العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة غافر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:12 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة غافر [ من الآية 34 إلى الآية 37]

تفسير سورة غافر [ من الآية 34 إلى الآية 37]

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:00 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات فما زلتم في شكٍّ ممّا جاءكم به حتّى إذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولاً كذلك يضلّ اللّه من هو مسرفٌ مرتابٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد جاءكم يوسف بن يعقوب يا قوم من قبل موسى بالواضحات من حجج اللّه.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ولقد جاءكم يوسف من قبل} قال: قبل موسى.
وقوله: {فما زلتم في شكٍّ ممّا جاءكم به} يقول: فلم تزالوا مرتابين فيما أتاكم به يوسف من عند ربّكم غير موقني القلوب بحقيقته {حتّى إذا هلك} يقول: حتّى إذا مات يوسف قلتم أيّها القوم: لن يبعث اللّه من بعد يوسف إليكم رسولاً بالدّعاء إلى الحقّ {كذلك يضلّ اللّه من هو مسرفٌ مرتابٌ} يقول: هكذا يصدّ اللّه عن إصابة الحقّ وقصد السّبيل من هو كافرٌ به {مرتابٌ} شاكٍ في حقيقة أخبار رسله). [جامع البيان: 20/321-322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 34 - 38
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} قال: رؤيا يوسف عليه السلام). [الدر المنثور: 13/40]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم كبر مقتًا عند اللّه وعند الّذين آمنوا كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ جبّارٍ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل المؤمن من آل فرعون: {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم}.
فقوله: {الّذين} مردودٌ على {من} في قوله: {من هو مسرفٌ}.
وتأويل الكلام: كذلك يضلّ اللّه أهل الإسراف والغلوّ في ضلالهم بكفرهم باللّه، واجترائهم على معاصيه، المرتابين في أخبار رسله، الّذين يخاصمون في حججه الّتي أتتهم بها رسله ليدحضوها بالباطل من الحجج {بغير سلطانٍ أتاهم} يقول: بغير حجّةٍ أتتهم من عند ربّهم يدفعون بها حقيقة الحجج الّتي أتتهم بها الرّسل؛ و{الّذين} إذا كان معنى الكلام ما ذكرنا في موضع نصبٍ ردًّا على {من}.
وقوله: {كبر مقتًا عند اللّه} يقول: كبر ذلك الجدال الّذي يجادلونه في آيات اللّه مقتًا عند اللّه، {وعند الّذين آمنوا} باللّه؛ وإنّما نصب قوله: {مقتًا} لما في قوله {كبر} من ضمير الجدال، وهو نظير قوله: {كبرت كلمةٌ تخرج من أفواههم} فنصب كلمةً من نصبها؛ لأنّه جعل في قوله: {كبرت} ضمير قولهم: {اتّخذ اللّه ولدًا} وأمّا من لم يضمر ذلك فإنّه رفع الكلمة.
وقوله: {كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ جبّارٍ} يقول: كما طبع اللّه على قلوب المسرفين الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم، كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ على اللّه أن يوحّده، ويصدّق رسله جبّارٍ: يعني متعظّمٍ عن اتّباع الحقّ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار، خلا أبي عمرو بن العلاء، على: {كلّ قلب متكبّرٍ} بإضافة القلب إلى المتكبّر، بمعنى الخبر عن أنّ اللّه طبع على قلوب المتكبّرين كلّها؛ ومن كان ذلك قراءته، كان قوله جبّارٍ من نعت متكبّرٍ.
وقد روي عن ابن مسعودٍ أنّه كان يقرأ ذلك (كذلك يطبع اللّه على قلب كلّ متكبّرٍ جبّارٍ).
- حدّثني بذلك ابن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن هارون، أنّه كذلك في حرف ابن مسعودٍ.
وهذا الّذي ذكر عن ابن مسعودٍ، من قراءته يحقّق قراءة من قرأ ذلك بإضافة قلبٍ إلى المتكبّر، لأنّ تقديم كلّ قبل القلب وتأخيرها بعده لا يغيّر المعنى، بل معنى ذلك في الحالتين واحدٌ وقد حكي عن بعض العرب سماعًا: هو يرجّل شعره يوم كلّ جمعةٍ، يعني: كلّ يوم جمعةٍ وأمّا أبو عمرٍو فقرأ ذلك بتنوين القلب وترك إضافته إلى متكبّرٍ، وجعل المتكبّر والجبار من صفة القلب.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه بإضافة القلب إلى المتكبّر، لأنّ التّكبّر فعل الفاعل بقلبه، كما أنّ القاتل إذا قتل قتيلاً وإن كان قتله بيده، فإنّ الفعل مضافٌ إليه، وإنّما القلب جارحةٌ من جوارح المتكبّر، وإن كان بها التّكبّر، فإنّ الفعل إلى فاعله مضافٌ، نظير الّذي قلنا في القتل، وذلك وإن كان كما قلنا، فإنّ الأخرى غير مدفوعةٍ، لأنّ العرب لا تمتنع أن تقول: بطشت يد فلانٍ، ورأت عيناه كذا، وفهم قلبه، فتضيف الأفعال إلى الجوارح، وإن كانت في الحقيقة لأصحابها). [جامع البيان: 20/322-324]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله {الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان} قال: بغير برهان). [الدر المنثور: 13/40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن عند الله وما رآه المؤمنون سيئا فهو سيء عند الله، وكان الأعمش رضي الله عنه يتأول بعده {كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا} ). [الدر المنثور: 13/40]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر} مضاف لا ينون في قلب). [الدر المنثور: 13/40-41]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لعلي أبلغ الأسباب قال الأبواب). [تفسير عبد الرزاق: 2/181]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم في قوله: {يا هامان ابن لي صرحًا} قال: بناه بالآجر قال: وكانوا يكرهون أن يبنوا بالآجر ويجعلوه في القبر [الآية: 36]). [تفسير الثوري: 263]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلّي أبلغ الأسباب (36) أسباب السّموات فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبًا وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل وما كيد فرعون إلاّ في تبابٍ}.
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لمّا وعظه المؤمن من آله بما وعظه به وزجره عن قتل موسى نبيّ اللّه وحذّره من بأس اللّه على قتله إن قتله ما حذّره لوزيره وزير السّوء هامان: {يا هامان ابن لي صرحًا لعلّي أبلغ الأسباب} يعني بناءً، وقد بيّنّا معنى الصّرح فيما مضى بشواهده بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع {لعلّي أبلغ الأسباب} ). [جامع البيان: 20/324]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا} قال: كان أول من بنى بهذا الآجر وطبخه {لعلي أبلغ الأسباب} قال: الأبواب {أسباب} أي أبواب {كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل} قال: فعل ذلك به {زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب} أي في ضلال وخسار). [الدر المنثور: 13/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يا هامان ابن لي صرحا} قال: أوقد على الطين حتى يكون الآجر). [الدر المنثور: 13/41]

تفسير قوله تعالى: (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا في تباب قال في خسار). [تفسير عبد الرزاق: 2/181]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (اختلف أهل التّأويل في معنى الأسباب في هذا الموضع، فقال بعضهم: أسباب السّموات: طرقها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، {أسباب السّموات} قال: طرق السّموات.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {أبلغ الأسباب (36) أسباب السّموات} قال: طرق السّموات.
وقال آخرون: عني بأسباب السّموات: أبواب السّموات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا} وكان أوّل من بنى بهذا الآجر وطبخه {لعلّي أبلغ الأسباب (36) أسباب السّموات} أي أبواب السّموات.
وقال آخرون: بل عني به منزل السّماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لعلّي أبلغ الأسباب (36) أسباب السّموات} قال: منزل السّماء.
وقد بيّنّا فيما مضى قبل، أنّ السّبب: هو كلّ ما تسبّب به إلى الوصول إلى ما يطلب من حبلٍ وسلمٍ وطريقٍ وغير ذلك.
فأولى الأقوال بالصّواب في ذلك أن يقال: معناه لعلّي أبلغ من أسباب السّموات أسبابًا أتسبّب بها إلى رؤية إله موسى، طرقًا كانت تلك الأسباب منها، أو أبوابًا، أو منازل، أو غير ذلك.
وقوله: {فأطّلع إلى إله موسى} اختلف القرّاء في قراءة قوله: {فأطّلع} فقرأت ذلك عامّة قرّاء الأمصار: (فأطّلع) بضمّ العين: ردًّا على قوله: {أبلغ الأسباب} وعطفًا به عليه، وذكر عن حميدٍ الأعرج أنّه قرأ {فأطّلع} نصبًا جوابًا لـ{لعلّ}، وقد ذكر الفرّاء أنّ بعض العرب أنشده:
علّ صروف الدّهر أو دولاتها = يدلننا اللّمّة من لمّاتها
فتستريح النّفس من زفراتها
فنصب فتستريح على أنّها جوابٌ للعلّ.
والقراءة الّتي لا أستجيز غيرها الرّفع في ذلك، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
وقوله: {وإنّي لأظنّه كاذبًا} يقول: وإنّي لأظنّ موسى كاذبًا فيما يقول ويدّعي من أنّ له في السّماء ربًّا أرسله إلينا.
وقوله: {وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله} يقول اللّه تعالى ذكره: وهكذا زيّن اللّه لفرعون حين عتا عليه وتمرّد، قبيح عمله، حتّى سوّلت له نفسه بلوغ أسباب السّموات، ليطّلع إلى إله موسى.
وقوله: {وصدّ عن السّبيل} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء البصرة والكوفة: {وصدّ عن السّبيل} بضمّ الصّاد، على وجه ما لم يسمّ فاعله.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وصدّ عن السّبيل} قال: فعل ذلك به، زيّن له سوء عمله، وصدّ عن السّبيل.
وقرأ ذلك حميدٌ وأبو عمرٍو وعامّة قرّاء البصرة (وصدّ) بفتح الصّاد، بمعنى: وأعرض فرعون عن سبيل اللّه الّتي ابتعث بها موسى استكبارًا.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {وما كيد فرعون إلاّ في تبابٍ} يقول تعالى ذكره: وما احتيال فرعون الّذي يحتال للاطّلاع إلى إله موسى، إلاّ في خسارٍ وذهاب مالٍ وغبنٍ، لأنّه ذهبت نفقته الّتي أنفقها على الصّرح باطلاً، ولم ينل بما أنفق شيئًا ممّا أراده، فذلك هو الخسار والتّباب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما كيد فرعون إلاّ في تبابٍ} يقول: في خسرانٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {في تبابٍ} قال: خسارٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وما كيد فرعون إلاّ في تبابٍ} أي في ضلالٍ وخسارٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما كيد فرعون إلاّ في تبابٍ} قال: التّباب والضّلال واحدٌ). [جامع البيان: 20/324-329]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا في تباب يعني في خسار وضلال). [تفسير مجاهد: 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا} قال: كان أول من بنى بهذا الآجر وطبخه {لعلي أبلغ الأسباب} قال: الأبواب {أسباب} أي أبواب {كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل} قال: فعل ذلك به {زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب} أي في ضلال وخسار). [الدر المنثور: 13/41] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح رضي الله عنهم في قوله {أسباب السماوات} قال: طرق السموات). [الدر المنثور: 13/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إلا في تباب} قال: خسران). [الدر المنثور: 13/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {في تباب} قال: في خسارة). [الدر المنثور: 13/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ (وصدوا عن السبيل) برفع الصاد). [الدر المنثور: 13/41-42]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 08:44 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات فما زلتم في شكّ ممّا جاءكم به حتّى إذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولا كذلك يضلّ اللّه من هو مسرف مرتاب (34)}
أي : الآيات المعجزات.
{حتى إذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولا}: أي: أقمتم على كفركم , وظننتم أنه لا يجدد عليكم إيجاب الحجة.
{كذلك يضلّ اللّه من هو مسرف مرتاب}:أي: مثل ذلك الضلال يضل اللّه من هو مسرف مرتاب.
{مسرف}:ههنا كافر، و {مرتاب} :شاكّ في أمر اللّه وأنبيائه). [معاني القرآن: 4/374]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات}
أي : من قبل موسى بالبينات , أي: بالآيات المعجزات .
{فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا}
أي : ظننتم أن الحجة لا تقام عليكم بعده , كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب , أي: مثل هذا الضلال, يضل الله من هو مسرف مرتاب).
[معاني القرآن: 6/222]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كبر مقتاً عند اللّه...}.
أي: كبر ذلك الجدال مقتا، ومثله:
{كبرت كلمةً تخرج من أفواههم} :أضمرت في كبرت قولهم: {اتّخذ اللّه ولداً} , ومن رفع الكلمة , لم يضمر، وقرأ الحسن بذلك برفع الكلمة :{كبرت كلمةٌ تخرج}.
وقوله:
{على كلّ قلب متكبّرٍ جبّارٍ...}.
يضيف القلب إلى المتكبر، ومن نوّن جعل القلب هو المتكبر الجبار، وهي في قراءة عبد الله
{كذلك يطبع اللّه على قلب كلّ متكبر جبار}: فهذا شاهدٌ لمن أضاف، والمعنى في تقدم القلب , وتأخره واحد ,والله أعلم.
قال: سمعت بعض العرب يرجّل شعره يوم كل جمعة، يريد: كل يوم جمعة، والمعنى واحد).
[معاني القرآن: 3/8-9]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان أتاهم كبر مقتاً عند اللّه وعند الّذين آمنوا كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ جبّارٍ}
وقال:
{على كلّ قلب متكبّرٍ جبّارٍ} , فمن نون جعل "المتكبّر الجبار" من صفته , ومن لم ينون أضاف "القلب" إلى المتكبر). [معاني القرآن: 4/3]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند اللّه وعند الّذين آمنوا كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّر جبّار (35)}
(الذين) في موضع نصب على الرد على " من " , أي: كذلك اللّه يضل الذين يجادلون في آيات اللّه بغير حجة أتتهم.
ويجوز أن يكون موضع (الذين) رفعا على معنى :
{من هو مسرف مرتاب }:هم الذين يجادلون.
وقوله عزّ وجلّ:
{كبر مقتا عند اللّه وعند الّذين آمنوا} :أي: كبر جدالهم مقتا عند الله , وعند الذين آمنوا.
{كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّر جبّار} : ويقرأ على كل قلب متكبّر، والأول الوجه؛ لأن المتكبر هو الإنسان, وقد يجوز أن تقول: قلب متكبّر، أي صاحبه متكبّر). [معاني القرآن: 4/374]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم}
على البدل من
{من} , ومعنى :{كبر مقتا }: كبر الجدال مقتا .
ثم قال جل وعز:
{كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}
وفي قراء عبد الله بن مسعود :
{على قلب كل متكبر جبار} : ومعنى هذه القراءة كمعنى الأولى , كما يقال: أنا أكلم فلانا يوم كل جمعة , وكل يوم جمعة
فأما التنوين , فإنه يقال: قلب متكبر , أي : صاحبه متكبر.).
[معاني القرآن: 6/224]


تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّعلّي أبلغ الأسباب... (أسباب السّماوات) فأطّلع...}.
بالرفع، يردّه على قوله: "أبلغ". ومن جعله جوابا للعلّي نصبه، وقد قرأ به بعض القراء قال: وأنشدني بعض العرب:
علّ صروف الدّهر أو دولاتها
= يدللنا اللّمّة من لمّاتها
= فتستريح النفس من زفراتها
فنصب على الجواب بلعلّ).
[معاني القرآن: 3/9]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لّعلّي أبلغ الأسباب}
وقال:
{يا هامان ابن لي} : بعضهم يضم النون , كأنه اتبعها ضمة النون التي في {هامان} , كما قالوا "منتنٌ" فكسروا الميم للكسرة التي في التاء , وبينها حرف ساكن فلم يحل, وكذلك لم يحل الباء في قوله: {ابن لي}).[معاني القرآن: 4/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (السبب والحبل
السّبب أصله: الحبل.
ثم قيل: لكل شيء وصلت به إلى موضع، أو حاجة تريدها: سبب.
تقول: فلان سببي إليك، أي وصلني إليك. وما بيني وبينك سبب، أي آصرة رحم، أو عاطفة مودّة.
ومنه قيل للطريق: سبب؛ لأنّك بسلوكه تصل إلى الموضع الذي تريده، قال عز وجل: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} أي: طريقا.
وأسباب السماء: أبوابها؛ لأن الوصول إلى السماء يكون بدخولها. قال الله عز وجل- حكاية عن فرعون: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ}.
وقال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = ولو نالَ أسبابَ السَّمَاءِ بسُلَّمِ). [تأويل مشكل القرآن: 464] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلّي أبلغ الأسباب (36)}: والصرح القصر، وكل بناء عظيم فهو صرح.
{لعلّي أبلغ الأسباب} : جاء في التفسير : أبواب السماء، , والأسباب في اللغة ما اتصل بالشيء.
وكذلك يقال : للحبل سبب؛ لأنه يوصل بالأشياء.
وجاء في التفسير: أيضا طرق السّماوات.
فالمعنى - واللّه أعلم, لعلي أبلغ إلى الذي يؤديني إلى السّماوات).
[معاني القرآن: 4/374-375]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا}
أي: قصرا , وكل بناء عظيم صرح .
{لعلي أبلغ الأسباب}, قال قتادة : أي: الأبواب .
والسبب في اللغة : ما يؤدي إلى الشيء , فالمعنى لعلي أبلغ ما يؤدي إلى السموات).
[معاني القرآن: 6/224]

تفسير قوله تعالى: {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّعلّي أبلغ الأسباب... (أسباب السّماوات) فأطّلع...}.
بالرفع، يردّه على قوله: "أبلغ", ومن جعله جوابا للعلّي نصبه، وقد قرأ به بعض القراء قال: وأنشدني بعض العرب:
علّ صروف الدّهر أو دولاتها
= يدللنا اللّمّة من لمّاتها
=فتستريح النفس من زفراتها
, فنصب على الجواب بلعلّ).
[معاني القرآن: 3/9] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في تباب} : في هلكة). [مجاز القرآن: 2/194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{لعلّي أبلغ الأسباب (36) أسباب السّماوات} : أي: أبوابها.
{في تبابٍ} : أي : بطلان, وكذلك: الخسران, ومنه: {تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ} ، وقوله: {وما زادوهم غير تتبيبٍ} ).[تفسير غريب القرآن: 387]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أسباب السّماوات فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبا وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل وما كيد فرعون إلّا في تباب (37)}
ويقرأ :
{فأطلع} : بالرفع والنصب.
{وإنّي لأظنّه كاذبا} : هذا قول فرعون، يقول : وإن كنت زعمت أني أطلع إلى إله موسى، فأنا قلت هذا على دعوى موسى لا على أني على يقين من ذلك.
فيروى : أن هامان طبخ الآجر , لبناء الصرح, وأن أول من طبخ الآجر هامان.
{وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله} : موضع الكاف نصب المعنى {زيّن لفرعون سوء عمله}: مثل ما وصفنا.
{وصدّ عن السّبيل} : أي صدّ عن السّبيل المستقيم, أي: المستقيمة , بكفره.
{وما كيد فرعون إلّا في تباب} : إلا في خسران، يقال: تبّت يداه أي خسرتا). [معاني القرآن: 4/375]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل}
ويقرأ :
{وصد عن السبيل } , وهو اختيار أبي عبيد.
وروي , عن ابن أبي إسحاق :
{وصد عن السبيل } .
قالوا أبو جعفر : وأحسنها
{ وصد عن السبيل } , كما قال تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله} .
وقول أبي عبيد في اختياره : ليس بشيء؛ لأن من قرأه بالضم, فالمعنى عنده على ما ذكر أبو حاتم: وصده الشيطان عن السبيل , كما قال: وزين لهم الشيطان أعمالهم , فصدهم عن السبيل المستقيمة .
ثم قال جلا وعز:
{وما كيد فرعون إلا في تباب}
قال مجاهد , وقتادة: أي في خسار
قال أبو جعفر من هذا قوله جل وعز:
{تبت يدا أبي لهب}
وقوله:
{وما زادوهم غير تتبيب} ).[معاني القرآن: 6/224-226]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي تَبَابٍ}: أي: بطلان.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 216]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَبَابٍ}: هلاك.). [العمدة في غريب القرآن: 263]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 08:45 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 03:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب * الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}
قد قدمنا ذكر الخلاف في هذه الأقوال كلها، هل هي من قول مؤمني آل فرعون أو من قول موسى عليه السلام؟ وقالت فرقة من المتأولين منهم الطبري: يوسف المذكور هو يوسف بن يعقوب عليه الصلاة والسلام، وقالت فرقة: بل هو حفيده يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب عليه السلام. و"البينات" التي جاء بها يوسف عليه السلام لم تعين لنا حتى نقف على معجزاته، وروي عن وهب بن منبه أن فرعون موسى لحق يوسف، وأن هذا التقريع له. وروى أشهب عن مالك أنه بلغه أن فرعون عمر أربعمائة سنة وأربعين سنة، وقالت فرقة: بل هو فرعون آخر.
وقوله تعالى: {قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا} حكاية لرتبة قولهم لأنهم إنما أرادوا: أن يجيء بعد هذا من يدعي مثل ما ادعى، ولم يقر أولئك قط برسالة الأول ولا الآخر ولا بأن الله يبعث الرسل، فحكى رتبة قولهم، وجاءت عبارتهم مشنعة عليهم، ولذلك قال بإثر هذا: كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب، أي: كما صيركم من الكفر والضلالة في هذا الحد فنحو ذلك هو إضلاله لصنفكم أهل السرف في الأمور وتعدي الطور والارتياب بالحقائق. وفي مصحف أبي بن كعب، وابن مسعود: "قُلْتُمْ أَلَنْ يبعث اللهُ").[المحرر الوجيز: 7/ 441-442]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أنحى لهم على قوم صفتهم موجودة في قوم فرعون، فكأنه أرادهم فزال عن مخاطبتهم حسن أدب واستخلابا، فقال: الذين يجادلون في آيات الله، أي بالإبطال لها والرد بغير برهان ولا حجة أتتهم من عند الله. كبر مقتا جدالهم عند الله، فاختصر ذكر الجدال لدلالة تقدم ذكره عليه، ورد الفاعل بـ"كبر" نصبا على التمييز، كقولك: تفقأت شحما وتصببت عرقا، و"يطبع" معناه: يختم بالضلال ويحجب عن الهدى.
وقرأ أبو عمرو، والأعرج - بخلاف عنه -: "على كل قلب" بالتنوين "متكبر" على الصفة، وقرأ الباقون: بالإضافة إلى "متكبر"، قال أبو علي: المعنى: يطبع الله على القلوب إذ كانت قلبا قلبا من كل متكبر، ويؤكد ذلك أن في مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "على قلب كل متكبر".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويتجه أن يكون المراد عموم قلب المتكبر الجبار بالطبع، أي لا ذرة فيه من إيمان ولا مقاربة، فهي عبارة عن شدة إطلاقه). [المحرر الوجيز: 7/ 442-443]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب * وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد * يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار * من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب}
ذكر الله عز وجل مقالة فرعون حين أعيته الحيل في مقاومة موسى عليه السلام بحجة، وظهر لجميع المشاهدين أن ما يدعو إليه موسى هو عبادة إله السماء، فنادى فرعون هامان - وهو وزيره والناظر في أموره - فأمره أن يبني له بناء عاليا نحو السماء، و"الصرح" كل بناء عظيم شنيع القدر، مأخوذ من الظهور والصراحة، ومنه قولهم: "صريح النسب، وصرح بقوله"، فيروى أن هامان طبخ الآجر - ولم يطبخ قبله - وبناه ارتفاع مائة ذراع، فبعث الله تبارك وتعالى جبريل عليه السلام فمسحه بجناحه فكسره ثلاث كسر، تفرقت اثنتان ووقعت ثالثة في البحر، وروي أن هامان لم يكن من القبط، وقيل: كان منهم، و"الأسباب": الطرق، قاله السدي، وقال قتادة: الأبواب، وقيل: عنى: لعله يجد مع قربه من السماء سببا يتعلق به.
وقرأ الجمهور: "فأطلع" بالرفع عطفا على "أبلغ"، وقرأ حفص عن عاصم، والأعرج: "فأطلع" بالنصب بالفاء في جواب التمني. ولما قال فرعون بمحضر من ملئه: فأطلع إلى إله موسى اقتضى كلامه الإقرار بإله موسى، فاستدرك ذلك استدراكا قلقا بقوله: {وإني لأظنه كاذبا}.
ثم قال تعالى: {وكذلك زين} أي أنه كما تخرق فرعون في بناء الصرح والأخذ في هذه الفنون المقصرة، كذلك جرى جميع أمره، وزين له، أي زين الشيطان سوء عمله في كل أفعاله، وقرأ الجمهور: "وصد عن السبيل" بفتح الصاد، بإسناد الفعل إلى فرعون، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم، وجماعة بضم الصاد وفتح الدال المشددة: "وصد" عطفا على "زين" وحملا عليه، وقرأ يحيى بن وثاب: "وصد" بكسر الصاد على معنى صد أصله صدد، فنقلت الحركة ثم أدغمت الدال في الدال، وقرأ ابن أبي إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي بكرة: "وصد" بفتح الصاد ودال مهملة مشددة مرفوعة منونة عطفا على قوله: {سوء عمله}. و"السبيل": سبيل الشرع والإيمان، و"التباب": الخسران، ومنه: تبت يدا أبي لهب وتب، وبه فسر مجاهد وقتادة، وتب فرعون ظاهر لأنه خسر ماله في الصرح وغيره، وخسر ملكه، وخسر نفسه، وخلد في جهنم). [المحرر الوجيز: 7/ 443-444]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات} يعني: أهل مصر، قد بعث اللّه فيهم رسولًا من قبل موسى، وهو يوسف، عليه السّلام، كان عزيز أهل مصر، وكان رسولًا يدعو إلى اللّه أمّته القبط، فما أطاعوه تلك السّاعة إلّا لمجرّد الوزارة والجاه الدّنيويّ؛ ولهذا قال: {فما زلتم في شكٍّ ممّا جاءكم به حتّى إذا هلك قلتم لن يبعث اللّه من بعده رسولا} أي: يئستم فقلتم طامعين: {لن يبعث اللّه من بعده رسولا} وذلك لكفرهم وتكذيبهم {كذلك يضلّ اللّه من هو مسرفٌ مرتابٌ} أي: كحالكم هذا).[تفسير ابن كثير: 7/ 143]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم} أي: الّذين يدفعون الحقّ بالباطل، ويجادلون الحجج بغير دليلٍ وحجّةٍ معهم من اللّه، فإنّ اللّه يمقت على ذلك أشدّ المقت؛ ولهذا قال تعالى: {كبر مقتًا عند اللّه وعند الّذين آمنوا} أي: والمؤمنون أيضًا يبغضون من تكون هذه صفته، فإنّ من كانت هذه صفته، يطبع اللّه على قلبه، فلا يعرف بعد ذلك معروفًا، ولا ينكر منكرًا؛ ولهذا قال: {كذلك يطبع اللّه على كلّ قلب متكبّرٍ} أي: على اتّباع الحقّ {جبّارٍ}.
وروى ابن أبي حاتمٍ عن عكرمة -وحكي عن الشّعبيّ-أنّهما قالا لا يكون الإنسان جبّارًا حتّى يقتل نفسين.
وقال أبو عمران الجونيّ وقتادة: آية الجبابرة القتل بغير حقٍّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 144]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلّي أبلغ الأسباب (36) أسباب السّموات فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبًا وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل وما كيد فرعون إلا في تبابٍ (37)}
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون، وعتوّه، وتمرّده، وافترائه في تكذيبه موسى، عليه السّلام، أنّه أمر وزيره هامان أن يبني له صرحًا، وهو: القصر العالي المنيف الشّاهق. وكان اتّخاذه من الآجرّ المضروب من الطّين المشويّ، كما قال: {فأوقد لي ياهامان على الطّين فاجعل لي صرحًا} [القصص: 38]، ولهذا قال إبراهيم النّخعيّ: كانوا يكرهون البناء بالآجرّ، وأن يجعلوه في قبورهم. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقوله: {لعلّي أبلغ الأسباب * أسباب السّموات} قال سعيد بن جبيرٍ، وأبو صالحٍ: أبواب السموات. وقيل: طرق السّموات {فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبًا}، وهذا من كفره وتمرّده، أنّه كذّب موسى في أنّ اللّه، عزّ وجلّ، أرسله إليه، قال اللّه تعالى: {وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل} أي: بصنيعه هذا الّذي أراد أن يوهم به الرّعيّة أنّه يعمل شيئًا يتوصّل به إلى تكذيب موسى، عليه السّلام؛ ولهذا قال تعالى: {وما كيد فرعون إلا في تبابٍ} قال ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]، ومجاهدٌ: يعني إلّا في خسارٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 144]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة