التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولم يكف بربّك...}.: أنه إن شئت جعلت أنّ في موضع خفض على التكرير: أو لم يكف بربك بأنه على كل شيء شهيد، وإن شئت جعلته رفعا على قولك: أو لم يكف بربك شهادته على كل شيء، والرفع أحبّ إليّ). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سنريهم آياتنا في الآفاق} : قال مجاهد: فتح القرى، {وفي أنفسهم}: فتح مكة.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد (53)}
أي : سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد في الآفاق، وواحدها أفق.
يقول: سنريهم آثار من مضى قبلهم ممن كذب الرسل من الأمم , وآثر خلق اللّه في كل البلاد , {وفي أنفسهم}: من أنهم كانوا نطفا , ثم علقا , ثم مضغا , ثم عظاما كسيت لحما، ثم نقلوا إلى التمييز والعقل، , وذلك كله دليل على أن الذي فعله واحد , ليس كمثله شيء.
{أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد} : ويجوز " إنّه "، والقراءة " أنّه " بالفتح, وموضع {بربّك} في المعنى رفع,
المعنى : أولم يكف ربك
وموضع {أنه} نصب، وإن شئت كان رفعا.
المعنى في النصب : أو لم يكف ربك بأنه على كل شيء شهيد.
ومن رفع فعلى البدل، المعنى أولم يكف أن ربّك على كل شيء شهيد، أي أولم يكفهم شهادة ربّك.
, ومعنى الكفاية ههنا أنه قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة على توحيده , وبينت رسله.). [معاني القرآن: 4/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}
أي: في آفاق الدنيا , وتقلب أحوالها , وفي أنفسهم مثل ذلك.
قال مجاهد :{في الآفاق }: فتح القرى , {وفي أنفسهم }: فتح مكة.
وقوله جل وعز: {أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}
المعنى: أو لم يكفهم بربك , أي: أو لم يكفهم ربك بما دلهم به على توحيد الله جل وعز مما فيه كفاية لهم ؛ لأنه على كل شيء شهيد .
ويجوز أن يكون المعنى أنه له على كل شيء شاهد بأنه محدث , وإذا شهده جازى عليه.).[معاني القرآن:6/285-287]
تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ مريةً }: ومرية , أي: امتراء.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألا إنّهم في مريةٍ} :أي: في شك.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ألا إنّهم في مرية من لقاء ربّهم ألا إنّه بكلّ شيء محيط (54)}: في شك.
(ألا) كلمة يبتدأ بها ينبّه بها المخاطب توكيدا يدلّ على صحة ما بعدها.
{ألا إنّه بكلّ شيء محيط}: أي : عالم بكل شيء علما يحيط بما ظهر , وخفي).[معاني القرآن: 4/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم} :أي: في شك , وقرأ الحسن: في مرية .
{ألا إنه بكل شيء محيط }:أي: قد أحاط بعلم الغيب , والشهادة جل وعز.). [معاني القرآن: 6/287]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({في مرية}: أي: في شك.). [ياقوتة الصراط: 456]