تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال دلا دلوه فتشبث الغلام بالدلو فلما خرج قال يا بشراي هذا غلام قال قتادة بشرهم واردهم حين وجد يوسف). [تفسير عبد الرزاق: 1/320]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وأسروه بضاعة قال أسروا بيعه). [تفسير عبد الرزاق: 1/320]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فأرسلوا واردهم} قال: رسولهم وساقيهم [الآية: 19]). [تفسير الثوري: 138]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجاءت سيّارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلامٌ وأسرّوه بضاعةً واللّه عليمٌ بما يعملون}.
يقول تعالى ذكره: وجاءت مارّة الطّريق من المسافرين. {فأرسلوا واردهم} وهو الّذي يرد المنهل والمنزل، ووروده إيّاه: مصيره إليه ودخوله. {فأدلى دلوه} يقول: أرسل دلوه في البئر، يقال: دلّيت الدّلو في البئر إذا أرسلتها فيه، فإذا استقيت فيها قلت: دلوت أدلو دلوًا.
وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة ما ذكر عليه فترك، وذلك: فأدلى دلوه، فتعلّق به يوسف فخرج، فقال المدلّي: {يا بشرى هذا غلامٌ}.
وبالّذي قلنا في ذلك، جاءت الأخبار عن أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {وجاءت سيّارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه} فتعلّق يوسف بالحبل فخرج، فلمّا رآه صاحب الحبل نادى رجلاً من أصحابه يقال له بشرى: {يا بشرى هذا غلامٌ}
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه} فتشبّث الغلام بالدّلو، فلمّا خرج قال: يا بشرى هذا غلامٌ
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأرسلوا واردهم} يقول: أرسلوا رسولهم، فلمّا أدلى دلوه تشبّث بها الغلام {قال يا بشرى هذا غلامٌ}.
واختلفوا في معنى قوله: {يا بشرى هذا غلامٌ} فقال بعضهم: ذلك تبشيرٌ من المدلّي دلوه أصحابه في إصابته يوسف بأنّه أصاب عبدًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قال يا بشرى هذا غلامٌ} تباشروا به حين أخرجوه، وهي بئرٌ بأرض بيت المقدس معلومٌ مكانها
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {يا بشرى هذا غلامٌ} قال: بشّرهم واردهم حين وجد يوسف.
وقال آخرون: بل ذلك اسم رجلٍ من السّيّارة بعينه ناداه المدلّي لمّا خرج يوسف من البئر متعلّقًا بالحبل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {يا بشرى هذا غلامٌ} قال: نادى رجلاً من أصحابه يقال له: بشرى، فقال: {يا بشرى هذا غلامٌ}
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا خلف بن هشامٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيس بن الرّبيع، عن السّدّيّ، في قوله: {يا بشرى هذا غلامٌ} قال: كان اسم صاحبه بشرى
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، في قوله: {يا بشرى هذا غلامٌ} قال: اسم الغلام بشرى؛ قال: يا بشرى، كما تقول: يا زيدٌ.
واختلفت القرّأة في قراءة ذلك، فقرأ ذلك عامّة قرّأة أهل المدينة: ( يا بشريّ ) بإثبات ياء الإضافة، غير أنّه أدغم الألف في الياء طلبًا للكسرة الّتي تلزم ما قبل ياء الإضافة من المتكلّم في قولهم: غلامي وجاريتي في كلّ حالٍ، وذلك من لغة طيّئٍ، كما قال أبو ذؤيبٍ:
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم = فتخرّموا ولكلّ جنبٍ مصرع
وقرأ ذلك عامّة قرّأة الكوفيّين: {يا بشرى} بإرسال الياء وترك الإضافة.
وإذا قرئ ذلك كذلك، احتمل وجهين من التّأويل: أحدهما ما قاله السّدّيّ، وهو أن يكون اسم رجلٍ دعاه المستقي باسمه، كما يقال: يا زيد، ويا عمرو، فيكون بشرى في موضع رفعٍ بالنّداء.
والآخر: أن يكون أراد إضافة البشرى إلى نفسه، فحذف الياء وهو يريدها، فيكون مفردًا وفيه نيّة الإضافة، كما تفعل العرب في النّداء فتقول: يا نفس اصبري، ويا نفس اصبري، ويا بنيّ لا تفعل، ويا بنيّ لا تفعل، فتفرد وترفع وفيه نيّة الإضافة، وتضيف أحيانًا فتكسر، كما تقول: يا غلام أقبل، ويا غلام أقبل.
وأعجب القراءت في ذلك إليّ قراءة من قرأه بإرسال الياء وتسكينها؛ لأنّه إن كان اسم رجلٍ بعينه كان معروفًا فيهم كما قال السّدّيّ، فذلك هي القراءة الصّحيحة لا شكّ فيها، وإن كان من التّبشير فإنّه يحتمل ذلك إذا قرئ كذلك على ما بيّنت.
وأمّا التّشديد والإضافة في الياء فقراءةٌ شاذّةٌ لا أرى القراءة بها، وإن كانت لغةً معروفةً؛ لإجماع الحجّة من القرّاء على خلافها
وأمّا قوله: {وأسرّوه بضاعةً} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: وأسرّه الوارد المستقي وأصحابه من التّجّار الّذين كانوا معهم، وقالوا لهم: هو بضاعةٌ استبضعناها بعض أهل مصر؛ لأنّهم خافوا إن علموا أنّهم اشتروه بما اشتروه به أن يطلبوا منهم فيه الشّركة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وأسرّوه بضاعةً} قال: صاحب الدّلو ومن معه، قالوا لأصحابهم: إنّما استبضعناه، خيفةً أن يشركوهم فيه إن علموا بثمنه، وتبعهم إخوته يقولون للمدلّي وأصحابه: استوثق منه لا يأبق حتّى وقفّوه بمصر، فقال: من يبتاعني ويبشر؟ فاشتراه الملك، والملك مسلمٌ.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بنحوه، غير أنّه قال: خيفة أن يستشركوهم إن علموا به، واتّبعهم إخوته يقولون للمدلّي وأصحابه: استوثقوا منه لا يأبق حتّى أوقفوه بمصر، وسائر الحديث مثل حديث محمّد بن عمرٍو.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ. قال: وثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه، غير أنّه قال: خيفة أن يشاركوهم فيه إن عملوا بثمنه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه، إلاّ أنّه قال: خيفة أن يستشركوهم فيه إن علموا ثمنه. وقال أيضًا: حتّى أوقفوه بمصر
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وأسرّوه بضاعةً} قال: لمّا اشتراه الرّجلان فرقا من الرّفقة أن يقولوا اشتريناه فيسألوهم الشّركة، فقالا: إن سألونا ما هذا؟ قلنا بضاعةٌ استبضعناه أهل الماء. فذلك قوله: {وأسرّوه بضاعةً} بينهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأسرّه التّجّار بعضهم من بعضٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، {وأسرّوه بضاعةً} قال: أسرّه التّجّار بعضهم من بعضٍ
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل، قال: حدّثنا سفيان، عن مجاهدٍ: {وأسرّوه بضاعةً} قال: أسرّه التّجّار بعضهم من بعضٍ.
وقال آخرون: معنى ذلك: وأسرّوا بيعه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، {وأسرّوه بضاعةً} قال: أسرّوا بيعه
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، {وأسرّوه بضاعةً} قال: قالوا لأهل الماء: إنّما هو بضاعةٌ.
وقال آخرون: إنّما عنى بقوله: {وأسرّوه بضاعةً} إخوة يوسف أنّهم أسرّوا شأن يوسف أن يكون أخاهم، قالوا: هو عبدٌ لنا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأسرّوه بضاعةً} يعني إخوة يوسف أسرّوا شأنه وكتموا أن يكون أخاهم، فكتم يوسف شأنه مخافة أن تقتله إخوته، وأختار البيع فذكره إخوته لوارد القوم، فنادى أصحابه قال: {يا بشرى هذا غلامٌ} يباع فباعه إخوته.
وأولى هذه الأقوال بالصّواب قول من قال: وأسرّ وارد القوم المدلّي دلوه ومن معه من أصحابه من رفقته السّيّارة أمر يوسف أنّهم اشتروه خيفةً منهم أن يستشركوهم، وقالوا لهم: هو بضاعةٌ أبضعها معنا أهل الماء. وذلك أنّه عقب الخبر عنه، فلأن يكون ما وليّه من الخبر خبرًا عنه، أشبه من أن يكون خبرًا عمّن هو بالخبر عنه غير متّصلٍ
وقوله: {واللّه عليمٌ بما يعملون} يقول تعالى ذكره: واللّه ذو علمٍ بما يعمله باعة يوسف ومشتروه في أمره لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ، ولكنّه ترك تغيير ذلك ليمضي فيه وفيهم حكمه السّابق في علمه، وليرى إخوة يوسف، ويوسف وأبوه قدرته فيه.
وهذا، وإن كان خبرًا من اللّه تعالى ذكره عن يوسف نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّه تذكيرٌ من اللّه نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، وتسليةً منه له عمّا كان يلقى من أقربائه وأنسبائه المشركين من الأذى فيه، يقول له: فاصبر يا محمّد على ما نالك في اللّه، فإنّي قادرٌ على تغيير ما ينالك به هؤلاء المشركون، كما كنت قادرًا على تغيير ما لقي يوسف من إخوته في حال ما كانوا يفعلون به ما فعلوا، ولم يكن تركي ذلك لهوان يوسف عليّ، ولكن لماضي علمي فيه وفي إخوته، فكذلك تركي تغيير ما ينالك به هؤلاء المشركون لغير هوانٍ بك عليّ، ولكن لسابق علمي فيك وفيهم، ثمّ يصير أمرك وأمرهم إلى علوّك عليهم، وإذعانهم لك، كما صار أمر إخوة يوسف إلى الإذعان ليوسف بالسّؤدد عليهم، وعلوّ يوسف عليهم). [جامع البيان: 13/42-50]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وجاءت سيّارةٌ فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلامٌ وأسرّوه بضاعةً واللّه عليمٌ بما يعملون (19)
قوله تعالى: وجاءت سيّارةٌ
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قوله: وجاءت سيارة فنزلوا على الجب والجب: البئر.
- حدّثنا محمّد العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمد ابن إسحاق قال: فلمّا انتهوا به إلى المكان الّذي أرادوا به ما أرادوا، جرّدوه من قميصه، وهو يناشدهم اللّه ورحمه وقلّة ذنبه فيما بينه وبينهم، فلم تعطفهم عليه عاطفةٌ، وقذفوه في الجبّ بغلظةٍ وفظاظةٍ، وقلّة رأفةٍ، ثمّ قعدوا فيما بلغني ينظرون بقيّة يومهم ذلك ما هو صانعٌ في الجبّ، أو مصنوعٌ به، إذ أقبلت سيّارةٌ من العرب فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه.
قوله تعالى: فأرسلوا واردهم
- حدّثنا أبي، ثنا هشامٌ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: فأرسلوا واردهم يقول: أرسلوا رسولهم.
قوله تعالى: فأدلى دلوه
- وبه، عن قتادة قوله: فأدلى دلوه فلمّا أدلى دلوه تشبّث به الغلام.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قوله: فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه فاستقى من الماء، فاستخرج يوسف.
قوله تعالى: قال يا بشرى هذا غلام
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ في قوله: يا بشرى فيقول: يا بشارة.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق: ثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: يا بشرى هذا غلامٌ فلمّا أدلى دلوه تشبث به الغلام، ف قال: يا بشرى هذا غلامٌ، تباشروا به حين استخرجوه، وهي بئرٌ ببيت المقدس، معلومٌ مكانها.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا قيسٌ، عن السّدّيّ، قال: كان اسم صاحبه: يعني قوله: يا بشرى
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر ابن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فأدلى دلوه فتعلّق يوسف بالحبل، فخرج فلمّا رآه صاحب الدّلو، دعا رجلا من أصحابه، يقال له بشرى، ف قال: يا بشرى هذا غلامٌ فسمع به إخوة يوسف، فجاءوا فقالوا: هذا عبدٌ لنا أبق ورطنوا له بلسانهم فقالوا: لئن أنكرت أنّك عبدٌ لنا لنقتلنّك، أترانا نرجع بك إلى يعقوب وقد أخبرناه أنّ الذّئب قد أكلك؟ قال: يا إخوتاه: ارجعوا بي إلى يعقوب فأنا أضمن لكم رضاه ولا أذكّركم هذا أبدًا. فأبوا.
فقال الغلام: أنا عبدٌ لهم.
قوله تعالى: وأسرّوه بضاعةً
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: وأسرّوه بضاعةً صاحب الدّلو ومن معه فقالوا لأصحابهم: إنّا استبضعناه خيفة أن يستشركوهم فيه، إن علموا به، واتّبعهم إخوته يقولون للمدلّي وأصحابه: استوثقوا منه، لا يأبقنّ حتّى وافوه بمصر، فقال: من يبتاعني ويبشر، فاشتراه الملك، والملك مسلمٌ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ وأسرّوه بضاعةً قال: أسرّوه التّجّار بعضهم، عن بعضٍ، قالوا: هو بضاعةٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا عبيد بن آدم، حدّثنا أبي، ثنا شيبان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، قوله: وأسرّوه بضاعةً يقول: استبضعوه أهل الماء، وقد باعوه سرًّا.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قراءةً أخبرني محمّد بن شعيبٍ، أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه عطاءٍ: وأمّا قوله: وأسرّوه بضاعةً فدسّوه بينهم بيعًا سرًّا.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، فلمّا اشتراه الرّجلان فرقًا من الرّفقة أن يقولا: اشتريناه فيسألونهما الشّركة، فقالوا: تقول إن سألونا: ما هذا؟ نقول: بضاعةً استبضعناها من أهل البئر فذلك قوله: وأسرّوه بضاعةً.
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي الغمر، ثنا مفضّل بن فضالة قال: سألته يعني: أبا صخرٍ، عن قوله: وأسرّوه بضاعةً قال: إنّهم لمّا ألقوه في الجبّ، بصروا العير قد أقبلت، فلمّا أرسل أهل العير واردهم، وأدلى دلوه أحسّ بالغلام، فنادى أصحابه فلمّا أتوا، قال لهم إخوة يوسف: هذا الغلام الّذي في الجبّ غلامٌ لنا مملوكٌ، فهل لكم أن تبتاعوه منّا؟ وأسرّوا بيعهم بينهم.
قوله تعالى: واللّه عليمٌ بما يعملون
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق العليم أي: علم بما يخفون). [تفسير القرآن العظيم: 7/2112-2115]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأسروه بضاعة قال أحد عشر رجلا منهم باعوه حين أخرجه المدلي دلوه وأسروه بضاعة يعني صاحب الدلو ومن معه قالوا لأصحابهم إنما استبضعناه خيفة أن يستشركوهم فيه إن علموا بثمنه واتبعهم إخوة يوسف يقولون للمدلي وأصحابه استوثقوا منه لا يأبق حتى أوقفوه بمصر فقال يوسف حين أوقفوه من يبتاعني ويبشر فاشتراه الملك وهو مسلم). [تفسير مجاهد: 312-313]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 19.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال: جاءت سيارة فنزلت على الجب فأرسلوا واردهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاما لا يعلمون علمه ولا منزلته عند ربه فزهدوا فيه فباعوه وكان بيعه حراما وباعوه بدراهم معدودة). [الدر المنثور: 8/210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فأرسلوا واردهم} يقول: فأرسلوا رسولهم فأدلى دلوه فتشبث الغلام بالدلو فلما خرج قال: يا بشراي هذا غلام تباشروا به حين استخرجوه: وهي بئر ببيت المقدس معلوم مكانها). [الدر المنثور: 8/210-211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق في قوله [ يا بشراي ] قال: يا بشارة). [الدر المنثور: 8/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر من طريق أبي عبيد قال: سمعت الكسائي يحدث عن حمزة عن الأعمش وأبي بكر عن عاصم أنهما قرآ {يا بشرى} بإرسال الياء غير مضاف إليه). [الدر المنثور: 8/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {يا بشرى} قال: كان اسم صاحبه بشرى، قال: يا بشرى كما تقول يا زيد). [الدر المنثور: 8/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي في قوله {يا بشرى} قال كان اسمه بشرى). [الدر المنثور: 8/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأسروه بضاعة} يعني إخوة يوسف أسروا شأنه وكتموا أن يكون أخاهم وكتم يوسف مخافة أن يقتله إخوته واختار البيع فباعه إخوته بثمن بخس). [الدر المنثور: 8/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وأسروه بضاعة} قال: أسروا بيعه). [الدر المنثور: 8/212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {وأسروه بضاعة} قال: أسره التجار بعضهم من بعض). [الدر المنثور: 8/212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأسروه بضاعة} قال: صاحب الدلو ومن معه فقالوا لأصحابهم: إنا استبضعناه خفية أن يستشركوكم فيه إن عملوا به وأتبعهم إخوته يقولون للمدلي وأصحابه: استوثقوا منه لا يأبقن حتى وثقوه بمصر فقال: من يبتاعني ويستسر فابتاعه الملك والملك مسلم). [الدر المنثور: 8/212]
تفسير قوله تعالى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وشروه بثمن بخس قال ظلم وهم السيارة الذين باعوه بعشرين درهما وكانوا فيه من الزاهدين). [تفسير عبد الرزاق: 1/320]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (حدّثنا أبو حذيفة ثنا سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن نوفٍ الشّاميّ في قوله: {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} قال: كانت عشرين درهما [الآية: 20].
سفيان [الثوري] قال: {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} قال: اشتراه بعضهم من بعضٍ منهم وقالوا هذه بضاعةٌ معنا). [تفسير الثوري: 138]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (20) : قوله تعالى: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ وكانوا فيه من الزّاهدين} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن ابن أبي خالدٍ، قال: سمعت السّدّي يحلف أنّ الّذي اشتروا به: اثنان وعشرون درهمًا. وقال سفيان: البخس: الحرام). [سنن سعيد بن منصور: 5/382]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ وكانوا فيه من الزّاهدين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {وشروه} به، وباع إخوة يوسف يوسف.
فأمّا إذا أراد الخبر عن أنّه ابتاعه، قال: اشتريته؛ ومنه قول ابن مفرّغ الحميريّ:
وشريت بردًا ليتني = من قبل بردٍ كنت هامه
يقول: بعت بردًا، وهو عبدٌ كان له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم، أنّه كره الشّراء والبيع للبدويّ؛ قال: والعرب تقول: اشر لي كذا وكذا: أي بع لي كذا وكذا. وتلا هذه الآية {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ} يقول: باعوه، وكان بيعه حرامًا
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، إخوة يوسف أحد عشر رجلاً باعوه حين أخرجه المدلّي بدلوه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بمثله.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ؛ وثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {وشروه} قال: قال ابن عبّاسٍ: فبيع بينهم
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {وشروه بثمنٍ بخسٍ} قال: باعوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، مثله
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: فباعه إخوته بثمنٍ بخسٍ.
وقال آخرون: بل عنى بقوله: {وشروه بثمنٍ بخسٍ} السّيّارة أنّهم باعوا يوسف بثمنٍ بخسٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وشروه بثمنٍ بخسٍ} وهم السّيّارة الّذين باعوه.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: تأويل ذلك: وشرى إخوة يوسف يوسف بثمنٍ بخسٍ، وذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ قد أخبر عن الّذين اشتروه أنّهم أسرّوا شراء يوسف من أصحابهم خيفة أن يستشركوهم بادّعائهم أنّه بضاعةً، ولم يقولوا ذلك إلاّ رغبةً فيه أن يخلص، لهم دونهم واسترخاصًا لثمنه الّذي ابتاعوه به، لأنّهم ابتاعوه كما قال جلّ ثناؤه {بثمنٍ بخسٍ} ولو كان مبتاعوه من إخوته فيه من الزّاهدين لم يكن لقيلهم لرفقائهم هو بضاعةٌ معنى، ولا كان لشرائهم إيّاه وهم فيه من الزّاهدين وجهٌ، إلاّ أن يكونوا كانوا مغلوبًا على عقولهم؛ لأنّه محالٌ أن يشتري صحيح العقل ما هو فيه زاهدٌ من غير إكراه مكرهٍ له عليه، ثمّ يكذب في أمره النّاس بأن يقول: هو بضاعةٌ لم أشتره مع زهده فيه، بل هذا القول من قول من هو بسلعته ضنينٌ لنفاستها عنده، ولما يرجو من نفيس الثّمن لها وفضل الرّبح.
وأمّا قوله: {بخسٍ} فإنّه يعني: نقصٍ، وهو مصدرٌ من قول القائل: بخست فلانًا حقّه: إذا ظلمه فنقصه عمّا يجب له من الوفاء، أبخسه بخسًا؛ ومنه قوله: {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} وإنّما أريد بثمنٍ مبخوسٍ: منقوصٍ، فوضع البخس وهو مصدرٌ مكان مفعولٍ، كما قيل: {بدمٍ كذبٍ} وإنّما هو بدمٍ مكذوبٍ فيه.
واختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: قيل {بثمنٍ بخسٍ} لأنّه كان حرامًا عليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا المحاربيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وشروه بثمنٍ بخسٍ} قال: البخس: الحرام
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وشروه بثمنٍ بخسٍ} قال: الحرام
- حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: كان ثمنه بخسًا حرامًا، لم يحلّ لهم أن يأكلوه
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {وشروه بثمنٍ بخسٍ} قال: باعوه بثمنٍ بخسٍ، قال: كان بيعه حرامًا وشراؤه حرامًا
- حدّثني القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك: {بثمنٍ بخسٍ} قال: حرامٌ
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {بثمنٍ بخسٍ} يقول: لم يحلّ لهم أن يأكلوا ثمنه.
وقال آخرون: معنى البخس هنا: الظّلم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وشروه بثمنٍ بخسٍ} قال: البخس: هو الظّلم، وكان بيع يوسف حرامًا عليهم بيعه وثمنه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: قال قتادة: {وشروه بثمنٍ بخسٍ} قال: ظلمٍ.
وقال آخرون: عنى بالبخس في هذا الموضع: القليل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن جابرٍ، عن عامرٍ، قال: البخس: القليل.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن جابرٍ، عن عكرمة، مثله.
وقد بيّنّا الصّحيح من القول في ذلك.
وأمّا قوله {دراهم معدودةٍ} فإنّه يعني عزّ وجلّ أنّهم باعوه بدراهم غير موزونةٍ ناقصةٍ غير وافيةٍ لزهدهم كان فيه.
وقيل: إنّما قيل معدودةٍ ليعلم بذلك أنّها كانت أقلّ من الأربعين، لأنّهم كانوا في ذلك الزّمان لا يزنون ما كان وزنه أقلّ من أربعين درهمًا، لأنّ أقلّ أوزانهم وأصغرها كان الأوقيّة، وكان وزن الأوقيّة أربعين درهمًا. قالوا: وإنّما دلّ بقوله: {معدودةٍ} على قلّة الدّراهم الّتي باعوه بها.
فقال بعضهم: كان عشرين درهمًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن، عن زهيرٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه، قال: إنّ ما اشتري به يوسف عشرون درهمًا
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ} قال: عشرون درهمًا
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ البكاليّ، في قوله: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ} قال: عشرون درهمًا
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ: وحدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ الشامى: {بخسٍ دراهم} قال: كانت عشرين درهمًا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن نوفٍ، مثله
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، في قوله: {بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ} قال: عشرون درهمًا
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، {دراهم معدودةٍ} قال: كانت عشرين درهمًا
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، ذكر لنا أنّه بيع بعشرين درهمًا، {وكانوا فيه من الزاهدين}.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن ابن إدريس، عن عطيّة، قال: كانت الدّراهم عشرين درهمًا اقتسموها درهمين درهمين.
وقال آخرون: بل كان عددها اثنين وعشرين درهمًا، أخذ كلّ واحدٍ من إخوة يوسف، وهم أحد عشر رجلاً درهمين درهمين منها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {دراهم معدودةٍ} قال: اثنين وعشرين درهمًا
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {دراهم معدودةٍ} قال: اثنان وعشرون درهمًا لإخوة يوسف أحد عشر رجلاً
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {دراهم معدودةٍ}.
- قال: وثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
وقال آخرون: بل كانت أربعين درهمًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا قيسٌ، عن جابرٍ، عن عكرمة، {دراهم معدودةٍ} قال: أربعين درهمًا
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: باعوه، ولم يبلغ ثمنه الّذي باعوه به أوقيّةً، وذلك أنّ النّاس كانوا يتبايعون في ذلك الزّمان بالأواقي، فما قصر عن الأوقيّة فهو عددٌ؛ يقول اللّه: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ} أي لم يبلغ الأوقيّة.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أخبر أنّهم باعوه بدراهم معدودةٍ غير موزونةٍ، ولم يحد مبلغ ذلك بوزنٍ ولا عددٍ، ولا وضع عليه دلالةً في كتابٍ ولا خبرٍ من الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم. وقد يحتمل أن يكون كان عشرين، ويحتمل أن يكون كان اثنين وعشرين، وأن يكون كان أربعين، وأقلّ من ذلك وأكثر، وأيّ ذلك كان فإنّها كانت معدودةً غير موزونةٍ؛ وليس في العلم بمبلغ وزن ذلك فائدةٌ تقع في دينٍ ولا في الجهل به دخول ضرٍّ فيه، والإيمان بظاهر التّنزيل فرضٌ، وما عداه فموضوعٌ عنّا تكلّف علمه
وقوله: {وكانوا فيه من الزّاهدين} يقول تعالى ذكره: وكان إخوة يوسف في يوسف من الزّاهدين، لا يعلمون كرامته على اللّه، ولا يعرفون منزلته عنده، فهم مع ذلك يحبّون أن يحولوا بينه وبين والده ليخلو لهم وجهه منه، ويقطعوه عن القرب منه لتكون المنافع الّتي كانت مصروفةً إلى يوسف دونهم مصروفةً إليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، عن أبي روقٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {وكانوا فيه من الزّاهدين} قال: لم يعلموا بنبوّته ومنزلته من اللّه
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، في قوله: {وجاءت سيّارةٌ} فنزلت على الجبّ، {فأرسلوا واردهم} فاستقى من الماء فاستخرج يوسف، فاستبشروا بأنّهم أصابوا غلامًا لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربّه، فزهدوا فيه فباعوه، وكان بيعه حرامًا، وباعوه بدراهم معدودةٍ
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني هشيمٌ، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك: {وكانوا فيه من الزّاهدين} قال إخوته زهدوا، فيه، لم يعلموا منزلته من اللّه ونبوّته ومكانته
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: إخوته زهدوا فيه، لم يعلموا منزلته من اللّه عزّ وجلّ). [جامع البيان: 13/50-61]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ وكانوا فيه من الزّاهدين (20)
قوله تعالى: وشروه بثمنٍ بخسٍ
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة، عن أبيه وشروه قال: باعوه.
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا مباركٌ، عن الحسن في قول اللّه: وشروه قال: لم يبعه إخوته إنّما باعه التّجّار.
قوله تعالى: بثمنٍ بخسٍ
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، أنا حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قول اللّه تعالى: وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ قال: بخس عنق يوسف حين بيع بعشرين درهمًا- وروي، عن أبي صخرٍ نحوه.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة بثمنٍ بخسٍ قال: ظلمٌ.
- حدّثنا الأشجّ، ثنا هاني بن سعيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك بخسٌ: الحرام، كان ثمنه حرامًا.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيبٌ، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة وشروه بثمنٍ بخسٍ يقول: باعوه بثمنٍ ظلمٍ والبخس: هو الظّلم، وكان بيع يوسف حرامًا عليهم بيعه وثمنه.
قوله تعالى: دراهم معدودة
[الوجه الأول]
- حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، أنا إسرائيل، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ قال: عشرون درهمًا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ: ثنا ابن إدريس: عن عطيّة معدودةٍ قال: عشرون درهمًا قال: كانوا عشرةً اقتسموا درهمين درهمين.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عقبة بن خالدٍ، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن عكرمة يعني قوله: دراهم معدودةٍ قال: أربعون.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: دراهم معدودةٍ اثنان وعشرون درهمًا لإخوة يوسف أحد عشر رجلا، هم باعوه حين أخرجه المدلّي دلوه.
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن محمّد النّاقد، ومحمّد بن أبي عمر العدنيّ، قالا: ثنا سفيان، عن ابن أبي خالدٍ، قال: سمعت السّدّيّ يحلف باللّه لمّا باعوه إلا باثنين وعشرين درهمًا اشتروا به خفافًا وثقالا، السّياق لمحمّدٍ.
قوله تعالى: وكانوا فيه من الزّاهدين
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطيّة وكانوا فيه من الزاهدين قال: حين باعوه.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك يعني قوله: وكانوا فيه من الزّاهدين فزهدوا فيه فباعوه وكان بيعه حرامًا، وباعوه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا القاسم بن خليفة الشّيعيّ، ثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، عن أبي روقٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك وكانوا فيه من الزّاهدين قال: لم يعلموا بنبوّته، ولا بمنزلته من اللّه.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ وكانوا فيه من الزّاهدين قال: كانوا في يوسف من الزّاهدين). [تفسير القرآن العظيم: 7/2115-2117]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال باعوه باثنين وعشرين درهما). [تفسير مجاهد: 313]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وشروه بثمنٍ بخسٍ} [يوسف: 20].
- عن عبد اللّه - يعني ابن مسعودٍ - رضي اللّه عنه - قال: كان ما اشتري به يوسف عشرين درهمًا، وكان أهله حين أرسل إليهم وهم بمصر ثلاثةً وتسعين إنسانًا، رجالهم أنبياء ونساؤهم صدّيقاتٌ، واللّه ما خرجوا مع موسى حتّى بلغوا ستّمائة ألفٍ وسبعين ألفًا.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح، إلّا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه). [مجمع الزوائد: 7/39]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 20.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وشروه} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه). [الدر المنثور: 8/212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشروه} قال: بيع بينهما بثمن بخس، قال: حرام لم يحل لهم بيعه ولا أكل ثمنه). [الدر المنثور: 8/212-213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة {وشروه بثمن بخس} قال: هم السيارة). [الدر المنثور: 8/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {وشروه بثمن بخس} قال: باعوه بثمن حرام كان بيعه حراما وشراؤه حراما). [الدر المنثور: 8/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وشروه بثمن بخس} قال: البخس هو الظلم، وكان بيع يوسف عليه السلام وثمنه حراما عليهم وبيع بعشرين درهما). [الدر المنثور: 8/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قضى في اللقيط أنه حر {وشروه بثمن بخس}). [الدر المنثور: 8/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه أنه كره الشراء والبيع للبدوي وتلا هذه الآية {وشروه بثمن بخس}). [الدر المنثور: 8/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {بثمن بخس} قال البخس القليل). [الدر المنثور: 8/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال: البخس القليل). [الدر المنثور: 8/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إنما اشتري يوسف عليه السلام بعشرين درهما وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلثمائة وتسعين إنسانا رجالهم أنبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفا). [الدر المنثور: 8/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {دراهم معدودة} قال: عشرون درهما). [الدر المنثور: 8/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {دراهم معدودة} قال: اثنان وعشرون درهما لأخوة يوسف أحد عشر رجلا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن نوف الشامي البكالي مثله). [الدر المنثور: 8/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطية رضي الله عنه في قوله {دراهم معدودة} قال: عشرون درهما كانوا عشرة اقتسموا درهمين درهمين). [الدر المنثور: 8/214-215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن نعيم بن أبي هند {دراهم معدودة} قال: ثلاثون درهما). [الدر المنثور: 8/215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله {بثمن بخس} قال: البخس القليل، {دراهم معدودة} قال: أربعون درهما). [الدر المنثور: 8/215]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وكانوا فيه من الزاهدين} قال: إخوته زهدوا فيه لم يعلموا بنبوته ولا بمنزلته من الله ومكانه). [الدر المنثور: 8/215]
تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) )
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (21) : قوله تعالى: {وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا... } الآية]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، قال: نا ناسٌ، من أصحاب عبد الله، قالوا: قال عبد اللّه: من أفرس النّاس ثلاثةٌ: العزيز الّذي اشترى يوسف؛ قال: {عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا}، والمرأة الّتي قالت لأبيها في موسى: {يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين }، وأبو بكرٍ حين ولّى عمر رضي اللّه عنه أمور المسلمين). [سنن سعيد بن منصور: 5/382-383]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (حدّثني أحمد بن سعيدٍ، حدّثنا بشر بن عمر، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: {هيت لك} [يوسف: 23]. قال: «وإنّما نقرؤها كما علّمناها» {مثواه} [يوسف: 21] : «مقامه»). [صحيح البخاري: 6/77] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مثواه مقامه ثبت هذا لأبي ذرٍّ وحده وكذا الّذي بعده قال أبو عبيدة في قوله تعالى اكرمى مثواه أي مقامه الّذي ثوّاه ويقال لمن نزل عليه الشّخص ضيفًا أبو مثواه). [فتح الباري: 8/364] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مثواه مقامه
أشار به إلى قوله تعالى {الّذي اشتراه من مصر لامرأته كرمي مثواه} (يوسف: 25) الآية وثبت هذا لأبي ذر وحده، واسم الّذي اشترى يوسف قطفير بكسر القاف، وقيل: بهمزة بدل القاف، وامرأته هي زليخا، وقيل: راعيل، وفسّر مثواه بقوله: مقامه وقيل: منزله، وقال قتادة وابن جريج: منزلته). [عمدة القاري: 18/305] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: أكرمي ({مثواه}) أي (مقامه) بضم الميم قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/179-180] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض ولنعلّمه من تأويل الأحاديث واللّه غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
يقول جلّ ثناؤه: وقال الّذي اشترى يوسف من بائعه بمصر، وذكر أنّ اسمه قطفير
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان اسم الّذي اشتراه قطفير.
وقيل: إنّ اسمه إطفير بن روحيب، وهو العزيز، وكان على خزائن مصر، وكان الملك يومئذٍ الرّيّان بن الوليد، رجلاً من العماليق كذا؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق وقيل: إنّ الّذي باعه بمصر كان مالك بن دعر بن تويب بن عفقا بن مديان بن إبراهيم
- كذلك: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن السّائب، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ.
{وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته} واسمها فيما ذكر ابن إسحاق: راعيل بنت رعائيل
- حدّثنا بذلك ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق.
{أكرمي مثواه} يقول: أكرمي موضع مقامه، وذلك حيث يثوي ويقيم فيه، يقال: ثوى فلانٌ بمكان كذا: إذا أقام فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أكرمي مثواه} منزلته، وهي امرأة العزيز
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه} قال: منزلته
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال اشتراه الملك، والملك مسلمٌ
وقوله: {عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا} ذكر أنّ مشتري يوسف قال هذا القول لامرأته حين دفعه إليها، لأنّه لم يكن له ولدٌ، ولم يكن يأتي النّساء، فقال لها: أكرميه عسى أن يكفينا بعض ما نعاني من أمورنا إذا فهم الأمور الّتي نكلّفها وعرفها، {أو نتّخذه ولدًا} يقول: أو نتبنّاه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان إطفير فيما ذكر لي رجلاً لا يأتي النّساء، وكانت امرأته راعيل امرأةً حسناء ناعمةً طاعمةً في ملكٍ ودنيا
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: أفرس النّاس ثلاثةٌ: العزيز حين تفرّس في يوسف فقال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا} وأبو بكرٍ حين تفرّس في عمر. والّتي قالت: {يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين}
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: انطلق بيوسف إلى مصر، فاشتراه العزيز ملك مصر، فانطلق به إلى بيته فقال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا}
- حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه، قال: أفرس النّاس ثلاثةٌ: العزيز حين قال لامرأته: {أكرمي مثواه} والقوم فيه زاهدون. وأبو بكرٍ حين تفرّس في عمر فاستخلفه. والمرأة الّتي قالت: {يا أبت استأجره}
وقوله: {وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض} يقول عزّ وجلّ: وكما أنقذنا يوسف من أيدي إخوته، وقد همّوا بقتله، وأخرجناه من الجبّ بعد أن ألقي فيه، فصيّرناه إلى الكرامة والمنزلة الرّفيعة عند عزيز مصر، كذلك مكّنّا له في الأرض فجعلناه على خزائنها
وقوله: {ولنعلّمه من تأويل الأحاديث} يقول تعالى ذكره: وكي نعلّم يوسف من عبارة الرّؤيا مكّنّا له في الأرض كما؛
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرّؤيا.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بمثله
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ولنعلّمه من تأويل الأحاديث} قال: تعبير الرّؤيا
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {ولنعلّمه من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرّؤيا
وقوله: {واللّه غالبٌ على أمره} يقول تعالى ذكره: واللّه مستولٍ على أمر يوسف يسوسه ويدبّره ويحوطه.
والهاء في قوله: {على أمره} عائدةٌ على يوسف.
وروي عن سعيد بن جبيرٍ في معنى {غالبٌ}، ما؛
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {واللّه غالبٌ على أمره} قال: فعّالٌ
وقوله {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} يقول: ولكنّ أكثر الّذين زهدوا في يوسف فباعوه بثمنٍ خسيسٍ، والّذي صار بين أظهرهم من أهل مصر حين بيع فيهم، لا يعلمون ما اللّه بيوسف صانعٌ وإليه يوسف من أمره صائرٌ). [جامع البيان: 13/61-66]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض ولنعلّمه من تأويل الأحاديث واللّه غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (21)
قوله تعالى: وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، ثنا عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: يعني قوله: وقال الّذي اشتراه من مصر لامرأته قال: وكان اسم الّذي اشتراه قطفير.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ، قال: واتّبعهم إخوته يقولون للمدلّي وأصحابه: استوثقوا منه لا يأبقنّ حتّى أوقفوه بمصر، فقال: من يبتاعني ويبشر؟ فاشتراه الملك، والملك مسلمٌ.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: فانطلقوا به إلى مصر فاشتراه العزيز ملك مصر، فانطلق به إلى بيته.
قوله تعالى: لامرأته
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال: فلمّا قبضه قطفير دفعه إلى امرأته، وكان اسم امرأته راعيل بنت رعائيل.
قوله تعالى: أكرمي مثواه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد، عن قتادة أكرمي مثواه: منزلته.
قوله تعالى: عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، أفرس النّاس ثلاثةٌ: صاحب يوسف حيث قال: أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا.
قوله تعالى: وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا يقول اللّه: وكذلك مكّنّا ليوسف في الأرض
قوله تعالى: ولنعلّمه من تأويل الأحاديث
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: تأويل الأحاديث عبارة الرّؤيا.
قوله تعالى: واللّه غالبٌ على أمره
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا شيخ سعيدٍ بغدادي، ثنا عبد العزيز، عن إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: واللّه غالبٌ على أمره قال: فعّالٌ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا سعيدٌ، ثنا عبد العزيز، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: قال: لغةٌ عربيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2117-2118]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولنعلمه من تأويل الأحاديث قال عبارة الرؤيا). [تفسير مجاهد: 313]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا زهير بن حربٍ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: " أفرس النّاس ثلاثةٌ: العزيز حين قال لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا، والّتي قالت {يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين} [القصص: 26] وأبو بكرٍ حين تفرّس في عمر رضي اللّه عنهما «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: الذي اشتراه ظيفر بن روحب وكان اسم إمراته راعيل بنت رعائيل). [الدر المنثور: 8/215-216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما باع يوسف صاحبه الذي باعه من العزيز - واسمه مالك بن ذعر - قال حين باعه: من أنت - وكان مالك من مدين - فذكر له يوسف من هو، وابن من هو فعرفه فقال: لو كنت أخبرتني لم أبعك، ادع لي فدعا له يوسف فقال: بارك الله لك في أهلك، قال: فحملت امرأته اثني عشر بطنا في كل بطن غلامان). [الدر المنثور: 8/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أكرمي مثواه} قال: منزلته.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة مثله). [الدر المنثور: 8/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرس في يوسف فقال لامرأته: أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا والمرأة التي أتت موسى فقالت لأبيها: يا أبت استأجره وأبو بكر حين استخلف عمر). [الدر المنثور: 8/216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال: بلغنا أن العزيز كان يلي عملا من أعمال الملك، وقال الكلبي: كان خبازه وصاحب شرابه وصاحب دوائه وصاحب السجن). [الدر المنثور: 8/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولنعلمه من تأويل الأحاديث} قال: عبارة الرؤيا). [الدر المنثور: 8/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {والله غالب على أمره} قال: فعال). [الدر المنثور: 8/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {والله غالب على أمره} قال: لغة عربية). [الدر المنثور: 8/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {والله غالب على أمره} قال: لما يريد أن يبلغ يوسف). [الدر المنثور: 8/217]
تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني مالك قال: بلغني [أن ما بين ثلاث] سنين إلى تسع سنين، وقد طرح يوسف وهو غلامٌ؛ قال لي مالك: و (الأشد) الحلم). [الجامع في علوم القرآن: 2/132]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ {ولما بلغ أشده واستوى} أربعين [الآية: 14 من سورة القصص].
سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله: {ولما بلغ أشده} قال: ثلث وثلاثون [الآية: 22]). [تفسير الثوري: 139]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أشدّه} [يوسف: 22] : " قبل أن يأخذ في النّقصان، يقال: بلغ أشدّه وبلغوا أشدّهم، وقال بعضهم: واحدها شدٌّ). [صحيح البخاري: 6/75]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يقال بلغ أشدّه قبل أن يأخذ في النّقصان ويقال بلغوا أشدّهم وقال بعضهم واحدها شدّ.
والمتكأ ما اتكأت عليه لشرابٍ أو لحديثٍ أو لطعامٍ وأبطل الّذي قال الأترجّ وليس في كلام العرب الأترجّ فلمّا احتجّ عليهم بأنّ المتّكأ من نمارق فرّوا إلى شرٍّ منه وقالوا إنّما هو المتك ساكنة التّاء وإنّما المتك طرف البظر ومن ذلك قيل لها متكاء وبن المتكاء فإن كان ثمّ أترج فإنّه بعد المتّكأ
قلت وقع هذا متراخيًا عمّا قبله عند الأكثر والصّواب إيراده تلوه فأمّا الكلام على الأشدّ فقال أبو عبيدة هو جمعٌ لا واحد له من لفظه وحكى الطّبريّ أنّه واحدٌ لا نظير له في الآحاد وقال سيبويه واحده شدّةٌ وكذا قال الكسائيّ لكن بلا هاءٍ واختلف النّقلة في قدر الأشدّ الّذي بلغه يوسف فالأكثر أنّه الحلم وعن سعيد بن جبيرٍ ثمان عشرة وقيل سبع عشرة وقيل عشرون وقيل خمسةٌ وعشرون وقيل ما بين ثمان عشرة إلى ثلاثين وفي غيره قيل الأكثر أربعون وقيل ثلاثون وقيل ثلاثةٌ وثلاثون وقيل خمسةٌ وثلاثون وقيل ثمانية وأربعون وقيل ستّون وقال بن التّين الأظهر أنه أربعون لقوله تعالى فلمّا بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكان النّبيّ لا ينبّأ حتّى يبلغ أربعين وتعقّب بأنّ عيسى عليه السّلام نبّئ لدون أربعين ويحيى كذلك لقوله تعالى وآتيناه الحكم صبيا وسليمان لقوله تعالى ففهمناها سليمان إلى غير ذلك والحقّ أنّ المراد بالأشدّ بلوغ سنّ الحلم ففي حقّ يوسف عليه السّلام ظاهرٌ ولهذا جاء بعده وراودته الّتي هو في بيتها وفي حقّ موسى عليه السّلام لعلّه بعد ذلك كبلوغ الأربعين ولهذا جاء بعده واستوى ووقع في قوله آتيناه حكما وعلما في الموضعين فدلّ على أنّ الأربعين ليست حدًّا لذلك). [فتح الباري: 8/358-359]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يقال بلغ أشدّه قبل أن يأخذ في النّقصان وقالوا بلغ أشدّه وبلغوا أشدّهم وقال بعضهم واحدها شدٌّ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما} وفسّر قوله: أشده، بقوله: قبل أن يأخذ في النّقصان، وأراد به عز منتهى شبابه وقوته وشدته، واختلف فيه، فذكر ابن المنذر عن الشّعبيّ وربيعة وزيد بن أسلم ومالك: أنه الحلم، وعن سعيد ابن جبير ثمانية عشرة سنة، وقيل: عشرون، وقيل: خمس وعشرون، وقيل: ثلاثون، وقيل: ثلاث وثلاثون قاله مجاهد: وقيل: أربعون. وقيل: سبع عشرة سنة، وقيل: خمس وثلاثون سنة، وقيل: ثمانية وأربعون سنة، وعن ابن عبّاس: ما بين ثمان عشرة إلى ثلاثين سنة، وقيل: ستّون سنة، وقال ابن التّين: الأظهر أنه أربعون لقوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما} وذلك أن النّبي صلى الله عليه وسلم لا يتنبى إلاّ بعد أربعين سنة. قال بعضهم: وتعقب بأن عيسى عليه الصّلاة والسّلام، ويحيى أيضا تنبأ لدوّن الأربعين لقوله تعالى: {وآتيناه الحكم صبيا} (مريم: 12) قلت له أن يقول: هما مخصوصان بذلك من دون سائر الأنبياء، عليهم السّلام. قوله: (يقال بلغ أشده وبلغوا أشّدهم) ، أشار بهذا إلى أنه يضاف إلى المفرد والجمع بلفظ واحد. قوله: (وقال بعضهم: واحدها:) أي: واحد الأشد وهو قول سيبويهٍ والكسائيّ، وزعم أبو عبيدة أنه ليس له واحد من لفظه). [عمدة القاري: 18/300]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وراودته الّتي هو بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك} (يوسف: 22) 2.
أي: هذا باب في قوله عز وجل: (وراودته) الآية، وليس في بعض النّسخ لفظ: باب قوله: (وراودته) أي: راودت امرأة العزيز زليخا يوسف، يعني: طلبت منه أن يواقعها قوله: (الأبواب) ، وكانوا سبعة، والآن يأتي الكلام في لفظ هيت لك.
وقال عكرمة هيت لك بالحورانيّة هلمّ. وقال ابن جبيرٍ تعاله
أي: قال عكرمة مولى ابن عبّاس: معنى (هيت لك) باللغة الحورانية: هلمّ. وهو بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وبالراء وكسر النّون وتشديد الياء آخر الحروف. وقال الكرماني: هو بلد بالشّام، وقال البكريّ: حوران على وزن فعلان: أرض بالشّام، وقال الرشاطي: حوران جبل بالشّام، وقال ابن الأنباري: هي مدينة حوران، وقال عليّ بن حرب: هي مدينة بصرى. وقال أبو محمّد: حوران من أعمال دمشق ومدينتها بصرى. وتعليق عكرمة أخرجه عبد بن حميد عن أبي معمر عن سفيان عن ابن أبي عروبة عنه، ومعنى: (هلمّ) أقبل وادن. وقال الكسائي: هذه لغة أهل حوران وقعت إلى الحجاز ومعناها: تعال وقال الحسن: هي لغة سريانية، وقال مجاهد: هي لغة عربيّة تدعوه إلى نفسها. وهي كلمة حث وإقبال على الشّيء. وأصلها من الجلبة والصياح، تقول العرب: هيت لفلان إذا دعاه وصاح به. وقيل: تقول: هل لك رغبة في حسني وجمالي؟ قال أبو عبيدة: العرب لا تثني هيت ولا تجمع ولا تؤنث وإنّها بصورة واحدة في كل حال، وإنّما تتميّز بما قبلها وبما بعدها.
واختلف القرّاء فيها فقرأ ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنه، بكسر الهاء وضم التّاء مهموزا يعني: تهيأت لك، وبه قرأ السّلميّ وأبو وائل وقتادة، وقرأ نصر بن عاصم ويحيى بن عامر وعبد الله بن أبي إسحاق بفتح الهاء وكسر التّاء، وقرأ يحيى بن وثاب بكسر الهاء وضم التّاء، وفي (تفسير ابن مردوية) : وبه قرأ ابن مسعود وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وضم التّاء، وقال النّحاس: بفتح التّاء والهاء هو الصّحيح في قراءة ابن عبّاس وابن جبير والحسن ومجاهد وعكرمة، وبها قرأ أبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة والكسائيّ.
قوله: (وقال ابن جبير) أي: قال سعيد بن جبير: معنى هيت تعاله، وهذا وصله الطّبريّ وأبو الشّيخ من طريقه. والهاء في تعاله، للسكت، ولفظ: تعال أمر.
- حدّثني أحمد بن سعيدٍ حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائلٍ عن عبد الله بن مسعودٍ قال هيت لك قال وإنّما نقرؤها كما علّمناها.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وأحمد بن سعيد بن صخر أبو جعفر الدّارميّ المروزي، وهو شيخ مسلم أيضا، وبشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة: الأزديّ البصريّ، وسليمان هو الأعمش، وأبو وائل شقيق بن سلمة.
والحديث أخرجه أبو داود أيضا في الحروف عن هناد عن أبي معاوية وعن أبي معمر عن عبد الوارث عن شيبان وهذا موقوف، ولكن قوله (وإنّما نقرؤها كلما علمناها) يدل على أنه مرفوع، وقال النّحاس: وبعضهم يقول: عن عبد الله عن النّبي صلى الله عليه وسلم، وعلمناها على صيغة المجهول، وقال ابن الجوزيّ: قرأ الأكثرون كما قرأ عبد الله يعني بفتح الهاء والتّاء.
مثواه مقامه
أشار به إلى قوله تعالى {الّذي اشتراه من مصر لامرأته كرمي مثواه} (يوسف: 25) الآية وثبت هذا لأبي ذر وحده، واسم الّذي اشترى يوسف قطفير بكسر القاف، وقيل: بهمزة بدل القاف، وامرأته هي زليخا، وقيل: راعيل، وفسّر مثواه بقوله: مقامه وقيل: منزله، وقال قتادة وابن جريج: منزلته.
وألفيا وجد ألفوا باءهم ألفينا
أشار به إلى قوله تعالى: {واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدى الباب} (يوسف: 25) ومعنى: ألفيا وجدا، وكذا معنى ألفوا وألفينا. قوله: (واستبقا الباب) يعني: يوسف وزليخا، يعني: تبادرا إلى الباب، أما يوسف ففارا من ركوب الفاحشة، وأما زليخا فطالبة ليوسف ليقضي حاجتها، فأدركته فتعلقت بقميصه من خلفه فقدت، أي: خرقت وشقت من دبر يعني: من خلف لا من قدّام، فلمّا خرجا (ألفيا سيّدها) أي: وجداز وجها قطفير عند الباب جالسا مع ابن عم له، وبقيّة القصّة مشهورة.
وعن ابن مسعودٍ بل عجبت ويسخرون
هذا في سورة الصافات: وهو قوله {إنّا خلقناهم من طين لازب بل عجبت ويسخرون} (الصافات: 11 12) ولا مناسبة لذكره ههنا، وأجاب الكرماني بقوله: إنّه لبيان أن ابن مسعود كما يقرأ هيت مضموم والتّاء يقرأ قوله: (عجبت) . بضم التّاء قوله: (وعن ابن مسعود) معطوف على الاسناد الّذي قبله، ووصله الحاكم في (المستدرك) من طريق جرير عن الأعمش بهذا قوله: (بل عجبت) فيه قراءتان: (إحداهما) عن حمزة والكسائيّ وخلف بضم التّاء (والأخرى) عن الباقين بفتح التّاء، فالمعنى على الأولى: بلغ من أعظم آياتي وكثرة خلائقي أنّي عجبت منها، فكيف بعبادي هؤلاء بجهلهم وعنادهم يشخرون من آياتي؟ وقيل: عجبت من أن ينكروا البعث ممّن هذه أفعاله وهم يسخرون ممّن يصف الله بالقدرة عليه. قيل: العجب من الله تعالى محال لأنّه روعة تعتري الإنسان عند استعظام الشّيء. وأجيب: بأن مجرّد العجب لمعنى الاستعظام، وقيل: يتخيل العجب ويفرض. والمعنى على الثّانية: أنه خطاب للنّبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: يا محمّد بل عجبت من تكذيبهم إياك وهم يسخرون من تعجبك.
- حدّثنا الحميديّ حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلمٍ عن مسروقٍ عن عبد الله رضي الله عنه أنّ قريشا لمّا أبطؤا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال اللّهمّ اكفنيهم بسبعٍ كسبع يوسف فأصابتهم سنةٌ حصّت كلّ شيء حتّى أكلوا العظام حتّى جعل الرّجل ينظر إلى السّماء فيرى بينه وبينا مثل الدّخان قال الله فارتقب يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ قال الله إنّا كاشفوا العذاب قليلاً إنّكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة وقد مضى الدّخان ومضت البطشة.
مطابقته للتّرجمة من حيث إن في نفس الحديث: فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمّد إنّك تأمر بطاعة الله وبصلة الرّحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم الحديث، وقد مضى في كتاب الاستسقاء في باب دعاء النّبي صلى الله عليه وسلم اجعلها سنين كسني يوسف فدعا لهم بكشف العذاب ففيه أنه عفا عن قومه كما أن يوسف، عليه السّلام، عفا عن زليخا.
والحميدي عبد الله، وسفيان بن عيينة، والأعمش سليمان، ومسلم بن صبيح بضم الصّاد المهملة وفتح الباء الموحدة وكنيته أبو الضّحى.
قوله: (سفيان عن الأعمش) وفي مسند الحميدي: عن سفيان أخبرني الأعمش، أو أخبرت عنه، كذا بالشّكّ، وكذا في رواية أبي نعيم في (المستخرج) من طريقه، وفي رواية الإسماعيليّ عن سفيان، قال: سمعت من الأعمش أو أخبرت عنه (فإن قلت) هذا الشّك أما يقدح في صحة الحديث؟ (قلت) لأنّه مضى في الاستسقاء من طريق أخرى عن الأعمش من غير رواية ابن عيينة فتكون هذه معدودة في المتابعات قوله: (حصت) بالمهملتين أي: أذهبت يقال سنة حصاء أي: جرداء لا خير فيها، (والبطشة) يوم بدر. وقد استقصينا الكلام فيه كتاب الاستسقاء). [عمدة القاري: 18/305-307]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقوله تعالى: {ولما بلغ} ({أشدّه}) [يوسف: 22] أي (قبل أن يأخذ في النقصان) وهو ما بين الثلاثين والأربعين وقيل في سن الشباب ومبدؤه قبل بلوغ الحلم (يقال: بلغ أشدّه وبلغوا أشدّهم) أي فيكون أشد في المفرد والجمع بلفظ واحد (وقال بعضهم: واحدها) أي الأشد (شد) بفتح الشين من غير همزة وهو قول سيبويه والكسائي). [إرشاد الساري: 7/174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين}.
يقول تعالى ذكره: لمّا بلغ يوسف أشدّه، يقول: لمّا بلغ منتهى شدّته، وقوّته في شبابه وحدّه. وذلك فيما بين ثماني عشرة إلى ستّين سنةً، وقيل إلى أربعين سنةً.
يقال منه: مضت أشدّ الرّجل: أي شدّته، وهو جمعٌ مثل الأضرّ والأشرّ لم يسمع له بواحدٍ من لفظه، ويجب في القياس أن يكون واحده شدّ، كما واحد الأضرّ ضرٌّ، وواحد الأشرّ شرٌّ، كما قال الشّاعر:
هل غير أن كثر الأشر وأهلكت = حرب الملوك أكاثر الأموال
وقال حميدٌ:
وقد أتى لو تعتب العواذل = بعد الأشدّ أربعٌ كوامل
وقد اختلف أهل التّأويل في الّذي عنى اللّه به في هذا الموضع من مبلغ الأشدّ، فقال بعضهم: عني به ثلاثٌ وثلاثون سنةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، والحسن بن محمّدٍ، قالا: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولمّا بلغ أشدّه} قال: ثلاثًا وثلاثين سنةً.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثت عن عليّ بن الهيثم، عن بشر بن المفضّل، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن مجاهدٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول في قوله: {ولمّا بلغ أشدّه} قال: بضعًا وثلاثين سنةً.
وقال آخرون: بل عني به عشرون سنةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن عليّ بن المسيّب، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {ولمّا بلغ أشدّه} قال: عشرين سنةً.
وروي عن ابن عبّاسٍ من وجهٍ غير مرضي أنّه قال: ما بين ثماني عشرة سنةً إلى ثلاثين.
وقد بيّنت معنى الأشدّ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه أخبر أنّه آتى يوسف لمّا بلغ أشدّه حكمًا وعلمًا. والأشدّ: هو انتهاء قوّته وشبابه. وجائزٌ أن يكون آتاه ذلك وهو ابن ثماني عشرة سنةً، وجائزٌ أن يكون آتاه وهو ابن عشرين سنةً، وجائزٌ أن يكون آتاه وهو ابن ثلاثٍ وثلاثين سنةً، ولا دلالة له في كتاب، ولا أثر عن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا في إجماع الأمّة على أيّ ذلك كان. وإذا لم يكن ذلك موجودًا من الوجه الّذي ذكرت، فالصّواب أن يقال فيه كما قال عزّ وجلّ، حتّى تثبت حجّةٌ بصحّة ما قيل في ذلك من الوجه الّذي يجب التّسليم له فيسلّم لها حينئذٍ
وقوله: {آتيناه حكمًا وعلمًا} يقول تعالى ذكره: أعطيناه حينئذٍ الفهم والعلم كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {حكمًا وعلمًا} قال: العقل والعلم قبل النّبوّة
وقوله: {وكذلك نجزي المحسنين} يقول تعالى ذكره: وكما جزيت يوسف فآتيته بطاعته إيّاي الحكم والعلم، ومكّنته في الأرض، واستنقذته من أيدي إخوته الّذين أرادوا قتله، كذلك نجزي من أحسن في عمله، فأطاعني في أمري وانتهى عمّا نهيته عنه من معاصيّ.
وهذا وإن كان مخرج ظاهره على كلّ محسنٍ، فإنّ المراد به محمّدٌ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. يقول له عزّ وجلّ: كما فعلت هذا بيوسف من بعد ما لقي من إخوته ما لقي وقاسى من البلاء ما قاسى، فمكّنته في الأرض، ووطّأت له في البلاد، فكذلك أفعل بك فأنجيك من مشركي قومك الّذين يقصدونك بالعداوة، وأمكّن لك في الأرض وأوتيك الحكم والعلم، لأنّ ذلك جزائي أهل الإحسان في أمري ونهيي
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وكذلك نجزي المحسنين} يقول: المهتدين). [جامع البيان: 13/66-69]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين (22)
قوله تعالى: ولمّا بلغ أشده
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد اللّه بن إدريس، عن عبد الله ابن عثمان، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ حتّى إذا بلغ أشدّه قال: ثلاثًا وثلاثين- وروي عن مجاهدٍ وقتادة مثله.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي سعيد بن سليمان، ثنا هشيمٌ، عن منصور بن زاذان، عن الحسن في قوله: بلغ أشده قال: أربعين سنة.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، أنا حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله: بلغ أشده قال: خمسًا وعشرين سنةً.
والوجه الرّابع:
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، أنا ابن وهبٍ، حدّثني يحيى بن أيّوب، عن عمرو بن الحارث، عن ربيعة حتى إذا بلغ أشدّه قال: الأشدّ: الحلم.
- قال ابن وهبٍ: وحدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه مثله وقال مالكٌ مثله.
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا هشيمٌ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ أنّه قال: الأشدّ: الحلم. إذا كتبت له الحسنات، وكتبت عليه السّيّئات.
الوجه الخامس:
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: أشدّه، ثلاثين سنةً.
والوجه السّادس:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، عن ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: أشدّه قال: ثمانية عشر سنة.
قوله تعالى: آتيناه حكما وعلما
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن إسماعيل بن مسلم، عن عكرمة الحكم: اللهب.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ آتيناه حكمًا وعلمًا هو: الفقه والعلم، والعقل قبل النّبوّة.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين قال: محمّد بن العلاء، ثنا يونس بن بكيرٍ، عن مطر بن ميمونٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الحكم: العلم.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: حكمًا قال: النّبوّة.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ، قال: الحكم هو القرآن.
قوله تعالى: وكذلك نجزي المحسنين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكمًا وعلمًا: آتاه اللّه حكمًا وعلمًا، يقول اللّه: وكذلك نجزي المحسنين). [تفسير القرآن العظيم: 7/2118-2120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 22.
أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في كتاب الأضداد والطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولما بلغ أشده} قال: ثلاثا وثلاثين سنة). [الدر المنثور: 8/217-218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {بلغ أشده} قال: خمسا وعشرين سنة). [الدر المنثور: 8/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {بلغ أشده} قال: ثلاثين سنة). [الدر المنثور: 8/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {ولما بلغ أشده} قال: عشرين سنة). [الدر المنثور: 8/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {بلغ أشده} قال: عشر سنين). [الدر المنثور: 8/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ربيعة في قوله {بلغ أشده} قال: الحلم). [الدر المنثور: 8/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال: لأشد الحلم إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات). [الدر المنثور: 8/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {آتيناه حكما وعلما} قال: هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوة). [الدر المنثور: 8/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {وكذلك نجزي المحسنين} يقول: المهتدين). [الدر المنثور: 8/219]