العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المؤمنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:10 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة المؤمنون [من الآية (112) إلى الآية (118) ]

{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:10 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وفي قوله: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة على وجه الخبر: {قال كم لبثتم}.
وكذلك قوله: {قال إن لبثتم}. ووجّه هؤلاء تأويل الكلام إلى أنّ اللّه قال لهؤلاء الأشقياء من أهل النّار وهم في النّار: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وأنّهم أجابوا اللّه فقالوا: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ}، فنسي الأشقياء، لعظيم ما هم فيه من البلاء والعذاب، مدّة مكثهم الّتي كانت في الدّنيا، وقصر عندهم أمد مكثرهم الّذي كان فيها، لما حلّ بهم من نقمة اللّه، حتّى حسبوا أنّهم لم يكونوا مكثوا فيها إلاّ يومًا أو بعض يومٍ، ولعلّ بعضهم كان قد مكث فيها الزّمان الطّويل، والسّنين الكثيرة.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة على وجه الأمر لهم بالقول، كأنّه قال لهم؛ قولوا: كم لبثتم في الأرض؟ وأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد، والمعنيّ به الجماعة، إذ كان مفهومًا معناه. وإنّما اختار هذه القراءة من اختارها من أهل الكوفة لأنّ ذلك في مصاحفهم: (قل) بغير ألفٍ، وفي غير مصاحفهم بالألف.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب قراءة من قرأ ذلك: {قال كم لبثتم} على وجه الخبر، لأنّ وجه الكلام لو كان ذلك أمرًا، أن يكون قولوا على وجه الخطاب للجمع؛ لأنّ الخطاب فيما قبل ذلك وبعده جرى لجماعة أهل النّار، فالّذي هو أولى أن يكون كذلك قوله: قولوا؛ لو كان الكلام جاء على وجه الأمر، وإن كان الآخر جائزًا، أعني التّوحيد، لما بيّنت من العلّة لقارئ ذلك كذلك، فإذ كان ذلك كذلك وجاء الكلام بالتّوحيد في قراءة جميع القرّاء، كان معلومًا أنّ قراءة ذلك على وجه الخبر عن الواحد أشبه، إذ كان ذلك هو الفصيح المعروف من كلام العرب. فإذا كان ذلك ذلك، فتأويل الكلام: قال اللّه: كم لبثتم في الدّنيا من عدد سنين؟ قالوا مجيبين له: لبثنا فيها يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين، لأنّا لا ندري، قد نسينا ذلك.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالعادّين، فقال بعضهم: هم الملائكة الّذين يحفظون أعمال بني آدم، ويحصون عليهم ساعاتهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فاسأل العادّين} قال: الملائكة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: بل هم الحسّاب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل الحسّاب.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل أهل الحساب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال كما قال اللّه جلّ ثناؤه: {فاسأل العادّين} وهم الّذين يعدّون عدد الشّهور والسّنين وغير ذلك. وجائزٌ أن يكونوا الملائكة، وجائزٌ أن يكونوا بني آدم وغيرهم، ولا حجّة بأيّ ذلك من أيٍّ ثبتت صحّتها فغير جائزٍ توجيه معنى ذلك إلى بعض العادّين دون بعضٍ). [جامع البيان: 17/129-132]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112)
قوله تعالى: قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن الوزير، ثنا الوليد، ثنا صفوان، عن أيفع ابن عبدٍ الكلاعيّ أنّه سمعه يخطب النّاس فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
إنّ اللّه لمّا أدخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار وقال: يا أهل الجنّة كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. قال: لنعم ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، رحمتي ورضواني وجنّتي امكثوا فيها خالدين. ثمّ يقول: يا أهل النّار كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. فيقول: بئس ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين مخلّدين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين * قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون.
أخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال لأهل الجنة {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} قال: لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتي ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين ثم يقول: يا أهل النار {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} فيقول: بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين). [الدر المنثور: 10/612-613]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فسئل العادين قال فاسأل الحساب). [تفسير عبد الرزاق: 2/49]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({فاسأل العادّين} [المؤمنون: 113] : «الملائكة»). [صحيح البخاري: 6/99]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فاسأل العادين الملائكة كذا لأبي ذرٍّ فأوهم أنّه من تفسير بن عبّاسٍ ولأبي ذرٍّ والنّسفي وقال مجاهدٌ فاسأل إلخ وهو أولى فقد أخرجه الفريابيّ من طريقه وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله العادّين قال الحسّاب أي بضمّ أوّله والتّشديد). [فتح الباري: 8/445]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 36 المؤمنون {هيهات هيهات} قال بعيد بعيد
وبه في قوله 113 المؤمنون {فاسأل العادين} قال الملائكة وفي قوله 74 المؤمنون {لناكبون} قال لعادلون
وبه في قوله 104 المؤمنون {كالحون} قال عابسون). [تغليق التعليق: 4/263] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فاسأل العادّين قال الملائكة
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين} (المؤمنون: 113) وفسّر العادين بقوله: (قال: الملائكة) وليس فاعل قال ابن عبّاس، كما يذهب إليه الوهم من حيث مجيء قال ابن عبّاس قبل هذا، بل الفاعل مجاهد لأنّه صرح بذلك في رواية أبي ذر والنسفي فقيل: قال مجاهد فاسأل العادين ... إلى آخره، وذكر الثّعلبيّ الملائكة إمّا الحفظة وإمّا الحساب، بضم الحاء وتشديد السّين، وروى عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة في قوله: العادين، قال: الحساب). [عمدة القاري: 19/71]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فاسأل العادّين}) أي (الملائكة) يعني الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم وهذا قول عكرمة وقيل الملائكة الذي يعدّون أيام الدنيا وقيل المعنى سل من يعرف عدد ذلك فإنا نسيناه). [إرشاد الساري: 7/248]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وفي قوله: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة على وجه الخبر: {قال كم لبثتم}.
وكذلك قوله: {قال إن لبثتم}. ووجّه هؤلاء تأويل الكلام إلى أنّ اللّه قال لهؤلاء الأشقياء من أهل النّار وهم في النّار: {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} وأنّهم أجابوا اللّه فقالوا: {لبثنا يومًا أو بعض يومٍ}، فنسي الأشقياء، لعظيم ما هم فيه من البلاء والعذاب، مدّة مكثهم الّتي كانت في الدّنيا، وقصر عندهم أمد مكثرهم الّذي كان فيها، لما حلّ بهم من نقمة اللّه، حتّى حسبوا أنّهم لم يكونوا مكثوا فيها إلاّ يومًا أو بعض يومٍ، ولعلّ بعضهم كان قد مكث فيها الزّمان الطّويل، والسّنين الكثيرة.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة على وجه الأمر لهم بالقول، كأنّه قال لهم؛ قولوا: كم لبثتم في الأرض؟ وأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد، والمعنيّ به الجماعة، إذ كان مفهومًا معناه. وإنّما اختار هذه القراءة من اختارها من أهل الكوفة لأنّ ذلك في مصاحفهم: (قل) بغير ألفٍ، وفي غير مصاحفهم بالألف.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب قراءة من قرأ ذلك: {قال كم لبثتم} على وجه الخبر، لأنّ وجه الكلام لو كان ذلك أمرًا، أن يكون قولوا على وجه الخطاب للجمع؛ لأنّ الخطاب فيما قبل ذلك وبعده جرى لجماعة أهل النّار، فالّذي هو أولى أن يكون كذلك قوله: قولوا؛ لو كان الكلام جاء على وجه الأمر، وإن كان الآخر جائزًا، أعني التّوحيد، لما بيّنت من العلّة لقارئ ذلك كذلك، فإذ كان ذلك كذلك وجاء الكلام بالتّوحيد في قراءة جميع القرّاء، كان معلومًا أنّ قراءة ذلك على وجه الخبر عن الواحد أشبه، إذ كان ذلك هو الفصيح المعروف من كلام العرب. فإذا كان ذلك ذلك، فتأويل الكلام: قال اللّه: كم لبثتم في الدّنيا من عدد سنين؟ قالوا مجيبين له: لبثنا فيها يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين، لأنّا لا ندري، قد نسينا ذلك.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالعادّين، فقال بعضهم: هم الملائكة الّذين يحفظون أعمال بني آدم، ويحصون عليهم ساعاتهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فاسأل العادّين} قال: الملائكة.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: بل هم الحسّاب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل الحسّاب.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {فاسأل العادّين} قال: فاسأل أهل الحساب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال كما قال اللّه جلّ ثناؤه: {فاسأل العادّين} وهم الّذين يعدّون عدد الشّهور والسّنين وغير ذلك. وجائزٌ أن يكونوا الملائكة، وجائزٌ أن يكونوا بني آدم وغيرهم، ولا حجّة بأيّ ذلك من أيٍّ ثبتت صحّتها فغير جائزٍ توجيه معنى ذلك إلى بعض العادّين دون بعضٍ). [جامع البيان: 17/129-132] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن الوزير الدّمشقيّ، ثنا الوليد، ثنا صفوان بن عمرٍو، عن أيفع بن عبد الكلاعيّ أنّه سمعه يخطب النّاس فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ اللّه إذا أدخل أهل النّار النّار. قال: يقول: يا أهل النّار كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. فيقول: لبئس ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين مخلّدين.
قوله تعالى: فسئل العادين
[الوجه الأول]
- حدّثنا عليّ بن حربٍ الموصليّ، ثنا زيد بن الحباب، ثنا الحسين بن زائد، عن، زيد النحوي، عن عكرمة فسئل العادّين قال: الّذين يحسبون.
- حدّثنا أبي ثنا سعد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن سعدٍ، عن معمر، عن قتادة فسئل العادين قال: [فسئل الحساب.]
الوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: فسئل العادّين الملائكة.
وروي، عن الرّبيع بن أنسٍ مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/2512]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فاسأل العادين قال العادون هم الملائكة). [تفسير مجاهد: 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين * قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون.
أخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال لأهل الجنة {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} قال: لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رحمتي ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين ثم يقول: يا أهل النار {كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قالوا {لبثنا يوما أو بعض يوم} فيقول: بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين). [الدر المنثور: 10/612-613] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فاسأل العادين} قال: الحساب). [الدر المنثور: 10/613]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {فاسأل العادين} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 10/613]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال إن لبثتم إلاّ قليلاً لو أنّكم كنتم تعلمون (114) أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {قال إن لبثتم إلاّ قليلاً} اختلافهم في قراءة قوله: {قال كم لبثتم}. والقول عندنا في ذلك في هذا الموضع نحو القول الّذي بيّنّاه قبل في قوله: {كم لبثتم} وتأويل الكلام على قراءتنا: قال اللّه لهم: ما لبثتم في الأرض إلاّ قليلاً يسيرًا لو أنّكم كنتم تعلمون قدر لبثكم فيها). [جامع البيان: 17/132]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال إن لبثتم إلّا قليلًا لو أنّكم كنتم تعلمون (114)
قوله تعالى: إن لبثتم إلا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فقال: كم لبثتم فقالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. وكلّ ذلك في أنفسهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إنّ لبثتم إلا قليلا أي في الدّنيا، تحاقرت الدّنيا في أنفسهم، وقلّت حين عاينوا يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/2512]

تفسير قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} يقول تعالى ذكره: أفحسبتم أيّها الأشقياء أنّا إنّما خلقناكم إذ خلقناكم لعبًا وباطلاً، وأنّكم إلى ربّكم بعد مماتكم لا تصيرون أحياءً، فتجزون بما كنتم في الدّنيا تعملون؟.
وقد اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة والبصرة والكوفة: {لا ترجعون} بضمّ التّاء، بمعنى: لا تردّون، وقالوا: إنّما هو من مرجع الآخرة، لا من الرّجوع إلى الدّنيا.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (لا ترجعون) وقالوا: سواءٌ في ذلك مرجع الآخرة والرّجوع إلى الدّنيا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّهما قراءتان متقاربتا المعنى، لأنّ من ردّه اللّه إلى الآخرة من الدّنيا بعد فنائه فقد رجع إليها، وأنّ من رجع إليها فبردّ اللّه إيّاه إليها رجع. وهما مع ذلك قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} قال: باطلاً). [جامع البيان: 17/132-133]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا
- حدّثنا أبي ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا سليمان بن عامرٍ، عن الريع بن أنسٍ في قوله: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا قال: ما خلقتكم لعبًا، ولكن خلقتكم للعبادة.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا لا واللّه ما خلق شيئًا عبثًا ولا ترك شيئًا سدًى.
قوله تعالى وأنّكم إلينا لا ترجعون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا إسحاق ابن سليمان شيخ أهل الطّرق، ثنا شعبة، عن صفوان، عن رجلٍ من آل سعيد بن العاص قال: إنّ آخر خطبةٍ خطب عمر بن عبد العزيز أن حمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد فإنّكم لم تخلقوا عبثًا ولن تتركوا سدًى وإنّ لكم معادًا ينزل اللّه فيه للحكم بينكم، ويفصل بينكم، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم جنته عرضها السماوات والأرض
ألم تعلموا أنّه لا يأمن غدًا إلا من حذر اليوم وخافه [وباع نافذًا بباقٍ] وقليلا بكثيرٍ، وخوفًا بأمانٍ إلا ترون أنّكم من أصلاب [الهالكين وسيكون من بعدكم الباقون] حين تردّون إلى خير الوارثين؟ ثمّ إنّكم في كلّ يومٍ تشيّعون غاديًا ورائحًا إلى اللّه قد قضى نحبه وانقضى أجله حتّى تغيّبوه في صدعٍ من الأرض، في بطن صدعٍ غير ممتدٍّ ولا موسّدٍ، قد فارق الأحباب، وباشر التّراب، وواجه الحساب، مرتهنٌ بعمله، غنيٌّ عن ما ترك، فقيرٌ إلى ما قدّم، فاتّقوا اللّه قبل انقضاء مواثيقه، ونزول الموت بكم. ثمّ رفع [جعل طرف] ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله). [تفسير القرآن العظيم: 8/2513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم.
أخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى، وابن أبي حاتم، وابن السني في عمل يوم وليلة وأبو نعيم في الحلية، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ في أذن مصاب {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} حتى ختم السورة فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا قرأت في أذنه فاخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال). [الدر المنثور: 10/613-614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن السني، وابن منده وأبو نعيم في المعرفة بسند من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} فقرأناها فغنمنا وسلمنا والله أعلم). [الدر المنثور: 10/614]

تفسير قوله تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلاّ هو ربّ العرش الكريم}.
يقول تعالى ذكره: فتعالى اللّه الملك الحقّ عمّا يصفه به هؤلاء المشركون من أنّ له شريكًا، وعمّا يضيفون إليه من اتّخاذ البنات. {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود تنبغي له العبودة إلاّ اللّه الملك الحقّ {ربّ العرش الكريم} والرّبّ: مرفوعٌ بالرّدّ على الحقّ، ومعنى الكلام: فتعالى اللّه الملك الحقّ، ربّ العرش الكريم، لا إله إلاّ هو). [جامع البيان: 17/133]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلّا هو ربّ العرش الكريم (116)
قوله تعالى: فتعالى اللّه الملك الحقّ
- حدّثنا يحيى بن نصرٍ الخولانيّ، ثنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن حنش بن عبيد اللّه، أنّ رجلا مصابًا مرّ به على ابن مسعودٍ، فقرأ في أذنه أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم حتّى ختم السّورة فبرأ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بماذا قرأت في أذنه؟ فأخبره، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
والّذي نفسي بيده لو أنّ رجلا موقنًا قرأها على جبلٍ لزال.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ فتعالى الله قال: هو الانكفاف أنكف نفسه أنكفته الملائكة وما سبّح له.
قوله تعالى الملك
- حدّثنا إسحاق بن وهبٍ العلاف الواسطيّ، ثنا أبو المسيّب (سلمة) بن سلامٍ، ثنا أبو بكر بن خنيسٍ، عن نهشل بن سعيدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أمانٌ لأمّتي من الغرق إذا ركبوا في السّفن، بسم اللّه الملك

وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ
قوله تعالى: الحق
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن علي ابن صالحٍ قوله: الحقّ قال: الحقّ هو اللّه.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: الحقّ قال: العدل.
قوله تعالى لا إله إلا هو
- حدّثنا عليّ بن قيس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهبٍ، حدّثني عمر ابن محمّدٍ، عن سهيل بن صالحٍ، عن أبيه أخبرني السّلوليّ، عن كعبٍ قال: لا إله إلا اللّه كلمة الإخلاص.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع قوله: لا إله إلا هو قال: إنّ النصارى أتو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وخاصموه في عيسى بن مريم، وقالوا له: من أبوه؟ وقالوا على اللّه الكذب والبهتان. لا إله إلا اللّه لم يتّخذ صاحبةً ولا ولدًا. فقال لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: تعلمون أنّه لا يكون ولدٌ إلا وهو أباه. قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنّ ربّنا حيٌّ لا يموت وأنّ عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنّ ربّنا قيّمٌ على كلّ شيءٍ يتولاه ويحفظه ويرزقه؟ قالوا: بلى. قال فهل يملك عيسى بن مريم من ذلك شيئًا؟ قالوا: لا. قال: أفلستم تعلمون أنّ اللّه لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء؟ قالوا: بلى فإنّ ربّنا صوّر عيسى في الرّحم كيف يشاء.
قال: ألستم تعلمون أنّ ربّنا لا يأكل الطّعام ولا يشرب ولا يحدث الحدث؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنّ عيسى حملته أمّه كما تحمل المرأة، ثمّ وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثمّ غذّي كما يغذّى الصّبيّ، ثمّ كان يطعم الطّعام ويشرب الشّراب ويحدث الحدث؟ قالوا: بلى. قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فعرفوا، ثمّ أبوا إلا جحودًا، فأنزل اللّه عزّ وجلّ اللّه لا إله إلا هو
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان زنيجٌ، ثنا سلمة قال محمّد بن إسحاق لا إله إلا هو أي ليس معه غيره شريكٌ في أمره.
قوله تعالى: ربّ العرش
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن بشّارٍ، ثنا وهب بن جريرٍ، ثنا أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق يحدّث، عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمّد بن جبيرٍ، ثنا مطعمٌ، عن أبيه، عن جدّه قال: أتى أعرابيٌّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه تجمّدت الأنفس، وضاع العيال، وهلكت الأموال، وهلكت الأنعام فاستسق لنا فإنّا نستشفع بك على اللّه، ونستشفع باللّه عليك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ويحك أتدري ما تقول: فسبّح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فما زال يسبّح حتّى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثمّ قال: ويحك إنّه لا يستشفع باللّه على أحدٍ من خلقه، شأن اللّه أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما اللّه؟ إنّ اللّه على عرشه، وعرشه على سماواته، وسماواته على أرضه، قال بإصبعيه مثل القبّة، وإنّه ليأط به أطيط الرّحل بالرّكب.
قوله تعالى: الكريم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا ابن بكيرٍ، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبير قوله: الكريم يعني الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 8/2513-2515]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون}.
يقول تعالى ذكره: ومن يدع مع المعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له معبودًا آخر، لا حجّة له بما يقول ويعمل من ذلك ولا بيّنة.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {لا برهان له به} قال: بيّنةٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {لا برهان له به} قال: حجّةٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {لا برهان له به} قال: لا حجّة.
وقوله: {فإنّما حسابه عند ربّه} يقول: فإنّما حساب عمله السّيّئ عند ربّه، وهو موفّيه جزاءه إذا قدم عليه.
{إنّه لا يفلح الكافرون} يقول: إنّه لا ينجح أهل الكفر باللّه عنده، ولا يدركون الخلود والبقاء في النّعيم). [جامع البيان: 17/134]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لا برهان له يقول لا بينة له به). [تفسير مجاهد: 435]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ومن يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون.
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {لا برهان له} قال: لا بينة له). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن قتادة {لا برهان له} قال: لا بينة له). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد {لا برهان له} قال: لا حجة). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن عاصم انه قرأ (انه لا يفلح الكافرون) بكسر الألف في إنه). [الدر المنثور: 10/614]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن أنه قرأ (انه لا يفلح الكافرون) بنصب الألف في انه). [الدر المنثور: 10/614-615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد، وابن أبي حاتم عن قتادة {فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} قال: ذاك حساب الكافر عند الله انه لا يفلح). [الدر المنثور: 10/615]

تفسير قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الرّاحمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وقل يا محمّد: ربّ استر عليّ ذنوبي بعفوك عنها، وارحمني بقبول توبتك، وتركك عقابي على ما اجترمت.
{وأنت خير الرّاحمين} يقول: وقل: أنت يا ربّ خير من رحم ذا ذنبٍ فقبل توبته ولم يعاقبه على ذنبه). [جامع البيان: 17/135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم، وابن حبان والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم). [الدر المنثور: 10/615]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:12 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال كم لبثتم} [المؤمنون: 112] يقوله لهم في الآخرة.
{في الأرض عدد سنين} [المؤمنون: 112] أي كم عدد السّنين الّتي لبثتم في الأرض؟ يريد بذلك أن يعلمهم قلّة بقائهم كان في الدّنيا، فتصاغرت الدّنيا عندهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال كم لبثتم...}

قراءة أهل المدينه {قال كم لبثتم} وأهل الكوفه {قل كم لبثتم} ). [معاني القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين} [معاني القرآن: 4/24]
" كم " في موضع نصب بقوله: (لبثتم)، و (عدد سنين) منصوب بـ " كم " ويجوز كم لبثتم في الأرض مشدد التاء.
وكذلك يجوز في الجواب). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} [المؤمنون: 113] وذلك لتصاغر الدّنيا عندهم.
{فاسأل العادّين} [المؤمنون: 113] : الملائكة.
تفسير مجاهدٍ.
وقال قتادة: الحسّاب الّذين كانوا يحسبون آجالنا، مثل قوله: {إنّما نعدّ لهم عدًّا} [مريم: 84] الأنفاس، وهي آجالهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لبثنا يوماً أو بعض يومٍ...}

أي لا ندري (فاسأل) الحفظة هم العادّون). [معاني القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فسئل العادّين} أي الحسّاب). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين}
(لبثنا) و (لبثنا)
وقوله: {فاسأل العادّين} أي فاسأل الملائكة الذين يحفظون عدد ما لبثنا) ). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين}
قال مجاهد {فاسأل العادين} الملائكة
وقال قتادة أي الحساب). [معاني القرآن: 4/490-489]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال إن لبثتم إلا قليلا} [المؤمنون: 114] إنّ لبثكم في الدّنيا في طول ما أنتم لابثون في النّار كان قليلًا وهو كقوله: {وتظنّون} [الإسراء: 52] أي في الآخرة {إن لبثتم} [المؤمنون: 114] في الدّنيا {إلا قليلا} [المؤمنون: 114].
[تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قوله: {لو أنّكم كنتم تعلمون} [المؤمنون: 114] أي لو كنتم علماء لم تدخلوا النّار.
والمشركون هم الّذين لا يعلمون كقوله: {كذلك يطبع اللّه على قلوب الّذين لا يعلمون} [الروم: 59]، وأشباه ذلك.
وقال في المؤمنين: {وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا} [القصص: 80] وأشباه ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/420]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {قال إن لّبثتم إلاّ قليلاً لّو أنّكم كنتم تعلمون}

وقال: {إن لّبثتم إلاّ قليلاً} أي: ما لبثتم إلاّ قليلا. وفي حرف ابن مسعود (إن لّبثتم لقليلاً). وقال الشاعر:
هبلتك أمّك إن قتلت لمسلماً = وجبت عليك عقوبة المتعمّد).
[معاني القرآن: 3/13]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال إن لبثتم إلّا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون} معناه: ما لبثتم إلا قليلا). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} [المؤمنون: 115] لغير بعثٍ ولا حسابٍ.
{وأنّكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون: 115] وهو على الاستفهام.
أي قد حسبتم ذلك، ولم نخلقكم عبثًا، إنّما خلقناكم للبعث والحساب). [تفسير القرآن العظيم: 1/420]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا وأنّكم إلينا لا ترجعون}

(ترجعون) و (ترجعون). [معاني القرآن: 4/25]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتعالى اللّه} [المؤمنون: 116] من قبل العلوّ.
{الملك الحقّ} [المؤمنون: 116] اسمان من أسماء اللّه.
{لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم} [المؤمنون: 116] على اللّه.
وبعضهم يقرؤها: الكريم، بالرّفع يقول: اللّه الكريم.
مثل هذا الحرف: {ذو العرش المجيد} [البروج: 15] أي: الكريم على اللّه، على مقرأ من قرأها بالجرّ.
ومن قرأها بالرّفع يقول: اللّه المجيد، أي الكريم.
وتفسير السّدّيّ بالرّفع، يعني اللّه تبارك وتعالى يتجاوز ويصفح). [تفسير القرآن العظيم: 1/420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(الكريم: الشريف الفاضل...، وقال: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} أي: الشريف الفاضل).
[تأويل مشكل القرآن: 494]


تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به} [المؤمنون: 117] : لا حجّة له به.
تفسير مجاهدٍ.
وكان قتادة يقول: لا بيّنة له به بأنّ اللّه أمره أن يعبد إلهًا من دونه.
{فإنّما حسابه} [المؤمنون: 117] يعني فإنّما جزاؤه على ربّه.
وهو تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/420]
وقال يحيى: فإنّما حساب ذلك الّذي يدعو مع اللّه إلهًا آخر.
{إنّه لا يفلح الكافرون} [المؤمنون: 117] وقال قتادة: يقول: ذلك حساب الكافرين عند اللّه أنّهم لا يفلحون، وهم أهل النّار.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: {فإنّما حسابه عند ربّه} [المؤمنون: 117] أن يدخله النّار.
ثمّ قال: {إنّه لا يفلح الكافرون} [المؤمنون: 117] كلامٌ مستقبلٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/421]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: قول ابن عبّاسٍ والحسن: قوله في القرآن كلّه: {لا برهان له} [المؤمنون: 117] لا حجّة له.
وقول قتادة في القرآن كلّه: {لا برهان له} [المؤمنون: 117] لا بيّنة له.
تمّت السّورة). [تفسير القرآن العظيم: 1/421]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({لا برهان} لا بيان).
[مجاز القرآن: 2/62]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا برهان له به} أي لا حجّة له به ولا دليل). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن يدع مع اللّه إلها آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون}
{فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون} التأويل حسابه عند ربّه فإنه لا يفلح الكافرون والمعنى الذي له عند ربّه أنه لا يفلح - وجائز أنه لا يفلح الكافرون بفتح أنّ،
ويجوز أن يكون (فإنّما حسابه عند ربّه) فيجازيه عليه كما قال:
{ثمّ إنّ علينا حسابهم} ). [معاني القرآن: 4/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به}
قال مجاهد أي لا بينة له به). [معاني القرآن: 4/490]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الرّاحمين} [المؤمنون: 118] يعني وأنت أفضل من يرحم.
وهو تفسير السّدّيّ.
أمر اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بهذا الدّعاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/421]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:13 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) }

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) }

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:48 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:49 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}
قرأ نافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: "قال كم لبثتم"، و"قل إن لبثتم"، وروى البزي عن ابن كثير "قال إن لبثتم" على الخبر، وأدغم أبو عمرو، وحمزة،
[المحرر الوجيز: 6/325]
والكسائي التاء، والباقون لا يدغمونها، فمعنى الأول: إخبار بأن الله يوفقهم للسؤال عن المدة ثم يعلمهم آخرا بلبثهم قليلا، ومعنى الثانية: الأمر لواحد منهم مشار إليه، بمعنى: يقال لأحدهم قل كذا، فإذا قال غير القويم قيل له: قل: إن لبثتم، ومعنى رواية البزي: التوقيف ثم الإخبار، وفي المصاحف "قال" فيهما، إلا في مصحف الكوفة فإن فيه "قل" بغير الألف.
وقوله تعالى: "في الأرض"، قال الطبري: معناه: في الدنيا أحياء، وعن هذا وقع السؤال، ونسوا لفرط هول العذاب حتى قالوا: يوما أو بعض يوم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والغرض من هذا توقيفهم على أن أعمارهم قصيرة، أداهم الكفر فيها إلى عذاب طويل.
وقال جمهور المتأولين: في جوف التراب أمواتا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو الأصوب من حيث أنكروا البعث وكان قولهم: إنهم لا يقومون من التراب، قيل لهم لما قاموا: كم لبثتم؟ وقوله آخرا: {وأنكم إلينا لا ترجعون} يقتضي ما قلناه.
و "عدد" نصب بـ "كم" على التمييز. وقرأ الأعمش: "عددا سنين" بتنوين "عددا"). [المحرر الوجيز: 6/326]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقال مجاهد: أرادوا بـ "العادين" الملائكة، وقال قتادة: أرادوا أهل الحساب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر اللفظ أنهم أرادوا من يتصف بهذه الصفة ولم يعينوا ملائكة ولا غيرها؛ لأن النائم والميت لا يعد الحركة فيقدر له الزمان). [المحرر الوجيز: 6/326]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن لبثتم إلا قليلا} مقصده -على القول بأن المكث في الدنيا- أي قليل القدر في جنب ما تعذبون، وعلى القول بأن المكث في القبور معناه أنه قليل،
[المحرر الوجيز: 6/326]
إذ كل آت قريب، ولكنكم كذبتم به إذ كنتم لا تعلمون؛ إذ لم ترغبوا في العلم والهدى). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "عبثا" معناه: باطلا لغير غاية مرادة، وقرأ الجمهور: "ترجعون" بضم التاء وفتح الجيم، وقرأ حمزة والكسائي: "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم، والمعنى فيها بين). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}
المعنى: فتعالى الله عن مقالتهم في جهته من الصاحبة والولد، ومن حسابهم أنهم لا يرجعون، أي: تنزه الله عن تلك الأمور وتعالى عنها. وقرأ ابن محيصن: "الكريم" بالرفع صفة للرب). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعد جلت قدرته عبدة الأصنام بقوله تبارك وتعالى: {ومن يدع مع الله إلها آخر} الآية، والوعيد قوله: {فإنما حسابه عند ربه}.
و "البرهان": الحجة، وظاهر الكلام أن "من" شرط، وجوابه في قوله: {فإنما حسابه عند ربه}، وقوله: {لا برهان له به في موضع الصفة. وذهب قوم إلى أن الجواب في قوله: "لا برهان"، وهذا هروب من دليل الخطاب من أن يكون ثم داع له برهان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تحفظ مما لا يلزم، ويلحقه حذف الفاء من جواب الشرط وهو غير فصيح، قاله سيبويه. وفي حرف عبد الله: "عند ربك"، وفي حرف أبي: "عند الله"، وروي أن فيه "على الله". ثم حتم وأكد أن الكافر لا يبلغ أمنيته ولا ينجح سعيه. وقرأ الجمهور: "إنه لا يفلح" بكسر الألف، وقرأ الحسن وقتادة: "أنه" بفتحها، والمعنى أنه إذ لا يذكر ولا يفلح يؤخر حسابه وعذابه حتى يلقى ربه. وقرأ الحسن: "يفلح" بفتح الياء واللام). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء في المغفرة والرحمة والذكر له تعالى بأنه خير الراحمين؛ لأن كل راحم فمتصرف على إرادة الله تعالى، وتوفيقه وتقديره لمقدار هذه الرحمة. ورحمته تعالى لا مشاركة لأحد فيها، وأيضا فرحمة كل راحم في أشياء وبأشياء حقيرات بالإضافة إلى المعاني التي تقع فيها رحمة الله تبارك وتعالى من الاستنقاذ من النار، وهيئة نعيم الجنة، وعلى ما في الحديث فرحمة كل راحم مجموعها كلها جزء من مائة من رحمة الله تعالى جلت قدرته؛ إذ بث في العالم واحدة وأمسك عنده تسعة وتسعين.
وقرأ ابن محيصن: "وقل رب اغفر" بضم الباء من "رب"). [المحرر الوجيز: 6/328]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 04:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 04:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112) قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين (113) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون (114) أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم (116)}.
يقول تعالى منبّهًا لهم على ما أضاعوه في عمرهم القصير في الدّنيا من طاعة اللّه تعالى وعبادته وحده، ولو صبروا في مدّة الدّنيا القصيرة لفازوا كما فاز أولياؤه المتّقون، {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين} أي: كم كانت إقامتكم في الدّنيا؟).[تفسير ابن كثير: 5/ 500]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ فاسأل العادّين} أي: الحاسبين). [تفسير ابن كثير: 5/ 500]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال إن لبثتم إلا قليلا} أي: مدّةً يسيرةً على كلّ تقديرٍ {لو أنّكم كنتم تعلمون} أي: لما آثرتم الفاني على الباقي، ولما تصرّفتم لأنفسكم هذا التّصرّف السّيّئ، ولا استحققتم من اللّه سخطه في تلك المدّة اليسيرة، ولو أنّكم صبرتم على طاعة اللّه وعبادته -كما فعل المؤمنون-لفزتم كما فازوا.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن الوزير، حدّثنا الوليد، حدّثنا صفوان، عن أيفع بن عبدٍ الكلاعي؛ أنّه سمعه يخطب النّاس فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: إنّ اللّه إذا أدخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، قال: يا أهل الجنّة، كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. قال: لنعم ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ: رحمتي ورضواني وجنّتي، امكثوا فيها خالدين مخلّدين؟ ثمّ يقول: يا أهل النّار، كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يومٍ. فيقول: بئس ما اتّجرتم في يومٍ أو بعض يومٍ: ناري وسخطي، امكثوا فيها خالدين مخلّدين").[تفسير ابن كثير: 5/ 500]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا} أي: أفظننتم أنّكم مخلوقون عبثًا بلا قصدٍ ولا إرادةٍ منكم ولا حكمةٍ لنا، {وأنّكم إلينا لا ترجعون} أي: لا تعودون في الدّار الآخرة، كما قال: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى} [القيامة: 36]، يعني هملًا). [تفسير ابن كثير: 5/ 500]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فتعالى اللّه الملك الحقّ} أي: تقدّس أن يخلق شيئًا عبثًا، فإنّه الملك الحقّ المنزّه عن ذلك، {لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم}، فذكر العرش؛ لأنّه سقف جميع المخلوقات، ووصفه بأنّه كريمٌ، أي: حسن المنظر بهيّ الشّكل، كما قال تعالى: {فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ} [لقمان: 10].
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا إسحاق بن سليمان -شيخٌ من أهل العراق- أنبأنا شعيب بن صفوان، عن رجلٍ من آل سعيد بن العاص قال: كان آخر خطبةٍ خطب عمر بن عبد العزيز أن حمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّكم لم تخلقوا عبثًا، ولن تتركوا سدًى، وإنّ لكم معادًا ينزل اللّه فيه للحكم بينكم والفصل بينكم، فخاب وخسر من خرج من رحمة اللّه، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألم تعلموا أنّه لا يأمن غدًا إلّا من حذر هذا اليوم وخافه، وباع نافدًا بباقٍ، وقليلًا بكثيرٍ، وخوفًا بأمانٍ، ألا ترون أنّكم من أصلاب الهالكين، وسيكون من بعدكم الباقين، حتّى تردّون إلى خير الوارثين؟ ثمّ إنّكم في كلّ يومٍ تشيّعون غاديًا ورائحًا إلى اللّه عزّ وجلّ، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، حتّى تغيّبوه في صدع من الأرض، في بطن صدعٍ غير ممهّدٍ ولا موسّدٍ، قد فارق الأحباب وباشر التّراب، وواجه الحساب، مرتهن بعمله، غنيٌّ عمّا ترك، فقيرٌ إلى ما قدّم. فاتّقوا اللّه عباد اللّه قبل انقضاء مواثيقه، ونزول الموت بكم ثمّ جعل طرف ردائه على وجهه، فبكى وأبكى من حوله.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا يحيى بن نصرٍ الخولاني، حدّثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي هبيرة عن حنش بن عبد اللّه؛ أنّ رجلًا مصابًا مرّ به عبد اللّه بن مسعودٍ، فقرأ في أذنه هذه الآية: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون * فتعالى اللّه الملك الحقّ}، حتّى ختم السّورة فبرأ، [فذكر ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم]، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بماذا قرأت في أذنه؟ " فأخبره، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، لو أنّ رجلًا موقنا قرأها على جبل لزال".
وروى أبو نعيم من طريق خالد بن نزارٍ، عن سفيان بن عيينة، عن محمّد بن المنكدر، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبيه قال: بعثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سرية، وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا: {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون}، قال: فقرأناها فغنمنا وسلمنا.
وقال ابن أبي حاتمٍ أيضًا: حدّثنا إسحاق بن وهبٍ العلّاف الواسطيّ، حدّثنا أبو المسيّب سلمة بن سلامٍ، حدّثنا بكر بن خنيس، عن نهشل بن سعيدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحم، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "أمانٌ لأمّتي من الغرق إذا ركبوا في السّفن: بسم اللّه الملك الحقّ، {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون} [الزمر: 67]، {بسم اللّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيمٌ} [هود: 41]). [تفسير ابن كثير: 5/ 500-501]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون (117) وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الرّاحمين (118)}.
يقول تعالى متوعّدًا من أشرك به غيره، وعبد معه سواه، ومخبرًا أنّ من أشرك باللّه {لا برهان له} أي: لا دليل له على قوله -فقال: {ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به}، وهذه جملةٌ معترضةٌ، وجواب الشّرط في قوله: {فإنّما حسابه عند ربّه} أي: اللّه يحاسبه على ذلك.
ثمّ أخبر: {إنّه لا يفلح الكافرون} أي: لديه يوم القيامة، لا فلاح لهم ولا نجاة.
قال قتادة: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لرجلٍ: "ما تعبد؟ " قال: أعبد اللّه، وكذا وكذا-حتّى عدّ أصنامًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "فأيّهم إذا أصابك ضرٌّ فدعوته، كشفه عنك؟ ". قال: اللّه عزّ وجلّ. قال: ["فأيّهم إذا كانت لك حاجةٌ فدعوته أعطاكها؟ " قال: اللّه عزّ وجلّ. قال]: "فما يحملك على أن تعبد هؤلاء معه؟ " قال: أردت شكره بعبادة هؤلاء معه أم حسبت أن يغلب عليه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تعلمون ولا يعلمون" قال الرّجل بعد ما أسلم: لقيت رجلًا خصمني.
هذا مرسلٌ من هذا الوجه، وقد روي أبو عيسى التّرمذيّ في جامعه مسندًا عن عمران بن الحصين، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحو ذلك). [تفسير ابن كثير: 5/ 502]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الرّاحمين} هذا إرشادٌ من اللّه إلى هذا الدّعاء، فالغفر -إذا أطلق-معناه محو الذّنب وستره عن النّاس، والرّحمة معناها: أن يسدّده ويوفّقه في الأقوال والأفعال). [تفسير ابن كثير: 5/ 502]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة