تفسير سورة النور
[ من الآية (6) إلى الآية (10) ]
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في ضم الْعين وَفتحهَا من قَوْله {فشهادة أحدهم أَربع شَهَادَات} 6
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (أَربع شهاِدات) فتحا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {أَربع} رفعا). [السبعة في القراءات: 452 - 453]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أربع شهادات) رفع كوفي - غير أبي بكر –). [الغاية في القراءات العشر: ٣٣7]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أحدهم أربع) [6]: برفع العين حمصي، وهما، وخلف، والمفضل، وحفص). [المنتهى: 2/857]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (أربع) بالرفع وهو الأول، وقرأ الباقون بالنصب). [التبصرة: 284]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {أربع شهادات} (6)، الأول: برفع العين.
والباقون: بالنصب.
ولا خلاف في الثاني (8): أنه بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 381] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (أربع شهادات) الأول برفع العين، والباقون بالنّصب ولا خلاف في الثّاني أنه بالفتح). [تحبير التيسير: 479] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ) برفع العين حمصي، والحسن، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أبي بكر، وقاسم، وابْن سَعْدَانَ، وأبان، وهو الاختيار، لأنه مرفوع بالشهادة، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 607] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([6]- {أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ} برفع العين: حفص وحمزة والكسائي، والثاني مجمع على نصبه). [الإقناع: 2/711]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ الْأَوَّلُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِرَفْعِ الْعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/330]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {أربع شهاداتٍ} [6] الأول برفع العين، والباقون بالنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 614]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (810- .... .... .... وأولى أربع = صحبٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 88]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خلف الحديد (ز) ن وأولى أربع = (صحب) وخامسة الاخرى فارفعوا
قوله: (وأولى أربع) يريد قوله تعالى: فشهادة أحدهم أربع شهادات قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص مدلول صحب برفع العين، والباقون بالنصب، ووجه الرفع أنه خبر فشهادة ونصب على المصدر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (صحب) [حمزة، والكسائي، وخلف وحفص]: فشهدة أحدهم أربع [6] برفع العين خبر مبتدأ، أي: فبينة درء الحد أربع شهادات، فيتعلق بالله «شهادات» لا «شهادة»؛ لئلا يفصل الخبر بين المصدر ومتعلقه، والباقون بنصبه مفعولا مطلقا، فشهدة أحدهم [6] مبتدأ، وهو الناصب؛ لأنه مصدر أي فشهادة أربعا دارئة للحد، أو قائم مقام أربعة عدول، الفراء: الخبر إنّه لمن الصّدقين [6] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/473]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَرْبَعَ شَهَادَات" [الآية: 6] الأولى فحفص وحمزة والكسائي وخلف برفع العين على أنه خبر المبتدأ، وهو قوله فشهادة وافقهم الأعمش، والباقون بنصبها على المصدر وحينئذ شهادة خبر مبتدأ أي: فالحكم أو الواجب أو مبتدأ مضمر الخبر أي: فعليه شهادة أو شهادة كافية أو واجبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/292] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شهدآء ألا} [6] تسهيل الثانية وإبدالها واوًا للحرميين وبصري، وتحقيقها للباقين بين). [غيث النفع: 905]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أربع شهادات} الأول قرأ حفص والأخوان برفع العين، خبر {فشهادة} والباقون بالنصب، مفعولاً مطلقًا، وناصبه {فشهادة} ويقدر له مبتدأ أو خبر، أي: فالحكم شهادة، أو فشهادة أحدهم أربع درأة لحده). [غيث النفع: 905]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)}
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ}
- قراءة الجماعة بالياء (ولم يكن لهم) وهو الفصيح.
- وقرأ أبو المتوكل وابن يعمر والنخعي (ولم تكن لهم) بالتاء، وهي دون قراءة الجماعة في الفصاحة.
{شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (شهداء ولا) بإبدال الهمزة الثانية واوًا مكسورة.
- وقرأ هؤلاء القراء أيضًا بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بين الهمزة والياء في الوصل.
- وقراءة بقية القراء بتحقيق الهمزتين (شهداء إلا).
- وإذا كان الوقف على الأولى (شهداء) فالجميع يبتدئون بالتحقيق في (إلا).
- وإذا وقف حمزة وهشام على (شهداء) أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، وصورتها (شهداا)، ولهما أيضًا التسهيل مع المد والقصر، إلا أن مد حمزة في التسهيل أطول من مد هشام.
{فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن أبي عبلة والأعمش والحسن وقتادة والزعفراني وابن مقسم وأبو حيوة وأبو
[معجم القراءات: 6/229]
بحرية وأبان وابن سعدان ويحيى (أربع شهادات) بالرفع على خبر المبتدأ: (فشهادة).
قال أبو حاتم: (من رفع لحن؛ لأن الشهادة واحدة، وقد أخبر عنها بجمع...).
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (أربع شهادات) بالنصب على المصدر، وعلى هذه القراءة يكون (فشهادة) خبر مبتدأ محذوف، أي: فالحكم أو الواجب). [معجم القراءات: 6/230]
قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَالْخَامِسَة أَن لعنة الله عَلَيْهِ إِن كَانَ من الْكَاذِبين} 7 {وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا إِن كَانَ من الصَّادِقين} 9
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {أَن لعنة الله} و{أَن غضب الله} مُشَدّدَة النُّون فيهمَا مَعَ نصب اللَّعْنَة وَالْغَضَب
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي مثل أَبي عَمْرو وَأَصْحَابه
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {أَن لعنة الله} {إِن} سَاكِنة النُّون خَفِيفَة {لعنة} مَرْفُوعَة و{أَن غضب الله} بِكَسْر الضَّاد في {غضب} وَرفع {الله}). [السبعة في القراءات: 453]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا} 9
لم يَخْتَلِفُوا في الأولى 7 أَنَّهَا مَرْفُوعَة
أما الثَّانِيَة فكلهم قَرَأَ {وَالْخَامِسَة} رفعا غير حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ قَرَأَ {وَالْخَامِسَة} نصبا). [السبعة في القراءات: 453]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن) [7]، و(أن) [9]: خفيفان، (لعنت) [7]، و(غضب الله) [9]: برفع الهاء والباء، واسم (الله) جر: نافع، وحمصي، والمفضل، وبصري غير أبي عمرو والحريري، (غضب الله) مثل «سمع الله»: نافع). [المنتهى: 2/858] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (أن لعنة الله) و(أن غضب الله) بتخفيف (أن) فيهما ورفع (اللعنة) وكسر الضاد من (غضب) ورفع الاسم بعد (غضب)، وقرأ الباقون بتشديد (أن) فيهما ونصل (اللعنة) وفتح الضاد من (غضب) وخفض الاسم بعد (غضب) ). [التبصرة: 284] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {والخامسة أن غضب الله} (9): بنصب التاء.
والباقون: برفعها.
ولا خلاف في رفع الأول (7) ). [التيسير في القراءات السبع: 381] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أن لعنت الله} (7)، و: {أن غضب الله} (9): بتخفيف النون فيهما، ورفع التاء، وكسر الضاد من (غضب)، ورفع الهاء من اسم (الله)، عز وجل.
والباقون: بتشديد النون، ونصب التاء، وفتح الضاد، وجر الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 382] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (والخامسة أن غضب اللّه) بنصب التّاء، والباقون برفعها ولا خلاف في رفع الأول). [تحبير التيسير: 479] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (أن لعنة اللّه وأن غضب اللّه) بتخفيف النّون فيهما ورفع التّاء وكسر الضّاد من (غضب) ورفع الهاء من اسم اللّه عز وجل وكذلك يعقوب إلّا أنه بفتح الضّاد ورفع الباء وخفض الهاء، والباقون بتشديد النّون ونصب التّاء وفتح الضّاد وجر الهاء). [تحبير التيسير: 480] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7، 9]- {أَنَّ}، و{أَنَّ} مخففتان {لَعْنَتَ} ورفع، {غَضَبَ اللَّهِ} مثل: {سَمِعَ اللَّهُ} [آل عمران: 1]، [والمجادلة: 1]: نافع). [الإقناع: 2/711] (م) قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ، وَأَنَّ غَضَبَ اللَّهِ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَيَعْقُوبُ بِإِسْكَانِ النُّونِ مُخَفَّفَةً فِيهِمَا وَرَفْعِ (لَعْنَةُ) وَاخْتَصَّ نَافِعٌ بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ الْبَاءِ مِنْ غَضَبَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ
[النشر في القراءات العشر: 2/330]
النُّونِ فِيهِمَا، وَنَصْبِ لَعْنَةَ، وَغَضَبَ). [النشر في القراءات العشر: 2/331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع ويعقوب {أن لعنت الله} [7] بتخفيف النون ساكنة، ورفع {لعنت الله}، والباقون بالتشديد والنصب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 614]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْه" [الآية: 7] فنافع بإسكان إن فيهما مخففة، ولعنة الله برفع التاء وجر هاء الجلالة، وأن غضب الله بكسر الضاد وفتح الباء فعلا ماضيا ورفع الجلالة على الفاعلية وأن المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المقدر،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/292]
وقرأ يعقوب بإسكان "أن" فيهما أيضا ورفع "لعنة" وجر الجلالة و"غضب" بفتح الضاد ورفع الباء وجر هاء الجلالة، وافقه الحسن وعليها فغضب مبتدأ مضاف إلى فاعله والظرف بعده خبره، وكذا لعنة الله عليه عندهما، والباقون بتشديد أن فيهما على الأصل ونصب "لعنة وغضب" اسمها مضافا إلى الجلالة والظرف بعدها خبر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/293]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "والخامسة" [الآية: 9] الأخيرة فحفص بالنصب عطفا على أربع قبلها أو مفعولا مطلقا أي: ويشهد الشهادة الخامسة، والباقون بالرفع على الابتداء، وما بعده الخبر وخرج الخامسة الأولى المتفق على رفعها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/293]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن لعنت} [7] قرأ نافع بإسكان النون مخففة، ورفع التاء، والباقون بتشديد النون ونصب التاء، ووقف عليها بالهاء المكي والبصري وعلي، والباقون بالتاء، وهو الرسم، وليس محل وقف). [غيث النفع: 905]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7)}
{وَالْخَامِسَةُ}
- قراءة الجمهور (والخامسة) بالرفع على الابتداء.
- وقرأ طلحة والسلمي والحسن والأعمش وخالد بن إياس، ويقال: ابن إلياس، وحفص وأبو بكر عن عاصم بالنصب وعبيد والرؤاسي كلاهما عن أبي عمرو (والخامسة) على تقدير: ويشهد الخامسة،
[معجم القراءات: 6/230]
وذكرها ابن خالويه لحفص وحده.
{أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي (أن لعنة الله بتشديد (أن)، ونصب ما بعدها اسمًا لها، وخبرها ما بعدها.
- وقرأ نافع وأبو رجاء وقتادة وعيسى وسلام وعمرو بن ميمون والأعرج ويعقوب بخلاف عنهما والحسن وسهل والمفضل، وهي رواية عن عاصم (أن لعنة) بتخفيف أن، ورفع (لعنة)، وهي أن المخففة من الثقيلة، واسمها محذوف.
- ووقف على (لعنة) بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب بخلاف عنه، وابن محيصن واليزيدي والحسن.
- ووقف الجمهور بالتاء (لعنت) كذا.
- والكسائي عند الوقف يميل الهاء مع ما قبلها). [معجم القراءات: 6/231]
قوله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {أربع شهادات} (6)، الأول: برفع العين.
والباقون: بالنصب.
ولا خلاف في الثاني (8): أنه بالنصب). [التيسير في القراءات السبع: 381] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (أربع شهادات) الأول برفع العين، والباقون بالنّصب ولا خلاف في الثّاني أنه بالفتح). [تحبير التيسير: 479] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8)}
{وَيَدْرَأُ}
- يوقف لحمزة وهشام بخلاف عنه على (يدرأ) بإبدال الهمزة ألفًا لانفتاح ما قبلها على القياس: (يدرا).
- وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوًا مضمومة ثم تسكن (يدرو)، ويجوز الروم والإشمام، والوجه الخامس بتسهيل الهمزة كالواو مع الروم). [معجم القراءات: 6/232]
قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَالْخَامِسَة أَن لعنة الله عَلَيْهِ إِن كَانَ من الْكَاذِبين} 7 {وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا إِن كَانَ من الصَّادِقين} 9
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {أَن لعنة الله} و{أَن غضب الله} مُشَدّدَة النُّون فيهمَا مَعَ نصب اللَّعْنَة وَالْغَضَب
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي مثل أَبي عَمْرو وَأَصْحَابه
وَقَرَأَ نَافِع وَحده {أَن لعنة الله} {إِن} سَاكِنة النُّون خَفِيفَة {لعنة} مَرْفُوعَة و{أَن غضب الله} بِكَسْر الضَّاد في {غضب} وَرفع {الله}). [السبعة في القراءات: 453] (م)
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا} 9
لم يَخْتَلِفُوا في الأولى 7 أَنَّهَا مَرْفُوعَة
أما الثَّانِيَة فكلهم قَرَأَ {وَالْخَامِسَة} رفعا غير حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ قَرَأَ {وَالْخَامِسَة} نصبا). [السبعة في القراءات: 453] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والخامسة) الثانية نصب حفص). [الغاية في القراءات العشر: ٣٣٧]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (أن وأن خفيف وما بعدهما رفع نافع، ويعقوب، وسهل نافع (غضب) مثل سمع «الله»). [الغاية في القراءات العشر: ٣٣8]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والخامسة) الثانية [9]: نصب: حفص). [المنتهى: 2/857]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن) [7]، و(أن) [9]: خفيفان، (لعنت) [7]، و(غضب الله) [9]: برفع الهاء والباء، واسم (الله) جر: نافع، وحمصي، والمفضل، وبصري غير أبي عمرو والحريري، (غضب الله) مثل «سمع الله»: نافع). [المنتهى: 2/858] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (أن لعنة الله) و(أن غضب الله) بتخفيف (أن) فيهما ورفع (اللعنة) وكسر الضاد من (غضب) ورفع الاسم بعد (غضب)، وقرأ الباقون بتشديد (أن) فيهما ونصل (اللعنة) وفتح الضاد من (غضب) وخفض الاسم بعد (غضب) ). [التبصرة: 284] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (والخامسة) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع، ولم يختلف في رفع الأول). [التبصرة: 284]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {والخامسة أن غضب الله} (9): بنصب التاء.
والباقون: برفعها.
ولا خلاف في رفع الأول (7) ). [التيسير في القراءات السبع: 381] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {أن لعنت الله} (7)، و: {أن غضب الله} (9): بتخفيف النون فيهما، ورفع التاء، وكسر الضاد من (غضب)، ورفع الهاء من اسم (الله)، عز وجل.
والباقون: بتشديد النون، ونصب التاء، وفتح الضاد، وجر الهاء). [التيسير في القراءات السبع: 382] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (والخامسة أن غضب اللّه) بنصب التّاء، والباقون برفعها ولا خلاف في رفع الأول). [تحبير التيسير: 479] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (أن لعنة اللّه وأن غضب اللّه) بتخفيف النّون فيهما ورفع التّاء وكسر الضّاد من (غضب) ورفع الهاء من اسم اللّه عز وجل وكذلك يعقوب إلّا أنه بفتح الضّاد ورفع الباء وخفض الهاء، والباقون بتشديد النّون ونصب التّاء وفتح الضّاد وجر الهاء). [تحبير التيسير: 480] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَالْخَامِسَةُ) الأولى نصب طَلْحَة والثاني نصب طَلْحَة، وحفص، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون رفع فيهما وهو الاختيار بمعنى: وتقول الخامسة أن لعنة اللَّه برفع التاء خفيف، وهكذا (أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ) [الكامل في القراءات العشر: 607]
مدني، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة وحمصي، والمفضل، وابن صبيح، وبصري غير الجريري، وأَبُو عَمْرٍو غير أن نافعًا (غَضِبَ) على وزن سمع، الباقون خفيف مشدد لحفص اسم اللَّه مع رفع الباء والتاء، وهو الاختيار؛ لأن معنى أن ها هنا أي، الباقون من القراء التشديد ونصب الباء من (غَضِبَ) والتاء من (لَعْنَتَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 608]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {وَالْخَامِسَةُ} الثانية، نصب: حفص). [الإقناع: 2/711]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7، 9]- {أَنَّ}، و{أَنَّ} مخففتان {لَعْنَتَ} ورفع، {غَضَبَ اللَّهِ} مثل: {سَمِعَ اللَّهُ} [آل عمران: 1]، [والمجادلة: 1]: نافع). [الإقناع: 2/711] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (913 - صِحَابٌ وَغَيْرُ الْحَفْصِ خَامِسَةُ الأَخِيـ = ـرُ أَنْ غَضِبَ التَّخْفِيفُ وَالْكَسْرُ أُدْخِلاَ). [الشاطبية: 72]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([913] (صحاب) وغير (الحفص) خامسة الأخيـ = ـر أن غضب التخفيف والكسر (أ)دخلا
...
و{الخمسة} بالرفع: مبتدأ، و{أن غضب الله}: الخبر.
[فتح الوصيد: 2/1137]
والنصب، على: وتشهد الشهادة الخامسة، و{أن غضب الله عليها}: بدلٌ.
و{أن غضب الله}، تقديره: أنه غضب الله، واسمها مضمرٌ، وهي مخففة من الثقيلة.
وفي (أدخلا)، ضميرٌ يعود إلى التخفيف والكسر). [فتح الوصيد: 2/1138]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [912] وحقٌ وفرضنا ثقيلًا ورأفةٌ = يحركه المكي وأربع أولا
[913] صحابٌ وغير الحفص خامسة الأخيـ = ـر أن غضب التخفيف والكسر أدخلا
[914] ويرفع بعد الجر يشهد شائعٌ = وغير أولي بالنصب صاحبه كلا
ح: (وفرضنا): مبتدأ، (حق): خبر، (ثقيلًا حال، (رأفة): مبتدأ، (يحركه المكي): جملة خبره، (أربعٌ): مبتدأ، (أولًا): نصب على الظرف، أي: الواقع أولًا، (صحابٌ): خبر، أي: بالرفع قراءة صحاب، (غير الحفص): مبتدأ، وأدخل اللام على (الحفص) مع كونه معرفًا بالعلمية تأكيدًا، نحو قراءة:
{واليسع} بلام، وقول الشاعر:
أو على قاعدة.
[كنز المعاني: 2/471]
.............. = .............. والزيد زيد المعارك
(خامسة): خبر المبتدأ، أي: غير حفص قارئ {الخامسة} الأخير بالرفع، حذف لام (الخامسة) لضرورة الوزن، وجعل (الأخيرُ): نعته حملًا على لفظ (خامسة)، (أن غضب): مبتدأ، (التخفيف والكسر أدخلا): خبر، أي: أدخلا فيه، فاعل (يرفع): ضمير نافع، (الجر): مفعوله، و(بعد): مبني على الضم لقطعه عن الاضافة، أي: بعد أن غضب، (يشهد شائع): مبتدأ وخبر، (غير أولي): مبتدأ، (صاحبه): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والجملة: خبر الأول، (بالنصب): متعلق بـ (كلا)، وخفف همزة (كلا) ضرورة.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير: (وفرضناها وأنزلنا فيها) [۱] بتشديد الراء، والباقون بالتخفيف، لغتان، بمعنى: أوجبنا، وفي التشديد معنى تأكيد الوجوب، أو تكثير الأحكام.
وحرك المكي ابن كثير الهمزة من {رأفة في دين الله}بالفتح، والباقون: سكنوها، لغتان، كـ (المعْز) و(المعَز)، و(الشعْر)
[كنز المعاني: 2/472]
و(الشعَر)، واتفقوا على إسكان {رأفة ورحمة} في الحديد [۲۷]، ليجانس لفظ {ورحمة}.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {فشهادة أحدهم أربع شهادات} [6] الذي وقع أولًا برفع العين على أنه خبر {فشهدة}، والباقون: بالنصب على المصدر، نحو: (شهد أربع شهادات)، و {فشهادة أحدهم}: مبتدأ، خبره محذوف، أي: فعليهمشهادة، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: فالواجب شهادة.
ولا خلاف في نصب (الأربع) الثاني، لظهور الفعل، وهو: {أن تشهد أربع} [8].
وقرأ غير حفص: {والخامسة} الأخيرة - وهي: {والخامسة أن غضب الله عليها} [۹] - بالرفع على الابتداء، وخبره: {أن غضب الله}،
[كنز المعاني: 2/473]
أي: الشهادة الخامسة هي لفظ كذا، وحفص: بالنصب عطفًا على (أربع شهدات) [۸] و {أن غضب} [۹]: بدل منه .
ولا خلاف في رفع {والخامسة} الأولى - وهي: {والخامسة أن لعنت الله} – [7] على الابتداء.
وقرأ نافع: {أن غضب الله} [۹] بتخفیف {أن} وكسر ضاد {غضب} ورفعلفظ{الله}، على أن {غضب}: فعل ماض، فاعله: {الله}، و {أن}: مخففة من الثقيلة، اسمها: ضمير الشأن المحذوف، والباقون: بالتشديد وفتح الضاد، وجر لفظ {الله} على أن {غضب} منصوب اسمًا لـ {أن} أضيف إلى الله، و{عليها}: خبرها، على نحو ما مر في نحو: {أن لعنة الله} بالأعراف [44].
وقرأ حمزة والكسائي: (ويوم يشهد عليهم ألسنتهم) [24] بالتذكير،
[كنز المعاني: 2/474]
لأن تأنيث {ألسنتهم} غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث على الأصل.
وقرأ أبو بكر وابن عامر ؟ {غير أولي الإربة} [۳۱] بالنصب على أنه حال، أو استثناء، والباقون: بالجر نعتًا لـ {التابعين} أو بدلًا منه). [كنز المعاني: 2/475] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (913- صِحَابٌ وَغَيْرُ الْحَفْصِ خَامِسَةُ الأَخِيـ،.. ـرُ أَنْ غَضِبَ التَّخْفِيفُ وَالكَسْرُ أُدْخِلا
أي: وكل القراء غير حفص رفعوا: "والخامسةُ أن غضب الله" وهو الأخير ولا خلاف في رفع الأول: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ} فالرفع فيها على الابتداء وما بعده خبره؛ أي: والشهادة الخامسة هي لفظ كذا: ونصب الثاني على وتشهد الخامسة؛ لأن قبله: {أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ}، ثم أبدل: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ} منه، قال أبو علي: ويجوز في القياس النصب في الخامسة الأولى رفع أربع شهادات أو نصب، وقول
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/23]
الناظم الأخير هو نعت خامسة ولا نظر إلى التأنيث فيها؛ لأن المراد هذا اللفظ الأخير، وأسقط الألف واللام من الخامسة ضرورة وزن النظم، وأدخلها في حفص كذلك أيضا فكأنه عوض ما حذف وهما زائدتان في الحفص كقول الشاعر:
والزيد زيد المعارك
وقد وقع في مسند ابن أبي شيبة وغيره: حدثنا حسين بن علي الجعفي عن شيخ يقال له الحفص عن أبيه عن جده قال: أذن بلال حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ أبو القاسم: حفص هو ابن عمر بن سعد القرظ، ولغرابة هذه العبارة بَهِمَ كثير فيها، ويسبق لسان القارئ لها إلى لفظ الخفض بالخاء والضاد المعجمتين الذي هو أخو الكسر لشهرة هذه اللفظة وكثرة دورها في القصيدة، كقوله: "وَالْأَرْحَامِ" بالخفض جملا، والنون بالخفض شكلا. فإن قيل: لو أنه قال: صحاب وحفص نصب خامسة الأخير لحصل الغرض ولم يبق لفظ موهم.
قلت: لكن تخيل عليه قراءة الباقين؛ فإنها بالرفع وليس ضد النصب إلا الخفض فاقتحم حزونة هذه العبارة؛ لكونها وافية بغرضه والألف في قوله: أدخلا ضمير تثنية يرجع إلى التخفيف والكسر؛ أي: أدخلا في لفظ أن غضب فالتخفيف في أن والكسر في ضاد غضب؛ أي: قرأ نافع وحده ذلك، فيكون أن مخففة من الثقيلة، وغضب فعل ماض فاعله اسم الله فيجب رفعه فهو معنى قوله: في البيت الآتي، ويرفع بعد الجر؛ أي: بعد أن غضب يجعل الرفع موضع الجر في الكلمة المتصلة
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/24]
به، وقراءة الجماعة واضحة يكون الغضب اسما مضافا إلى الله تعالى، وهو اسم "أن" المشددة مثل: {أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ} والنحويون يقولون: إن ضمير الشأن مقدر؛ أي: أنه لعنة الله وأن غضب الله ولو أن قراءة نافع بفتح ضاد "غضب"، كقراءة الجماعة فكانت على وزن "لعنة الله"، فيكون قد خفف أن فيها فقط لكانت أوجه عندهم؛ لأنهم يستقبحون أن يلي الفعل أن المخففة حتى يفصل بينهما بأحد الحروف الأربعة بحرف النفي إن كان الكلام نفيا نحو: {لَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا}، وإن كان إيجابا فبحرف قد في الماضي وبالسين أو سوف في المضارع نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}، وكان القياس عندهم أن يقال أن قد غضب الله، قال أبو علي: فإن قيل: فقد جاء: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}، {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ} فليس يجري مجرى "ما" ونحوها مما ليس بفعل، وقوله: بورك على الدعاء قلت فكذا هنا يحمل "غضب الله" على الدعاء فلا يحتاج إلى حرف قد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/25]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (913 - صحاب وغير الحفص خامسة الأخيـ = ـر أن غضب التّخفيف والكسر أدخلا
....
وقرأ غير حفص: وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها وهو الموضع الأخير برفع التاء كما لفظ به، فتكون قراءة حفص بنصب التاء واتفقوا على رفع وَالْخامِسَةُ في الموضع الأول. وقرأ نافع: أن غضب الله عليها بتخفيف نون أَنَّ وإسكانها وكسر ضاد غَضَبَ ورفع جر الهاء من لفظ الجلالة، وقرأ غيره بتشديد نون أَنَّ وفتحها وفتح ضاد غَضَبَ وجر الهاء من لفظ الجلالة). [الوافي في شرح الشاطبية: 328]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (168- .... .... .... .... .... = وَخَفَّفْ فَرَضْنَا أَنْ مَعًا وَارْفَعِ الْوِلَا
169 - حَلاَ اشْدُدْهُمَا بَعْدُ انْصِبًا غَضِبَ افْتَحَنْ = نَ ضَادًا وَبَعْدُ الْخَفْضُ فِي اللهِ أُوْصِلَا). [الدرة المضية: 34]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله أن معًا {أن لعنة الله} و{أن غضب الله} وبقوله: {وارفع الولا لعنت وغضب الذين يأتيان بعد أن في الموضعين يعني قرأ أيضًا مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {أن لعنت الله} و{أن غضب الله} بتخفيف أن ذلك من عطفه على المخفف وبرفع تاء {لعنة} وباء {غضب} ووافق أصله في فتح ضاد {غضب} فلذلك لم يتعرض له فإن {أن} فيهما في قرأته مخففة من الثقيلة، وقوله: اشددهما إلخ يعني قرأ المرموز له (بالألف) من أصله وهو أبو جعفر بتشديد نون {أن} في الموضعين ونصب {لعنة} و{غضب} على أنهما اسما إن وهو معنى قوله: بعد انصبا وبفتح ضاد غضب وإليه أشار بقوله: وبعد الخفض في الله أوصلا ولا خلاف في جر الجلالة في الموضع الأول.
[شرح الدرة المضيئة: 185]
توضيح: تحصل مما ذكر أن يعقوب قرأ في الموضعين بالتخفيف ورفع لعنت وغضب وجر الجلالة إلا أنه انفرد برفع الباء من غضب وأن أبا جعفر بالتشديد ونصب لعنت وفتح ضاد غضب مع بائه وجر الجلالةوعلم من الوفاق لخلف كذلك فاتفقا). [شرح الدرة المضيئة: 186]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَالْخَامِسَةَ الْأَخِيرَةِ فَرَوَاهُ حَفْصٌ بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {والخامسة} [9] الأخيرة بالنصب، والباقون بالرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 614]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع ويعقوب {أن} [9] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 614]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {غضب الله} [9] بكسر الضاد وفتح الباء ورفع الجلالة بعد، ويعقوب بفتح الضاد ورفع الباء وخفض الهاء، والباقون كذلك لكنهم بنصب الباء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 614]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (810- .... .... .... .... .... = .... وخامسة الاخرى فارفعوا
811 - لا حفص أن خفّف معًا لعنة ظن = إذ غضب الحضرم والضّاد اكسرن
812 - والله رفع الخفض أصل .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 88]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخامسة الأخرى فارفعوا) كما سيأتي في أول البيت الآتي، يريد قوله تعالى: والخامسة أن غضب الله عليها الأخيرة بالرفع كل القراء إلا حفصا فإنه بالنصب، ولا خلاف في رفع الأول.
لا حفص أن خفّف معا لعنة (ظ) ن = (إ) ذ غضب الحضرم والضّاد اكسرن
قوله: (أن خفف معا) يريد أنه قوله تعالى: وأنّ لعنة الله، وأنّ غضب الله بتخفيف النون ساكنة يعقوب ونافع، والباقون بالتشديد قوله: (غضب الحضرمي) يريد أن يعقوب يقرأ «غضب الله» بفتح الضاد ورفع الباء وخفض الهاء قوله: (والضاد اكسرن. والله رفع الخفض) كما في أول البيت الآتي كذلك قرأ نافع والباقون كيعقوب لكنهم بنصب الباء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقوله: (وخامسة) أي: قرأ العشرة: لمن الكاذبين والخامسة [8، 9] برفعها مبتدأ خبره أنّ غضب الله [9]، ونصبها حفص مفعولا مطلقا، أي: وتشهد الشهادة الخامسة، أو عطفا على «أربع» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/473]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم استثنى حفصا فقال:
ص:
لا حفص أن خفّف معا لعنة (ظ) نّ = (إ) ذ غضب الحضرم والضّاد اكسرن
والله رفع الخفض (أ) صل كبر ضم = كسرا (ظ) با ويتألّ (خ) اف (ذ) م
ش: أي: اتفق ذو ظاء (ظن) يعقوب وهمزة (إذ) نافع على تخفيف نون أن لعنة الله عليها [7] وأن غضب الله عليها [9] وعلى رفع «لعنة» من الإطلاق.
ثم اختلفا في غضب الله [9] فقرأ يعقوب الحضرمي بفتح الضاد [ورفع الباء وجر الاسم] الكريم بعدها.
وقرأ نافع بكسر الضاد وفتح الباء ورفع الاسم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/473]
تنبيه:
أما نافع؛ فصرح بقراءته بقوله: (والضاد اكسرن والله رفع الخفض)، وأما فتح الباء له فمن مفهوم نصه ليعقوب على رفعها بقوله: (غضب الحضرم)؛ ففهم ليعقوب الرفع من الإطلاق، ولغيره الفتح، وبقية قيود قراءة يعقوب من مفهوم قراءة نافع، والباقون بتشديد أنّ ونصب غضب وجر الاسم، وفهمه من كلامه واضح.
وجه التشديد والنصب: الأصل، ووجه تخفيف «أن»: جعلها المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المقدر، ثم «غضب» عند نافع ماض واسم الله تعالى فاعله، والجملة هي الخبر. وعند يعقوب «غضب» مبتدأ، والاسم الكريم فاعله أضيف إليه، و«عليها» خبر المبتدأ، والجملة خبر «أن»، وتوجيه أن لعنة الله عندهما واحد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/474]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والخامسة} [9] الأخيرة قرأ حفص بالنصب، والباقون بالرفع، ولا خلاف في الأول أنها بالرفع). [غيث النفع: 906]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن غضب} قرأ نافع بإسكان النون وتخفيفها، وكسر ضاد {غضب} وفتح بائه، ورفع الجلالة بعده، والباقون بتشديد النون وفتحها، وفتح الضاد، وجر الهاء من الجلالة). [غيث النفع: 906]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)}
{وَالْخَامِسَةَ}
- قرأ حفص عن عاصم، والزعفراني، وطلحة وأبو عبد الرحمن والحسن والأعمش وخالد بن إياس أو ابن إلياس (والخامسة) بالنصب عطفًا على (أربع) في الآية السابقة، أو على المصدر.
- وقرأ بقية القراء بالرفع (والخامسة) على أنه مبتدأ خبره ما بعده.
{أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي (أن غضب الله عليها)، بتشديد (أن)، ونصب ما بعدها اسمًا لها، والخبر شبه الجملة.
[معجم القراءات: 6/232]
- وقرأ نافع ورويس (أن غضب الله عليها) بتخفيف (أن)، واسمها محذوف، و(غضب) فعل ماضٍ، ولفظ الجلالة فاعله.
- وقرأ يعقوب والحسن وأبو رجاء وقتادة وعيسى وسلام وعمرو بن ميمون والأعرج وأبو بحرية والمازني وهارون والواقدي كلهم عن حفص عن عاصم وسهل والمفضل عن عاصم في رواية (أن غضب الله عليها)، وعلى هذه القراءة: أن مخففة من الثقيلة، والاسم ضمير الشأن، وغضب: مبتدأ، وشبه الجملة خبره، والجملة الاسمية خبر (أن) المخففة.
- وذكر السيوطي أنه قرئ (أن غضب الله عليها) كذا على إعمال (أن) المخففة في الظاهر، قال: وهو رأي طائفة من المغاربة.
[معجم القراءات: 6/233]
ويغلب على ظني أن هذه القراءة هي السابقة (أن غضب...) وأخطأ المحقق في ضبط القراءة، ومثل هذا عنده كثير). [معجم القراءات: 6/234]
قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)}