: {أن صدوكم عن المسجد الحرام} «المائدة 2» وقد مضى شرحها بأشبع من هذا، فهذه مثلها في علتها، وقد تقدم ذكر «حم، وأم الكتاب، ومهدا، وتخرجون، وجزءًا، ولما، ويأيه الساحر، وولد» كل حرف مع نظيره بحجته، فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {إِنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [آية/ 5] بكسر الألف:-
قرأها نافع وحمزة والكسائي.
والوجه أن {إِنْ} للشرط، والكلام شرط، وجوابه مستغنى عنه بما تقدمه،
[الموضح: 1145]
والتقدير: إن كنتم قومًا مسرفين نضرب عنكم الذكر صفحًا، فحذف الذي هو جواب؛ لدلالة ما تقدم عليه، كما تقول: أنا أكرمك إن جئتني، والمعنى: إن جئتني أكرمتك، فحذف أكرمتك لدلالة: أنا أكرمك، عليه.
وقرأ الباقون {أَنْ كُنْتُمْ} بفتح الألف.
والوجه أنه على تقدير اللام، والمراد: لأن كنتم، وموضع {أَنْ} مع ما بعده، نصب، على أنه مفعول له، أي أفنضرب عنكم الذكر صفحًا تعليلاً بإسرافكم). [الموضح: 1146]

قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6)}
قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7)}
قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (9) إلى الآية (14)]
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}


قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)}
قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)}

قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذي جعل لكم الأرض مهدا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {مهدا} بغير ألف وقرأ الباقون مهادا وحجتهم قوله ألم نجعل الأرض {مهادا} وقد ذكرت الحجّة في سورة طه). [حجة القراءات: 645]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {الْأَرْضَ مَهْدًا} [آية/ 10] بغير الألف:-
قرأها الكوفيون.
وقرأ الباقون {مِهَادًا} بالألف.
وقد سبق ذكر ذلك في سورة طه). [الموضح: 1147]

قوله تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كذلك يخرجون} [11].
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر: {تخرجون} بفتح التاء.
والباقون بالضمة، وقد ذكرت علة ذلك في مواضع شتي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر: تخرجون* [الزخرف/ 11] بضمّ الرّاء وفتح التاء.
الباقون: تخرجون بضمّ التاء وفتح الرّاء.
حجّة تخرجون* قوله: إذا أنتم بشر تنتشرون [الروم/ 20] فتنتشرون مثل تخرجون، ألا ترى أنّ انتشر مطاوع نشرته، كما أنّ خرج مطاوع أخرجته؟. وحجّة تخرجون
قوله: ومنها نخرجكم تارة أخرى [طه/ 55] وقوله: من بعثنا من مرقدنا هذا [يس/ 52] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/147]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة أبي جعفر يزيد: [بَلْدَةً مَيِّتًا]، بالتشديد.
قال أبو الفتح: التذكير مع التشديد ليس في حسن التذكير مع التخفيف؛ وذلك أن [مَيّتا] بالتشديد يكاد يجري مجرى فاعل، فكأنه مائت؛ ولذلك اعتقبا على الموضع الواحد، فقالوا: رجل سائد وسيد، وبائع وبيع، وقائم بالأمر وقيم.
وقرئ: [إنك مَائِت] و[مَيّت].
وعليه أيضا حذفت عين فيعل مما اعتلت عينه، كما حذفت عين فاعل منه فصار ميت، وهين، ولين - كشاك، وهار، ولاث. وإذا جريا مجرى المثال الواحد - لما
[المحتسب: 2/253]
ذكرناه، ولما استطلناه فتركناه- ضعف [بَلْدَةً مَيّتًا] بالتثقيل، كما ضعفت امرأة مائت وبائع.
وليس الموت أيضا مما يختص بالتأنيث فيحمل على تذكير طالق وطامث وبابه وهو إذا خفف فقيل ميت أشبه لفظ المصدر، نحو البيع، والضرب، والموت، والقتل وتذكير المصدر إذا جرى وصفا على المؤنث ليس بمستنكر، نحو امرأة عدل، وصوم، ورضا، وخصم. فهذا فرق -كما ترى- لطيف). [المحتسب: 2/254]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون}
قرأ حمزة والكسائيّ وابن عامر {كذلك تخرجون} بفتح التّاء وحجتهم إجماع الجميع على فتح التّاء في قوله {من الأرض إذا أنتم تخرجون}
[حجة القراءات: 645]
قالوا فكان رد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
وقرأ الباقون {تخرجون} على ما لم يسم فاعله يقول تبعثون من القبور وحجتهم قوله {ثمّ إنّكم يوم القيامة تبعثون} وقوله {ومنها نخرجكم} ). [حجة القراءات: 646]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [آية/ 11] بفتح التاء وضم الراء:-
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع خرجتم، وخرج لازم، والمعنى تخرجون بإخراج الله تعالى إياكم.
وقرأ الباقون {تُخْرَجُونَ} بضم التاء وفتح الراء.
والوجه أنه مضارع أخرجتم على بناء الفعل للمفعول به، والفعل من أخرج متعدي خرج، ولذلك أمكن بناء الفعل لما لم يسم فاعله؛ لأن بناءه لا يمكن إلا من المتعدي، والمعنى إن الله تعالى يخرجكم، فأنتم مخرجون). [الموضح: 1147]

قوله تعالى: {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)}
قوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (15) إلى الآية (18)]
{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}


قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16)}
قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}
قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أومن ينشّأ في الحلية (18)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (ينشّأ في الحلية) بضم الياء، وفتح النون، والتشديد.
وقرأ الباقون (أومن ينشأ في الحلية) بفتح الياء وسكون النون والتخفيف.
[معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو منصور: من قرأ (ينشّأ في الحلية) فمعناه: يربّى ويرشّح في الحليّ والزينة ومن قرأ (ينشأ) فمعناه: يشبّ ويترشح.
والمعنى: أن الكفار كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، تعالى الله عما افتروا فقرعهم اللّه ووبّخهم بهذا الكلام، وقال: أجعلتم البنات اللائي يربين في الزينة والحلية لينفقن عند خطابهن بنات اللّه، وأنتم تستأثرون بالبنين، ويسودّ وجهكم إذا ولد لكم الإناث). [معاني القراءات وعللها: 2/362]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {أو من ينشؤا في الحلية} [18].
قرأ حمزرة والكسائي وحفص عن عاصم: {ينشؤا} بالتشديد جعلوا «من» في موضع مفعول؛ لأن الله تعالى قال: {إنا أنشأنهن إنشاء} فأنشأت ونشأت بمعنى: إذا ربيت، يقال: قد نشأ فلان، ونشأه غيره، ويقال: غلام ناشيء: إذا أدرك، ويقال: قد أشهد الغلام: إذا احتلم، وبلغ أشده، وقيل: احتلم، وقيل بلغ ثماني عشرة سنة، وقيل خمسًا وثلاثين سنة، وبلغ الغلام السعي: إذا احتلم. قيل: {فلما بلغ معه السعي} قال: كان ابن ثلاث عشرة، ويقال: قد اخضر إزاره: إذا احتلم، وذلك أن ابن عمر أتي بغلام قد سرق، فقال: إن كان قد اخضر إزاره فاقطعوه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/293]
قال أبو عبد الله: إنما كني بنبات شعر عانته، كما تقول العرب: فلان عفيف الإزار: إذا كان صائنًا لفرجه، ويقال: أنبت: إذا احتلم، وقيل في قوله تعالى: {ثم أنشأنه خلقا ءاخر} قال: هو نبات شعرته وإبطه.
وقرأ الباقون: {أو من ينشؤا} جعلوا الفعل لهم؛ لأن الله أنشأهم فنشئوا، ويقال للجواري الملاح: النشأ، قال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب = لقلت بنفسي النشأ الصغار
وقرأ عبد الله بن مسعود: {ولا ينشؤا [إلا] في الحلية} وذلك أن الله تعالى احتج عليهم ووبخهم حين جعلوا له من عباده جزءًا أي: نصيبًا. وقيل: جزءًا أي: بنتًا. قال الله: كيف رضيتم لله تعالى ما لا ترضون لأنفسكم وأحدكم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا. ويقال: أجزأت المرأة إذا ولدت بنتًا، وأنشدوا:
إن أجزأت حرة يومًا فلا عجب = قد تجزئ الحرة المذكار أحيانًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/294]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الياء والتّشديد وفتحها والتخفيف من قوله عزّ وجلّ: أومن ينشأ في الحلية [الزخرف/ 18].
فقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: ينشأ برفع الياء والتشديد.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: ينشأ بفتح الياء والتخفيف.
يقال: نشأت السّحابة، ونشأ الغلام، فإذا نقل بالهمزة هذا الفعل تعدّى إلى مفعول، وعامّته بالهمزة، كقوله: وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ 12] ثم أنشأنا خلقا آخر [المؤمنون/ 14] وأنشأنا بعدها قوما [الأنبياء/ 11] وهو الذي أنشأ جنات معروشات [الأنعام/ 141] والأكثر في هذه الأفعال التي تتعدّى إذا أريد تعديته أن ينقل بالهمزة، وبتضعيف العين نحو: فرح، وفرحته، وأفرحته، وغرم وغرّمته وأغرمته، وقد جاء منه شيء بتضعيف العين دون الهمزة، وذلك قولك: لقيت خيرا، ولقانيه زيد، ولا تقول: ألقانيه زيد، إنّما تقول: لقّانيه، وعلى هذا قوله: ويلقون فيها تحية وسلاما [الفرقان/ 75] ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] ولم نعلم من هذا المعنى: ألقيته عمرا، إنّما يقال: لقيته عمرا، فأمّا قولهم: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فليس بمنقول من لقي بعض متاعك على بعضه، ولو كان منه وجب أن يزيد النقل مفعولا، وفي النقل بالهمزة لم يزد مفعولا،
[الحجة للقراء السبعة: 6/139]
إنّما تعدى إلى المفعول الثاني بالحرف في قولك: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فألقيت بمنزلة أسقطت، وليس بمنقول من لقي بالدّلالة التي ذكرنا، فيجوز أن يكون نشأ من ذلك، لأنّا لم نعلم منشّئ، كما جاء: بلغ وأبلغ، ونجّى وأنجى، فإذا كان كذلك، فالأوجه إنّما هو: أو من ينشأ في الحلية فيكون أفعل من أفعلت.
ومن قال، ينشأ فهو في القياس مثل فرّح وأفرح، وغرّم وأغرم، وإن عزّ وجود ذلك في الاستعمال وموضع «من» نصب على تقدير: اتخذوا له من ينشأ في الحلية، على وجه التقريع لهم بما افتروه كما قال: أم له البنات ولكم البنون [الطور/ 39] فنسبوا إلى القديم سبحانه ما يكرهونه، ومن لا يكاد يقوم بحجّته أو يستوفيها). [الحجة للقراء السبعة: 6/140]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} 18
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {أو من ينشأ في الحلية} بالتّشديد على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون {ينشأ} بفتح الياء والتّخفيف من قرأ بالتّشديد جعله في موضع مفعول لأن الله تعالى قال {إنّا أنشأناهنّ إنشاء} وأنشأت ونشأت بمعنى ربيت تقول نشأ فلان ونشأه غيره تقول العرب نشأ فلان ولده في النّعيم أي نبته فيه فقوله {أو من ينشأ} أي يربي
والأكثر من الأفعال الّتي لا تتعدى إذا أريد تعديها أن ينقل بالهمزة وبتضعيف العين تقول فرح فلان وفرحته وأفرحته تقول نشأت السحابة وأنشاها الله
[حجة القراءات: 646]
ومن قرأ بالتّخفيف فإنّه جعل الفعل لهم لأن الله أنشأهم فنشؤوا والقرأتان تداخلان كقوله {يدخلون} و{يدخلون} لأنّه إذا أنشئ في الحلية نشأ فيها ومعلوم أنه لا ينشأ فيها حتّى ينشأ). [حجة القراءات: 647]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {أومن ينشأ في الحلية} قرأ حفص وحمزة والكسائي بضم الياء، وفتح النون، والتشديد في الشين، وقرأ الباقون بفتح الياء، وإسكان النون، مخففًا.
وحجة من خفف أنه بناه على الثلاثي من قولهم: «نشأ الغلام ونشأت الجارية ونشأت السحابة» فهو فعل لا يتعدى، ومعنى «ينشأ» يربى.
4- وحجة من شدد أنه بناه الرباعي بتضعيف العين على نشأ ينشئ،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
مثل قتل يقتل، وهو يتعدى في الأصل، لكنه عداه إلى المضمر الذي قام مقام الفاعل، معناه: أومن يربى في الحلية، أي: في الحلي، يعني النساء، جعلوهن أولاد الله، تعالى الله عن ذلك، فالمعنى: أجعلتم من يربى في الحلي، وهو لا يبين في الخصام بنات الله، لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وهو قوله تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءًا} «15» وهو قوله: {ويجعلون لله ما يكرهون} «النحل 62»، كانوا يكرهون البنات لأنفسهم، والتخفيف أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/256]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [آية/ 18] بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين.
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ص-.
والوجه أنه مضارع نشأ بالتضعيف، وهو متعدي نشأ بالتخفيف، يقال نشأ الغلام ونشأه الله بالتشديد وأنشأه الله بالألف أيضًا، والأكثر في هذه الأفعال التي لا تتعدى إذا أريد تعديتها أن تعدى بالتضعيف وبالهمزة أيضًا، نحو فرح وفرحته وأفرحته وغرم وغرمته وأغرمته.
وقرأ الباقون {يَنْشَؤُا} بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين.
والوجه أنه مضارع نشأ الغلام إذا نبت وتربى، وهو لازم، وفاعله مضمر يعود إلى {مَنْ} كما أن مفعول ما لم يسم فاعله في القراءة الأولى مضمر، والتقدير: ينشأ هو). [الموضح: 1146]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (19) إلى الآية (25) ]
{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) }

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين هم عباد الرّحمن)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب (الّذين هم عند الرّحمن) بالنون.
وقرأ الباقون (عباد الرّحمن) بالباء.
قال أبو منصور: من قرأ (عباد الرّحمن) فهو جمع عبدٍ ومن قرأ (عند الرّحمن) فمعناه: الذين هم أقرب إلى الله منكم). [معاني القراءات وعللها: 2/362]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أشهدوا خلقهم)
[معاني القراءات وعللها: 2/362]
قرأ نافع وحده (آو اشهدوا خلقهم) بهمزة ممدودة، بعدها ضمة.
وقرأ الباقون (أشهدوا خلقهم) بغير مدٍّ.
قال أبو منصور: من قرأ (آو اشهدوا) فمعناه أأحضروا خلق الملائكة حين خلقهن الله، فعلموا أنهم ذكور أو إناث؟.
وهذا استفهام معناه النفي، أي: لم يحضروا خلقهم.
وفيه تقريع لهم.
ومن قرأ (أشهدوا خلقهم): احضروا خلقهم). [معاني القراءات وعللها: 2/363]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن} [19].
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير: {عند الرحمن} وحجتهم قوله: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون}.
وقرأ الباقون: {عباد} جمع عبد، لأن الله تعالى قال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون} ولأن الله إنما كذبهم في أن الملائكة ليسوا بناته، ولكنهم عباده.
وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيد، قال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن في مصحفي {عباد الرحمن} قال: حكه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/295]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {أشهدوا خلقهم} [19].
قرأ نافع وحده: {ءأشهدوا خلقهم} من أشهد يشهد.
وقرأ الباقون: {أشهدوا} من شهد يشهد فـ«أشهدوا» الفعل لهم ءأشهدوا مفعولون، قال الله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض} فهذا شاهد لنافع {ولا خلق أنفسهم} فمن أين علموا أن الملائكة بنات
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/295]
الله إذا لم يشهدوا ولم يخبرهم بذلك مخبر، وهذا نهاية في الحجة عليهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الباء والنون من قوله عزّ وجلّ: عباد الرحمن [الزخرف/ 19]. فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: عند الرحمن* بالنون.
وقرأ الباقون: عباد الرحمن بالباء.
حجّة من قال: عند الرحمن*، قوله: ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته [الأنبياء/ 19] وقوله: إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته [الأعراف/ 206] وحجّة من قال عباد قوله: بل عباد مكرمون [الأنبياء/ 26] فقد جاء التنزيل بالأمرين جميعا، وفي قوله: عند الرحمن* دلالة على رفع المنزلة والتقريب، كما قال: ولا الملائكة المقربون [النساء/ 172] وهذا من القرب في المنزلة والرفعة
[الحجة للقراء السبعة: 6/140]
في الدرجة، وليس من قرب المسافة وفي قوله: عباد الرحمن دلالة على تكذيبهم في أنّهم بنات، كما قال: أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون [الصافّات/ 150] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/141]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: أاشهدوا [الزخرف/ 19] بضمّ الألف مع فتحة الهمزة من أشهدوا. المفضل عن عاصم مثل نافع، وروى خلف وابن سعدان عن المسيبي عن نافع آشهدوا ممدودة من أشهدت.
والباقون لا يمدّون أشهدوا من شهدت قوله: بضمّ الألف مع فتحة الهمزة يعني أنّ الفعل أشهدوا* على أفعلوا بضمّ الهمزة وسكون الشين، وقبلها همزة الاستفهام مفتوحة ثم يخفّف الهمزة الثانية من غير أن يدخل بينهما ألفا كما يفعله أبو عمرو، والذي رواه المسيبي مثل ذلك، إلّا أنّه يدخل بينهما ألفا.
قال أبو علي: إنّ قولهم شهدت فعل استعمل على ضربين:
أحدهما يراد به: حضرت، والآخر: العلم، فالذي معناه الحضور يتعدّى إلى مفعول، يدلّ على ذلك قوله:
لو شهد عادا في زمان عاد
[الحجة للقراء السبعة: 6/141]
وقوله:
ويوم شهدناه سليما وعامرا فتقدير هذا شهدنا فيه سليما، ومن ذلك قوله:
شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة يد الدّهر إلّا جبرئيل أمامها فهذا محذوف المفعول، التقدير فيه: شهدنا المعركة، أو شهدنا من تجمّع لقتالنا. ومنه قوله:
فقد شهدت قيس فما كان نصرها قتيبة إلّا عضّها بالأباهم فهذا الضرب المتعدّي إلى مفعول واحد، إذا نقل بالهمزة تعدّى إلى مفعولين، تقول: شهد زيد المعركة وأشهدته إياها، ومن ذلك: ما أشهدتهم خلق السموات [الكهف/ 51] فلما نقل شهد بالهمز صار الفاعل مفعولا أولا، والتّقدير: ما أشهدتهم فعلي، والفعل في أنّه مفعول ثان، وإن كان غير عين، مثل زيد ونحوه من أسماء الأعيان
[الحجة للقراء السبعة: 6/142]
المختصّة. وقالوا: امرأة مشهد، إذا كان زوجها شاهدا لم يخرج في بعث من غزو وغيره، وامرأة مغيب: إذا لم يشهد زوجها.
فكأنّ المعنى: ذات غيبة لوليّها، وذات شهادة، والشّهادة خلاف الغيبة قال: عالم الغيب والشهادة [الأنعام/ 73] فهذا في المعنى مثل قوله: ويعلم ما تخفون وما تعلنون [النمل/ 25] ويعلم سركم وجهركم [الأنعام/ 3]. وأمّا شهدت الذي بمعنى علمت فيستعمل على ضربين: أحدهما: أن يكون قسما، والآخر: أن يكون غير قسم، فاستعمالهم له قسما، كاستعمالهم: علم الله ويعلم الله، قسمين فتقول: علم الله لأفعلنّ، فتتلقاه بما تتلقّى به الأقسام، وأنشد سيبويه:
ولقد علمت لتاتينّ منيّتي إنّ المنايا لا تطيش سهامها وحدّثنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسن أنّ محمدا قال: إنّ زفر كان يذهب إلى أنّه إذا قال: أشهد بالله كان يمينا، فإن قال: أشهد، ولم يقل بالله لم يره قسما. أبو الحسن وقال محمد: أشهد غير موصولة بقوله بالله مثل أشهد موصولة بقولك بالله في أنّه يمين، قال: واستشهد محمد على ذلك بقوله قالوا نشهد إنك لرسول الله [المنافقون/ 1] ثم قال: والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة [المنافقون/ 1، 2] فجعله يمينا، ولم يوصل بقوله بالله. وأمّا شهدت الذي يراد به علمت ولا يراد به العلم فهو ضرب من العلم مخصوص
[الحجة للقراء السبعة: 6/143]
فكلّ شهادة علم وليس كلّ علم شهادة، وممّا يدلّ على اختصاصه بالعلم بأنّه لو قال عند الحاكم: أعلم أنّ لزيد على عمرو عشرة، لم يحكم به حتى يقول: أشهد، فالشهادة مثل التيقّن في أنّه ضرب من العلم مخصوص، فليس كلّ علم تيقّنا، وإن كان كلّ تيقّن علما، وكأنّ التيقّن هو العلم الذي قد عرض لعالمه إشكال فيه. يبيّن ذلك قوله في قصّة إبراهيم: وليكون من الموقنين [الأنعام/ 75] ويبيّن ذلك قول رؤبة:
يا دار عفراء ودار البخدن أما جزاء العالم المستيقن عندك إلّا حاجة التّفكّن فوصف العالم بالمستيقن.
وقالوا: فلو لم تكن في المستيقن زيادة معنى لم يكن في الوصف الأوّل، ولم يحسن هذا الكلام، وكان غير مفيد. وهذا كقول زهير:
فلأيا عرفت الدّار بعد توهّم ثمّ قال:
فلمّا عرفت الدّار قلت لربعها أي: عرفتها بعد إشكال امرها، والتباسها عليّ، وعلى هذا قول
[الحجة للقراء السبعة: 6/144]
الآخر:
حيّوا الدّيار وحيّوا ساكن الدّار ما كدت أعرف إلّا بعد إنكار وكأنّ معنى: أشهد أيّها الحاكم على كذا وكذا، أي أعلمه علما يحضرني. وقد تذلّل لي، فلا أتوقف عنه ولا أتثبت فيه لوضوحه عندي، وتبيّنه، وليس كذلك سبيل المعلومات كلّها، ألا ترى أنّ منها ما يحتاج إلى توقف فيه، واستدلال عليه، وتنزيل له، ويدلّ على أنّ هذه الشهادة يراد بها المعنى الزائد على العلم أنّه لا يخلو من أن يكون العلم مجردا ممّا ذكرنا، أو مقترنا بما وصفنا من المعاني، فالّذي يدلّ على أنّه المقترن بالمعاني التي ذكرنا قوله: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون [الزخرف/ 86]، وقوله: وما شهدنا إلا بما علمنا [يوسف/ 81].
فلو كان معنى «شهد» العلم خاليا من هذه المعاني لكان المعنى:
وما علمنا إلّا بما علمنا، وإلّا من علم بالحقّ وهم يعلمون، فإذا لم يتّجه حمله على هذا علم أنّ معناه ما ذكرنا. وشهد في هذا الوجه يتعدّى بحرف جرّ، فتارة يكون الباء وأخرى يكون على*، فمما يتعدّى بعلى قوله: وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا [فصّلت/ 21] وقوله: شهد عليهم سمعهم وأبصارهم [فصّلت/ 20] ويوم تشهد عليهم ألسنتهم [النور/ 24] شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم [الأنعام/ 130] ومن التعدّي بالباء قوله: وما شهدنا إلا بما علمنا [يوسف/ 81] وإلا من شهد بالحق
[الحجة للقراء السبعة: 6/145]
[الزخرف/ 86] وقوله: أربع شهادات بالله [النور/ 6] فإذا نقل بالهمزة زاد بالهمزة مفعول كسائر الأفعال المتعدية إذا نقلت بالهمزة، قال: وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا [الأعراف/ 172] فأمّا قوله: أشهدوا خلقهم [الزخرف/ 19] فمن الشهادة التي هي الحضور، كأنّهم بّخلوا على أن قالوا ما لم يحضروا ممّا حكمه أن يعلم بالمشاهدة. ومن قال: أأشهدوا خلقهم فالمعنى:
أأحضروا ذلك، وكان الفعل يتعدّى إلى مفعولين قبل النقل فلمّا بني للمفعول به نقص فتعدّى الفعل إلى مفعول واحد، ويقوّي هذه القراءة قوله: ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم [الكهف/ 51] فتعدّى إلى مفعولين لمّا بني الفعل للفاعل. فأمّا قوله:
إني أشهد الله واشهدوا أني بريء [هود/ 54] فعلى إعمال الثاني، كما أنّ قوله: آتوني أفرغ عليه قطرا [الكهف/ 96] كذلك، والتقدير: إنّي أشهد الله إنّي بريء. واشهدوا أنّي بريء، فحذف المفعول الأوّل على: ضربت وضربني زيد، وهذا منقول من شهد بكذا، إلّا أن حرف الجر يحذف مع أنّ وأن، فأمّا الباء في قوله:
أشهد بالله فهي متعلقة بهذا الظاهر، كما أنّ قوله: أحلف بالله، وأقسم بالله، يتعلق الجارّ فيه بهذا الظاهر. فإن قلت: فلم لا يكون الجار فيه معلقا بمحذوف كأنّه قال: أشهد بقوة الله، فيكون الجارّ فيه كالّذي في قوله: حضرت بسلاحي، وشهدت بقوتي، فإنّ ما تقدّم أولى من هذا، ألا ترى أنّك تقول: أشهد وأشهد بالله كما تقول: أحلف وأحلف بالله، وأقسم وأقسم بالله؟ فكما أنّك في هذا تعلق الجارّ بالظّاهر كذلك في أشهد تعلقه به. وقال: ونزعنا من كل أمة شهيدا [القصص/ 75] فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء [النساء/ 41]
[الحجة للقراء السبعة: 6/146]
وقال: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [البقرة/ 143] فشهداء جمع شهيد، كفقيه وفقهاء، وظريف وظرفاء، فأمّا قوله: ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم [هود/ 18] فيجوز أن يكون الأشهاد جمع شاهد مثل: صاحب وأصحاب. وطائر وأطيار، وأظنّه قول سيبويه، ويجوز أن يكون أشهاد جمع شهيد، كيتيم وأيتام، وشريف وأشراف وأبيل وآبال، وهذا كأنّه أرجح، لأنّ ما جاء من ذلك في التنزيل جاء على فعيل). [الحجة للقراء السبعة: 6/147]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [أُشْهِدُوا]، بغير استفهام.
قال أبو الفتح: أما حذف همزة الاستفهام تخفيفا، كأنه قال: {أشهدوا خلقهم}؟ كقراءة الجماعة - فضعيف؛ لأن الحذف في هذا الحرف أمر موضعه الشعر، ولكن طريقه غير هذا. وهو أن يكون قوله: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} صفة لـ"إناث" حتى كأنه قال: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد لرحمن إناثا مشهدا خلقهم هم.
فإن قلت: فإن المشركين لم يدعوا أنهم أشهدوا خلق ذلك، ولا حضروه.
قيل: اجتراؤهم على ذلك، ومجاهرتهم به، واعتقادهم إياه، وانطواؤهم عليه -فعل من شاهده، وعاين معتقد ما يدعيه فيه، لا من هو شاك ومرجم ومتظن، وإن لم يكن معاندا ومتخرصا لما لا يعتقده أصلا. فلما بلغوا هذه الغاية صاروا كالمدعين أنهم قد شهدوا ما تشهروا به وأعصموا باعتقاده.
وهذا كقولك لمن يزكي نفسه، وينفي الخبائث عنها، أو شيئا من الرذائل أن تتم عليها: وأنت إذا تقول: إنك معصوم، وهو لم يلفظ بادعائه العصمة، لكنه لما ذهب بنفسه ذلك المذهب صار بمنزلة من قال: أنا معصوم.
[المحتسب: 2/254]
ومثله أن يقول الإنسان: القرآن ليس بمعجز، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ليس بمرسل، فتقول أنت: هذا الذي تقول الحق باطل، وهو لم يلفظ بذلك، لكن صورته صورة من لفظ به.
وعليه قول الله سبحانه: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}، إذا تأولت ذلك على أنه كأنه قال: يقول: لمن ضره أقرب من نفعه إله، ثم حذفت خبر المبتدأ، وإن كان هو لم يقل ذلك، بل هو يعتقد أن نفعه أقرب من ضره، لكنك أخبرت عنه أن صورته مع تحصيلها صورة من يقول: ذلك). [المحتسب: 2/255]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون} 19
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير (وجعلوا الملائكة الّذين هم عند الرّحمن) بالنّون وحجتهم قوله {إن الّذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته}
وقرأ الباقون {عباد الرّحمن} جمع عبد وحجتهم قوله {بل عباد مكرمون} فقد جاء التّنزيل بالأمرين جميعًا وفي قوله {عند الرّحمن} دلالة على رفع المنزلة والتقريب كما قال {ولا الملائكة المقربون} وليس من قرب المسافة وفي قوله عباد الرّحمن دلالة على تكذيبهم في أنهم إناث كما قال {أم خلقنا الملائكة إناثًا وهم شاهدون}
قرأ نافع (ءأشهدوا) بضم الألف المسهلة مع فتحة الهمزة أي أحضروا خلقهم كما تقول أشهدتك مكان كذا وكذا أي
[حجة القراءات: 647]
أحضرتك وحجته قوله {ما أشهدتهم خلق السّماوات والأرض} والأصل أأشهدوا بهمزتين الأولى همزة الاستفهام بمعنى الإنكار والثّانية همزة التّعدية ثمّ خففت الهمزة الثّانية من غير أن تدخل بينهما ألفا
وروى المسيبي عن نافع (ءاأشهدوا) بالمدّ أدخل بينهما ألفا
وروى الحلواني عن نافع أشهدوا على ما لم يسم فاعله قال الفراء أشهدوا بغير الهمز يريد الاستفهام والهمز
وقرأ الباقون {اشهدوا} بفتح الألف والشين جعلوا الفعل لهم أي أحضروا خلقهم حين خلقوا وحجتهم قوله {أم خلقنا الملائكة إناثًا وهم شاهدون} ). [حجة القراءات: 648]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {الذين هم عباد الرحمن} قرأه الكوفيون وأبو عمر {عباد} جمع «عبد»، وقرأ الباقون «عند» على أنه ظرف.
وحجة من جعله ظرفًا إجماعهم على قوله: {ومن عنده لا يستكبرون} «الأنبياء 19» وقوله: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون} «الأعراف 206» فهذا كله يُراد به الملائكة، وفي هذه القراءة دلالة على شرف منزلتهم، وجلالة قدرهم، وفضلهم على الآدميين.
6- وحجة من جعله جمع «عبد» قوله: {بل عبادٌ مكرمون} «الأنبياء 26» يعني الملائكة، وفيه التسوية بين الآدميين والملائكة في أن كلا عباد الله، و«عند» في هذا ليس يُراد به قرب المسافة، لأن الله في كل مكان يعلمه، كما قال: {وهو معكم أين ما كنتم} «الحديد 4» ولكن معنى «عند» الرفعة في الدرجة والشرف في الحال، ومن جعله جمع «عبد» دل بذلك
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/256]
على نفي قول من جعل الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا؛ لأنه يخبر أنهم عباده، والولد لا يكون عبد أبيه، فهي قراءة تدل على تكذيب من ادعى ذلك، وردًا لقوله، فالقراءتان مكتافئتان صحيحتا المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/257]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {أشهدوا خلقهم} قرأ نافع بهمزة، بعدها واو خفيفة الضمة، وأصلها أن تكون همزة مخففة بين الهمزة والواو، وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة، بعدها شين مفتوحة.
وحجة من قرأ بهمزتين والثانية مخففة أنه أدخل همزة الاستفهام التي معناها التوبيخ والتقرير على فعل ما لم يسم فاعله رباعي، كأنهم وبخوا حين ادعوا ما لم يشهدوا، والشهادة في هذا المعنى الحضور، والمعنى: هل أحضروا خلق الله الملائكة إناثا حتى ادعوا ذلك وقالوه.
8- وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه حمله على أنه فعل ثلاثي، دخلت عليه همزة الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتقرير، فالقراءة الأولى تعدى الفعل فيها إلى مفعولين؛ لأنه رباعي، نُقل بالهمزة من الثلاثي، والنقل بالهمزة يزيد في المفعولين واحدًا أبدًا كالتضعيف، فالمفعولان: أحدهما المضمر في الفعل، الذي قام مقام الفاعل، والثاني {خلقهم} والقراءة الثانية تعدى الفعل فيها إلى مفعول؛ لأنه ثلاثي، غير منقول، وهو {خلقهم} ولم يدخل قالون بين الهمزتين ألفًا، ولا يمد في هذا على أصله في «أؤلقي وأؤنزل» لأنه فعل لم يُجمع عليه أنه رباعي، كما أجمع في «ألقى وأنزل» فجعل ترك إدخال الألف فيه دلالة على الاختلاف فيه، وأنه ثلاثي في الأصل مع روايته ذلك عند نافع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/257]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمنِ} [آية/ 19] بالنون من غير ألف:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه أراد أنهم عند الله تعالى بالقربة والمنزلة.
ويجوز أن يكون المراد أنهم عند أمره وحكمه، كما تقول: أنا عندك وبين يديك، أي في طاعتك، ومثل ذلك قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ}.
[الموضح: 1147]
وقرأ أبو عمرو والكوفيون {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} بالباء والألف.
والوجه أنه جمع عبد، كما تقول: كعب وكعاب وكلب وكلاب، أو جمع عابد كما يقال: قائم وقيام. وقال الله تعالى في وصفهم {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} ). [الموضح: 1148]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {أأَُشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [آية/ 19] بهمزة استفهام وبهمزة أخرى مضمومة مخففة مثل الواو:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن الهمزة الأولى همزة استفهام على معنى التوبيخ، والهمزة الثانية همزة نقل الفعل؛ لأنه يقال: شهدت الشيء وأشهدته إياه، فالألف قد ألحق للنقل، ثم بني الفعل للمفعول به، وجمع فصار: أشهدوا، أي أحضروا، ثم دخلته همزة الاستفهام فصار أأشهدوا، ثم خففت الثانية بأن جعلت بين الهمزة والواو، وهكذا تخفيف مثلها فصار: أو شهدوا.
وعن نافع أيضًا برواية خلف {آوُشْهِدُوا} بهمزة ممدودة بعدها همزة مخففة كالواو.
والوجه أنه على ما ذكرنا، إلا أنه قد أدخل بين الهمزتين ألف للفصل بينهما. وقد مضى مثل ذلك.
وقرأ الباقون {أَشَهِدُوا} بهمزة واحدة وبفتح الشين.
[الموضح: 1148]
والوجه أن الألف للاستفهام على معنى التوبيخ، والفعل: شهدوا أي حضروا، والمعنى إنهم ادعوا علم ما لم يشاهدوه مما طريقه المشاهدة فوبخوا على ذلك). [الموضح: 1149]

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)}
قوله تعالى: {أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)}
قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)}
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)}
قوله تعالى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال أولو جئتكم بأهدى (24)
قرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم (قال أولو جئتكم) بألف.
وقرأ الباقون (قل أولو جئتكم) بضم القاف.
قال أبو منصور: من قرأ (قال أولو) فهو فعل ماض، كأن نبيهم قال لهم: أولو جئتكم.
ومن قرأ (قل أولو جئتكم) فهو أمر من الله للنبي: قل لهم). [معاني القراءات وعللها: 2/363]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {قال أولو جئتكم بأهدى} [24].
قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: {قال أو لو جئتكم} على الخبر.
وقرأ الباقون: {قل} على الأمر.
وقرأ الناس كلهم بالتاء، إلا ما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ: {أو لو جيئناكم} الله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ الجمع؛ لأنها كلمة ملك، ومثله: {بل متعت هؤلاء} [29] و{بل متعنا}، و{كم من قرية أهلكناها} و{أهلكتها} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر: قال أولو جئتكم [الزخرف/ 24] بألف وكذلك روى حفص عن عاصم.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: قل* بغير ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 6/147]
قال أبو علي: فاعل قال: النذير، المعنى: وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّة، فقال لهم النذير: أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم؟ ويجوز فيمن قال: قل، أن يكون حكاية ما أوحي إلى النذير، كأنّه: أوحينا إليه فقلنا له قل لهم: أو لو جئتكم بأهدى من ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/148]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم} 24
قرأ ابن عامر وحفص {قال أولو جئتكم} على الخبر وفاعل قال النذير المعنى {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمة} فقال لهم النذير {أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم}
[حجة القراءات: 648]
وقرأ الباقون {قل} بالأمر أي قل يا محمّد). [حجة القراءات: 649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {قال أو لو جئتكم} قرأه حفص وابن عامر {قال} بألف على الخبر، وقرأ الباقون {قل} بغير ألف على الأمر.
وحجة من قرأ على الخبر أنه جعله خبرًا عن قول «النذير» المتقدم الذكر في قوله: {وما أرسلنا في قرية من نذير} «23» أي: قال لهم النذير: أو لو جئتكم، ثم أخبر الله جل ذكره بجوابهم للنذير، فقال عنهم: {قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} و«النذير» بمعنى الجماعة، فلذلك قالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون.
10- وحجة من قرأ على الأمر أنه حمله على أنه أمر من الله للنذير، ليقول لهم ذلك، يحتج به عليهم، فهو حكاية عن الحال التي جرت من أمر الله جل ذكره للنذير فأخبرنا الله أنه أمر لنذير، فقال له: قل لهم أولوجئتكم وأخبرنا الله بما أجابوا به النذير في قوله {إنا بما أرسلتم به كافرون} والاختيار «قل» لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/258]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ} [آية/ 24] بالألف:-
قرأها ابن عامر و-ص- عن عاصم.
والوجه أنه إخبار عن النذير الذي ذكر في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} والمعنى قال النذير: أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم.
وقرأ الباقون {قَالَ أَوَلَوْ} بغير ألف.
والوجه أنه على حكاية ما أوحى إلى النذير، كأنه قال: أوحينا إلى النذير بأن قل لهم ذلك). [الموضح: 1149]

قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (26) إلى الآية (30)]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)}
قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) }
قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)}
قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29)}
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (31) إلى الآية (35)]
{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)}
قوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}
قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ (33)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو (لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ) موحدًا.
وقرأ الباقون (سقفًا) بضم السين والقاف.
[معاني القراءات وعللها: 2/363]
قال أبو منصور: من قرأ (سقفًا من فضّةٍ) فهو جمع سقفٍ. وسقف، كما يقول: رهن ورهن.
ومن قال (سقفًا) فهو واحد دل على الجمع). [معاني القراءات وعللها: 2/364]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {لبيوتهم سقفا} [33].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {سقفًا} على التوحيد.
وقرأ الباقون: {سقفا} بضمتين على الجمع، فسقف يكون جمع سقيفة، وسيقف.
وقال آخرون: هو جمع سقف مثل رهن، ورهن، وحلق، وحلق وأنشد:
حتى إذا أبلت حلاقيم الحلق
أهوي لأدني فقرة على شفق
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
وحدثني ابن مجاهد، قال: حدثنا ابن خالد اللباد، قال: حدثنا محمد ابن على بن الحسن بن شقيق، قالك حدثني أبي عن الحسين بن واقد عن أبي أمية عن مجاهد عن ابن عباس، قال: ما كان من أمر الدنيا هو السقف، كما قال: {... السماء سقفًا محفوظًا} وما كان من البيوت فهو السقف.
قال أبو عبد الله: فأما السقف بإسكان القاف فهو جمع رجل أسقف، وهو الطويل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/297]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله عزّ وجلّ: سقفا* [الزخرف/ 33] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: سقفا*، على التوحيد.
وقرأ الباقون سقفا بضمّ السين والقاف على الجميع.
السّقف: جمع سقف قال: وجعلنا السماء سقفا محفوظا [الأنبياء/ 32]، والجمع سقف، مثل: رهن ورهن، ويخفّف فيقال: رهن، ومثله في الصّفة: فرس ورد، وخيل ورد، كذلك كث وكثّ، وسهم حشر، وسهام حشر، وفعل في الجمع يخفّف نحو أسد وأسد. قال:
كأنّ محرّبا من أسد ترج ينازله لنابيه قبيب وسقف واحد يدلّ على الجمع، ألا ترى أنّه قد علم بقوله:
لبيوتهم أنّ لكل بيت سقفا. وروي عن مجاهد أنّه قال: كلّ شيء من السّماء فهو سقف، وكلّ شيء من البيوت فهو سقف بضمتين،
[الحجة للقراء السبعة: 6/148]
ويشبه أن يكون اعتبر في السّقف قوله: وجعلنا السماء سقفا محفوظا [الأنبياء/ 32] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/149]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضّة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون * وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدّنيا} 33 35
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لبيوتهم} سقفا بفتح السي وسكون القاف على التّوحيد
وقرأ الباقون سقفا بضم السّين والقاف على الجمع تقول سقف وسقف مثل رهن ورهن قال الفراء إن شئت جعلته جمعا لسقيف يقال سقيف وسقف مثل رغيف ورغف وحجتهم قوله ولبيوتهم أبوابا وسررا ولم يقل بابا وسريرا فدلّ على أن آخر الكلام منظوم على لفظ أوله
ومن قرأ سقفا فهو واحد يدل على أن المعنى جعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضّة ويجوز أن يوحد السّقف لتوحيد لفظ من فيكون المعنى جعلنا لكل من يكفر بالرحمن سقفا من فضّة). [حجة القراءات: 649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {لبيوتهم سقفًا} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالتوحيد، على معنى أن لكل بيت سقفًا، ولأن الواحد يدل على الجمع، ولأن لفظ «البيوت» يدل على أن لكل بيت سقفًا، وقرأ الباقون بالجمع على لفظ البيوت، لأن لكل بيت سقفًا، فجمع على اللفظ والمعنى، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/258]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا} [آية/ 33] بفتح السين وسكون القاف:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن السقف ههنا واحد في معنى الجمع، اكتفي عن جمعه بما في الكلام من الدلالة عليه؛ لأنه معلوم أن البيوت يكون لكل واحد منها سقف.
وقرأ الباقون {سُقُفًا} بضم السين والقاف.
والوجه أن {سُقُفًا} جمع سقف، نحو سهب وسهب، ولما كانت البيوت
[الموضح: 1149]
جمعًا لزم أن يكون السقف أيضًا جمعًا؛ لأن لكل بيت سقفًا). [الموضح: 1150]

قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34)}
قوله تعالى: {وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لمّا متاع الحياة الدّنيا (35)
قرأ عاصم وحمزة (لمّا) مشددًا.
وقرأ الباقون (لما) مخففًا.
ولم يخفف ابن عامر الميم من (لما) إلا هذه التي في الزخرف، وروى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (لمّا متاع) مشددة.
قال أبو منصور: من قرأ (لما) بتخفيف الميم فـ (ما) ها هنا صلة مؤكدة، المعنى: إن كل ذلك لمتاع الحياة الدّنيا.
ومن قرأ (لمّا) بالتشديد فهو بمعنى (إلاّ)، المعنى: ما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا). [معاني القراءات وعللها: 2/364]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} [35].
قرأ عاصم وحمزة بالتشديد: {لما} بمعنى «إلا».
وقرأ الباقون: {لما} مخففًا، جعلوا «ما» صلة، إلا ابن عامر فإنه شدد، وخفف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/297]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم وحمزة: لما متاع [الزخرف/ 35] مشددة.
وقرأ الباقون: لما* خفيف.
من شدّد كانت إن* عنده بمعنى ما* النافية كالتي في قوله: إن الكافرون إلا في غرور [الملك/ 20]، فكذلك المعنى في الآية: ما كلّ ذلك إلّا متاع الحياة الدنيا، ولما* في معنى إلا*، وقد حكى سيبويه: نشدتك الله لمّا فعلت، وحمله على إلّا، وهذه الآية تدلّ على فساد قول من قال: إنّ قوله: وإن كل لما جميع لدينا محضرون [يس/ 32] أنّ المعنى: إن هو إلّا جميع لدينا محضرون. وزعموا أنّ في حرف أبيّ: وما ذلك إلا متاع الحياة، فهذا يدلّ على أنّ لما* بمعنى إلا* وأن إن* بمعنى ما*، وحكي عن الكسائي أنّه قال: لا أعرف وجه التثقيل، وقال أبو الحسن: قال بعضهم: لمّا مثقلة، وجعلها في معنى إلّا، وذهب إلى أنّ التخفيف الوجه، قال: لأنّ لمّا في معنى إلّا لا يكاد يعرف ولا يكاد يتكلّم بها. وأمّا من قال لما* بالتخفيف، فإن إن* في قوله المخفّفة من الثقيلة، واللّام فيها التي تدخل لتفصل بين النفي والإيجاب في قوله:
هبلتك أمك إن قتلت لفارسا
[الحجة للقراء السبعة: 6/149]
وكقوله: وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين [الأعراف/ 102]، ومن نصب بها مخففة فقال: إن زيدا لمنطلق، استغنى عن هذه اللّام، لأنّ النافية لا ينتصب بعدها الاسم، فإذا لم يقع بعدها انتصاب اسم لم يقع اللّبس، وما* فيه زائدة، المعنى: وإن كلّ ذلك لمتاع الحياة الدنيا، ولم تعمل إن* عمل الفعل لمّا خففتها لزوال شبهها بالفعل من أجل التخفيف، ولو نصبت بها لجاز في القياس، وحكى سيبويه النصب بها مخففة، والقياس أن لا تعمل إذا خفّفت يدلّك على ذلك دخلوها على الفعل في نحو: وإن كنا عن دراستهم لغافلين [الأنعام/ 156] وو إن وجدنا أكثرهم لفاسقين [الأعراف/ 102] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/150]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء: [لِمَّا مَتَاعُ].
قال أبو الفتح: ما هنا بمنزلة الذي، والعائد إليها من صلتها محذوف، وتقديره: وإن كل ذلك للذي هو متاح الحياة الدنيا، فكأنه قال: وإن كل ذلك لما يتمتع به أحوال الدنيا، فجاز حذف هذا الضمير على انفصاله جوازا قصدا لا مستحسنا، ومثله على توسطه قراءة من قرأ: [مَثَلًا مَا بَعُوضَةٌ]، أي: ما هو بعوضة، وقوله:
لم أر مثل الفتيان في غبن الـ ... أيام ينسون ما عواقبها
أي: ينسون الذي هو عواقبها. وقد ذكرناه بما فيه، إلا أن ابن مجاهد لم يذكر كيف إعراب "كل" في هذه الآية؟ هل هو مرفوع أو منصوب؟ وينبغي أن يكون منصوبا؛ وذلك أن "أن" هذه مخففة من الثقيلة، ومتى خففت منها وأبطل نصبها لزمتها اللام في آخر الكلام للفرق بينها وبين إن النافية بمعنى ما، وذلك قولك: إن زيد لقائم، وقوله:
شلت يمينك إن قتلت لمسلما
[المحتسب: 2/255]
أي: إنك قتلت مسلما، وهذا موضح في بابه.
فلو كانت "كل" هنا رفعا لم يكن بد معها من اللام الفاصلة بين المخففة والنافية، ولالام معك؛ لأن هذه الموجودة في اللفظ إنما هي الجارة المكسورة، ولو جاءت معها لوجب أن تقول: وإن كل ذلك للمامتاع الحياة الدنيا، كقولك: إن زيد لمن الكرام.
فإن قلت: إنه قد يجوزم أن يكون أراد اللام الفاصلة، لكنها جفت مع اللام الجارة، فحذفت وصارت هذه الجارة في اللفظ كالعوض منها.
قيل: فقد قال:
فلا والله لا يلفي لما بي ... ولا للما بهم أبدا دواء
فجمع بين اللامين، وكلتاهما جارة. فجاز الجمع بين الجارتين، وهما بلفظ واحد، وعمل واحد- فجمع المفتوحة مع المكسورة العاملة أحرى بالجوز.
وبعد، فالحق أحق أن يتبع. هذا بيت لم يعرفه أصحابنا ولا رووه، والقياس من بعد على نهاية المج له والإعراض عنه، لاسيما وقد جاور بحرف الجر حرفا مثله لفظا ومعنى, فلو وجد هذا البيت عنوانا على كل ورقة من مصحف أبي عمرو لما جاز استعمال مثله في الشعر إلا كلا ولا، فضلا عن الأخذ به في كتاب الله.
فإذا كان كذلك بطل رفع "كل" لما ذكرناه، وجب أن يكون نصبا على لغة من نصب مع التخفيف، فقال: إن زيدا قائم؛ لأنه إذا نصب زال لاشك في أنها ليست بالنافية؛ لأن تلك غير ناصبة للمبتدأ. وترك ابن مجاهد ذكر الإعراب في "كل" يدعو إلى أن يكون رفعا؛ إذ لو كان نصبا لذكره لما فيه من الشذوذ الذي عليه وضع الكتاب، ففيه إذا ما تراه، فتعجب منه). [المحتسب: 2/256]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ عاصم وحمزة {وإن كل ذلك لما} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف
فمن شدد كانت {إن} بمعنى ما النافية كالّتي في قوله {إن الكافرون إلّا في غرور}
[حجة القراءات: 649]
و {لما} بمعنى إلّا المعنى ما كل ذلك إلّا متاع الحياة الدّنيا ومن خفف جعل ما صلة المعنى وإن كل ذلك لمتاع الحياة الدّنيا وإن الخفيفة هي الثّقيلة ولم تعمل إن عمل الفعل لما خففتها لزوال شبهها بالفعل من أجل التّخفيف ولو نصبت بها لجاد في القياس). [حجة القراءات: 650]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لَمَّا مَتَاعُ} [آية/ 35] بتشديد الميم:-
قرأها عاصم وحده.
والوجه أن {إِنْ} في قوله {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ} بمعنى ما النافية، ولما بمعنى إلا، كما تقول: نشدتك الله لما فعلت كذا، أي إلا، وتقدير الآية: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا.
وقرأ الباقون {لَمَا} بالتخفيف.
والوجه أن {إِنْ} على هذا هي المخففة من الثقيلة، واللام في {لَمَا} هي الفاصلة بين إن النافية وبين إن المؤكدة المخففة من الثقيلة، وما زائدة، والتقدير: وإن كل ذلك لمتاع الحياة الدنيا، كما قال: {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} وقد ذكرنا قبل ذلك في إن المخففة من الثقيلة ما فيه كفاية). [الموضح: 1150]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة