مقدمات في ترتيب النزول
أثر ابن مسعود في علمه بنزول القرآن
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه) ). [صحيح البخاري:؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وقد أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: (والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت).
وقال أيوب سأل رجل عكرمة عن آية من القرآن فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى سلع أخرجه أبو نعيم في الحلية). [الإتقان في علوم القرآن: 1/47]
أثر عكرمة في تعذر تأليف القرآن على ترتيب النزول
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عوف، عن ابن سيرين، قال:
قلتُ لعكرمة: ألَّفوه كما أنزل؛ الأوَّلَ فالأوَّلَ؟
فقال عكرمة: (لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا).
قال محمد: وأراه صادقا). [فضائل القرآن:1/36]
الآثار المروية في ترتيب نزول السور معلولة سنداً متناً
قلت: ( عامّة الآثار المروية في ترتيب النزول معلولة سنداً ومتناً؛
- فأمّا ما رواه ابن الضريس عن عطاء الخراساني عن ابن عباس، فمنقطع، ومع هذا في أحد طريقيه عمر بن هارون متروك الحديث، وطريقه الآخر يرويه ابن جريج عن عطاء معنعاً، وابن جريج معروف بالتدليس، وفي المتن مخالفة ظاهرة لبعض ما صحّ في نزول بعض السور.
- وأما ما رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، قال: حدثنا خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ فإسناده واهٍ ، خصيف ضعيف الحديث، وعبد العزيز هو البالسي منكر الحديث، قال فيه العقيلي: (عبد العزيز هَذَا يروي عَن خصيف أحاديث بواطيل).
- وأما أثر ابن شهاب الزهري فعلى أنه مرسل يرويه عن الزهري الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
- وأما أثر جابر بن زيد فمرسل وفي ترتيبه ما يخالف ما صحّ في نزول بعض السور). [أكمل]