العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأعراف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الثاني 1434هـ/27-02-2013م, 10:49 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الأعراف [ من الآية (184) إلى الآية (186) ]

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:44 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: ... {من جنّةٍ}: «من جنونٍ). [صحيح البخاري: 6/ 59]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله: {من جنّةٍ}؛ من جنون قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {ما بصاحبهم من جنّة}؛ أي جنونٍ وقيل المراد بالجنّة الجنّ كقوله: {من الجنّة والنّاس} وعلى هذا فيقدّر محذوفٌ أي مسّ جنّةٍ). [فتح الباري: 8/ 301]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({من جنّةٍ}؛ من جنونٍ.
أشار به إلى قوله تعالى: {أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنّة} ثمّ قال: من جنون، وكانوا يقولون: محمّد شاعر أو مجنون، والمراد بالصاحب هو محمّد عليه الصّلاة والسّلام). [عمدة القاري: 18/ 237]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله: {أو لم يتفكّروا ما بصاحبهم} {من جنة} [ أي (من جنون) والاستفهام بمعنى التقريع أو التحريض أي أولم ينظروا بعقولهم لأن الفكر طلب المعنى بالقلب، وذلك أنه كما يتقدم رؤية البصر بقلب الحدقة نحو المرئي تتقدم رؤية البصيرة بقلب حدقة العقل إلى الجوانب أي أنه كيف يتصور منه -صلّى اللّه عليه وسلّم- الجنون وهو يدعوهم إلى الله تعالى، ويقيم على ذلك الدلائل القاطعة بألفاظ بلغت في الفصاحة إلى حقيقة يعجز عنها الأوّلون والآخرون). [إرشاد الساري: 7/ 126]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلاّ نذيرٌ مّبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: أولم يتفكّر هؤلاء الّذين كذّبوا بآياتنا فيتدبّروا بعقولهم، ويعلموا أنّ رسولنا الّذي أرسلناه إليهم، لا جنّة به ولا خبل، وأنّ الّذي دعاهم إليه هو الدّين الصّحيح القويم والحقّ المبين. ولذا نزلت هذه الآية فيما قبل.
- كما حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان على الصّفا، فدعا قريشًا، فجعل يفخّذهم فخذًا فخذًا: يا بني فلانٍ يا بني فلانٍ، فحذّرهم بأس اللّه، ووقائع اللّه، فقال قائلهم: إنّ صاحبكم هذا لمجنونٌ بات يصوّت إلى الصّبّاح، أو حتّى أصبح. فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلاّ نذيرٌ مبينٌ}.
ويعني بقوله: {إن هو إلاّ نذيرٌ} ما هو إلاّ نذيرٌ منذركم عقاب اللّه على كفركم به إن لم تنيبوا إلى الإيمان به.
ويعني بقوله: {مبينٌ} قد أبان لكم أيّها النّاس إنذاره ما أنذركم به من بأس اللّه على كفركم به). [جامع البيان: 10/ 602-603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلّا نذيرٌ مبينٌ (184)}
قوله تعالى: {أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبينٌ}
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد بصاحبهم ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان على الصّفا فدعا قريشًا فجعل بفخذهم فخذًا فخذًا يا بني فلانٍ، يحذّرهم بأس اللّه ووقائع اللّه فقال قائلهم إنّ صاحبكم هذا لمجنونٌ بات يصوّت إلى الصّباح أو حتّى أصبح فأنزل اللّه: أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلّا نذيرٌ مبينٌ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قام على الصفا فدعا قريشا فخذا فخذا: «يا بني فلان يا بني فلان يحذرهم بأس الله ووقائع الله إلى الصباح حتى قال قائلهم: إن صاحبكم هذا لمجنون بات يهوت حتى أصبح فأنزل الله: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين}
»). [الدر المنثور: 6/ 691-692]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم ينظروا في ملكوت السّموات والأرض وما خلق اللّه من شيءٍ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: أولم ينظر هؤلاء المكذّبون بآيات اللّه في ملك اللّه وسلطانه في السّموات وفي الأرض وفيما خلق جلّ ثناؤه من شيءٍ فيهما، فيتدبّروا ذلك ويعتبروا به ويعلموا أنّ ذلك ممّن لا نظير له ولا شبيه، ومن فعل من لا ينبغي أن تكون العبادة والدّين الخالص إلاّ له، فيؤمنوا به ويصدّقوا رسوله وينيبوا إلى طاعته ويخلعوا الأنداد والأوثان ويحذروا أن تكون آجالهم قد اقتربت فيهلكوا على كفرهم ويصيروا إلى عذاب اللّه وأليم عقابه.
وقوله: {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}؛ يقول: فبأيّ تخويفٍ وتحذيرٍ وترهيبٍ بعد تحذير محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وترهيبه الّذي أتاهم به من عند اللّه في آي كتابه يصدّقون، إن لم يصدّقوا بهذا الكتاب الّذي جاءهم به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم من عند اللّه تعالى). [جامع البيان: 10/ 603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أولم ينظروا في ملكوت السّماوات والأرض وما خلق اللّه من شيءٍ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون (185)}
قوله تعالى: {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض}
الوجه الأول:
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي عن أبيه، عن جدّه عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ملكوت السماوات والأرض}؛ يعني خلق السّموات والأرض، وروي عن الضّحّاك نحو ذلك. في إحدى الرّوايات.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض}؛ قال: الشّمس والقمر والنّجوم وروي عن مجاهدٍ وسفيان نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي شيبة في المصنف عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«رأيت ليلة أسري بي فلما انتهينا إلى السماء السابعة نظرت فوقي فإذا أنا برعد وبرق وصواعق، قال: وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت: من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء
الدنيا فنظرت إلى أسفل مني فإذا أنا برهج ودخان وأصوات فقلت: ما هذا يا جبريل قال: هذه الشياطين يحرجون على أعين بني آدم أن لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب
»). [الدر المنثور: 6/ 692]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ إعراض هؤلاء الّذين كذّبوا بآياتنا، التّاركي النّظر في حجج اللّه والفكر فيها، لإضلال اللّه إيّاهم، ولو هداهم اللّه لاعتبروا وتدبّروا فأبصروا رشدهم، ولكنّ اللّه أضلّهم فلا يبصرون رشدًا ولا يهتدون سبيلاً، ومن أضلّه عن الرّشاد فلا هادي له. ولكنّ اللّه يدعهم في تماديهم في كفرهم وتمرّدهم في شركهم يتردّدون، ليستوجبوا الغاية الّتي كتبها اللّه لهم من عقوبته وأليم نكاله). [جامع البيان: 10/ 603]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186)}
قوله تعالى: {من يضلل اللّه فلا هادي له}؛
- حدثنا عمروا الأوديّ ثنا وكيعٌ عن سفيان عن خالدٍ الحذا عن عبد الأعلى عن عبد اللّه بن الحارث أنّ عمر خطب بالجابية فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال:
«من يهده اللّه فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له» فقال له قسٌّ وهو جالسٌ بين يديه كلمةً بالفارسيّة بركست بركست، ونفض ثوبه عن صدره، فعاد عمر، فخطب فقال القسّ: مثل ذلك، حتّى كان في الثّالثة، ومترجمٌ يترجم لعمر ما يقول بالعربيّة فقال عمر: «ما يقول؟» قال: يزعم أنّ اللّه لا يضلّ أحدًا، فقال عمر: «كذبت يا عدوّ اللّه بل اللّه خلقك وهو يدخلك النّار إن شاء اللّه، ولولا ولث عقدٍ لضربت عنقك»، قال: فتفرّق النّاس وما يختلفون في القدر.
قوله تعالى: {ويذرهم}؛
- حدّثنا أبو بكر بن أبي موسى الأنصاريّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: {ويذرهم}؛ يعني خلّ عنهم.
قوله تعالى: {في طغيانهم}؛
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ {في طغيانهم}؛ قال: في كفرهم وروي عن السّدّيّ نحو ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عصام بن روّادٍ ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع عن أبي العالية في قوله: {في طغيانهم}؛ يعني في ضلالتهم- وروي عن قتادة والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
قوله تعالى: {يعمهون}؛
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يعمهون}؛ قال: في كفرهم يتردّدون، وروي عن مجاهدٍ وأبي مالكٍ وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث حدّثني معاوية بن صالحٍ عن عليّ ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ {يعمهون}؛ قال: يتمادون، وروي عن السّدّيّ نحو ذلك.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا عليّ بن الحسين ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشامٍ عن سفيان عن الأعمش {في طغيانهم يعمهون}؛ قال: يلعبون). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1625-1626]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب، أنه خطب بالجابية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
«من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له»، فقال له فتى بين يديه كلمة بالفارسية فقال عمر لمترجم يترجم له: «ما يقول؟» قال: يزعم أن الله لا يضل أحدا، فقال عمر: «كذبت يا عدو الله بل الله خلقك وهو أضلك وهو يدخلك النار إن شاء الله ولولا ولث عقد لضربت عنقك» فتفرق الناس وما يختلفون في القدر، والله أعلم). [الدر المنثور: 6/ 692-693]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ما بصاحبهم من جنّةٍ}؛ أي ما به جنون). [مجاز القرآن: 1/ 234]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة} كان ابن عباس يقول: من جنون.
[معاني القرآن لقطرب: 601]
وقوله {ولقد علمت الجنة} و{من الجنة والناس} يكون هذا على الاسم؛ يريد: الجن.
وقال أبو ذؤيب:
وفتوا إلى الهياج مساريع بدؤ كجنة عبقريه
وقوله: بدؤ يقول: كرام، الواحد بدء، مثل: بدع.
والجان من ذلك عندنا؛ وكأنه من أجن الشيء فلم ير؛ فلذلك قيل: الجن، والله أعلم، ولكنه الغالب على المعنى). [معاني القرآن لقطرب: 602]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (184- {ما بصاحبهم من جنة}: الجنون). [غريب القرآن وتفسيره: 154]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (184 - {ما بصاحبهم من جنّةٍ}: أي جنون). [تفسير غريب القرآن: 175]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (184- {مِنْ جِنَّةٍ}؛ من جنون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولم ينظروا في ملكوت السّماوات والأرض وما خلق اللّه من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأيّ حديث بعده يؤمنون (185)}؛ أي ألم يستدلوا بما أنبأهم به من ملكوت السّماوات والأرض.
{وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم}؛ أي إن كانوا يسوفون بالتوبة فعسى أن يكون قد اقترب أجلهم.
فالمعنى: أولم ينظروا فيما دلّهم اللّه جل ثناؤه على توحيده فكفروا به بذلك فلعلّهم قد قربت آجالهم فيموتون على الكفر.
{فبأيّ حديث بعده يؤمنون} ). [معاني القرآن: 2/ 392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (168 - وقوله جل وعز: {أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض}
قال سفيان: يعني خلق السموات والأرض). [معاني القرآن: 3/ 110]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وعاصم {فلا هادي له ويذرهم} بالياء ويرفع.
وأصحاب عبد الله {ويذرهم} بالياء والجزم.
[معاني القرآن لقطرب: 581]
الحسن وأهل المدينة {ونذرهم} بالنون وبالرفع؛ والرفع أحسن؛ لأن في الكلام فاء {فلا هادي}؛ والجزم على الرد على موضع الجزاء؛ وقد فسرنا هذا الباب في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 582]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186)}؛ الطغيان: الغلو في الكفر.
{ويعمهون}: يتحيّرون.
ويجوز الجزم والرفع في {يذرهم}. فمن جزم عطف على موضع الفاء.
المعنى من يضلل الله يذره في طغيانه عامها.
ومن قرأ {ويذرهم} فهو رفع على الاستئناف). [معاني القرآن: 2/ 393]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الأولى 1434هـ/13-03-2013م, 09:41 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) }

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) }

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن ثم إذا أدخلته على الفعل الذي بين المجزومين لم يكن إلا جزماً لأنه ليس مما ينصب وليس يحسن الابتداء لأن ما قبله لم ينقطع وكذلك الفاء والواو وأو إذا لم ترد بهن النصب فإذا انقضى الكلام ثم
جئت بثم فإن شئت جزمت وإن شئت رفعت وكذلك الواو والفاء قال الله تعالى: {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} وقال تبارك وتعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} إلا أنه قد يجوز النصب بالفاء والواو.
وبلغنا أن بعضهم قرأ: (يحاسبكم به الله فيغفرَ لمن يشاء ويعذبَ من يشاء والله على كل شيء قدير).
وتقول إن تأتني فهو خيرٌ لك وأكرمك وإن تأتني فأنا آتيك وأحسن إليك وقال عز وجل: {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرٌ لكم ونكفر عنكم من سيئاتكم} والرفع ههنا وجه الكلام وهو الجيد لأن الكلام الذي بعد الفاء جرى مجراه في غير الجزاء فجرى الفعل هنا كما كان يجري في غير الجزاء.
وقد بلغنا أن بعض القراء قرأ: {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} وذلك لأنه حمل الفعل على موضع الكلام لأن
هذا الكلام في موضع يكون جواباً لأن أصل الجزاء الفعل وفيه تعمل حروف الجزاء ولكنهم قد يضعون في موضع الجزاء غيره). [الكتاب: 3/89-91] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:18 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:18 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:19 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:19 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: {أولم يتفكّروا ما بصاحبهم ... الآية}، تقرير يقارنه توبيخ للكفار، والوقف على قوله أولم يتفكّروا ثم ابتدأ القول بنفي ما ذكروه فقال: ما بصاحبهم من جنّةٍ أي بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ويحتمل أن يكون المعنى أو لم يتفكروا أنه ما بصاحبهم من جنة، وسبب نزول هذه الآية فيما روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صعد ليلا على الصفا فجعل يدعو قبائل قريش: يا بني فلان، يا بني فلان يحذرهم ويدعوهم إلى الله فقال بعض الكفار: حين أصبحوا هذا مجنون بات يصوت حتى الصباح فنفى الله عز وجل ما قالوه من ذلك في هذا الموطن المذكور وفي غيره، فإن الجنون بعض ما رموه به حتى أظهر الله نوره، ثم أخبر أنه نذير أي محذر من العذاب، ولفظ النذارة إذا جاء مطلقا فإنما هو في الشر، وقد يستعمل في الخير مقيدا به، ويظهر من رصف الآية أنها باعثة لهم على الفكرة في أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس به جنة كما أحالهم بعد هذه الآية على النظر ثم بين المنظور فيه كذلك أحال هنا على الفكرة ثم بين المتفكر فيه). [المحرر الوجيز: 4/ 101]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أولم ينظروا في ملكوت السّماوات والأرض وما خلق اللّه من شيءٍ ... الآية}، هذا أيضا توبيخ للكفار وتقرير، والنظر هنا بالقلب عبرة وفكرا، وملكوت بناء عظمة ومبالغة، وقوله: {وما خلق اللّه من شيءٍ}؛ لفظ يعم جميع ما ينظر فيه ويستدل به من الصنعة الدالة على الصانع ومن نفس الإنس وحواسه ومواضع رزقه، و «الشيء» واقع على الموجودات وقوله: وأن عسى عطف على قوله: في ملكوت وأن الثانية في موضع رفع ب عسى، والمعنى توقيفهم على أن لم يقع لهم نظر في شيء من هذا ولا في أنه قربت آجالهم فماتوا ففات أوان الاستدراك ووجب عليهم المحذور، ثم وقفهم بأي حديث أو أمر يقع إيمانهم وتصديقهم إذا لم يقع بأمر فيه نجاتهم ودخولهم الجنة، ونحو هذا المعنى قول الشاعر: [الطويل]
وعن أي نفس بعد نفسي أقاتل
والضمير في قوله: بعده يراد به القرآن، وقيل المراد به محمد صلى الله عليه وسلم وقصته وأمره أجمع، وقيل هو عائد على الأجل بعد الأجل إذ لا عمل بعد الموت). [المحرر الوجيز: 4/ 101-102]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186) يسئلونك عن السّاعة أيّان مرساها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتةً يسئلونك كأنّك حفيٌّ عنها قل إنّما علمها عند اللّه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (187)}
هذا شرط وجواب مضمنه اليأس منهم والمقت لهم لأن المراد أن هذا قد نزل بهم وأنهم مثال لهذا، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر والحسن وأبو جعفر والأعرج وشيبة وأبو عبد الرحمن وقتادة «ونذرهم» بالنون ورفع الراء وكذلك عاصم في رواية أبي بكر، وروى عنه حفص و «يذرهم» بالياء والرفع، وقرأها أهل مكة وهذا على إضمار مبتدأ ونحن نذرهم أو على قطع الفعل واستئناف القول، وقرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو فيما ذكر أبو حاتم بالياء والجزم، وقرأها كذلك طلحة بن مصرف والأعمش «ويذرهم» بالياء وبالجزم عطفا
على موضع الفاء وما بعدها من قوله فلا هادي له لأنه موضع جزم، ومثله قول أبي داود: [الوافر]
فأبلوني بليتكم لعلي ....... أصالحكم واستدرج نويا
ومنه قول الآخر: [الكامل]
أنّى سلكت فإنني لك كاشح ....... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
قال أبو علي ومثله في الحمل على الموضع قوله تعالى: {لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين}[المنافقون: 10] لأنك لو لم تلحق الفاء لقلت أصدق، وروى خارجة عن نافع «ونذرهم» بالنون والجزم. و «الطغيان» الإفراط في الشيء وكأنه مستعمل في غير الصلاح، و «العمه» الحيرة). [المحرر الوجيز: 4/ 102-103]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:19 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 09:20 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلا نذيرٌ مبينٌ (184)}
يقول تعالى: {أولم يتفكّروا} هؤلاء المكذّبون بآياتنا {ما بصاحبهم}؛ يعني محمّدًا -صلوات اللّه وسلامه عليه، {من جنّةٍ}؛ أي: ليس به جنونٌ، بل هو رسول اللّه حقًا دعا إلى حقٍّ، {إن هو إلا نذيرٌ مبينٌ}؛ أي: ظاهرٌ لمن كان له قلبٌ ولبٌّ يعقل به ويعي به، كما قال تعالى: {وما صاحبكم بمجنونٍ} [التّكوير: 22]، وقال تعالى: {قل إنّما أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا للّه مثنى وفرادى ثمّ تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّةٍ إن هو إلا نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ} [سبأٍ: 46] يقول إنّما أطلب منكم أن تقوموا للّه قيامًا خالصًا للّه، ليس فيه تعصّبٌ ولا عنادٌ، {مثنى وفرادى}؛ أي: مجتمعين ومتفرّقين، {ثمّ تتفكّروا}؛ في هذا الّذي جاءكم بالرّسالة من اللّه: أبه جنونٌ أم لا؟ فإنّكم إذا فعلتم ذلك، بان لكم وظهر أنّه رسول [اللّه] حقًّا وصدقًا.
وقال قتادة بن دعامة: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان على الصّفا، فدعا قريشًا فجعل يفخّذهم فخذًا فخذًا:
«يا بني فلانٍ، يا بني فلانٍ»، فحذّرهم بأس اللّه ووقائع اللّه، فقال قائلهم: إنّ صاحبكم هذا لمجنونٍ. بات يصوّت إلى الصّباح -أو: حتّى أصبح، فأنزل اللّه تعالى: {أولم يتفكّروا ما بصاحبهم من جنّةٍ إن هو إلا نذيرٌ مبينٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 517]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم ينظروا في ملكوت السّماوات والأرض وما خلق اللّه من شيءٍ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون (185)}
يقول تعالى: {أولم ينظروا} -هؤلاء المكذّبون بآياتنا -في ملك اللّه وسلطانه في السّماوات والأرض، وفيما خلق [اللّه] من شيءٍ فيهما، فيتدبّروا ذلك ويعتبروا به، ويعلموا أنّ ذلك لمن لا نظير له ولا شبيه، ومن فعل من لا ينبغي أن تكون العبادة. والدّين الخالص إلّا له. فيؤمنوا به، ويصدّقوا رسوله، وينيبوا إلى طاعته، ويخلعوا الأنداد والأوثان، ويحذروا أن تكون آجالهم قد اقتربت، فيهلكوا على كفرهم، ويصيروا إلى عذاب اللّه وأليم عقابه.
وقوله: {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}؟ يقول: فبأيّ تخويفٍ وتحذيرٍ وترهيبٍ -بعد تحذير محمّدٍ وترهيبه، الّذي أتاهم به من عند اللّه في آي كتابه -يصدّقون، إن لم يصدّقوا بهذا الحديث الّذي جاءهم به محمّدٌ من عند اللّه، عزّ وجلّ؟!.
وقد روى الإمام أحمد عن حسن بن موسى وعفّان بن مسلمٍ وعبد الصّمد بن عبد الوارث، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ بن جدعان، عن أبي الصّلت، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«رأيت ليلة أسري بي، لمّا انتهينا إلى السّماء السّابعة، فنظرت فوقي، فإذا أنا برعدٍ وبرقٍ وصواعق»، قال: «وأتيت على قومٍ بطونهم كالبيوت فيها الحيّات ترى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الرّبا. فلمّا نزلت إلى السّماء الدّنيا فنظرت إلى أسفل منّي، فإذا أنا برهج ودخانٍ وأصواتٍ فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشّياطين يحرّفون على أعين بني آدم أن لا يتفكّروا في ملكوت السّماوات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب».
عليّ بن زيد بن جدعان له منكراتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 517]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون (186)}
يقول تعالى: من كتب عليه الضّلالة فإنّه لا يهديه أحدٌ، ولو نظر لنفسه فيما نظر، فإنّه لا يجزى عنه شيئًا، {ومن يرد اللّه فتنته فلن تملك له من اللّه شيئًا} [المائدة:41] قال تعالى: {قل انظروا ماذا في السّماوات والأرض وما تغني الآيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون} [يونس: 101] ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 518]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة