سورة آل عمران
[من الآية (1) إلى الآية (4) ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) }
قوله تعالى: {الم (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله تَعَالَى {الم * الله} 1 2
قرءوا كلهم {الم * الله} الْمِيم مَفْتُوحَة وَالْألف سَاقِطَة إِلَّا مَا حَدثنِي بِهِ مُوسَى القَاضِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ حَدثنَا يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم} ثمَّ قطع فابتدأ {الله} ثمَّ سكن فِيهَا
وَقَالَ يحيى آخر مَا حفظت عَنهُ {الم الله} مثل حَمْزَة
حَدثنَا مُوسَى بن إِسْحَق قَالَ وَقَالَ أَبُو هِشَام سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى قَرَأَهَا على أبي بكر فَقَالَ {الم} ثمَّ قطع فَقَالَ {الله} بِالْهَمْز
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن ابْن أبي أُميَّة عَن أبي بكر عَن عَاصِم {الم} جزم ثمَّ ابْتَدَأَ {الله}
وحَدثني أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن صَدَقَة قَالَ حَدثنَا أَبُو الأسباط قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم الله} بتسكين الْمِيم وَقطع الْألف
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن الْفراء قَالَ قَرَأَ عَاص {الم} جزم و(ألله) مَقْطُوع
وَالْمَعْرُوف عَن عَاصِم {الم الله} مَوْصُولَة+
وَحَفْص عَن عَاصِم {الم الله} مَفْتُوحَة الْمِيم غير مَهْمُوزَة الْألف). [السبعة في القراءات: 200] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ألم الله} مقطوع الأعشى، والبرجمي، وروي عن زيد). [الغاية في القراءات العشر: 208] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الم} [1]: مفصل: يزيد). [المنتهى: 2/619]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَى حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ مِنْ بَابِ السَّكْتِ، وَتَقَدَّمَ أَيْضًا الْإِشَارَةُ إِلَى جَوَازِ وَجْهَيَ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ عَنْهُمْ فِي م اللَّهُ حَالَةَ الْوَصْلِ آخِرَ بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر سكت أبي جعفر على أحرف {الم} [1] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفي توجيه [فتح] الميم من الم الله [آل عمران: 1، 2]- أقوال:
الأول: مذهب سيبويه، والجمهور: أنها لالتقاء الساكنين.
فإن قيل: أصله الكسر:
فالجواب: لأن الكسر يفضى إلى ترقيق لام الجلالة، والمحافظة على تفخيمها أهم منها على الكسر؛ لأنه لم يقصد لذاته بل للتخلص من الساكنين.
وأيضا: فقبل الميم ياء، وهي أخت الكسر فكان يلزم اجتماع كسرتين.
وأيضا: قبل الياء كسرة فيلزم اجتماع ثلاث متجانسات.
والساكنان على هذا كله الميم واللام.
الثاني: أن الفتح أيضا للساكنين، ولكنهما الياء والميم، ومثله «أين» و«كيف» ونحوهما، وهذا على قولنا: إنه لم ينو الوقف على هذه الحروف المقطعة، بخلاف القول الأول؛ فإنه [نوى فيه الوقف] عليها؛ فسكنت أواخرها، وبعدها ساكن آخر، وهو لام الجلالة.
وعلى [هذا] القول الثاني: ليس لإسقاط الهمزة تأثير في التقاء الساكنين، بخلاف الأول؛ فإن التقاء الساكنين إنما نشأ من حذفها درجا.
الثالث: أن هذه الحركة حركة نقل من الهمزة نحو: قد افلح [المؤمنون: 1، الأعلى: 14]، وبه قرأ، ورش، وحمزة في بعض طرقه في الوقف، وقاله الفراء.
واحتج له بأن هذه الحروف النية بها الوقف، فتسكن أواخرها، والنية بما بعدها الابتداء؛ فأجريت همزة الوصل مجرى الثانية، وما قبلها ساكن صحيح قابل لحركتها؛
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
فخففت). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات وتوجيهها
قرأ الكل "الم، اللَّه" [الآية: 1، 2] بإسقاط همزة الجلالة وصلا وتحريك الميم بالفتح
[إتحاف فضلاء البشر: 1/467]
للساكنين، وكانت فتحة مراعاة لتفخيم الجلالة إذ لو كسرت الميم لرققت، ويجوز لكل من القرا في ميم المد والقصر، لتغير سبب المد فيجوز الاعتداد بالعارض وعدمه، وكذا يجوز لورش ومن وافقه على النقل في: ألم أحسب الناس الوجهان، ورجح القصر من أجل ذهاب السكون بالحركة، وأما قول بعضهم لو أخذ بالتوسط مراعاة لجانبي اللفظ والحكم لكان وجها، فممنوع لما حققه في النشر أنه لا يجوز التوسط فيما تغير فيه سبب المد كالم الله، ويجوز فيما تغير فيه سبب القصر نحو: نستعين وقفا؛ وذلك لأن المد في الأول هو الأصل ثم عرض تغير السبب، والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد لذلك، وحيث اعتد بالعارض وقصر سكونه ضدا للمد والقصر لا يتفاوت، وأما الثاني وهو نستعين وقفا فالأصل فيه القصر لعدم الاعتداد بالعارض وهو سكون الوقف، فإن اعتد به مد لكونه ضدا للقصر لكنه أعني المد يتفاوت طولا وتوسطا فأمكن التفاوت، واطردت القاعدة المتقدمة، وسكت أبو جعفر على ألف ولام وميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2)}
{الم}
- قراءة أبي جعفر بالسكت من غير تنفس على ألف، ولام، وميم.
{الم، الله}
- وقرأ السبعة "الم الله" بفتح الميم، وإسقاط همزة لفظ الجلالة، وذلك في الوصل، والفتح لالتقاء الساكنين، وكانت فتحة مراعاة لتفخيم لفظ الجلالة، ولو كسرت الميم لرققت اللام. وذهب الفراء إلى أن الفتحة في الميم هي حركة الهمزة حين أسقطت للتخفيف، واختاره الزمخشري، وتعقبه أبو حيان. وذكر الزجاج الوجهين في فتح الميم.
- وقرأ أبو حيوة وأبو جعفر الرؤاسي وعمرو بن عبيد "الم الله" بكسر الميم.
وذكر الزمخشري أنها على توهم التحريك لالتقاء الساكنين،
[معجم القراءات: 1/439]
وما هي عنده بمقبولة.
وذهب ابن عطية إلى أن الكسر رديء، لأن الياء تمنع من ذلك، وقد أجاز الأخفش الكسر لالتقاء الساكنين، وتعقبه الزجاج، فقال:" وهذا غلط من أبي الحسن؛ لأن قبل الميم ياء مكسورة ما قبلها، فحقها الفتح لالتقاء الساكنين، وذلك لثقل الكسرة مع الياء.
- وقرأ عاصم من رواية الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وكذا من رواية حماد عنه، والحسن وعمرو بن عبيد والأعمش والبرجمي وأبو جعفر وأم سلمة والمفضل والرواسي "ألم ألله" بسكون الميم، وقطع الألف من لفظ الجلالة). [معجم القراءات: 1/440]
قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله تَعَالَى {الم * الله} 1 2
قرءوا كلهم {الم * الله} الْمِيم مَفْتُوحَة وَالْألف سَاقِطَة إِلَّا مَا حَدثنِي بِهِ مُوسَى القَاضِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ حَدثنَا يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم} ثمَّ قطع فابتدأ {الله} ثمَّ سكن فِيهَا
وَقَالَ يحيى آخر مَا حفظت عَنهُ {الم الله} مثل حَمْزَة
حَدثنَا مُوسَى بن إِسْحَق قَالَ وَقَالَ أَبُو هِشَام سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى قَرَأَهَا على أبي بكر فَقَالَ {الم} ثمَّ قطع فَقَالَ {الله} بِالْهَمْز
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن ابْن أبي أُميَّة عَن أبي بكر عَن عَاصِم {الم} جزم ثمَّ ابْتَدَأَ {الله}
وحَدثني أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن صَدَقَة قَالَ حَدثنَا أَبُو الأسباط قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم الله} بتسكين الْمِيم وَقطع الْألف
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن الْفراء قَالَ قَرَأَ عَاص {الم} جزم و(ألله) مَقْطُوع
وَالْمَعْرُوف عَن عَاصِم {الم الله} مَوْصُولَة
وَحَفْص عَن عَاصِم {الم الله} مَفْتُوحَة الْمِيم غير مَهْمُوزَة الْألف). [السبعة في القراءات: 200] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ألم الله} مقطوع الأعشى، والبرجمي، وروي عن زيد). [الغاية في القراءات العشر: 208] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ((الم ألله) [1]: مقطوع الأعشى، والبرجمي، وسعيد، مختلف عن يزيد). [المنتهى: 2/619]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (أجمع القراء على وصل الألف من (الم الله) أعني من اسم الله جل ذكره إلا ما روي عن أبي بكر عن عاصم أنه قطع، وهي رواية الأعشى عن أبي بكر، والذي قرأت به في رواية يحيى بن آدم بالوصل مثل الجماعة، وقرأت في رواية الأعشى بالقطع، ولرواية الأعشى عن أبي بكر كتاب مفرد، وإنما لم ندخل هنا لأن الشيخ أبا الطيب رحمه الله لا يقرئ بها، وإنما أخذتها عن غيره، فلذلك أخليت هذا الكتاب من رواية الأعشى وغيره مما لم يروه الشيخ أبو الطيب فاعلم ذلك). [التبصرة: 176]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم عن الحسن الحي القيوم بالنصب، وعن المطوعي القيام وعنه نزل عليك بتخفيف الزاي الكتاب بالرفع على أنها جملة مستأنفة، وأما على قراءة الجمهور فتكون خبرا آخر للجلالة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم مد "لا إله" للسبب المعنوي وهو التعظيم لقاصر المنفصل ومده لحمزة قولا واحدا عند من وسط له لا ريب عملا بأقوى السببين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هو} [2] كاف {القيوم} كذلك، وفاصلة.
وإذا وصلت آل عمران بآخر البقرة من قوله تعالى {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} [البقرة: 286] إلى {القيوم} فيأتي على ما يقتضيه الضرب ثلاثة آلاف وجه وخمسمائة وثمانية وتسعون وجهًا، بيانها:
لقالون أربعمائة وثمانية وأربعون، بيانها: أنك تضرب في ثلاثة {الكافرين} وهي الطول والتوسط والقصر، خمسة {الرحيم} وهي ما في {الكافرين} والروم والوصل، خمسة عشر، تضرب فيها سبعة {القوم} وهي ما في {الكافرين} والإشمام معها، ستة، والروم، مائة وخمسة، تضربها في وجهيه {الم الله} مائتان وعشرة تضربها في وجهي المنفصل المد والقصر، اربعمائة وعشرون، ومع وصل الجميع ثمانية وعشرون وجهًا، بيانها تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {الم الله} أربعة عشر، تضربها في وجهي المنفصل ثمانية وعشرون، تضيفها إلى ما تقدم بلغ العدد ما ذكر.
[غيث النفع: 456]
ولورش خمسمائة وجه وستون وجهًا، أربعمائة وثمانية وأربعون على البسملة، فهو كقالون فيها، ووجها الفتح والتقليل له من {مولانا} كوجهي المنفصل لقالون، ومائة واثنا عشر وجهًا على تركها، بيانها: تضرب في ثلاثة {الكافرين} مع السكت لأن حكمه كالوقف سبعة {القيوم} واحد وعشرون، تضربها في وجهي {الم الله} اثنان وأربعون، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، أربعة وثمانون، ومع الوصل ثمانية وعشرون، بلغ العدد ما ذكر.
وللمكي مائتان وأربعة وعشرون وجهًا، كقالون إذا قصر، وللدوري ألف وجه ومئة وعشرون، بيانها: تضرب ما لورش في وجهي الإظهار والإدغام في {واغفر لنا}.
وللسوسي مائتان وثمانون وجهًا، كورش إذا فتح، والشامي مثله، ولعاصم مائتان وأربعة وعشرون وجهًا، كقالون إذا مد، وأبو الحارث مثله، والدوري كذلك، وإنما لم يعدا معا لاختلافهما في إمالة {الكافرين}.
ولحمزة أربعة عشر وجهًا، سبعة {القيوم} مضروبة في وجهي {الم الله} فبلغ العدد ما ذكر.
والصحيح من هذه الوجوه الذي لا تركيب فيه واتفقت عليه كلمة العلماء، ألف وجه ومائتان واثنان وعشرون، بيانها:
لقالون مائة وستة وثلاثون وجهًا، إيضاحها أنك تضرب في ثلاث {الكافرين} ثلاثة {الرحيم} ما قرأت به في {الكافرين} من طويل أو توسط أو قصر، والروم والوصل، ولا تركيب بين بابين تسعة، تضرب فيها ثلاثة {القيوم} ما قرأت به في {الكافرين} والإشمام معه، والروم، سبعة وعشرون، تضربها في وجهي {الم الله} أربعة وخمسون، تضربها في وجهي المنفصل، مائة وثمانية، هذا مع الفصل، ومع الوصل ثمانية وعشرون وجهًا، تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {ألم الله} أربعة عشر، تضربها في وجه المنفصل ثمانية وعشرون، تجمعها مع ما تقدم، المجموع ما ذكر.
[غيث النفع: 457]
ولورش مائتان، إذا بسمل كقالون، وإذا ترك فمع السكت ستة وثلاثون، بيانها تضرب في ثلاثة {الكافرين} ثلاثة {القيوم} تسعة، تضربها في وجهي {الم الله} ثمانية عشر، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، ستة وثلاثون، ومع الوصل ثمانية وعشرون، تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {الم الله} أربعة عشر، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، ستة وثلاثون، ومع الوصل ثمانية وعشرون، تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {الم الله} أربعة عشر، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، ثمانية وعشرون.
وللمكي ثمانية وستون، كاقلون إذا قصر، وللدوري أربعمائة، تضرب ما لورش في وجهي الإظهار والإدغام.
وللسوسي مائة وبجه، ثمانية وستون مع البسملة، وثمانية عشر مع السكت، ومع الوصل أربعة عشر، وللشامي مائة وجه كالسوسي.
ولعاصم ثمانية وستون وجهًا، كقالون إذا مد، وأبو الحارث مثلهم، والدوري كذلك.
ولحمزة أربعة عشر وجهًا، سبعة {القيوم} مضروبة في وجهي {الم الله}.
هذا ما ظهر لي في تحرير هذه الوجوه، والله يحفظنا من الخطأ والزلل، ويوفقنا في الاعتقاد والقول والعمل، آمين.
وأزيدها إيضاحًا ببيان كيفية قراءتها، فأقول: تبدأ أولاً بقالون بإظهار {واغفر لنا} وقصر المنفصل وفتح {مولانا} و{الكافرين} مع الطويل فيه وفي {الرحيم} و{القيوم} مع زيادة الإشمام، والروم فيه، ولا يكون إلا مع القصر، ثلاثة أوجه مع قصر {الم الله} ثم الثلاثة في {القيوم} مع مده، وإنما قدمنا القصر لأن ابن غلبون في التذكرة رجحه، ولم يقرأ بسواه، من أجل أن الساكن ذهب بالحركة، ثم تأتي بروم {الرحيم} مع قصر {الم الله} مع ثلاثة {القيوم} ثم بمده معها، ثم وصل البسملة بأول السورة مع وجهي {الم الله} مع ثلاثة {القيوم} عليهما، ثم
[غيث النفع: 458]
تأتي بالتوسط في {الكافرين} ثم بالقصر، ويأتي عليهما ما أتى على الطويل، ثم تصل آخر السورة بالبسملة، وهي بأول السورة، مع قصر {الم الله} ومده، وسبعة {القيوم} عليهما.
ويندرج معه المكي في جميعها، واندرج معه الدوري على الإظهار وقصر المنفصل، أو تخلف في إمالة {الكافرين} فتعطفه عليه بالإمالة، مع عدم البسملة، وتبدأ بالسكت على {الكافرين} مع الطويل فيه، وقصر {الم الله} وثلاثة {القيوم} ثم مع مده كذلك، ثم بالتوسط في {الكافرين} ثم القصر فيه مع ثلاثة {القيوم} معهما، ثم وصل السورة بالسورة مع وجهي {الم الله} مع سبعة {القيوم} ومعهما، ثم مع البسملة كقالون، ثم تأتي بمد المنفصل لقالون، ويأتي عليه ما أتى على القصر.
ويندرج معه الشامي على البسملة، وعاصم إن كنت تقرأ بمرتبتين، وهو المعول عليه عندنا، كما تقدم، ويندرج معه الدوري أيضًا، إلا أنه تخلف في إمالة {الكافرين} فتأتي به منه بترك البسملة مع السكت والوصل، ثم مع البسملة كما تقدم، ثم تأتي بالشامي بفتح {الكافرين} مع ترك البسملة، كما تقدم للدوري، ولا يخفى عليك ترتيبهم إذا قرأت بأربع مراتب، فلا نطيل به.
ثم تأتي بأبي الحارث مع إمالة {مولانا} وفتح {الكافرين} مع البسملة كما تقدم لقالون، والدوري أخوه مثله إلا أنه يميل {الكافرين} فتأتي به ب عدهم مع البسملة، كما تقدم.
ثم تأتي بورش مع مد المنفصل وفتح {مولانا} وتقليل {الكافرين} مع السكت والوصل والبسملة، كما تقدم، ثم تأتي له بتقليل {مولانا} و{الكافرين} مع ترك البسملة، ومع البسملة كذلك.
[غيث النفع: 459]
ثم تأتي بحمزة بإمالة {مولانا} وفتح {الكافرين} مع ترك البسملة والوصل فقط، مع وجهي {الم الله} مع سبعة {القيوم} عليهما.
ثم تأتي بالدوري بإدغام راء {واغفر} في لام {لنا} مع قصر المنفصل وإمالة {الكافرين} مع السكت والوصل والبسملة، كما تقدم، ويندرج معه السوسي، ثم بمد المنفصل، ويأتي له ما أتى على القصر، والله أعلم.
ولا تلمني على كثرة الإيضاح، فإنه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلامه الشريف أيضًا، فغرضي أيضًا إيصال هذا العلم الشريف لكل طالب، وبالله تعالى التوفيق). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا إله}
- قرأ حمزة ويعقوب بالمد، وهو التعظيم والمبالغة.
{الحي القيوم}
- قراءة الجماعة "الحي القيوم"، بالرفع. ولا يجوز عند الطبري غير هذه القراءة.
- وقرأ الحسن "الحي القيوم" بالنصب، على المدح، أو على تقدير "أعني".
- وقرأ علقمة بن قيس وعبد الله بن مسعود "الحي القيم" على وزن فعل.
- وذكر خارجة أنها كذلك في مصحف عبد الله.
- وقرأ عمر بن الخطاب ومجاهد وابن مسعود وعثمان بن عفان وعمرو بن ميمون وإبراهيم النخعي والأعمش وزيد بن علي وجعفر
[معجم القراءات: 1/440]
ابن محمد وأبو رجاء علقمة بن قيس والمطوعي وأبي بن كعب "الحي القيام".
- ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي لغة الحجاز، وتقدم مثل هذه القراءة في الآية / 255 من سورة البقرة.
قال الطبري: "والقراءة التي لا يجوز غيرها عندنا في ذلك ما جاءت به قراءة المسلمين نقلا مستفيضا من غير تشاغر ولا تواطؤ وراثة، وما كان مثبتا في مصاحفهم، وذلك قراءة من قرأ "الحي القيوم".. وقال الزجاج: "والذي ينبغي أن يقرأ ما عليه المصحف، وهو "القيوم" بالواو، و"القيم" أيضا جيد بالغ كثير في العربية، ولكن القراءة بخلاف ما في المصحف لا تجوز، لأن المصحف مجمع عليه، ولا يعارض الإجماع برواية لا يعلم كيف صحتها). [معجم القراءات: 1/441]
قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا فِي إمالة الرَّاء وَفتحهَا من {التَّوْرَاة} 3
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر (التورية) مفخما
وَكَانَ حَمْزَة وَنَافِع يلفظان الرَّاء بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَكَذَلِكَ كَانَا يفْعَلَانِ بقوله {مَعَ الْأَبْرَار} آل عمرَان 193 و{من الأشرار} ص 62 و{من قَرَار} إِبْرَاهِيم 26 و{ذَات قَرَار} الْمُؤْمِنُونَ 50 إِذا كَانَ الْحَرْف مخفوضا
وَقَالَ ورش عَن نَافِع (التورة) بِكَسْر الرَّاء وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن الْمسَيبِي عَن نَافِع الرَّاء مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْمسَيبِي عَن أَبِيه عَن نَافِع
وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ يقرآن (التورة) مَكْسُورَة ويميلان هَذِه الْحُرُوف أَشد من إمالة حَمْزَة وَنَافِع أَعنِي {الْأَبْرَار} و{من قَرَار} وَمَا أشبه ذَلِك
وَابْن عَامر يشم الرَّاء الأولى من {الْأَبْرَار} الْكسر). [السبعة في القراءات: 201]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({التوراة} [3]، حيث جاءت: بالإمالة أبو عمرو، وخلف، وهما إلا العلاف، وورش إلا الأسدي، وابن ذكوان إلا البلخي، والقواس
[المنتهى: 2/619]
طريق الحلواني وابن أبي الهذيل، وقرأت على المصريين بين اللفظين). [المنتهى: 2/620]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وأمال أبو عمرو والكسائي وابن ذكوان (التورية) حيث وقع، وقرأ حمزة ونافع بين الفظين، وفتح الباقون – وقد ذكرنا ذلك). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، والكسائي: {التوراة} (3) بالإمالة في جميع القرآن.
ونافع، وحمزة: بين اللفظين.
والباقون: بالفتح. وقد قرأت لقالون كذلك). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائيّ وخلف: (التّوراة) بالإمالة في جميع القرآن [ونافع] وحمزة بين اللّفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون [كذلك] على أبي الفتح). [تحبير التيسير: 319]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (546 - وَإِضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ مَا رُدَّ حُسْنُهُ = وَقُلِّلَ فِي جَوْدٍ وَبِالْخُلْفِ بَلَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([546] وإضجاعك التوراة (مـ)ا (ر)د (حـ)سنة = وقلل (فـ)ـي (جـ)ودٍ وبالخلف (بـ)للا
إنما قال: (ما رد حسنه)، قال: لأن ألف التوراة، أصلها الياء باتفاق. فلا يحتاج مع هذا إلى أظهر منه، خلاف ما وقع لأبي علي في الحجة.
قلت: ومعنى هذا، أن الكوفيين والبصريين، اتفقوا على أن ألفه منقلبة عن ياء. واشتقاقها من وري الزند، وهو الضياء الذي يظهر عند القدح. فكأنها ضياء ونور.
ووزنها عند البصريين فوعلة، فأبدلت الواو الأولى تاءً لقربها منها، كما أبدلوا في مثل تكأة وتخمة، وقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وجمعها توار.
وقال الكوفيون: يصلح أن يكون وزنها تفعلة، كما قالوا في تُتْفلة: تَتْفلة.
قيل لهم: هذا قليل في الكلام. وفوعلة كثير، كحوقلة ودوخلة. والحمل على الأكثر أولى.
[فتح الوصيد: 2/764]
وقال بعضهم: «يصلح أن يكون وزنها تفعلة بكسر العين مثل توصية، ففتحت العين وقلبت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وقد فعل مثل ذلك في ناصية وجارية في لغة طيء، فقالوا: ناصاةً وجاراةً».
وقيل له: «لو جاز ذلك، لجاز في توصية توصاة، وفي توفية توفاة. ولم يعرف ذلك».
فقد اتفقوا على اشتقاقه وأن ألفه منقلبة عن ياء.
وقال أبو علي: «من أمال، فلأن الألف إذا كانت رابعة، أشبهت ألف التأنيث. وألف التأنيث تُمال مع المستعلي، نحو: فوضى؛ فالإمالة مع الراء أحرى»..
وهذا الذي قاله أبو علي في تعليل الإمالة، هو الذي لا يتجه غيره، فإن التوراة، اسم أعجمي يقال: إنه بالعبرانية توروه.
فالحكم بأن أصله: فوعلة أو تفعلة، وأن اشتقاقه من الوري، إنما يصح لو كان عربيًا.
فكأن أبا علي علل الإمالة بما لا يصح غيره.
وكيف يظن أنه خفي عنه ذلك وقد ذكر في الحجة ما ذكره الفريقان.
(وقلل في جود)، الجود: المطر الغزير؛ يعني أن التقليل في شهرته في العربية كالمطر الجود.
[فتح الوصيد: 2/765]
(وبالخلف بللا)، لأنه لم يدم على التقليل؛ فهو دون الجود، إذ كان مرة يفتح ومرة يقلل، وكذلك المطر القليل.
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله في غير التيسير: «أقرأني ذلك أبو الفتح بإخلاص الفتح، وأقرأنيه أبو الحسن بين بين»؛ يعني لقالون). [فتح الوصيد: 2/766]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [546] وإضجاعك التوراة ما رد حسنه = وقلل في جود وبالخلف بللا
ب: (الإضجاع): ههنا: الإمالة، والمراد بـ (التقليل): تقليل الإمالة، وهو: الإمالة بين بين، (الجود): المطر الغزير.
ح: (إضجاعك): مبتدأ، (التوراة): مفعوله، (ما رد حسنه): جملة خبر المبتدأ، و(ما): نافة، (في جود): ظرف (قللا)، (بالخلف): متعلق بـ (بللا) .
ص: يعني أمال لفظ: {التوراة} ههنا [3] وحيث وقع، وإن لم يقيد الناظم - رحمه الله – ابن ذكوان والكسائي وأبو عمرو لكون ألفها رابعة تشبه ألف التأنيث، نحو: {ذكرى} [الأنعام: 69]، و{دعوى}، وأثنى على الإمالة بقوله: (ما رد حسنه).
وقلل الإمالة حمزة وورش، أي: أمالا بين بين، ومدحه على كثرة النفع والشهرة بقوله: (في جود)، وأمال قالون بين بين بخلاف
[كنز المعاني: 2/94]
في فتحها صريحًا وإمالتها بين بين، فقال: (بللا)؛ لأنه لم يدم على إمالتها، فهو دون الجود). [كنز المعاني: 2/95]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (544- وَإِضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ "مَـ"ـا رُدَّ "حُـ"ـسْنُهُ،.. وَقُلِّلَ "فِـ"ـي "جَـ"ـوْدٍ وَبِالخُلْفِ "بَـ"ـلَّلا
الإضجاع من ألفاظ الإمالة وأميلت ألف التوراة؛ لأنها بعد راءٍ، وقد وقعت رابعة فأشبهت ألف التأنيث كـ "تترى" و"النصارى"، فلهذا قال:
ما رد حسنه وقيل الألف منقلبة عن ياء وأصلها تورية من ورى الزند وهذا تكلف ما لم تدع إليه حاجة ولا يصح؛ لأن إظهار الاشتقاق إنما يكون في الأسماء العربية والتوراة والإنجيل من الأسماء الأعجمية، قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/5]
وقلل في جود يعني أميل إمالة قليلة وهي التي يعبر عنها بقولهم بين بين وبين اللفظين وقد سبق الكلام في تحقيقها في باب الإمالة والجود المطر الغزير؛ أي: في شهرة واستحسان كالجود الذي تحيا به الأرض يشير إلى أن التقليل محبوب مشهور في اللغة وبالخلف بللا يعني قالون؛ لأنه لم يدم على التقليل فهو دون الجود؛ إذ كان مرة يفتح ومرة يقلل، فاختلف الرواة عنه لذلك، وهذا الموضع من جملة ما الحكم فيه عام ولم ينبه عليه الناظم؛ لأن إمالة التوراة لا تختص بما في هذه السورة، وكان موضع ذكرها باب الإمالة، ولو ذكرها فيه لظهر إرادة العموم؛ لأنه ليس بعض السور بأولى به من بعض كما ذكر ثَم ألفاظا كثيرة، وعمت كقوله:
وإضجاع "أنصارى"،
"وآذانهم" طغيانهم،
وإنما ذكر إمالة التوراة هنا موافقة لصاحب التيسير، ولكن صاحب التيسير قال في جميع القرآن فزال الإشكال وظاهر إطلاق الناظم يقتضي الاقتصار على ما في هذه السورة على ما سبق تقريره مرارا ومن الدليل على أن من عادته بالإطلاق الاقتصار على ما في السورة التي انتظم فيها، وإذا أراد العموم نص عليه بما يحتمل ذلك. قوله في أول سورة المؤمنون:
أماناتهم وحدٌ وفي سال داريا
ثم قال:
صلاتهم شاف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/6]
فأطلق وفي سأل أيضا "صلواتهم" ولا خلاف في إفراده، فلما لم يكن فيها خلاف أطلق لعلمه أن لفظه لا يتناولا إلا بزيادة قيد، ولما عم الخلاف في أماناتهم قيد فقال: وفي سال، وفي هذه السورة موضعان آخران عم الحكم فيهما ولم ينبه عليهما، وهما: "هأنتم" و"كأين" كما سيأتي، وكان يمكن أن يقول هنا: أمل جملة التوراة ما رد حسنه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (546 - وإضجاعك التّوراة ما ردّ حسنه ... وقلّل في جود وبالخلف بلّلا
المعنى: أن ابن ذكوان والكسائي وأبا عمرو أمالوا الألف من لفظ التَّوْراةَ* حيث وقع في القرآن الكريم سواء كان منصوبا نحو وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ. أم كان مرفوعا أم مجرورا نحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ. والمراد (بالإضجاع) الإمالة الكبرى.
وقرأ حمزة وورش بتقليل هذه الألف وهو الإمالة الصغرى، وقد يعبر عن هذا التقليل بالإمالة بين بين، واختلف فيها عن قالون؛ فروي عنه فيها وجهان: الفتح، والتقليل. وقرأ الباقون بالفتح، وقد ذكرنا فيما سبق أن الناظم إذا أطلق حكما في الفرش يكون المراد منه ما في السورة فحسب، ولا يكون عامّا شاملا لجميع المواضع إلا إذا ذكر قرينة تدل على العموم كقوله:
حيث أتي، أو جميعا، أو في الكل، أو نحو ذلك، هذه هي سنة الناظم في الفرش، وقد يخرج عنها في بعض المواضع فيذكر حكما في الفرش، ويطلق هذا الحكم ولا يذكر قرينة تدل على عمومه وشموله لجميع المواضع، ومع ذلك يكون المراد منه العموم والشمول، وإن لم تذكر القرينة وما هنا من جملة هذه المواضع التي حاد فيها عن سنته، فإن هذا الحكم الذي ذكره وهو
[الوافي في شرح الشاطبية: 230]
إمالة ألف التَّوْراةَ* وتقليلها لمن ذكرهم عام شامل لجميع المواضع في القرآن الكريم، ومع ذلك لم يأت بلفظ يفيد العموم كقوله: جميعا، أو نحو هذا. و(الجود) بفتح الجيم المطر الغزير ولا يخفى ما في لفظ (بللا) من المناسبة للفظ (جود) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ التَّوْرَاةَ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({التوراة} [3] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر على الميم، وإمالة التوراة [آل عمران: 3] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "التوراة" كبرى ورش من طريق الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان، وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وبالصغرى قالون في أحد وجهيه، والثاني له الفتح وحمزة في وجهه الثاني والأزرق فخلاف حمزة بين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
الكبرى والصغرى، وخلاف قالون بين الصغرى والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "الإنجيل" [الآية: 3] بفتح الهمزة حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469] قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والإنجيل (3)}
{نزل عليك الكتاب}
- قرأ الجمهور "نزل.. الكتاب"، الفعل مشدد، والكتاب: نصب به.
- وقرأ النخعي والأعمش وابن أبي عبلة والمغيرة والمطوعي "نزل.. الكتاب"، الفعل مخفف، والكتاب: رفع به.
[معجم القراءات: 1/441]
{الكتب بالحق}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
وتقدم هذا في الآية /213 من سورة البقرة.
{التوراة}
- قرأ بفتح الراء حمزة وقالون والمسيبي وابن المسيبي وابن سعدان عن نافع.
وفخم الراء ابن كثير وابن عامر وعاصم.
- وقرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وابن ذكوان عن ابن عامر ونافع برواية ورش، وورش من طريق الأصبهاني واليزيدي والأعمش.
- وقرأ بالتقليل ورش والأزرق وحمزة في وجهه الثاني ونافع وقالون.
{الإنجيل}
- قراءة الجماعة "الإنجيل" بكسر الهمزة.
- وقرأ الحسن "الأنجيل" بفتحها في جميع القرآن.
قالوا: وهذا يدل على أنه أعجمي، لأن "أفعيل" ليس من أبنية كلام العرب، بخلاف «إفعيل" فإنه موجود في أبنيتهم مثل: إخريط، وإصليت.
[معجم القراءات: 1/442]
وقال ابن عطية: ".. بفتح الهمزة، وذلك لا يتجه في كلام العرب، ولكن تحميه مكانة الحسن من الفصاحة، وأنه لا يقرأ إلا بمار روى، وأراه نحا به نحو الأسماء الأعجمية"). [معجم القراءات: 1/443]
قوله تعالى: {مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "للناس" الدوري عن أبي عمرو بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام (4)}
{هدى}
- تقدمت الإمالة فيه في سورة البقرة الآية /2.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو بخلاف، وانظر الآيات: 8 و94 و94 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/443]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين