العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:29 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الجاثية

التفسير اللغوي لسورة الجاثية


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 11:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 21]

{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) }

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )

تفسير قوله تعالى: { إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {إنّ في السّماوات والأرض لآيات للمؤمنين (3)}
المعنى - واللّه أعلم إن في خلق السّماوات والأرض لآيات ويدل عليه قوله:{وفي خلقكم وما يبثّ من دابّة آيات لقوم يوقنون (4)} ). [معاني القرآن: 4/431]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين}
والمعنى : إن في خلق السموات والأرض , ودل عليه قوله: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} ). [معاني القرآن: 6/421]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {وفي خلقكم وما يبثّ من دآبّةٍ آياتٌ...}.
يقول: في خلق الآدميين وسواهم من كل ذي روح آيات.
تقرأ: الآيات بالخفض على تأويل النصب, يرد على قوله: {إنّ في السمّوات والأرض لآياتٍ}, ويقوّي الخفض فيها أنها في قراءة عبد الله: {لآيات}.
وفي قراءة أبي: لآيات لآيات لآياتٍ ثلاثهن.
والرفع قراءة الناس على الاستئناف فيما بعد إنّ، والعرب تقول: إن لي عليك مالا، وعلى أخيك مال كثير. فينصبون الثاني ويرفعونه.
وفي قراءة عبد الله: {وفي اختلاف اللّيل والنهار}, فهذا يقوي خفض الاختلاف، ولو رفعه رافع فقال:واختلاف الليل والنهار آياتٌ أيضا يجعل الاختلاف آياتٍ، ولم نسمعه من أحد من القراء قال: ولو رفع رافع الآيات، وفيها اللام كان صوابا. قال: أنشدني الكسائي:

إنّ الخلافة بعدهم لذميمة =وخلائف طرف لمما أحقر
فجاء باللام، وإنما هي جواب لأنّ، وقد رفع لأن الكلام مبني على تأويل إنّ). [معاني القرآن: 3/45]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وفي خلقكم وما يبثّ من دابّة آيات لقوم يوقنون (4)}
يقرأ {آياتِ} . و {آيات} بخفض التاء ورفعها وهي في موضع نصب على النسق على قوله: {إنّ في السّماوات والأرض لآيات}
المعنى إن في خلقكم لآيات، ومن قرأ {لآيات}فعلى ضربين: على الاستئناف على معنى وفي خلقكم آيات, وعلى موضع أن مع ما عملت فيه.
تقول: إن زيدا قائم وعمرا وعمر, فتعطف بعمرو على زيد إذا نصبت، وإذا رفعت فعلى موضع إنّ مع زيد، فإن معنى إنّ زيدا قائم زيد قائم). [معاني القرآن: 4/430-431]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله: {وفي خلقكم وما يبث من دابة} : وكل ما فيه الروح فهو دابة). [معاني القرآن: 6/421]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَبُثُّ}: يفرق). [العمدة في غريب القرآن: 271]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل اللّه من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون (5)}
{آيات لقوم يعقلون} : يقرأ بالرفع وبكسر التاء والتنوين، والموضع موضع نصب ويكون قوله: {واختلاف اللّيل والنّهار} عطف على قوله: {وفي خلقكم}، وعلى قوله: {إن في السّماوات والأرض}، وإن في {اختلاف اللّيل والنّهار}آيات.
وهذا عطف على عاملين , ومثله من الشعر:
أكلّ امرىء تحسبين امرأ= ونار توقّد بالليل نارا
عطف على ما عملت فيه كل، وما عملت فيه أتحسبين.
وقد أباه بعض النحويين، وقالوا: لا يجوز إلا الرفع في قوله: {وتصريف الرّياح آيات}
وجعله عطفا على عامل واحد على معنى , واختلاف الليل والنهار , وتصريف الرياح آيات، وهذا أيضا عطف على عاملين لأنه يرفع{آيات}على العطف على ما قبلها كما خفض , {واختلاف} على العطف على ما قبلها.
ويكون معطوفا إن شئت على موضع أن وما عملت فيه، وإن شئت على قراءة من قرأ: {وفي خلقكم وما يبثّ من دابّة آيات} ). [معاني القرآن: 4/432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون}
قال قتادة: إن شاء جعلها رحمة , وإن شاء جعلها عذابا). [معاني القرآن: 6/422-421]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ {فبأيّ حديث بعد اللّه وآياته يؤمنون (6)}
و{تؤمنون}: جميعا، والمعنى - واللّه أعلم - فبأيّ حديث بعد كتاب اللّه وآياته يؤمنون.
قال اللّه عزّ وجلّ: {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني}: فجعل القرآن أحسن الحديث.
وقوله: {ويل لكل أفاك أثيم}, {أفاك}: كذاب). [معاني القرآن: 4/432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}
أي بعد قرآن الله كما قال تعالى: {واسأل القرية} ). [معاني القرآن: 6/422]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {ويل لكل أفاك أثيم}:الأفاك: الكذاب). [معاني القرآن: 6/422]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا علم من آياتنا شيئاً اتّخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مّهينٌ * مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ}
وقال: {وإذا علم من آياتنا شيئاً} , ثم قال: {مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً} , فجمع لأنه قد قال: {ويلٌ لّكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} , فهو في معنى جماعة مثل الأشياء التي تجيء في لفظ واحد , ومعناها معنى جماعة , وقد جعل {الذي} بمنزلة {من} , وقال: {والّذي جاء بالصّدق وصدّق به أولئك هم المتّقون} , فـ"الذي" في لفظ واحد, ثم قال: {أولئك هم المتّقون}). [معاني القرآن: 4/15]

تفسير قوله تعالى: {(مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من ورائهم جهنّم }: أي : من بين أيديهم). [مجاز القرآن: 2/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا علم من آياتنا شيئاً اتّخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مّهينٌ * مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ}
وقال: {وإذا علم من آياتنا شيئاً} , ثم قال: {مّن ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم مّا كسبوا شيئاً} , فجمع : لأنه قد قال: {ويلٌ لّكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} , فهو في معنى جماعة مثل الأشياء التي تجيء في لفظ واحد ومعناها معنى جماعة وقد جعل {الذي} بمنزلة {من} , وقال: {والّذي جاء بالصّدق وصدّق به أولئك هم المتّقون} , فـ"الذي" في لفظ واحد, ثم قال: {أولئك هم المتّقون}). [معاني القرآن: 4/15] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({من ورائهم جهنّم} : أي : أمامهم). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(وراء) تكون بمعنى (خلف) وبمعنى (قدّام).
ومنها المواراة والتّواري. فكلّ ما غاب عن عينك فهو وراء، كان قدّامك أو خلفك.
قال الله عز وجل: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79]، أي أمامهم.
وقال: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ} [الجاثية: 10]، أي أمامهم). [تأويل مشكل القرآن: 189] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}: أي أمامهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رِّجْزٍ}: عذاب). [العمدة في غريب القرآن: 271]

تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وسخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض جميعا منه}.
ويقرأ (منّة), (جميعا) منصوب على الحال، والمعنى كل ذلك منه تفضّل وإحسان.
و(منّة) على معنى المفعول له، والمعنى فعل ذلك منّة، أي: منّ منّة؛ لأن تسخيره بمعنى منّ عليكم). [معاني القرآن: 4/436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه}
روى إسرائيل , عن سماك عن عكرمة, عن ابن عباس قال: منه النور , ومنه الشمس , ومنه القمر .
ويقرأ جميعا منة بمعنى: من به منة
ويقرأ منة, بمعنى ذلك منة
ويجوز منه على أنه مصدر كما قال تعالى: {صنع الله} ). [معاني القرآن: 6/422-423]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله:{قل لّلّذين آمنوا يغفروا...}.
معناه في الأصل: حكاية بمنزلة الأمر، كقولك: قل للذين آمنوا اغفروا؛ فإذا ظهر الأمر مصرحا فهو مجزوم؛ لأنه أمر، وإذا كان على الخبر مثل قوله: {قل للذين آمنوا يغفروا}، {وقل لّعبادي يقولوا}{قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة}: فهذا مجزوم بالتشبيه بالجزاء والشرط كأنه قولك: قم تصب خيرا، وليس كذلك، ولكن العرب إذا خرج الكلام في مثال غيره وهو مقارب له عرّبوه بتعريبه، فهذا من ذلك، وقد ذكرناه في غير موضع، ونزلت قوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} في المشركين قبل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال أهل مكة.
وقوله: {ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون...}.
قرأها يحيى بن وثاب: لنجزي بالنون، وقرأها الناس بعد {ليجزي قوما} بالياء وهما سواء بمنزلة قوله: {وقد خلقتك من قبل}، {وقد خلقناك من قبل} , وقد قرأ بعض القراء فيما ذكر لي: {ليجزي قوماً} , وهو في الظاهر لحن، فإن كان أضمر في {يجزي} فعلا يقع به الرفع كما تقول: أعطي ثوبا ليجزي ذلك الجزاء قوما فهو وجه). [معاني القرآن: 3/45-46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ للّذين لا يرجون أيّام اللّه }: لا يخافون). [مجاز القرآن: 2/210]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (ومن ذلك قوله في سورة الأنبياء: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] كتبت في المصاحف بنون واحدة، وقرأها القرّاء جميعا ننجي بنونين إلا عاصم بن أبي النّجود فإنه كان يقرؤها بنون واحدة، ويخالف القرّاء جميعا، ويرسل الياء فيها على مثال (فعل).
فأما من قرأها بنونين، وخالف الكتاب، فإنه اعتل بأن النون تخفى عند الجيم، فأسقطها كاتب المصحف لخفائها، ونيّته إثباتها.
واعتلّ بعض النحويين لعاصم فقالوا: أضمر المصدر، كأنه قال: نجّي النجاء المؤمنين، كما تقول: ضرب الضرب زيدا، ثم تضمر الضّرب، فتقول: ضرب زيدا.
وكان أبو عبيد يختار في هذا الحرف مذهب عاصم كراهية أن يخالف الكتاب، ويستشهد عليه حرفا في سورة الجاثية، كان يقرأ به أبو جعفر المدني، وهو قوله: {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الجاثية: 14] أي ليجزى الجزاء قوما.
وأنشدني بعض النحويين:
ولو ولدت فقيرةُ جروَ كلب = لسُبَّ بذلك الجرو الكلابا
). [تأويل مشكل القرآن: 54-55] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( وقوله جل وعز: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}
قال مجاهد : أي : لا يبالون نعم الله أي لا يعلمون أنه أنعم بها عليهم كما قال تعالى: {وذكرهم بأيام الله}
قال أبو جعفر: يجوز أن يكون المعنى لا يرجون البعث , أي: لا يؤمنون به .
وقال قتادة هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} ). [معاني القرآن: 424-6/423]

تفسير قوله تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {على شريعةٍ...}.: على دين وملة ومنهاج كل ذلك يقل). [معاني القرآن: 3/46]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ على شريعةٍ }: على طريقة وسنة). [مجاز القرآن: 2/210]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ثمّ جعلناك على شريعةٍ}: أي على ملة ومذهب.
ومنه يقال: شرعت لك كذا، وشرع فلان في كذا: إذا أخذ فيه. ومنه «مشارع الماء», وهي : الفرض التي يشرع فيها الناس والواردة). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون}
روى سعيد , عن قتادة قال: الشريعة: الفرائض , والحدود , والأمر , والنهي
قال أبو جعفر : الشريعة في اللغة المذهب والملة , ومنه شرع فلان في كذا , ومنه الشارع : لأنه طريق إلى المقصد
فالشريعة : ما شرع الله لعباده من الدين , والجمع الشرائع , أي: المذاهب). [معاني القرآن: 425-6/424]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شَرِيعَةٍ}: طريقة). [العمدة في غريب القرآن: 271]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ واللّه وليّ المتّقين...}.
ترفع الله، وهو وجه الإعراب إذا جاء الاسم بعد إنّ، وخبر فارفعه كان معه فعل أو لم يكن.
فأما الذي لا فعل معه , فقوله: {أنّ اللّه بريٌ من المشركين ورسوله} ,وأمّا الذي معه فعل فقوله جل وعز: {واللّه وليّ المتقين}). [معاني القرآن: 3/46]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هذا بصائر للنّاس }: مجازها: هذا القرآن بصائر للناس). [مجاز القرآن: 2/210]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هذا بصائر للنّاس وهدى ورحمة لقوم يوقنون (20)}
(هذا): إشارة إلى القرآن، المعنى هذا القرآن بصائر للناس). [معاني القرآن: 433-4/432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون} : أي : هذا القرآن). [معاني القرآن: 6/425]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات...}.
الاجتراح: الاقتراف، والاكتساب.
وقوله: {سواء مّحياهم ومماتهم...}
تنصب سواء، وترفعه، والمحيا والممات في موضع رفع بمنزلة قوله: رأيت القوم سواء صغارهم وكبارهم، تنصب سواء؛ لأنك تجعله فعلا لما عاد على الناس من ذكرهم، وما عاد على القوم وجميع الأسماء بذكرهم، وقد تقدم فعله، فاجعل الفعل معربا بالاسم الأول.
تقول: مررت بقوم سواء صغارهم وكبارهم، ورأيت قوم سواء صغارهم وكبارهم.
وكذلك الرفع - وربما جعلت العرب: (سواءً) في مذهب اسم بمنزلة حسبك، فيقولون: رأيت قوما سواء صغارهم وكبارهم، فيكون كقولك: مررت برجل حسبك أخوه ولو جعلت مكان سواء مستوٍ لم ترفع، ولكن تجعله متبعا لما قبله، مخالفا لسواء؛ لأن مستويا من صفة القوم، ولأن سواء - كالمصدر، والمصدر اسم.
ولو نصبت: المحيا والممات - كان وجها تريد أن تجعلهم سواء في محياهم ومماتهم). [معاني القرآن: 3/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أم حسب الّذين اجترحوا السّيئات }: اكتسبوا , { أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات }, تم الكلام ثم استأنف فقال { سواءٌ محياهم ومماتهم }: أي: سواء حياة الكافر ومماته , هو كافر حياته ومماته , والمؤمن مؤمن حياته ومماته). [مجاز القرآن: 2/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نّجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء مّحياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}
وقال: {سواء مّحياهم ومماتهم} رفع.
وقال بعضهم: إنّ المحيا والممات للكفار , كأنه قال:{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن تجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات}, , ثم قال "سواءٌ محيا الكفار ومماتهم", أي محياهم محيا سوء ومماتهم ممات سوء فرفع "السواء" على الابتداء.
ومن فسر "المحيا" و"الممات" للكفار والمؤمنين فقد يجوز في هذا المعنى نصب السواء , ورفعه لأن من جعل السواء مستويا فينبغي له أن يرفعه لأنه الاسم إلا أن ينصب المحيا والممات على البدل ونصب السواء على الاستواء, وإن شاء رفع السواء إذا كان في معنى مستوي لأنها صفة لا تصرف كما تقول "رأيت رجلاً خيراً منه أبوه" , والرفع أجود). [معاني القرآن: 4/15-16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اجترحوا السّيّئات} : أي: اكتسبوها, ومنه قيل لكلاب الصيد: جوارح). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21)}
{سواء محياهم ومماتهم}, ويقرأ{سواء محياهم ومماتهم} ، وقد قرئت سواء محياهم ومماتهم بنصب الممات.
وحكى بعض النحويين أن ذلك جائز في العربية.
ومعنى {اجترحوا}: اكتسبوا، ويقال: فلان جارحة أهله , أي : كاسبهم، والاختيار عند سيبويه , والخليل , وجميع البصريين {سواءٌ}برفع سواء.
وعليه - أكثر القراء، ويجيزون النصب، وتقول: ظننت زيدا - سواء أبوه وأمّه، وسواء أبوه وأمّه.
والرفع أجود، لأن سواء في مذهب المصدر كما تقول: ظننت زيدا ذو استواء أبوه وأمّه.
ومن قرأ {سواءً} بالنصب جعله في موضع مستويا محياهم ومماتهم ومن نصب محياهم ومماتهم، فهو عند قوم من النحويين {سواء} في محياهم وفي مماتهم، ويذهب به مذهب الأوقات، وهو يجوز على غير ذلك على أن يجعله بدلا من الهاء والميم.
ويكون المعنى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، أي كمحيا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومماتهم). [معاني القرآن: 4/433]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}
اجترحوا السيئات: أي : كسبوا السيئات ,ومنه :{ويعلم ما جرحتم بالنهار }, ومنه : الجوارح , أي: الكواسب
وقوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم}
قال: مجاهد المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا , والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا
ويقرأ : {سواء محياهم ومماتهم } , وقرأ الأعمش:{ سواء محياهم ومماتهم }
قال أبو جعفر: القراءة الأولى أحسن من جهة المعنى على قول مجاهد , وهي أيضا أجود عند النحويين من جهة الإعراب , وقراءة الأعمش على البدل , وعند الفراء بمعنى الظرف.). [معاني القرآن: 6/426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ}: أي: اكتسبوها , ومنها قيل للكلاب : جوارح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 227]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَرَحُوا}: اكتسبوا). [العمدة في غريب القرآن: 271]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 11:28 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 23 إلى آخر السورة]

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعل على بصره غشاوةً ...}.
قرأها يحيى بن وثاب {غشوة}بفتح الغين، ولا يلحق فيها ألفا، وقرأها الناس{غشاوة}: كأن غشاوة اسم، وكأن غشوة شيء غشيها في وقعة واحدة، مثل: الرجفة، والرحمة، والمرّة). [معاني القرآن: 3/47-48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه اللّه على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذكّرون (23)}
وقد رويت آلهة هواه، ولها وجه في التفسير , وروي أن قريشا كانت تعبد العزى , وهي حجر أبيض , فإذا رأت حجرا أشد بياضا منه , وأحسن اتخذت ذلك الأحسن , واطّرحت الأول، فهذا يدل على آلهته، وكذلك أيضا إلهه.
وقوله: {وأضلّه اللّه على علم}: أي على ما سبق في علمه قبل أن يخلقه , أنه ضال.
{وجعل على بصره غشاوة}: ويقرأ غشوة بفتح الغين بغير ألف، ويقرأ غشاوة - بضم الغين والألف). [معاني القرآن: 4/433-434]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم}
قال سعيد بن جبير : كان أحدهم يعبد الحجر , فإذا رأى أحسن منه قال : هذا أحسن من هذا , فعبده
وقال الحسن وقتادة في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: المنافق إذا هوي شيئا ركبه .
ثم قال: {وأضله الله على علم}
روي عن ابن عباس أنه قال: على علم قد علمه عنده.
وقيل : على علم أنه لا ينفعه ولا يضره.). [معاني القرآن: 6/427-428]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غِشَاوَةً}: غطاء). [العمدة في غريب القرآن: 271]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نموت ونحيا...}
يقول القائل: كيف قال: نموت ونحيا، وهم مكذبون بالبعث؟ , فإنما أراد نموت، ويأتي بعدنا أبناؤنا، فجعل فعل أبنائهم كفعلهم، وهو في العربية كثير.
وقوله: {وما يهلكنا إلاّ الدّهر...}
يقولون: إلاّ طول الدهر، ومرور الأيام والليالي والشهور والسنين.
وفي قراءة عبد الله: {وما يهلكنا إلاّ دهر}:كأنه: إلاّ دهر يمر). [معاني القرآن: 3/48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما يهلكنا إلّا الدّهر}: مرور السنين والأيام). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالوا ما هي إلّا حياتنا الدّنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلّا الدّهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يظنّون (24)}
فإن قال قائل: كيف قالوا نموت ونحيا , وهم لا يقرون بالبعث, فالدليل على أنهم لا يقرون بالبعث قولهم :{ما هي إلا حياتنا}, وفي نموت ونحيا ثلاثة أقوال:-
يكون المعنى {نموت ونحيا}: يحيا أولادنا، فيموت قوم ويحيا قوم.
ويكون معنى {نموت ونحيا} : نحيا ونموت، لأن الواو للاجتماع.
وليس فيها دليل على أن أحد الشيئين قبل الآخر.
ويكون{نموت ونحيا وما يهلكنا إلّا الدّهر} : أي ابتداؤنا موات في أصل الخلقة، ثم نحيا ثم يهلكنا الدّهر.
فاعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنهم يقولون ذلك ضلّالا، شاكين فقال: {وما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يظنّون}: المعنى : ما هم إلّا يظنّون). [معاني القرآن: 4/434]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر}
يقال: هم لا يقرون بالبعث, فما معنى نموت ونحيا ففيه ثلاثة أجوبة:
-منها أن المعنى يموت بعضنا, ويحيا بعض
- ومنه أن في الكلام تقديما وتأخيرا , وأن المعنى نحيا ونموت
- والجواب الثالث أن معنى نموت نخلق مواتا ثم نحيا في الدنيا
وقوله جل وعز: {وما يهلكنا إلا الدهر}
قال مجاهد: أي الزمان, أي: مر السنين والأيام.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تسبوا الدهر , فإن الله هو الدهر ))
في معناه ثلاثة أقوال:
- منها أن المعنى لا تسبوا خلقا من خلق الله فيما لا ذنب له فيه فإن الله هو الدهر , أي: خالق الدهر كما قال تعالى: {واسأل القرية}
- وقيل لما كانوا يقولون فعل الله بالزمان فإنه قد فعل بنا كذا, وكان الله جل وعز هو القاضي بتلك الأشياء قال لهم لا تسبوا فاعل
- وقد روي فإن الله هو الدهر , والمعنى عليه لا تسبوا الدهر , فإن الله مقيم الدهر أي: مقيم أبدا لا يزال
, وقد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: {وما لهم بذلك من علم} ,قال قولهم: لا نبعث). [معاني القرآن: 6/428-430]

تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ما كان حجّتهم إلّا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين (25)}
يجوز في {حجّتهم}الرفع، فمن رفع جعل{حجّتهم} : اسم كان و {أن قالوا}: خبر كان.
ومن نصب {حجّتهم} جعل اسم كان أن مع صلتها, ويكون المعنى ما كان {حجّتهم} إلّا مقالتهم :{ائتوا بآبائنا}). [معاني القرآن: 4/434]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يوم القيامة لا ريب فيه} : عاد إلى اليوم أي لا شك فيه في اليوم). [مجاز القرآن: 2/210]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وترى كلّ أمّةٍ جاثيةً...}.
يريد: كلّ أهل دين جاثية يقول: مجتمعة للحساب، ثم قال: {كلّ أمّةٍ تدعى إلى كتابها...}, يقول إلى حسابها، وهو من قول الله: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه}, و{بشماله}). [معاني القرآن: 3/48]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وترى كلّ أمّةٍ جاثيةً }: على الركب.
قال الكميت:

هم تركوا سراتكم جثياًّ = ومن بعد السراة مغربلينا
[مجاز القرآن: 2/210]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {كل أمة جاثية}: أي على الركب). [غريب القرآن وتفسيره: 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وترى كلّ أمّةٍ جاثيةً}: باركة على الركب. يراد: أنها غير مطمئنة.
{تدعى إلى كتابها}: أي: إلى حسابها). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وترى كلّ أمّة جاثية كلّ أمّة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون (28)}
أي كل أحد يجزى بما تضمنه كتابه، كما قال عزّ وجلّ:
{وكلّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (13) اقرأ كتابك}
فهذا مثل قوله: {كلّ أمّة تدعى إلى كتابها}
رفع { كلّ} بالابتداء، والخبر {تدعى إلى كتابها}
ومن نصب جعله بدلا من " كلّ " الأول، والمعنى وترى كل أمة تدعى إلى كتابها.
ومعنى {جاثية}: جالسة على الركب، يقال قد جثا فلان , يجثو : إذا جلس على ركبته، ومثله جذا يجذو.
والجذؤ : أشا استيفازا من الجثو لأن الجذو أن يجلس صاحبه على أطراف أصابعه). [معاني القرآن: 4/434-435]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها}
في معناه قولان: -
- روى ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , وابن عيينة , عن ابن جريح , عن مجاهد في قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية}
قال: مستوفزين على الركب
قال: مجاهد في رواية ابن أبي نجيح : الأمة ههنا : الواحد
قال سفيان بن أبي عيينة : ولا يكون المستوفز إلا على ركبتيه , وأطراف أصابعه
قال: الضحاك : جاثية عند الحساب , فهذا قول
- وقال الفراء في قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية}: قال: أهل كل دين , وجاثية مجتمعة
قال أبو جعفر: قد يقال لما اجتمع من التراب جثوة , فأحسب الفراء أخذه من هذا .
قال الشاعر:
ترى جثوتين من تراب عليهما = صفائح صم من صفيد منضد
والقول الأول أعرف وأشهر
وقوله جل وعز: {كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون}
في معناه قولان:
أحدهما : أن كتابها ما فرض عليها من حلال وحرام
والقول الآخر: أن كتابها ما كتبت الملائكة عليها , وهذا أولى لأن بعده ما يدل عليه.). [معاني القرآن:6/430-432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جَاثِيَةً}: أي على الركب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 227]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جَاثِيَةً}: على الركب). [العمدة في غريب القرآن: 271]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون...}
الاستنساخ: أن الملكين يرفعان عمل الرجل صغيره وكبيره، فيثبت الله من عمله ما كان له ثواب أو عقاب، ويطرح منه اللغو الذي لا ثواب فيه ولا عقاب، كقولك هلمّ، وتعال، واذهب، فذلك الاستنساخ). [معاني القرآن: 49-3/48]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّا كنّا نستنسخ ما كنتمٌ تعملون }: أي نثبت). [مجاز القرآن: 2/211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقّ}: يريد: أنهم يقرءونه فيدلهم ويذكرهم، فكأنه ينطق عليهم.
{إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون} : أي: نكتب). [تفسير غريب القرآن: 405-406]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون (29)}
الاستنساخ لا يكون إلا من أصل، وهو أن يستنسخ كتابا من كتاب.
فنستنسخ ما يكتب الحفظة , ويثبت عند اللّه - عزّ وجلّ -). [معاني القرآن: 4/435]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنتج ما كنتم تعملون}
ينطق: أي يبين , أي تنظرون , فتذكرون ما عملتم
ثم قال تعالى: {إنا كنا ستنسخ ما كنتم تعملون}
في معناه قولان:
- أحدهما : أن المعنى ما تكتبه الملائكة , وتنسخه من أعمال بني آدم
- والقول الآخر: رواه سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال : فرغ الله جل وعز مما هو كائن , فتنسخ الملائكة ما يعمل يوما بيوم من اللوح المحفوظ , فيقابل به ما يعمله الإنسان لا يزيد على ذلك ولا ينقص.
قال: فقيل لابن عباس : ما توهمنا إلا إنهم يكتبونه بعدما يعمل .
فقال: أنتم قوم عرب , والله جل وعز يقول: {إنا كنا نستنسخ} : ولا يكون الاستنساخ إلا من نسخة.). [معاني القرآن: 6/432-433]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأمّا الّذين كفروا أفلم...}.
أضمر القول , فيقال: أفلم، ومثله: {فأما الّذين اسودّت وجوههم أكفرتم} : معناه، فيقال: أكفرتم، والله أعلم. وذلك أنّ أما لا بد لها من أن تجاب بالفاء، ولكنها سقطت لما سقط الفعل الذي أضمر. ). [معاني القرآن: 3/49]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأمّا الّذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوماً مّجرمين}
وقال: {وأمّا الّذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم} : أي: فيقال لهم: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم} , ودخلت الفاء لمكان "أما"). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا الّذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين (31)}
جواب {أمّا} محذوف، لأن في الكلام دليلا عليه، المعنى : وأما الذين كفروا فيقال لهم: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم}, ودلت الفاء في قوله {أفلم} على الفاء المحذوفة في قولك , فيقال لهم). [معاني القرآن: 4/435]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين} : في الكلام حذف , والمعنى : فيقال لهم:{ ألم تكن آياتي تتلى عليكم} ). [معاني القرآن: 6/433-434]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها...}
ترفع الساعة , وهو وجه الكلام , وإن نصبتها فصواب، قرأ بذلك حمزة الزيات، وفي قراءة عبد الله: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ وإن السّاعة لا ريب فيها} ، فقد عرفت الوجهين، وفسّرا في غير هذا الموضع). [معاني القرآن: 3/47]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها قلتم مّا ندري ما السّاعة إن نّظنّ إلاّ ظنّاً وما نحن بمستيقنين}
وقال: {إن نّظنّ إلاّ ظنّاً} : ما نظنّ إلاّ ظنّاً). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قلتم ما ندري ما السّاعة إن نظنّ إلّا ظنًّا وما نحن بمستيقنين}: أي: ما نعلم ذلك إلا ظنا وحدسا , وما نستيقنه, و«الظن» قد يكون بمعنى «العلم» .
قال: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها} [سورة الكهف آية: 53]، وقال دريد:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج= سراتهم في الفارسي المسرد
أي : أيقنوا بإتيانهم إياكم ). [تفسير غريب القرآن: 406]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ والسّاعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما السّاعة إن نظنّ إلّا ظنّا وما نحن بمستيقنين (32)}
{والسّاعة}: فمن نصب فعطف على الوعد.
المعنى: وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ وأنّ الساعة.
ومن رفع , فعلى معنى , وقيل: الساعة لا ريب فيها). [معاني القرآن: 4/435]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( قوله: {وبدا لهم سيّئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن}، هو مثل قوله: {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون}[سورة الزمر آية: 47]، يعيرون أنهم عملوا في الدنيا أعمالا كانوا يظنون أنها تنفعهم، فلم تنفعهم مع شركهم). [تفسير غريب القرآن: 406]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وبدا لهم}: أي: وظهر لهم قبيح كلامهم). [ياقوتة الصراط: 465]

تفسير قوله تعالى:{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقيل اليوم ننساكم...}.
نترككم في النار كما نسيتم لقاء يومكم هذا، يقول: كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا). [معاني القرآن: 3/49]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وقيل اليوم ننساكم }: أي نترككم نخرجكم من رحمتنا , { كما نسيتم }: كما تركتم). [مجاز القرآن: 2/211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وقيل: {اليوم ننساكم} :أي: نترككم). [تفسير غريب القرآن: 406]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين (34)}
أي اليوم نترككم في العذاب، كما تركتم الإيمان والعمل ليومكم.
والدليل على ذلك قوله:{فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون (35)}. ). [معاني القرآن: 4/436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا}
روى معمر , عن قتادة قال: فاليوم نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا
قال أبو جعفر : المعنى على هذا , فاليوم نترككم في النار , كما تركتم العمل ليومكم هذا.). [معاني القرآن: 6/434]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ننساكم} :أي: نترككم, {كما نسيتم}: أي: كما تركتم أمرنا ونهينا). [ياقوتة الصراط: 465]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون...}.
يقول: لا يراجعون الكلام بعد دخولهم النار). [معاني القرآن: 3/49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون (35)}: لا يردون , ولا يلتمس منهم عمل ولا طاعة). [معاني القرآن: 4/436]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وله الكبرياء في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (37)}: أي: له العظمة في السّماوات والأرض). [معاني القرآن: 4/436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} : الكبرياء العظمة). [معاني القرآن: 6/434]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الكبرياء} : العظمة). [ياقوتة الصراط: 466]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة