تفسير قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرنا عبد الله بن عياش: قال: أبو صخر عن أبي معاوية البجليّ عن سعيد بن جبيرٍ أنّه جاء إليه رجلٌ فسأله، فقال: أرأيتك ابن نوح أمنه، فسبح طويلا، ثم قال: لا إله إلا الله، يحدث الله محمدا: {ونادى نوحٌ ابنه}، وتقول ليس منه، ولكنه خالفه في العمل، فليس منه من لم يؤمن.
قال أبو معاوية: فسألته عن ذلك ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح، فقال: أما امرأة لوط فكانت تدل على الأضياف، وأما امرأة نوح فلا علم لي بها). [الجامع في علوم القرآن: 2/72-73] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري وابن عيينة عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان ابن قتة قال سمعت ابن عباس يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله تعالى فخانتا هما فقال أما أنه ليس بالزنا ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف قال ثم قرأ إنه عمل غير صلح). [تفسير عبد الرزاق: 1/310] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ضرب الله مثلا للذين كفروا قال لم يغن صلاح هذين عن هاتين شيئا وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/303]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ضرب اللّه مثلاً للّذين كفروا امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئًا وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: مثّل اللّه مثلاً للّذين كفروا من النّاس وسائر الخلق امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ، كانتا تحت عبدين من عبادنا، وهما نوحٌ ولوطٌ فخانتاهما.
ذكر أنّ خيانة امرأة نوحٍ زوجها أنّها كانت كافرةً، وكانت تقول للنّاس: إنّه مجنونٌ. وأنّ خيانة امرأة لوطٍ، أنّ لوطًا كان يسرّ الضّيف، وتدلّ عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان ابن قتة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فخانتاهما}. قال: كانت امرأة نوحٍ تقول للنّاس: إنّه مجنونٌ. وكانت امرأة لوطٍ تدلّ على الضّيف.
- حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان ابن قتة، قال: سمعت ابن عبّاسٍ في قوله: {فخانتاهما}. ما زنتا، ثمّ ذكر نحوه.
حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان ابن قتة، قال: كانت خيانة امرأة لوطٍ أنّه كان يسرّ ضيفه، وتدلّ عليهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان ابن قتة، قال: سمعت ابن عبّاسٍ قال في هذه الآية، ذكر امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ {فخانتاهما}. قال: ما زنيا في هذه الآية، أمّا امرأة نوحٍ، فكانت تخبر أنّه مجنونٌ؛ وأمّا خيانة امرأة لوطٍ، فكانت تدلّ على الضّيف.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عامرٍ الهمدانيّ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين}. قال: ما بغت امرأة نبيٍّ قطّ {فخانتاهما}. قال: في الدّين خانتاهما.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ضرب اللّه مثلاً للّذين كفروا امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما}. قال: كانت خيانتهما أنّهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوحٍ تطلع على سرّ نوحٍ، فإذا آمن مع نوحٍ أحدٌ أخبرت الجبابرة من قوم نوحٍ به، فكان ذلك من أمرها؛ وأمّا امرأة لوطٍ فكانت إذا ضاف لوطٌ أحدًا خبّرت به أهل المدينة ممّن يعمل السّوء {فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئًا}.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرٍو أبي سعيدٍ، أنّه سمع عكرمة، يقول في هذه الآية {فخانتاهما}. قال: في الدّين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما}. قال: وكانت خيانتهما أنّهما كانتا مشركتين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك {فخانتاهما} قال: كانتا مخالفتين دين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كافرتين باللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أبو صخرٍ، عن أبي معاوية البجليّ، قال: سألت سعيد بن جبيرٍ: ما كانت خيانة امرأة لوطٍ وامرأة نوحٍ؟ فقال: أمّا امرأة لوطٍ، فإنّها كانت تدلّ على الأضياف؛ وأمّا امرأة نوحٍ فلا علم لي بها.
وقوله: {فلم يغنيا عنهما من اللّه شيئًا}. يقول: فلم يغن نوحٌ ولوطٌ عن امرأتيهما من اللّه لمّا عاقبهما على خيانتهما أزواجهما شيئًا، ولم ينفعهما أن كانت أزواجهما أنبياء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ضرب اللّه مثلاً للّذين كفروا امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ} الآية، هاتان زوجتا نبيّي اللّه لمّا عصتا ربّهما، لم تغن أزواجهما عنهما من اللّه شيئًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {ضرب اللّه مثلاً للّذين كفروا امرأة نوحٍ وامرأة لوطٍ} الآية. قال: يقول اللّه: لم يغن صلاح هذين عن هاتين شيئًا، وامرأة فرعون لم يضرّها كفر فرعون.
وقوله: {وقيل ادخلا النّار مع الدّاخلين}. وقال اللّه لهما يوم القيامة: ادخلا أيّتها المرأتان نار جهنّم مع الدّاخلين فيها). [جامع البيان: 23/111-114]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {فخانتاهما} [التحريم: 10] قال: «ما زنتا أمّا امرأة نوحٍ فكانت تقول للنّاس، إنّه مجنونٌ، وأمّا امرأة لوطٍ فكانت تدلّ على الضّيف فذلك خيانتهما» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فخانتاهما} قال: مازنتا أما خيانة امرأة نوح فكانت تقول للناس: إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتها). [الدر المنثور: 14/593-594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن أشرس الخراساني رضي الله عنه يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما بغت امرأة نبي قط). [الدر المنثور: 14/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {فخانتاهما} قال: كانتا كافرتين مخالفتين ولا ينبغي لامرأة تحت نبي أن تفجر). [الدر المنثور: 14/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما بغت امرأة نبي قط). [الدر المنثور: 14/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {فخانتاهما} قال: في الدين). [الدر المنثور: 14/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: امرأة النّبيّ إذا زنت لم يغفر لها). [الدر المنثور: 14/594]
تفسير قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وضرب اللّه مثلاً للّذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: وضرب اللّه مثلاً للّذين صدّقوا اللّه ووحّدوه، امرأة فرعون الّتي آمنت باللّه ووحّدته، وصدّقت رسوله موسى، وهي تحت عدوٍّ من أعداء اللّه كافرٍ، فلم يضرّها كفر زوجها، إذ كانت مؤمنةً باللّه، وكان من قضاء اللّه في خلقه أن لا تزر وازرةٌ وزر أخرى، وأنّ لكلّ نفسٍ ما كسبت، إذ قالت: ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة، فاستجاب اللّه لها فبنى لها بيتًا في الجنّة.
- كما حدّثني إسماعيل بن حفصٍ الأبلّيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: كانت امرأة فرعون تعذّب بالشّمس، فإذا انصرف عنها أظلّتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، قال: قال سليمان: كانت امرأة فرعون، فذكر نحوه.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن هشامٍ الدّستوائيّ، قال: حدّثنا القاسم بن أبي بزّة، قال: كانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت بربّ موسى وهارون؛ فأرسل إليها فرعون، فقال: انظروا أعظم صخرةٍ تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته؛ فلمّا أتوها رفعت بصرها إلى السّماء، فأبصرت بيتها في السّماء، فمضت على قولها، فانتزع روحها، وألقيت الصّخرة على جسدٍ ليس فيه روحٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وضرب اللّه مثلاً للّذين آمنوا امرأة فرعون} وكان أعتى أهل الأرض على اللّه، وأبعده من اللّه، فواللّه ما ضرّ امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربّها، لتعلموا أنّ اللّه حكمٌ عدلٌ، لا يؤاخذ عبده إلاّ بذنبه.
وقوله: {ونجّني من فرعون وعمله}. وتقول: وأنقذني من عذاب فرعون، ومن أن أعمل عمله، وذلك كفره باللّه.
وقوله: {ونجّني من القوم الظّالمين}. تقول: وأخلصني وأنقذني من عمل القوم الكافرين بك، ومن عذابهم). [جامع البيان: 23/114-116]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان رضي اللّه عنه، قال: «كانت امرأة فرعون تعذّب بالشّمس، فإذا انصرفوا عنها أظلّتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنّة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/538]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل البجليّ، ثنا عفّان بن مسلمٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " لمّا أسري بي مرّت بي رائحةٌ طيبةٌ، فقلت: ما هذه الرّائحة؟ " فقالوا: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقع المشط من يدها، فقالت: بسم اللّه. فقالت ابنته: أبي؟ فقالت: لا، بل ربّي وربّك وربّ أبيك. فقالت: أخبر بذلك أبي، قالت: نعم. فأخبرته فدعا بها وبولدها فقالت: لي إليك حاجةٌ. فقال: ما هي؟ قالت: تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنه جميعًا. فقال: ذلك لك علينا من الحقّ. فأتى بأولادها فألقى واحدًا واحدًا حتّى إذا كان آخر ولدها وكان صبيًّا مرضعًا، فقال: اصبري يا أمّاه فإنّك على الحقّ، ثمّ ألقيت مع ولدها، قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " تكلّم أربعةٌ وهم صغارٌ: هذا وشاهد يوسف، وصاحب جريجٍ وعيسى ابن مريم عليه السّلام «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/538]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو النّضر محمّد بن يوسف الفقيه، ثنا عثمان بن سعيدٍ الدّارميّ، وحدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، ثنا يحيى بن محمّد بن يحيى، قالا: ثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، ثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر اليشكريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: خطّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربع خطوطٍ، ثمّ قال: «أتدرون ما هذا؟» قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: " إنّ أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلدٍ، وفاطمة بنت محمّدٍ، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحمٍ امرأة فرعون مع ما قصّ اللّه علينا من خبرها في القرآن {قالت ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظّالمين} [التحريم: 11] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه بهذا اللّفظ» إنّما اتّفقا على الحديث الّذي:
- حدّثناه أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا يونس بن بكيرٍ، عن هشام بن عروة، وثنا أبو العبّاس السّيّاريّ، ثنا أبو الموجّه، أنبأ صدقة بن محمّدٍ، ثنا سليمان، عن هشام بن عروة، وأخبرني محمّد بن عبد اللّه بن قريشٍ، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن نميرٍ، وأبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالبٍ، عن عمّه عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة» رواه البخاريّ في الصّحيح عن صدقة بن محمّدٍ، ورواه مسلمٌ عن أبي خيثمة وأبي بكر بن أبي شيبة بهذه السّياقة). [المستدرك: 2/539]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا هدبة، وإبراهيم بن الحجّاج، قالا: ثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، فذكر حديثًا. قال:
وبإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: إنّ فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتادٍ في يديها ورجليها، فكان إذا تفرّقوا عنها أطلقتها الملائكة. فقالت: {ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة}، قال: فكشف لها عن بيتها في الجنّة.
صحيحٌ موقوفٌ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ضرب الله مثلا} الآية قال: يقول لن يغني صلاح هذين عن هاتين شيئا وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون والله تعالى أعلم). [الدر المنثور: 14/594]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 11 – 12
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان رضي الله عنه قال: كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى بيتها في الجنة). [الدر المنثور: 14/594-595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى والبيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكانوا إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة عليهم السلام فقالت: {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة} فكشف لها عن بيتها في الجنة). [الدر المنثور: 14/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد وأضجعها على صدرها وجعل على صدرها رحى واستقبل بهما عين الشمس فرفعت رأسها إلى السماء فقالت: {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة} إلى {الظالمين} ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته). [الدر المنثور: 14/595]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن {قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة}). [الدر المنثور: 14/595-596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع في الغرر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ونجني من فرعون وعمله} قال: من جماعه). [الدر المنثور: 14/596]
تفسير قوله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حفص بن ميسرة عن الكرماني أنه قال: في قول الله: {وكانت من القانتين}، قال: ما بين المغرب والعشاء). [الجامع في علوم القرآن: 1/35]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فنفخنا فيه من روحنا قال فنفخنا في جيبها من روحنا). [تفسير عبد الرزاق: 2/303]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله من القانتين قال من المطيعين). [تفسير عبد الرزاق: 2/303]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومريم ابنة عمران الّتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين}.
يقول تعالى ذكره: وضرب اللّه مثلاً للّذين آمنوا مريم ابنة عمران الّتي أحصنت فرجها، يقول: الّتي منعت جيب درعها جبريل عليه السّلام، وكلّ ما كان في الدّرع من خرقٍ أو فتقٍ، فإنّه يسمّى فرجًا، وكذلك كلّ صدعٍ وشقٍّ في حائطٍ، أو فرج سقفٍ، فهو فرجٌ.
وقوله: {فنفخنا فيه من روحنا}. يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها، {من روحنا}. من جبرئيل، وهو الرّوح.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فنفخنا فيه من روحنا}. فنفخنا في جيبها من روحنا.
{وصدّقت بكلمات ربّها}. يقول: وآمنت بعيسى، وهو كلمة اللّه {وكتبه} يعني التّوراة والإنجيل {وكانت من القانتين} يقول: وكانت من القوم المطيعين.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {من القانتين}: من المطيعين). [جامع البيان: 23/116-117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فنفخنا فيه من روحنا} قال: في جيبها وفي قوله: {وكانت من القانتين} قال: من المطيعين). [الدر المنثور: 14/596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {وصدقت بكلمات ربها} بالألف وكتابه واحد). [الدر المنثور: 14/596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى). [الدر المنثور: 14/596]