تفاسير القرن الثامن الهجري
تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها} أي: إذا قال لكم المؤمنون ذلك، {قلتم ما ندري ما السّاعة} أي: لا نعرفها، {إن نظنّ إلا ظنًّا} أي: إن نتوهّم وقوعها إلّا توهّمًا، أي مرجوحًا ؛ ولهذا قال: {وما نحن بمستيقنين} أي: بمتحقّقين). [تفسير ابن كثير: 7/ 272]
تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وبدا لهم سيّئات ما عملوا} أي: وظهر لهم عقوبة أعمالهم السّيّئة، {وحاق بهم} أي: أحاط بهم {ما كانوا به يستهزئون} أي: من العذاب والنّكال). [تفسير ابن كثير: 7/ 272]
تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقيل اليوم ننساكم} أي: نعاملكم معاملة النّاسي لكم في نار جهنّم {كما نسيتم لقاء يومكم هذا} أي: فلم تعملوا له لأنّكم لم تصدّقوا به، {ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين}
وقد ثبت في الصّحيح أنّ اللّه تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة: "ألم أزوّجك؟ ألم أكرمك؟ ألم أسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، يا ربّ. فيقول: أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول اللّه تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني"). [تفسير ابن كثير: 7/ 272-273]
تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(قال اللّه تعالى: {ذلكم بأنّكم اتّخذتم آيات اللّه هزوًا} أي: إنّما جازيناكم هذا الجزاء لأنّكم اتّخذتم حجج اللّه عليكم سخريًّا، تسخرون وتستهزئون بها، {وغرّتكم الحياة الدّنيا} أي: خدعتكم فاطمأننتم إليها، فأصبحتم من الخاسرين؛ ولهذا قال: {فاليوم لا يخرجون منها} أي: من النّار {ولا هم يستعتبون} أي: لا يطلب منهم العتبى، بل يعذّبون بغير حسابٍ ولا عتابٍ، كما تدخل طائفةٌ من المؤمنين الجنّة بغير عذابٍ ولا حسابٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 273]
تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ لـمّا ذكر حكمه في المؤمنين والكافرين قال: {فللّه الحمد ربّ السموات وربّ الأرض} أي: المالك لهما وما فيهما؛ ولهذا قال: {ربّ العالمين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 273]
تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وله الكبرياء في السموات والأرض} قال مجاهدٌ: يعني السّلطان. أي: هو العظيم الممجّد، الّذي كلّ شيءٍ خاضعٌ لديه فقيرٌ إليه.
وقد ورد في الحديث الصّحيح: "يقول اللّه تعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما أسكنته ناري". ورواه مسلمٌ من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغرّ أبي مسلمٍ، عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ، رضي اللّه عنهما، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بنحوه.
وقوله: {وهو العزيز} أي: الّذي لا يغالب ولا يمانع، {الحكيم} في أقواله وأفعاله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدّس، لا إله إلّا هو).[تفسير ابن كثير: 7/ 273]