سورة الأنعام
[ من الآية (21) إلى الآية (26) ]
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) }
قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}
{أَظْلَمُ}
- غلظ الأزرق وورش اللام.
- وروى بعضهم عن ورش الترقيق كالجماعة.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
{افْتَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{بِآَيَاتِهِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياءً). [معجم القراءات: 2/403]
قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {وَيَوْم نحشرهم} 22
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {وَيَوْم نحشرهم} بالنُّون حرفين هَهُنَا وفي سُورَة يُونُس 28 وباقي الْقُرْآن بِالْيَاءِ
وروى أَبُو بكر عَن عَاصِم ذَلِك كُله بالنُّون
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِك بالنُّون إِلَّا أَنهم اخْتلفُوا في سُورَة الْفرْقَان ويأتي في مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى). [السبعة في القراءات: 254]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويوم يحشرهم) بالياء، إلا أول يونس. في الفرقان بالياء، مكي، ويزيد، وعباس، ويعقوب، وسهل، زاد يعقوب، أول الأنعام، وسبأ، وسهل في سبأ). [الغاية في القراءات العشر: 240]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويوم يحشرهم ... ثم يقول} [22]، وفي الفرقان [17]، وسبأ [40]: بالياء يعقوب، زاد روح، وزيد الثانية [128] فيها.
بالياء، حيث وقع إلا في أول الأنعام [22]، ويونس [28] حفص.
بياء في الفرقان [17] مكي، ويزيد، وقاسم، وأبو بشر، وعباس، وسهل). [المنتهى: 2/673]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ)، (ثُمَّ يَقُولُ) بالياء فيهما ابْن مِقْسَمٍ، ويَعْقُوب والعقيلي، والحسن، والخفاف عن أَبِي عَمْرٍو، وخالف روح في الثانية ابْن مِقْسَمٍ وحده في أول يونس، وافق حفص ابْن مِقْسَمٍ في الثانية من يونس وها هنا.
وفي الفرقان بالياء ابْن مِقْسَمٍ، والحسن، وأبو جعفر، وشيبة، وحفص والعقيلي وقاسم،
[الكامل في القراءات العشر: 538]
وسهل، وأيوب، ويَعْقُوب، وأبو بشر، والعباس، والخفاف، وأبو زيد، وعبد الوارث وهارون، ويونس، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، وعبد اللَّه بن عمر عن أبي بكر، ومكي، وفي سبأ بالياء الحسن، وابْن مِقْسَمٍ، وحفص، ويَعْقُوب، وعباس، والعقيلي، الباقون بالنون وهو الاختيار على العظمة). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... نَحْشُرُ الْيَا نَقُولُ مَعْ = سَبَأْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: يحشر الياء إلخ أي قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا و{یوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين} [22] هنا {ويوم يحشرهم جميعًا ثم يقول للملائكة} [40] في سبا بياء الغيب في الفعلين جميعًا في السورتين، وعلم من انفراده في السورتين أنه للآخرين بالنون فيهما، وأما {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم} [28] بيونس، فإنه متفق عليه، فخرج بقوله: مع سبأ). [شرح الدرة المضيئة: 123]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (نَحْشُرُهُمْ ثُمَّ نَقُولُ) هُنَا وَسَبَأٍ فَقَرَأَ يَعْقُوبُ بِالْيَاءِ فِي (يَحْشُرُهُمْ) وَ (يَقُولُ) جَمِيعًا فِي السُّورَتَيْنِ، وَافَقَهُ حَفْصٌ فِي سَبَأٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ فِيهِمَا مِنَ السُّورَتَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {نحشرهم جميعًا ثم نقول} بالياء فيهما هنا [22]، وفي سبأ [40]، وافقه حفص في سبأ، والباقون بالنون فيهما من السورتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (590- .... .... .... .... .... = .... ويحشر يا يقول ظنّة
591 - ومعه حفصٌ في سبا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويحشر) أي وقرأ «يحشر، ويقول» يعقوب، يريد قوله تعالى: ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول والباقون بالنون فيهما.
ومعه حفص في سبا يكن (رضا) = (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا
يعني ووافق حفص يعقوب في سبأ «ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول» فقرأهما بالياء أيضا، والباقون بالنون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة) = (ظ) عن ويحشر يا يقول (ظ) نّة
ش: أي: قرأ [ذو] (صحبة) حمزة والكسائي وأبو بكر وخلف وظاء (ظعن) يعقوب من يصرف عنه [الأنعام: 16] بفتح الياء وكسر الراء، والباقون بضم الياء وفتح الراء.
وقيد الفتح؛ لأجل الضد.
وقرأ ذو [ظاء] (ظنة) يعقوب ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول [الأنعام: 22] بالياء فيهما، والباقون بالنون [فيهما].
وجه فتح يصرف [الأنعام: 16]: بناؤه للفاعل، وإسناده إلى ضمير الله تعالى، والمفعول محذوف ضمير العذاب، أي: من يصرف ربي العذاب عنه.
ووجه الضم: بناؤه للمفعول، وإسناده إليه على حد: ليس مصروفا عنهم [هود: 8]، ومن رفع بالابتداء، وسد فعل الشرط مسد الخبر.
ووجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الاسم الظاهر في قوله: ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا [الأنعام: 21]؛ ليناسب وإن يمسسك الله بضرّ ... إلى آخرها [الأنعام: 17].
ووجه النون: إسنادهما [للعظيم، ليناسب] الّذين ءاتينهم الكتب [البقرة: 121] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/294] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (يحشرهم ثمّ يقول) بالياء فيهما، والباقون بالنّون، والله الموفق). [تحبير التيسير: 353]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُول" [الآية: 22] هنا وفي [سبأ الآية: 40] فيعقوب بياء الغيبة فيها، والفاعل هو الله تعالى وافقه ابن محيصن والمطوعي، وقرأ حفص كذلك في سبأ فقط، والباقون بنون العظمة فيهما في السورتين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/7] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نحشرهم} [22] فهنا اتفق السبعة على قراءته بالنون). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22)}
{نَحْشُرُهُمْ ... نَقُولُ}
- قرأ الجمهور من القراء (نحشرهم ... نقول) بنون العظمة في الفعلين.
- وقرأ حميد ويعقوب وابن محيصن والمطوعي (يحشرهم.. يقول)
[معجم القراءات: 2/403]
بالياء فيهما، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
- وقرأ أبو هريرة (نحشرهم..) بكسر الشين.
يقال: حشر يحشر، وحشر يحشر، بضم الشين وكسرها.
{نَقُولُ لِلَّذِينَ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{شُرَكَاؤُكُمُ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة). [معجم القراءات: 2/404]
قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء وَالرَّفْع وَالنّصب من قَوْله {لم تكن فتنتهم} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير في رِوَايَة قنبل عَن القواس وفي رِوَايَة لِعبيد بن عقيل عَن شبْل عَن ابْن كثير وَابْن عَامر وَحَفْص عَن عَاصِم {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ثمَّ لم يكن) بِالْيَاءِ {فتنتهم} نصبا
وروى خلف وَغَيره عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير {ثمَّ لم تكن} بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا
وروى خلف وَغَيره عَن عبيد عَن شبْل عَن ابْن كثير (ثمَّ لم يكن) بِالتَّاءِ {فتنتهم} نصبا). [السبعة في القراءات: 254 - 255]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في النصب والخفض من قَوْله {وَالله رَبنَا} 23
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَالله رَبنَا} بِالْكَسْرِ فيهمَا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {وَالله رَبنَا} بِالنّصب). [السبعة في القراءات: 255]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ثم لم يكن) بالياء، حمزة، والكسائي، و حماد، ويعقوب، وسهل (فتنتهم) رفع، مكي، شامي، وحفص). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والله ربنا) نصب، كوفي - غير عاصم –). [الغاية في القراءات العشر: 239]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({لم يكن}[23]: بالياء هما، وسلام، ويعقوب، وسهل، وأبو عبيد، والمفضل بخلاف عنه، وحماد.
{فتنتهم} [23]: رفع: مكي، شامي غير أبي بشر، والمفضل، وحفص إلا البختري.
{ربنا} [23]: نصب: كوفي غير عاصم إلا المفضل). [المنتهى: 2/674]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثم لم يكن) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص (فتنتهم) بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 201]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (والله ربنا) بنصب الباء وخفضه الباقون). [التبصرة: 201]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ثم لم يكن} (23): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وابن عامر، وحفص: {فتنتهم} (23): بالرفع.
والباقون: بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 274]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {والله ربنا} (23): بنصب الباء.
والباقون: بخفضها). [التيسير في القراءات السبع: 274]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ ويعقوب: (ثمّ لم يكن) بالياء والباقون بالتّاء.
ابن كثير وابن عامر وحفص (فتنتهم) بالرّفع والباقون بالنّصب، حمزة والكسائيّ وخلف (والله ربنا) بنصب الباء والباقون بخفضها). [تحبير التيسير: 353]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ) بالياء حماد، والعليمي عن أبي بكر، وأبو زيد عن المفضل، وأبان، وعبد اللَّه بن عمر، والأزرق عن أبي بكر، وابْن مِقْسَمٍ، وهارون، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، والكسائي، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وَحُمَيْد، ومجاهد، ويَعْقُوب، وسهل، وسلام، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لتأنيث الفتنة في اللفظ وليس بينهما وبين الفعل حائل. (رَبَّنَا) نصب ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، وعَاصِم إلا المفضل، وأبان، الباقون بالجر وهو الاختيار على النعت وقرأ حيث وقع بكسر الواو طَلْحَة في رواية عبد الملك بن الحسن والفياض، الباقون بفتح الواو، وهو الاختيار، لأنه أشهر اللغتين في الضم). [الكامل في القراءات العشر: 539]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([23]- {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} بالياء: حمزة والكسائي.
[23]- {فِتْنَتُهُمْ} رفع: ابن كثير وابن عامر وحفص.
[23]- {رَبِّنَا} نصب: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/638]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (632- .... .... .... .... = .... وَذَكِّرْ لَمْ يَكُنْ شَاعَ وَانْجَلاَ
633 - وَفِتْنَتُهُمْ بالرَّفْعِ عَنْ دِين كَامِلٍ = وَبَا رَبِّناَ بِالنَّصْبِ شَرَّفَ وُصَّلاَ). [الشاطبية: 50]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (وقوله: (شاع وانجلا)، أي شاع في النقل وانكشف وجهه في العربية.
قال أبو عبيد: «وهي قراءتنا اعتبارًا بقراءة أبي وابن مسعود، وكانت قراءهما: (وماكان فتنتهم)، ولم يقل (كانت)».
[فتح الوصيد: 2/870]
أبو علي: «من قرأ بالتاء ورفع الفتنة كان حسنًا. و(أن): في موضع نصب خبر كان؛ التقدير: لم تكن فتنتهم إلا قولهم
ومن نصب الفتنة، فقد أنث (أن قالوا)، لما كان الفتنة في المعنى، وفي التنزيل: {فله عشر أمثالها}، واحدها مثلٌ، حيث كانت الأمثال الحسنات، وقد كثر هذا في الشعر نحو:
...وكانت عادة = منه إذا هي عردت إقدامها
أنث الإقدام لما كان العادة».
ثم قال بعد شيء ذكره: «وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك، فأنث ضمير (ما) حيث كان الحاجة في المعنى.
ومثله: من كانت أمك، أنث ضمير (من) حيث كان الأم.
ومثله: (ومن تقنت منكن...وتعمل).
ومما يقوي نصب {فتنتهم}، أن قوله: (أن قالوا): بأن يكون الاسم أولى؛ لأن (أن) إذا وصلت لم توصف، فأشبهت بامتناع وصفها المضمر. فكما أن المضمر إذا كان مع المظهر، فكونه الاسم أحسن، كذلك (أن) إذا كانت مع اسم غيرها». انتهى كلامه.
[فتح الوصيد: 2/871]
ومن قرأ بالياء ونصب الفتنة، فالتقدير: ثم لم يكن إلا قولهم فتنتهم. فالقول: الإسم، والفتنة: الخبر. وقد أجمعوا على قوله: {فما كان حجتهم إلا أن قالوا ....}، فكذلك هذا ؟
ونصب {ربنا} على: یا ربنا.
ومعنى: (شرف وصلا)، أي شرف هذا النداء وصلا إلى الله، وهو جمع واصل؛ قال الله تعالى: {ادعوني أستجب لكم}.
وأما نداء هؤلاء في الآخرة، فلم يغنهم لعدم ذلك فيهم، بل عقب بقوله: {أنظر كيف كذبوا}.
والخفض على البدل؛ أو الوصف؛ أو عطف البيان). [فتح الوصيد: 2/872]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [632] وصحبة يصرف فتح ضم وراؤه = بكسرٍ وذكر لم يكن شاع وانجلى
[633] وفتنتهم بالرفع عن دين كامل = وبا ربنا بالنصب شرف وصلا
ح: (صحبة): مبتدأ مضاف إلى (يُصرف)، (فتح ضم): خبر، أي: الذي صحب لفظ (يُصرف) فتح يائه المضمومة، و(راؤه بكسرٍ): مبتدأ وخبر، (لم يكن): مفعول (ذكر)، (شاع): جملة مستأنفة، والضمير: للتذكير، أو للفظ: (لم يكن)، (فتنتهم): مبتدأ، (بالرفع): حال، (عن دين): خبر، (با): مبتدأ مضاف إلى (ربنا) قصرت ضرورة، (شرف): خبر، (وصلا)- جمع واصل-: مفعوله.
ص: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {من يصرف عنه يومئذٍ} [16] بفتح الياء وكسر الراء على البناء للفاعل، وهو الله تعالى، أي: من يصرف الله العذاب عنه، والباقون بضم الياء وفتح الراء على بناء المجهول، وضمير العذاب قائم مقام الفاعل لتقدم ذكر اللفظين في: {إن عصيت ربي عذاب} [15].
وقرأ حمزة والكسائي: {ثم لم يكن فتنتهم} [23] بالياء على
[كنز المعاني: 2/188]
التذكير، والباقون بالتاء للتأنيث.
ثم من القراء: قرأ حفص وابن كثير وابن عامر برفع: {فتنتهم} على أنها اسم {تكن} وخبره: {وإلا أن قالوا} [23]، والباقون بالنصب على أنها خبر، والاسم: {أن قالوا}.
فحمزة والكسائي بتذكير: {لم يكن}، ونافع وأبو عمرو وأبو بكر بتأنيثه، فالتذكير على تأويل: إلا قولهم، والتأنيث على تأويل: إلا مقالتهم.
ومدح قراءة النصب بأنه عن شرع رجلٍ كاملٍ في العلم.
ثم قال: (وبا ربنا): أي: قرأ حمزة والكسائي: {والله ربنا} [23] بنصب الباء على أنه منادى مضاف، والباقون بجرها على البدل من لفظ: {والله}.
[كنز المعاني: 2/189]
ومعنى (شرف وصلا): شرف هذا النداء الواصلين إلى الله تعالى، لا هؤلاء الكفرة). [كنز المعاني: 2/190] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا}، فقراءة حمزة والكسائي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/108]
"يكن" بالياء، وهذا معنى التذكير الذي أشار إليه بقوله: وذكر؛ فإن الباقين قرءوا بالتاء على التأنيث، فاسم يكن على قراءتهما قوله: أن قالوا، وفتنتهم الخبر، وأما قراءة الباقين فمن نصب فتنتهم فهذا وجهها، ومن رفع فتنتهم جعلها الاسم والخبر: أن قالوا والله أعلم.
633- وَفِتْنَتُهُمْ بالرَّفْعِ "عَـ"ـنْ "دِ"ين "كَـ"ـامِلٍ،.. وَبَا رَبِّنا بِالنَّصْبِ "شَـ"ـرَّفَ وُصَّلا
من رفع الفتنة مع تأنيث يكن فقراءته ظاهرة ومن نصبها ففي قراءته إشكال؛ فإن الاسم إن قالوا وهو مذكر فما وجه التأنيث؟ وهي قراءة أبي عمرو ونافع وأبي بكر، فقال أبو علي: أنث أن قالوا: لما كان الفتنة في المعنى وفي التنزيل: {فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}.
وقال لبيد:
فمضى وقدَّمها وكانت عادة،.. منه إذا هي عردت إقدامها
فأنث الإقدام لما كان العادة في المعنى قال: وقد جاء في الكلام: ما جاءت حاجتك فأنث ضمير ما حيث كان الحاجة في المعنى ونصب الحاجة مثل ذلك قولهم: من كانت أمك؟ فأنث ضمير من حيث كان، الأم، ومثله: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ}.
قال الزجاج: ويجوز أن يكون تأويل أن قالوا إلا مقالتهم؛ أي: فيؤنث الفعل على هذا التقدير؛ لأن المقالة مؤنثة والنصب في: {وَاللَّهِ رَبِّنَا}، على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/109]
النداء أو بإضمار أعني، والخفض على النعت والثناء، وقوله: وصلا جمع واصل وهو مفعول شرف والفاعل ضمير يعود على الباء؛ أي: شرف هذا النداء الواصلين إلى الله لا هؤلاء الكفرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/110]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (632 - .... .... .... .... .... = .... وذكّر لم يكن شاع وانجلا
633 - وفتنتهم بالرّفع عن دين كامل = ويا ربّنا بالنّصب شرّف وصّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي ثمّ لم تكن بياء التذكير فتكون قراءة غيرهم بتاء التأنيث. وقرأ حفص وابن كثير وابن عامر فِتْنَتُهُمْ رفع التاء، فتكون قراءة غيرهم بنصبها، فيتحصل أن حمزة والكسائي يقرءان: لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ بياء التذكير ونصب التاء. وأن حفصا وابن كثير وابن عامر يقرءون بتاء التأنيث. ورفع التاء وأن نافعا وأبا عمرو وشعبة يقرءون بتاء التأنيث ونصب التاء. ويؤخذ من هذا: أن أحدا من السبعة لم يقرأ بالتذكير والرفع وإن جاز هذا الوجه عربية. وقرأ حمزة والكسائي وَاللَّهِ رَبِّنا بنصب الباء وقرأ غيرهما بخفضها. وقوله (وصلا) جمع واصل وهو الناقل؛ أي شرف القرآن من وصله ونقله لغيره). [الوافي في شرح الشاطبية: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (103- .... .... .... .... .... = .... لَمْ يَكُنْ وَانْصِبْ نُكَذِّبُ وَالْوِلَا
104 - حَوَى ارْفَعْ يَكُنْ أَنِّثْ فِدًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 27] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: لم يكن أنه قرأ مرموز (حا) حوى، أيضًا {ثم لم تكن فتنتهم} [23] بياء التذكير ويريد بقوله: وانصب نكذب والولا أنه قرأ مرموز (حا) حوى أيضًا بنصب {ولا نكذب} {ونكون} [27] فنكذب على جواب التمني ونكون عطفًا عليه، ولما استوفى ترجمة يعقوب قال: ارفع يكن أنث فدا ارفع من تتمة السابق، إلا أنه يتعلق بمرموز (فا) فدا فأراد بقوله: ارفع رفع الفعلين المذكورين آخر البيت السابق، وبقوله: يكن {ثم لم تكن} [23] المذكور وسط البيت يعني قرأ مرموز (فا) فدا وهو خلف برفع {ولا نكذب} {ونكون} وبتأنيث {ثم لم تكن} [23] خلافًا
[شرح الدرة المضيئة: 123]
لأصله، فاتفق مع أبي جعفر في الثلاثة). [شرح الدرة المضيئة: 124] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَالْعُلَيْمِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: فِتْنَتُهُمْ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ بِرَفْعِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَاللَّهِ رَبِّنَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِنَصْبِ الْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخَفْضِ). [النشر في القراءات العشر: 2/257]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي والعليمي عن أبي بكر {لم تكن} [23] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وابن عامر وحفص {فتنتهم} [23] بالرفع، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 505]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {والله ربنا} [23] بنصب الباء، والباقون بالخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 506]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (591- .... .... .... يكن رضا = صف خلف ظامٍ فتنة ارفع كم عضا
592 - دم ربّنا النّصب شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 72]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يكن) يعني قوله تعالى: ثم لم تكن فتنتهم بالتذكير على لفظه حمزة والكسائي وشعبة بخلاف عنه ويعقوب، والباقون بالتأنيث قوله: (فتنة) أي قوله تعالى: فتنتهم إلا أن قالوا بالرفع ابن عامر وحفص وابن كثير كما في أول البيت الآتي، والباقون بالنصب.
(د) م ربّنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
أي قوله تعالى «والله ربّنا» بنصب الباء حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالخفض، ولا يرد عليه «ربنا» من قوله تعالى بآيات ربنا بعده، لأن الترتيب يمنعه، ولأنه أول ما وقع في السورة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 222]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومعه حفص في سبأ يكن (رضا) = (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا
ش: أي: قرأ يعقوب وحفص ويوم يحشرهم جميعا ثمّ يقول للملئكة (في سبأ) [40] بالياء، والباقون بالنون.
وقرأ مدلول (رضا) حمزة والكسائي وظاء (ظام) يعقوب ثم لم يكن فتنتهم [الأنعام: 23] بياء التذكير.
واختلف عن ذي صاد (صف) أبو بكر: فروى العليمي [عنه] كذلك.
وروى عنه يحيى بن آدم بتاء التأنيث كالباقين.
وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر وعين (عفا) حفص ودال (دم) أول التالي ابن كثير فتنتهم برفع التاء، والباقون بنصبها؛ فصار المدنيان وأبو عمرو وخلف بتأنيث تكن ونصب تاء فتنتهم، وابن كثير، وابن عامر وحفص بتأنيث تكن ورفع فتنتهم، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر في أحد وجهيه بتذكير يكن ونصب فتنتهم.
وجه الياء: إسناد الفعلين إلى ضمير الظاهر من قوله: قل إنّ ربّي [سبأ: 39].
ووجه النون: إسنادهما إلى العظيم؛ ليناسب قوله تعالى: عندنا زلفى [سبأ: 37] وفي ءايتنا معجزين [سبأ: 38].
ووجه التأنيث، والنصب: إسناد تكن إلى أن قالوا [الأنعام: 23] بتقدير:
مقالتهم، فهي مؤنثة مطابقة للخبر، أو [بتقدير: قولهم]، وأنث للمعنى على حد:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/295]
فله عشر أمثالها [الأنعام: 160]، ومنه: ما جاءت حاجتك.
ووجه التذكير مع النصب كذلك، لكن [لا] يقدر إلا «قولهم»، ويعامل لفظه.
ووجه التأنيث والرفع: جعل فتنتهم [الأنعام: 23]: اسم كان؛ لأنه معرفة وهي مؤنثة، فأنث فعلها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل [القارئ] فقال:
ص:
(د) م ربنا النّصب (شفا) نكذّب = بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب
كذا نكون معهم شام وخفّ = للدّار الآخرة وخفض الرّفع (ك) ف
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف. والله ربّنا [الأنعام: 23] [بنصب] الباء، والباقون بجرها.
وقرأ ذو فاء (فوز) حمزة، وظاء (ظلم) يعقوب وعين (عجب) حفص يليتنا نردّ ولا نكذّب بأيت ربّنا ونكون [الأنعام: 27] بنصب الفعلين.
ووافقهم الشامي ابن عامر في نصب الثاني خاصة، والباقون برفعها، وقيد النصب.
وقرأ ذو كاف (كف) ابن عامر ولدار الآخرة [الأنعام: 32]، وإثبات اللام، وقيد الرفع للمخالفة.
وجه نصبهما: تقدير «أن» بعد واو جواب التمني على مذهب الزجاج، وبعض البصريين، خلافا لأكثرهم في تخصيص الجواب بالفاء، أي: يا ليت لنا رد وتبرؤ من التكذيب، ونكون من المؤمنين، أو على الصرف، ونصب ونكون عطفا على نكذّب.
ووجه رفعهما: العطف على نردّ [الأنعام: 27]، أي: يا ليتنا نرد، ونوفق للتصديق
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/296]
والإيمان، أو يكونان حالين.
ووجه رفع الأول: أحد الأمور، ونصب الثاني على الجواب.
ووجه حذف اللام: تجريدها من التعريف للإضافة؛ فوجب جر الآخرة، ومنه ولدار الآخرة بيوسف [الآية: 109] وأضيفت الدار لها؛ لأنها صفة المضاف إليه أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة؛ كمسجد الجامع.
ووجه إثباتها: تعريفها بها للإسناد ورفع الآخرة صفتها، ومنه وإنّ الدّار الأخرة [العنكبوت: 64]، وهي صفة في الأصل، وغلب استعمالها اسما؛ كالدنيا.
وهو المختار؛ لأن تعريف اللام أقوى من الإضافة، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/297] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَكُنْ فِتْنَتُهُم" [الآية: 23] فنافع وأبو عمرو وشعبة من غير طريق العليمي وأبو جعفر وخلف في اختياره بتاء التأنيث "فتنتهم" بالنصب خبر مقدم، وإلا أن قالوا اسم مؤخر؛ لأنه أعرف، وأنث الفعل لتأنيث الخبر على حد من كانت أمك، أو قولهم في قوة مقالتهم وافقهم اليزيدي والشنبوذي، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص بالتأنيث والرفع على أن فتنتهم اسم تكن، ولذا أنث الفعل، وإلا أن قالوا خبرها، وافقهم ابن محيصن، وقرأ أبو بكر من طريق العليمي، وحمزة والكسائي ويعقوب بالتذكير والنصب وهي أفصح وافقهم المطوعي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/8] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والله ربنا" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف بنصب الباء إما على النداء وإما على المدح أو إضمار، أعني وعلى كل فالجملة معترضة بين القسم وجوابه، وافقهم الأعمش والباقون بالجر نعت أو بدل أو عطف بيان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/8]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لم تكن فتنتهم} [23] قرأ الأخوان {يكن} بالياء على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث، والابنان وحفص برفع التاء الثانية من {فتنتهم} والباقون بالنصب.
فصار نافع والبصري وشعبة بالتأنيث والنصب، والابنان وحفص بالتأنيث والرفع، والأخوان بالتذكير والنصب). [غيث النفع: 570]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والله ربنا} قرأ الأخوان بنصب الباء، والباقون بالخفض). [غيث النفع: 570]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)}
{ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ}
- قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وابن كثير في رواية قنبل عن القواس، وفي رواية لعبيد بن عقيل عن شبل عن ابن كثير، والأعمش والحسن وابن محيصن، والمفضل وقتادة وابن عباس والأعرج والزهري وعلقمة وشيبان وعيسى الثقفي، وعيسى الهداني، وطلحة بن سليمان وابن أبي إسحاق وعمرو بن عبيد وإسحاق والأزرق عن حمزة، ومسلم بن جذب (ثم لم تكن فتنتهم) بتأنيث الفعل، ورفع ما بعده، اسم (تكن)، و(إلا أن قالوا) خبرها.
[معجم القراءات: 2/404]
- وقرأ خلف عن عبيد عن شبل عن ابن كثير، ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو جعفر واليزيدي والشنبوذي (ثم لن تكن فتنتهم) بتأنيث الفعل، ونصب ما بعده (فتنتهم)، وهو خبر مقدم، و(إلا أن قالوا) هو الاسم المؤخر.
- وقرأ المفضل وعاصم والأعمش (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء في الفعل، ورفع ما بعده.
وجاء الفعل مذكرًا لأن تأنيث ما بعده مجازي.
- وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر من طريق العليمي ويعقوب والمطوعي وحماد والمفضل وسهل (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء على التذكير في الفعل ونصب ما بعده على أنه الخبر، وقوله: (إلا أن قالوا) هو الاسم.
قال أبو حيان:
(والجاري منها على الأشهر قراءة (ثم لم يكن فتنتهم) بالياء وبالنصب؛ لأن (أن) مع بعدها أجريت في التعريف مجرى المضمر، وإذا اجتمع الأعراف وما دونه في التعريف فذكروا أن الأشهر جعل الأعراف هو الاسم، وما دونه هو الخبر، ولذلك أجمعت السبعة على
[معجم القراءات: 2/405]
ذلك في قوله تعالى: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا..} [الأعراف: 82]، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ أبي وابن مسعود والأعمش (وما كان فتنتهم)، وضبطت هذه القراءة في إعراب النحاس بفتح التاء.
- وإليك ما يلي:
1- قال هارون الأعور:
- (قراءة أبي (فما كان فتنتهم) بالرفع.
2- وعن يحيى بن يعمر والكسائي أن قراءة أبي (فما كان فتنتهم) بالنصب.
- والذي وجدته في مصحف ابن مسعود (ما كان فتنتهم) بالنصب.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ثم ما كان فتنتهم).
{وَاللَّهِ رَبِّنَا}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (والله ربنا) ربنا: بالجر، على أنه نعت للفظ الجلالة، أو
[معجم القراءات: 2/406]
بدل منه، أو عطف بيان.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وعلقمة والمفضل والشعبي والحسن بن عياش (والله ربنا) ربنا: بنصب الباء على النداء، أي: يا ربنا، وأجاز ابن عطية فيه النصب على المدح، وأجاز أبو البقاء فيه النصب بإضمار أعني، وذكر الطوسي هذين الوجهين.
وجملة النداء معترضة بين القسم وجوابه.
ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ عكرمة وسلام بن مسكين (والله ربنا) برفع الاسمين، مبتدأ وخبر.
قال الزجاج: (ويجوز رفعه على إضمار هو، ويكون مرفوعًا على المدح، والقراءة الجر والنصب، وأما الرفع فلا أعلم أحدًا قرأ به).
- وقرئ (والله ربنا) بخفض الهاء وضم الباء، على جعل الواو للقسم والتقدير: والله هو ربنا). [معجم القراءات: 2/407]
قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}
قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}
{أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}
- ذكر الماوردي أن عليًا وابن مسعود قرأا بعد (أكنة أن يفقهوه):
[معجم القراءات: 2/407]
(وعلى أعينهم غطاء) كذا!
{آَذَانِهِمْ}
- أماله الدوري عن الكسائي.
{وَقْرًا}
- قرأ طلحة بن مصرف (وقرًا) بكسر الواو.
- والجماعة على الفتح (وقرًا).
{لَا يُؤْمِنُوا}
- تقدم إبدال الهمزة الساكنة واوًا (لا يومنوا).
انظر الآية/88 من سورة البقرة.
{جَاءُوكَ}
- تقدم الإمالة فيه وفي أمثاله، وانظر الآية/87 من سورة البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{أَسَاطِيرُ}
- عن الأزرق وورش ترقيق الراء.
- وعنهما التفخيم كالجماعة). [معجم القراءات: 2/408]
قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26)}
{وَيَنْأَوْنَ}
- قرأ الحسن (ينون) بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها.
قال أبو حيان: (وهو تسهيل قياسي).
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 2/408]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين