العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الأحزاب

توجيه القراءات في سورة الأحزاب


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الأحزاب

مقدمات توجيه القراءات في سورة الأحزاب
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الأحزاب). [معاني القراءات وعللها: 2/277]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( [(ومن سورة الأحزاب)] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/198]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الأحزاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/465]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الأحزاب). [المحتسب: 2/176]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (33 - سورة الأحزاب). [حجة القراءات: 570]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأحزاب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الأحزاب). [الموضح: 1023]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ثلاث وسبعون في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء محذوفة ولا ياء إضافة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/200]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (1) إلى الآية (3) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)}
قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا (2)
قرأ أبو عمرو وحده (إنّ اللّه كان بما يعملون خبيرًا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (بما يعملون) فللغيبة ومن قرأ بالتاء فللمخاطبة). [معاني القراءات وعللها: 2/277]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: (إن الله كان بما يعملون خبيرا) [2] فقرأ أبو عمرو وحده: (بما يعملون خبيرا) بالياء، وقرأ الباقون: (بما تعملون خبيرا) بالتاء.
(بما يعملون) على: (لا تطع الكافرين) [الأحزاب/ 1] إنّه بما يعملون. والتاء على الخطاب، ويدخل فيه الغيب). [الحجة للقراء السبعة: 5/465]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بما تعملون خبيرًا}، و{بما تعملون بصيرًا} قرأهما أبو عمرو بالياء ردهما على ذكر المنافقين والكافرين، والتقدير: لا تطعهم يا محمد، فهو في الظاهر أمر للنبي، ومعناه لأمته، أي: لا تطيعوهم، إن الله كان بما يعملون خبيرًا، وقرأهما الباقون بالتاء على المخاطبة، فالجميع داخلون في المخاطبة، فهو أبلغ، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [آية/ 2] بالياء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه يعود إلى ما تقدم من ذكر الكافرين والمنافقين في قوله تعالى {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}، أي لا تُطعهم فيما يسألونك من الرفق بهم، فإنه تعالى عالمٌ بما يعملونه من استغوائكم.
وقرأ الباقون {تَعْمَلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على الخطاب، ويدخل فيه الغائبون، والمعنى إنه تعالى عالمٌ بأعمالكم وأعمالهم). [الموضح: 1023]

قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (4) إلى الآية (6) ]

{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}


قوله تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (اللّائي تظاهرون (4)
قرأ ابن كثير ونافع ويعقوب: (اللّاء تظّهّرون) بهمزة مختلسة الكسرة.
وقرأ أبو عمرو (اللاي) بكسرة مختلسة ولا يهمز، وكذلك روى ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير مثل أبي عمرو.
وقرأ الباقون (اللائي) بياء بعد الهمزة، في وزن (اللاعى)، وكذلك قرءوا في المجادلة والطلاق.
قال الأزهري: هي لغات محفوظة عن العرب وأجودها وأتمها (اللائي) بياء بعد الهمزة.
ومن حذف الياء اكتفى بالكسرة، ومن همز فلأن مدتها همزة، ومن خفف الهمزة فلإيثاره التخفيف. وكل جائز.
[معاني القراءات وعللها: 2/277]
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (تظّهّرون) بالتاء وتشديد الظاء والهاء بغير ألف -
وقرأ ابن عامر (تظّاهرون) بتشديد الظاء وألف بعدها مع فتح التاء.
وقرأ عاصم (تظاهرون) بضم التاء وتخفيف الظاء.
وقرأ حمزة والكسائي (تظاهرون) خفيفة مفتوحة التاء بألف.
قال أبو منصور: هذه لغات صحيحة، ومعناها واحد.
يقال: تظاهر فلان من امرأته، وتظهّر منها، واظّاهر، واظّهّر، وظاهر بمعنى واحد.
وهو أن يقول لها: أنت عليّ كظهر أمي.
فمن قرأ (تظّهّرون) فالأصل (تتظهرون)، فأدغمت التاء الثانية في الظاء وشددت.
وكذلك من قرأ (تظّاهرون) فالأصل (تتظاهرون)، فأدغمت التاء في الظاء.
ومن قرأ: (تظاهرون) مخففا فالأصل فيه أيضًا (تتظاهرون)
فحذفت إحدى التاءين استثقالا للجمع بينهما.
قال البصريون: التاء المحذوفة تاء المخاطبة.
وقال غيرهم: بل المحذوفة تاء التفاعل ولكل حجة على ما قال). [معاني القراءات وعللها: 2/278]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: (اللائي تظاهرون) [الأحزاب/ 4] فقرأ ابن كثير ونافع: (اللاء) ليس بعد الهمزة ياء كذلك، وقرأت على قنبل. وأخبرني إسحاق الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: (اللاء) يكسر ولا يثبت ياء مخففة بغير همز، ولا مدّ في كلّ القرآن، وكذلك أبو عمرو، وحدّثني محمد بن مضر عن ابن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 5/465]
بزّة عن أصحابه عن ابن كثير مثل أبي عمرو. قال ابن مخلد: عن ابن أبي بزّة [اللائي] مشددة مكسورة وهو غلط. وقال في الطلاق: (واللائي يئسن) [4] مثقلة، (واللائي لم يحضن) [الطلاق/ 4] مثلها.
وروى ورش عن نافع مثل قراءة أبي عمرو. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: اللائي بياء بعد الهمزة، وكذلك اختلافهم في [اللائي] قد سمع الله [المجادلة/ 2]، وفي الطلاق.
قال أبو علي: اللائي: وزنه فاعل مثل شائي فالقياس أن تثبت الياء فيه كما تثبت في الشائي، والنائي ونحوه. وقد حذفوا الياء من فاعل في حروف من ذلك قولهم: ما باليت به بالة، ومنه حانة، فكذلك إذا حذفت من اللائي يصير (اللاء) فإن خفّفت الهمزة فالقياس أن تجعل بين بين. وقد حكى سيبويه: حذف الياء من اللائى، فقال: من قال في (اللاء) قال (لاء) لأنّه يصير بمنزلة باب، صار حرف الإعراب العين، يريد: عين الفعل التي هي همزة من اللائي. فأمّا قبل الحذف من اللائي فإنّ اللّائي واللّاتي قال فيهما: إنهما بمنزلة شاري وضاري، ومن ردّ الفاء في «يضع» اسم رجل إذا صغّر،
[الحجة للقراء السبعة: 5/466]
فقال: «يويضع» ردّ اللّام هنا أيضا، فقال: لويىء، ومن لم يرد قال: لويىء مثل: لويع، فإن خفّفت الهمزة قلت: لويّ، وزنه من الفعل: فويع. ومن أمثلة التحقير: فعيل. وقال بعض أصحاب أحمد: يعني أنّ ابن كثير وأبا عمرو يقرءان: اللّاي يريد اللاء بهمزة ليس بعدها ياء ثم يخفّف الهمزة فتصير ياء ساكنة، وزعم أنّه كذلك ضبط، قال: وهو تخفيف إبدال على غير قياس، قال أبو علي: ومثل هذا البدل من الهمز لا يقدم عليه إلا بسمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/467]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (تظاهرون) [الأحزاب/ 4] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (تظّهّرون) بفتح التاء والتثقيل. وفي المجادلة [2] مثله غير أن تلك بالياء. وقرأ عاصم: (تظاهرون) بألف، مضمومة التاء خفيفة، وقرأ حمزة والكسائي: هاهنا (تظاهرون) خفيفة الظاء بفتح التاء وألف بعد الظاء، وفي المجادلة بياء مشددة [الظاء] (يظاهرون)، وقرأهما ابن عامر بتشديد الظاء مع الألف.
[قال أبو علي]: (يظّهّرون) معناه: يتظهرون، فأدغم التاء في الظاء، وتقديره: يتفعّلون من الظهر، وفي المجادلة مثله، غير أنّ تلك بالياء، والذين يظّهّرون تقديره: يتظهّرون، فأدغم التاء في الظّاء.
وقول عاصم: (تظاهرون) بألف مضمومة التاء. خفيفة فهذا من ظاهر من امرأته. ويقوي ذلك قولهم في مصدر ظاهر: اظّهار، ولا يمتنع أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/467]
يقال: ظاهر لقولهم: الظّهار في مصدره وإن كان الظّهار قد جاء في نحو قوله: وأنزل الذين ظاهروهم [الأحزاب/ 26] وفي قوله: تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان [البقرة/ 85]، أي: تتعاونون، فلا يمتنع أن يستعمل في قولهم ظاهر من امرأته كالأشياء التي تتفق ألفاظها وتختلف معانيها، وكلّ ذلك من الظّهار. وقول حمزة والكسائي (تظاهرون) خفيفة الظّاء، معناها: تتظاهرون، فحذفا تاء تتفاعلون التي أدغمها غيرهما.
وقولهما في المجادلة: (تظاهرون) أدغما في المجادلة التاء الّتي حذفاها من تظاهرون، والمعنى واحد.
وقول ابن عامر بتشديد الظّاء مع الألف (تظّاهرون)، مثل قول حمزة والكسائي في المجادلة، إنّما هو يتظاهرون). [الحجة للقراء السبعة: 5/468]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهنّ أمّهاتكم} 4
قرأ أبو عمرو وورش عن نافع والبزي عن ابن كثير (اللاي) بغير مد ولا همز في كل القرآن وقرأ نافع والقواس عن ابن كثير اللاء مهموزا مقصورا وقرأ أهل الشّام (اللاء) والكوفة {اللائي} بهمزة بعدها ياء ووزنها فاعل
واعلم أن هذه الوجوه كلها جمع الّتي والعرب تجمع الّتي على اللّاتي واللائي ثمّ يجمعون الجمع فيقولون اللواتي قال الراجز
من اللواتي والّتي واللاتي ... زعمن أنّي كبرت لداتي
فمن قرأ {اللائي} على وزن اللاعي فهو القياس على الأصل وهو جمع الّتي على غير اللّفظ ومن قرأ (اللاء) على وزن اللاع فإنّه اكتفى بالكسرة على الياء لأن الكسرة تنوب عن الياء قال الشّاعر
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة
ولكن ليقتلن البريء المغفلا
[حجة القراءات: 571]
ومن ترك الهمز فإنّما تركه للتّخفيف وهذه لغات للعرب
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {تظهرون} بغير ألف وتشديد الظّاء وقرأ حمزة الكسائي {تظهرون} بفتح التّاء وتخفيف الظّاء وقرأ ابن عامر تظاهرون بالألف والتّشديد
والمعنى في تظهرون وتظاهرون وتظاهرون واحد أصله كله من الظّهر لأن الّذي يتظهر من امرأته إنّما قال لها أنت عليّ كظهر أمّي فمن قرأ {تظهرون} فالأصل تتظهرون فأدغم التّاء في الظّاء وإدخال الألف وإخراجها سواء والعرب تقول ضعفت وضاعفت وعقبت وعاقبت
وقرأ عاصم {تظاهرون} بالألف مضمومة التّاء مثل تقاتلون جعله فعلا من اثنين من ظاهر من امرأته مظاهرة وظهارا وحجتهم قوله في مصدر ظاهر الظّهار). [حجة القراءات: 572]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {اللائي} حيث وقع قرأه البزي وابو عمرو بإسكان الياء، وقرأ ورش بكسر الياء، وقالون وقنبل بهمزة مكسورة من غير ياء بعدها، وقرأ الباقون بهمزة مكسورة وياء بعدها، وهي كلها لغات مسموعة، وأصله بهمزة وياء بعدها؛ لأنه بمنزلة «اللاتي» فالهمزة بإزاء التاء، فمن قرأ بهمزة من غير ياء، حذف الياء وأبقى الكسرة تدل عليها، كالقاض والغاز، لكنهم جعلوا الهمزة بعد الحذف حرف الإعراب، قال سيبويه: جعلوه بمنزلة «باب» والذين أسكنوا الياء خففوا الهمزة على البدل، فالياء منها ياء مكسورة، وأسكنوا الياء تخفيفًا لثقل الكسرة على الياء، ومن كسر الياء أتى بها على أصل البدل، والأصل في تخفيف هذه الهمزة أن تجعل بين الهمزة والياء، وقد كان يجب على قراءة ورش أن يجوز فيه المد وتركه، على ما ذكرنا من المد وتركه في قراءة قالون والبزي في: {هؤلاء إن كنتم} «البقرة 31» فمن مد أجراه على الأصل، فمد الهمزة لأن التخفيف عارض، ومن لم يمد ترك المد، لأن لفظ الهمزة، التي من أجلها وجب مد الألف، قد زال، فكذلك يجب في قراءة ورش، لكن لم أقرأ فيه إلا بترك المد، لعلة أنه لما زال لفظ الهمزة الذي من أجله وجب المد زال
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]
المد فهو وجه، والمد أقيس فيه، لأن التخفيف عارض، لكن لم أقرأ به، ومن الناس من يقول: إن كسر الياء فيه لغة من لا يرى أن أصله الهمز، فعلى هذا يحسن ترك المد لورش، ومثله الاختلاف في المجادلة والطلاق، والعلة واحدة، والاختيار الهمز والياء بعد الهمزة، لأنه الأصل وعليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {تظاهرون} قرأه الحرميان وأبو عمرو بتشديد الظاء والهاء، من غير ألف، وأصله «يتظهرون» على وزن «يتفعلون» ثم أدغمت التاء الثانية في الظاء، فوقع التشديد لذلك، وحسن الإدغام لأنك تنقل حرفًا ضعيفًا، وهو التاء إلى لفظ حرف قوي، وهو الظاء، قرأ حمزة والكسائي بألف مخففًا، وأصله «تتظاهرون» ثم حذف إحدى التاءين كـ «تساءلون» وكـ «تظاهرون» في البقرة، وكذلك قرأ ابن عامر غير أنه شدد الظاء؛ لأنه أدغم التاء الثانية في الظاء، ولم يحذفها كـ «تساءلون وتظاهرون» في البقرة في قراءته، وقراءة عاصم بضم التاء وكسر الهاء وبألف بعد الظاء مخففًا على وزن «تفاعلون» والتاء للخطاب مثل «تقاتلون» بناه على «فاعل تفاعل» والتاء للخطاب، وهو كله بمعنى واحد مشتق من الظهر، وقولهم الظهار يدل على ضم التاء؛ لأنه مصدر «ظاهر» فأما قوله: {تظاهرون} و{تظاهرا} في البقرة والتحريم فهو من المظاهرة، وهي المعاونة وليس من الظهر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {اللَّاي} [آية/ 4] بلا مدّ ولا همز، وبعد الألف شمّة الياء:
قرأها ابن كثير في رواية البزي، ونافع ش- وأبو عمرو.
[الموضح: 1023]
والوجه أن أصله اللاء بهمزة بعد الألف، فخففت الهمزة فصارت ياء ساكنة، وهو تخفيف إبدال، على غير قياس.
وقرأ يعقوب و-ل- عن ابن كثير و-ن- عن نافع {اللَّاءِ} بهمزة ليست بعدها ياء.
والوجه أن أصل الكلمة اللائي على وزن اللاعي بياء بعد الهمزة، فحُذفت الياء اكتفاء بالكسرة، ولأنهم قد حذفوا الياء التي هي اللام من فاعل في مواضع، منها قولهم: ما باليت بالة، ثم إنهم لما حذفوا الياء من اللاء تركوا الهمزة على حالها ولم يخففوها، إذ لو خففت لكان القياس يقتضي أن تُجعل بين بين.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {اللَّائِي} ممدودًا مهموزًا، وبعد الهمزة ياء، وكذلك اختلافهم في سورة المجادلة والطلاق.
والوجه أنه على الأصل؛ لأن أصل الكلمة: اللائي، على مثال شائي وجائي، فالقياس أن تثبت الياء فيه، كما تثبت في الشائي والجائي). [الموضح: 1024]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {تَظَّهَّرُونَ} [آية/ 4] بتشديد الظاء والهاء من غير ألف:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن أصله: تتظهّرون بتائين، فأدغمت التاء الثانية في الظاء، ووزنه تتفعلون من الظهر.
وقرأ ابن عامر {تَظَّاهَرُونَ} بالألف، مفتوحة التاء، مشددة الظاء، وكذلك (-ان-) عن يعقوب.
والوجه أن أصله تتظاهرون بالألف، فأُدغم التاء في الظاء، ووزنه تتفاعلون.
وقرأ حمزة والكسائي {تَظَاهَرُونَ} بالألف، مفتوحة التاء، مخففة الظاء.
والوجه أن أصله تتظاهرون بتائين على ما تقدم، فحُذفت إحدى التائين وهي الثانية التي أدغمها في الظاء من أَدغم، فبقي: تظاهرون مخففة، وهم قد يُخففون بالحذف كما يُخففون بالإدغام، وكلاهما فرار من اجتماع المثلين.
وقرأ عاصم {تُظَاهِرُونَ} بضم التاء، وتخفيف الظاء، وبالألف، وكسر الهاء.
والوجه أنه من ظاهر الرجل من امرأته يُظاهر، على وزن فاعل يُفاعل، والمصدر المظاهرة والظهار، وهو أن يقول لها: أنت علي كظهرِ أمي، فقوله يُظاهرون وزنه يُفاعلون، وهي اللغة المشهورة في هذا المعنى، واللغات التي تقدمت مثلها في المعنى). [الموضح: 1025]

قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)}
قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (7) إلى الآية (8) ]

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)}


قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7)}
قوله تعالى: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (9) إلى الآية (12) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وكان اللّه بما تعملون بصيرًا (9)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (وكان الله بما يعملون) بالياء وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ بالياء فهو على الإخبار). [معاني القراءات وعللها: 2/278]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده (وكان الله بما يعملون بصيرا) [الأحزاب/ 9] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء، أبو زيد عن أبي عمرو بالياء والتاء، وعبيد عن أبي عمرو مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 5/470]
[قال أبو علي]: حجّة التاء: فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها [الأحزاب/ 9] فالوجه فيما عطف عليه الخطاب، كما أنّ الذي عطف عليه كذلك، والياء على معنى فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا، وكان الله بما يعملون، أي يعمل الجنود، أو يعمل الأحزاب من تألبهم عليكم أيّها المسلمون). [الحجة للقراء السبعة: 5/471]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تطع الكافرين والمنافقين} {إن الله كان بما تعملون خبيرا} {إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًا} 2 و9
قرأ أبو عمرو (إن الله كان بما يعملون خبيرا) و(بما يعملون بصيرًا) بالياء جميعًا وحجته أنه قرب من ذكر الكافرين والمنافقين في الحرف الأول فختم الآية بالخبر عنهم إذ كان ذلك في سياقه عنهم وحجته في الحرف الثّاني أنه قرب من ذكر الجنود في قوله {إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم} فختم بالخبر عنهم إذ كان في سياقه
وقرأ الباقون بالتّاء جميعًا وحجتهم في الحرف الأول أن افتتاح الآية جرى بلفظ المخاطبة للنّبي صلى الله عليه ولا شكّ أن من بحضرته من المسلمين داخلون معه فيما أمر به من أمر الله ونهي عنه في هذه فهم حينئذٍ مخاطبون معه بما خوطب به من أمر الله ونهيه نظيرا قوله {فأقم وجهك للدّين حنيفا} فخاطب خاصته في الظّاهر ثمّ قال منيبين إليه فأخرج الحال عنه وعمن هو على شريعته فكذلك خاطبه في أول هذه الآية خاصّة ثمّ ختمها بمخاطبته ومخاطبة من هو على سبيله إذ كانوا يشركون في الأمر والنّهي وحجتهم في الحرف الثّاني أن افتتاح الآية جرى بالمخاطبة للمؤمنين فقال: {يا أيها الّذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود}
[حجة القراءات: 570]
فختموا الآية بما افتتح في أول الآية ليأتلف الكلام على سياق واحد). [حجة القراءات: 571]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بما تعملون خبيرًا}، و{بما تعملون بصيرًا} قرأهما أبو عمرو بالياء ردهما على ذكر المنافقين والكافرين، والتقدير: لا تطعهم يا محمد، فهو في الظاهر أمر للنبي، ومعناه لأمته، أي: لا تطيعوهم، إن الله كان بما يعملون خبيرًا، وقرأهما الباقون بالتاء على المخاطبة، فالجميع داخلون في المخاطبة، فهو أبلغ، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [آية/ 9] بالياء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن ما قبله على الغيبة، وهو قوله تعالى {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا} فأجري هذا أيضًا على الغيبة ليوافق ما قبله، والمعنى وكان الله بما يعمل الجنود من تأليهم عليكم بصيرًا، أي عالمًا.
وقرأ الباقون {تَعْمَلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه قد تقدم ذكر الخطاب في قوله {إِذْ جَاءَتْكُمْ}، وفي قوله {لَمْ تَرَوْهَا}، فجرت هذه الجملة على الخطاب، كما أن ما قبلها على الخطاب، والمعنى وكان الله عالمًا بما تعملونه أنتم من حفر الخندق استعدادًا لمحاربة الكفار). [الموضح: 1029]

قوله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتظنّون باللّه الظّنونا (10).. و(الرّسولا (66)، و(السّبيلا (67)
[معاني القراءات وعللها: 2/278]
قرأ ابن كثير والكسائي وحفص بحذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف.
وقرأ نافع وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر بإثبات الألف فيهن في الوصل والوقف.
وقرأ أبو عمرو وحمزة ويعقوب بغير ألف في الوصل والوقف.
وروى أبو زيد عن أبي عمرو (الظّنونا) و(الرسولا) و(السبيلا) يقف بألف. وروى أحمد بن موسى عن أبي عمرو بإثبات الألف فيهن في الوصل والوقف. وكذلك روى هبيرة عن حفص عن عاصم بألفٍ وصل أو قطع، وروى علي بن نصر، وهارون عن أبى عمرو أنه كان يقف عند (السبيلا) بألف.
قال أبو منصور: من قرأهن بألف في الوصل والوقف فلاتباع المصحف لأنهما مع رءوس آي كثيرة بالألف.
ومن حذف الألف فيهن فلأن الألف لا أصل لها، وإنما يستعمل مثل هذه الألفات الشوام، ولأنها في موضع فاصلة كالقافية وحذاق النحويين اختاروا أن يقرءوا (الظنونا) و(السبيلا) و(الرسولا)، ويقفوا، فإذا وصلوا وأدرجوا حذفوا الألفات، وعلى هذا كلام العرب، والاختيار عندي الوقوف على هذه الألفات ليكون القارئ متبعا للمصحف محققا لما كتب فيه، مع موافقة كلام العرب، والقرآن عربي، نزل بلغتهم.
وقال أبو حاتم: أقف (الظنونا) و(الرسولا) و(السبيلا) و(كانت قواريرا).
فأثبت الألف في الوقف، فإذا وصلت طرحتهن جمع، وأما رأس أربع آيات من الأحزاب (وهو يهدى السبيل) فقد اجتمعوا على الوقوف عليها بغير ألف؛ لأنها ليست مثبتة في المصحف، ونحن نتّبع المصحف). [معاني القراءات وعللها: 2/279]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (الظنونا) [الأحزاب/ 10]، و (الرسولا) [الأحزاب/ 66]، و (السبيلا) [الأحزاب/ 67].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والكسائي بألف إذا وقفوا عليهنّ وبطرحها في الوصل.
وقال هبيرة: عن حفص عن عاصم وصل أو وقف بألف. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو بغير ألف في الوصل والوقف هذه رواية
[الحجة للقراء السبعة: 5/468]
اليزيدي وعبد الوارث وروى عبّاس عن أبي عمرو بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: السبيلا يقف عندها بألف. أبو زيد عن أبي عمرو: الظنونا، والرسولا. والسبيلا، يقف ولا يصل ووقفه بألف. عبيد عن هارون عن أبي عمرو يقف عندها الرسولا. وحدّثني الجمال عن الحلواني عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بألف فيهنّ وصل أو قطع.
قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل الألف أنّها في المصحف كذلك، وهي رأس آية. ورءوس الآي تشبّه بالفواصل من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع، فكما شبّه أكرمن [الفجر/ 15] وأهانن [الفجر/ 16] بالقوافي. في حذف الياء منهنّ نحو:
من حذر الموت أن يأتين و: إذا ما انتسبت له أنكرن كذلك يشبّه هذا في إثبات الألف بالقوافي. فأمّا في الوصل، فلا
[الحجة للقراء السبعة: 5/469]
ينون، ويحمل على لغة من لم ينوّن ذلك إذا وصل في الشعر لأنّ من لم ينوّن أكثر. وقال أبو الحسن: وهي لغة أهل الحجاز، فكذلك، فأضلونا السبيلا [الأحزاب/ 67]، وأطعنا الرسولا [الأحزاب/ 66]. فأمّا من طرح الألف في الوصل كابن كثير والكسائي، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ ذلك في القوافي، وليس رءوس الآي بقواف، فتحذف في الوقف كما، تحذف في غيرها، ممّا يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه، وهذا إذا ثبت في الخطّ فينبغي أن لا يحذف، كما لا تحذف هاء الوقف من حسابيه [الحاقة/ 20] وكتابيه [الحاقة/ 19] وأن يجري مجرى الموقوف عليه، ولا يوصل، وكذلك الهاء التي تلحق في الوقف، فهو وجه، فإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فيما حكاه أبو الحسن، لأنّه زعم أن هذه اللّغة أكثر، فثبات ذلك في الفواصل، كما يثبت في القوافي حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/470] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وبلغت القلوب الحناجر وتظنون باللّه الظنونا}
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {وتظنون باللّه الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} بالألف في الوقف والوصل
[حجة القراءات: 572]
وقرأ ابن كثير والكسائيّ وحفص بالألف في الوقف وبغير الألف في الوصل وقرأ أبو عمرو وحمزة بغير الألف في الوصل والوقف
حجّة من أثبتهن في الوصل والوقف هي أن من العرب من يقف على المنصوب الّذي فيه الألف واللّام بألف فيقولون ضربت الرجلا وفي الخفض مررت بالرجلي وأخرى أنّهنّ رؤوس آيات فحسن إثبات الألف لأن رأس آية في موضع سكت وقطع للفصل بينها وبين الآية الّتي بعدها وللتوفيق بين رؤوس الآي قال الشّاعر:
أقلي اللوم عاذل والعتابا
والحجّة الثّالث اتّباع المصحف قال أبو عبيد رأيت في الّذي يقال إنّه الإمام مصحف عثمان الألف مثبتة في ثلاثتهن ومن حذف الألف في الوصل وأثبتها في الوقف قال جمعت قياس العربيّة في ألا تكون ألف في اسم فيه الألف واللّام واتّباع المصحف في إثبات الألف فاجتمع لي الأمران
[حجة القراءات: 573]
ومن حذف الألف في الوصل والوقف احتج بان التّنوين لا يدخل مع الألف واللّام فلمّا لم يدخل التّنوين لم تدخل الألف لأن الألف مبدلة من التّنوين قال اليزيدي وليس أحد يقول دخلت الدارا). [حجة القراءات: 574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} قرأ نافع وابن عامر وابو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
والكسائي غير أنهم يحذفون الألف في الوصل، وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف وكلهم قرأ: {وهو يهدي السبيل} «الأحزاب 4» و{أم هم ضلوا السبيل} «الفرقان 17» بغير ألف في الوصل والوقف.
وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتبع الخط، فهي في المصحف بألف، وإنما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.
5- وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل؛ إذ لا أصل لألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أن القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.
6- وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتبع الخط، فوقف على ما فيه خط المصحف.
7- وحجة من حذف الألف في الوقف أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونَ} [آية/ 10] بغير ألف:
قرأها أبو عمرو وحمزة ويعقوب، وكذلك {الرَّسُولَ} [آية/ 66] و{السَّبِيلَ} [آية/ 67].
والوجه أنه هو الأصل المُشتَهر في كلامهم، وذلك أن تقول: رأيت الرجل، بالنصب، فإذا وقفت أسكنت اللام فقلت رأيت الرجلْ، فأجرى هؤلاء الكلمة على المشهور الواضح عندهم، ولم يشبهوها بالقوافي، كما شبهها بها مَنْ ألحق الألف، على أن من العرب من يجري القوافي في الإنشاد مجرى الكلام غير الموزون، فيقول:
122- أقلّي اللوم عاذل والعتاب
123- واسأل بمصقلة البكري ما فعل
[الموضح: 1026]
فإذا كانوا يجرون القوافي مجرى الكلام غير الموزون، فلأن يتركوا الكلام غير الموزون على حالته ولم يشبهوه بالموزون أولى.
وقرأ نافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم بالألف فيهن في حالتي الوصل والوقف.
والوجه أنهم شبهوا هذه الكَلِم بما يقع في القوافي؛ لأنها رؤوس الآي، فهي مقاطع، كما أن القوافي مقاطع، ويقع فيها التشاكل، كما يقع في القوافي، فأثبتوا الألف في أواخرها، كما أثبتوها في نحو قول جرير:
124- أقلبي اللوم عاذل والعتابا = وقولي إن أصبت لقد أصابا
ونحو قول الأخطل:
125- واسأل بمصقلة البكري ما فعلا
ألا ترى أنهم حذفوا الياء من نحو قوله تعالى {أَكْرَمَنْ} و{أَهَانَنْ} كما حذفوها من نحو قول الأعشى:
126- إذا ما انس له أنكرن
[الموضح: 1027]
127- من حذر الموت أن يأتين
إذ شبهوا الفواصل بالقوافي.
وقرأ ابن كثير والكسائي و-ص- عن عاصم بغير ألف فيهن في الوصل، وبالألف في الوقف.
والوجه أنهم أرادوا موافقة خط المصحف، فحذفوا الألف في الوصل على الأصل المُقاس، وأثبتوها في الوقف تشبيهًا للكلمة بما يقع في القوافي، فإن القوافي موضع وقوف، فشبهت الفاصلة بها في حال الوقف، وأيضًا فإن هذه الألف تشبه هاء السكت التي تلحق الكلمة بيانًا للحركة، والألف التي تلحق أنا حالة الوقف، فكما أن الهاء في أغزه، والألف في أنا، إنما تثبت في الوقف دون الوصل، فكذلك هذه الألف. ويؤيد هذه القراءة أن الألف مثبتة في هذه الكلم في المصحف، والكتابة مبنية على الوقف). [الموضح: 1028]

قوله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)}
قوله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (13) إلى الآية (17) ]

{وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا (15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)}


قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: لا مقام لكم [الأحزاب/ 13] مضمومة الميم. الباقون: (لا مقام لكم) مفتوحة الميم.
[قال أبو علي]: المقام: يحتمل أمرين، يجوز: لا موضع إقامة لكم، وهذا أشبه، لأنّه في معنى من فتح فقال: (لا مقام لكم) أي: ليس لكم موضع تقومون فيه، ومن ذلك قول الشاعر:
فأيّي ما وأيّك كان شرّا... فقيد إلى المقامة لا يراها
ودخلتها التاء كما دخلت على المنزلة. والمقامة موضع ثواء ولبث. ويحتمل قول عاصم: لا مقام لكم لا إقامة لكم فأمّا المقام:
فاسم الموضع، قال: مقام إبراهيم [البقرة/ 125]: مصلّاه، وقيل للمجلس والمشهد: مقام ومقامة). [الحجة للقراء السبعة: 5/471]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): ( [إِنَّ بُيُوتَنَا عَوِرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوِرَةٍ] بكسر الواو -ابن عباس وابن يعمر وأبو رجاء، بخلاف، وعبد السلام أبو طالوت عن أبيه وقتادة.
قال أبو الفتح: صحة الواو في هذا شاذة من طريق الاستعمال، وذلك أنها متحركة بعد فتحة، فكان قياسها أن تقلب ألفا، فيقال: عَارَة، كما قولوا: رجل مالٌ. وامرأة مالةٌ، وكبش صافٌ ونعجة صافةٌ، ويوم راحٌ، وطانٌ، ورجل نالٌ، من النوال، وله نظائر. وكل ذلك عندنا فَعِل، كرجل فَرِق وحَذِر. ومثل [عَوِرَة] في صحة واوها قولهم: رجل عَوِزٌ لَوِزٌ، أي: لا شيء له، وقول الأعشى:
وقد غَدَوْتُ إلى الحانوتِ يَتْبَعُنِي ... شاوٍ مِشَلٌ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلٌ
فكأن [عَوِرة] أسهل من ذلك شيئا؛ لأنها كأنها جارية على قولهم: عَوِرَ الرجلُ، فهو بلفظه، والمعنيان ملتقيان؛ لأن المنزل إذا أعور فهناك إخلال واختلال). [المحتسب: 2/176]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا}
قرأ حفص لا مقام لكم أي إقامة لكم تقول أقمت في البلد مقاما وإقامة وهو المكث والمقام يحتمل أمرين يجوز أن يكون موضع إقامتكم وهذا أشبه لأنّه في معنى من فتح فقال لا مقام لكم أي ليس لكم موضع تقومون فيه ويحتمل {لا مقام لكم} أي لا إقامة لكم
وقرأ الباقون {لا مقام لكم} بالفتح المعنى لا مكان لكم تقومون فيه). [حجة القراءات: 574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {لا مُقام لكم} قرأه حفص بضم الميم، جعله اسم مكان على معنى: لا موضع قيام لكم، كما قال: {مقام إبراهيم} «البقرة 125»، أي: موضع قيامه، ويجوز أن يكون مصدرًا من «أقام» على معنى: لا إقامة لكم، وقرأ الباقون بفتح الميم، على أنه مصدر قام قيامًا ومقامًا، ويجوز أن يكون أيضًا اسم مكان، والقراءتان بمعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {لَا مُقَامَ لَكُمْ} [آية/ 13] بضم الميم:
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أنه مفعل بضم الميم، فيجوز أن يكون مكانًا، ويجوز أن يكون
[الموضح: 1029]
مصدرًا، فكلاهما يأتي على مُفعلٍ بالضم من أفعل، والمعنى لا موضع إقامةٍ لكم، إن جُعل مكانًا، ولا إقامة لكم، إن جُعل مصدرًا.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {لَا مَقَامَ لَكُمْ} بفتح الميم.
والوجه أنه مفعلٌ بفتح الميم من القيام، وهو اسم موضع القيام، والمعنى لا موضع قيامٍ لكم، فإن الأحزاب قد ضيقوا عليكم المدينة بالحصر). [الموضح: 1030]

قوله تعالى: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (لأتوها) مقصورة.
وقرأ الباقون: (لآتوها) بالمدّ.
قال أبو منصور: من قرأ (لأتوها) بالقصر فمعناه: لجاءوها.
ومن قرأ (لآتوها) بالمد فمعناه: لأعطوها من أنفسهم، وأجابوا إليها). [معاني القراءات وعللها: 2/280]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: ثم سئلوا الفتنة لأتوها
[الحجة للقراء السبعة: 5/471]
[الأحزاب/ 14] في المدّ والقصر، فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر لأتوها قصيرة، وروى ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: (لآتوها) ممدودة، وكذلك قرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (لآتوها) ممدودة.
[قال أبو علي]: أمّا من قصر فلأنّك تقول: أتيت الشيء: إذا فعلته. تقول: أتيت الخير، وتركت الشر، أي: فعلت الخير، ومعنى: ثم سئلوا الفتنة: سئلوا فعل الفتنة [لأتوها، أي: لفعلوها. ومن قرأ: (لآتوها) بالمدّ فالمعنى: ثم سئلوا فعل الفتنة] لأعطوها، أي: لم يمتنعوا منها، ومما يحسّن المدّ قوله سبحانه: ثم سئلوا الفتنة، فالإعطاء مع السؤال حسن، والمعنى: لو قيل لهم: كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/472]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [ثُمَّ سُوِلُوا الْفِتْنَةَ]، مرفوعة السين، ولا يجعل فيها ياء، ولا يمدها.
قال أبو الفتح: اعلم أن في سألت لغتين:
إحداهما: سأل يسأل مهموزًا، كدأل يدأل، وجار يجأر.
والأخرى وهي سال يسال، كخاف يخاف. والعين من هذه اللغة واو؛ لما حكاه أبو زيد من قوله: هما يتساولان، كقولك: يتقاومان، ويتقاولان.
والذي ينبغي أن تحمل عليه هذه القراءة هو أن تكون على لغة من قال: سال يسال، كخاف يخاف، ومال يمال: إذا كثر ماله. وأقيس اللغات في هذا أن يقال عند إسناد الفعل إلى المفعول: سِيلُوا كعِيدُوا، ومثل قِيل، وبِيع وسِير به. ولغة أخرى هنا وهي إشمام كسرة الفاء ضمة: سُِيلوا، كقُِيل وبُِيع. واللغة الثالثة سُولوا، كقولهم: قُولَ، وبُوعَ، وقد
[المحتسب: 2/177]
سُورَ بِهِ. وهو على إخلاص ضمة فُعِل، إلا أنه أقل اللغات. ورُوِّينا عن محمد بن الحسن قول الشاعر:
وَابْتُذِلَتْ غَضْبَى وأُم الرحالْ ... وقُولَ: لا أهلَ له ولا مالْ
أي: وقيل: وروينا أيضا:
نُوطَ إلى صُلْبٍ شَدِيدِ الخَلِّ
أي: نِيطَ، كقولك: وُصِلَ به، فهذا أحد الوجهين، وهو كالساذج.
والآخر وفيه الصنعة، وهو أن يكون أراد: سُئلُوا، فخفف الهمزة، فجعلها بين بين أي: شابهت الياء الساكنة وقبلها ضمة، فأنحى بها نحو قُولَ وبُوعَ.
فإما أخلصها في اللفظ واو لانضمام ما قبلها على رأي أبي الحسن في تخفيف الهمزة المكسورة إذا انضم ما قبلها، نحو قولهم: مررت بِاَكْمُوِك، وعلى قوله: [يَسْتَهْزِيُون] بإخلاص الهمز إذا خففها ياء لانكسار ما قبلها.
وأما بقَّاها على روائح الهمزة الذي فيها فجعلها بين بين، فخفيت الكسرة فيها، فشابهت -لانضمام ما قبلها- الواو.
ويدل على أن الهمزة المكسورة إذا خففت قاربت -لضعف حركتها- الياء الساكنة قول ابن ميادة:
فكانَ يومَيْذٍ لَها أَمرُها
أراد: يومئذ، ثم خفف الهمزة، فقاربت الياء، فصارت كأنها [يومَيِذ] بياء مخلصة، فأسكنها استثقالا فيها فصارت [يومَيْذ].
[المحتسب: 2/178]
وعليه قولهم: أيْشٍ تقول: أراد أيُّ شيء تقول؟ ثم خفف الهمزة وهي مكسورة، فدانت الياء، فاستثقل فيها الكسرة، كما يستثقلها في ياء القاضي والغازي، فصار أيْشٍ، كقولك: قاضٍ، وغازٍ.
ويؤكد هذا القولَ الثاني قولُ ابن مجاهد: ولا يمدها، أي: ينسى الهمز الذي كان فيها الذي لو اعتمده وتطاول نحوه لزاد في الحرف الصوتَ للحركة التي كان يقوى ويزيد صداه لمكانها. ألا ترى أن قولك: آدم وآمن أنقص صوتا من قولك: [آاْنتَ قلتَ للناس]؛ لمكان حركة الهمزة الثانية وإن كانت مخفاة مضعفة؟ أعني إذا خففت همزة "أنت" ولم تفصل بينها وبين همزة الاستفهام قبلها بألف الوصل، كالتي في قوله: [آاْنتَ قلتَ للناس] في قول أبي عمرو ومن ذهب مذهبه، لأن ذلك صوت وافٍ ومطمئن متمادٍ، وإنما مرادنا قدر تمام الصوت لتخفيف الثانية، على أن لا فاصل بينها وبين الأولى. لأنه حينئذ يوافق قوله ولا يمدها، أي: لا يمدها كما يمدها إذا اعتد حركة الثانية). [المحتسب: 2/179]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولو دخلت عليهم من أقطارها ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها}
قرأ نافع وابن كثير {ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها} بقصر الألف أي سئلوا فعل الفتنة {لآتوها} لفعلوها
[حجة القراءات: 574]
قال الزّجاج قوله {لآتوها} أي لقصدوها
وقرأ الباقون {لآتوها} بالمدّ أي لأعطوها أي لم يمتنعوا منها وحجتهم قوله {ثمّ سئلوا الفتنة} فالإعطاء مع السّؤال حسن أي لو قيل لهم كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك وقال الحسن لو دعوا إلى الشّرك لأجابوا وأعطوها والفتنة الشّرك). [حجة القراءات: 575]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {لأتوها} قرأ الحرميان بغير مد من المجيء، على معنى لجاؤوها، وقوي ذلك أنه لم يتعد إلا إلى مفعول واحد، وباب الإعطاء يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما، وقرأه الباقون بالمد من باب الإعطاء، على معنى: لأعطوها السائلين، أي: لم يمتنعوا منها، أي: لو قيل لهم كونوا على المسلمين لفعلوا ذلك، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وهو أبين في المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {لَأَتَوْهَا} [آية/ 14] بالقصر من الإتيان:
قرأها ابن كثير ونافع.
والوجه أن إتيان الشيء فعلٌ له، يُقال: أتيت الخير أي فعلته، قال:
128- لا تنه عن خُلًقٍ وتأتي مثله
أي: وتفعل مثله، ومعنى {لَأَتَوْهَا} أي لفعلوها، يعني الفتنة، وهي ههنا الكفر، وقيل ممايلة الكفار، ومعنى {سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} أي سُئلوا فعل الفتنة.
[الموضح: 1030]
وقرأ الباقون {لَآَتَوْهَا} بالمد.
والوجه أنه هو المختار؛ لأنه من الإيتاء، وهو الإعطاء، يقال آتيته: أعطيته، والمعنى: لأعطوها.
وإنما اختيرت هذه القراءة ليُقابل السؤال بالإعطاء). [الموضح: 1031]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا (15)}
قوله تعالى: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16)}
قوله تعالى: {قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}


قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)}
قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)}
قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يسألون عن أنبائكم (25)
قرأ يعقوب وحده (يسّاءلون) بتشديد السين.
وقرأ الباقون (يسألون) على (يفعلون).
[معاني القراءات وعللها: 2/280]
قال أبو منصور: من قرأ (يسّاءلون)) فالأصل: يتساءلون، فأدغمت التاء في السين وشددت، والاختيار (يسألون)؛ لأنهم كانوا يسألون عن الأخبار من قدم عليهم، ولا يسأل بعضهم بعضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/281]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [بُدًّى فِي الْأَعْرَابِ]، شديدة الدال، منونة.
قال أبو الفتح: هذا أيضا جمع باد، فنظيره قول الله سبحانه: {كَانُوا غُزًّى}، جمع غاز على فُعَّل. ولو كان على فُعَّال لكان بُدّاء وغُزّاء، ككاتب وكُتّاب، وضارب وضُرّاب أنشد الأصمعي:
وأنا في الضُّرّاب قيلانُ القُلة). [المحتسب: 2/177]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {يَسَّاءَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ} [آية/ 20] بتشديد السين وبالمد:
قرأها يعقوب يس-.
والوجه أن أصله: يتساءلون على يتفاعلون، فأُدغمت التاء في السين، فبقي يسّاءلون، والمعنى يسأل بعضهم بعضًا، فيجوز على هذا أن يكون متصلًا بما قبله ومتعلقًا بـ {يَوَدُّوا}، والمعنى يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسأل بعضهم بعضًا: هل بلغكم من أمر المسلمين شيءٌ؟
وقرأ الباقون ويعقوب ح- و-ان- {يَسْأَلُونَ} بتخفيف السين وبالهمز.
والوجه أنهم يسألون مَنْ قدم عليهم عن أنبائكم، وأنهم ما كان يسأل بعضهم بعضًا، وهو كلامٌ مستأنفٌ، والمعنى يسألون الناس عن أخباركم، يتوقعون غلبة المشركين لكم). [الموضح: 1031]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة