تفسير قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين}
روى هشيم , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير قال: (أخذ العاص بن وائل عظما حائلا , ففته , فقال : يا محمد , أيحيي الله هذا بعد ذا ؟!.
فقال : ((نعم, يميتك الله, ثم يبعثك, ثم يدخلك نار جهنم)) , فأنزل الله عز وجل: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم} إلى آخر السورة).
قال مجاهد , وقتادة: (نزلت في أبي بن خلف) .
قال أبو جعفر يقال : رم العظم , فهو رميم , ورمام.). [معاني القرآن: 5/518-519]
تفسير قوله تعالى:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميمٌ {78}} [يس: 78] رفاتٌ.
- المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: أتى أبيّ بن خلفٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعظمٍ بالٍ، فقال: أيحيي اللّه هذا وهو رميمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ونسي خلقه} [يس: 78] وقد علم أنّا خلقناه، أي: فكما خلقناه فكذلك نعيده.
- عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " قال اللّه: شتمني عبدي ولم يكن له ليشتمني، وكذّبني ولم يكن له أن يكذّبني، أمّا شتمه إيّاي فقوله إنّ لي ولدًا، وأمّا تكذيبه إيّاي فقوله إنّي لن أعيده كما خلقته "). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وهي رميمٌ }: الرفات.).
[مجاز القرآن: 2/165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهي رميمٌ}: أي: بالية, يقال: رم العظم - إذا بلى - , فهو رميم ورمام, كما يقال: رفات , وفتات.). [تفسير غريب القرآن: 368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله :{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم (78)}
جاء في التفسير : أن أبيّ بن خلف جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم بال, ففركه , ثم ذرّاه، وقال: من يحيي هذا؟!.
فكان جوابه: {قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة}
فابتداء القدرة فيه أبين منها في الإعادة.
ويقال: إن عبد اللّه بن أبي كان : صاحب القصة؛ ويقال: العاص بن وائل.). [معاني القرآن: 4/295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين}
روى هشيم , عن أبي بشر ,عن سعيد بن جبير قال: أخذ لعاص بن وائل عظما حائلا ففته , فقال: يا محمد أيحيي الله هذا بعد ذا ؟!.
فقال: ((نعم , يميتك الله , ثم يبعثك , ثم يدخلك نار جهنم)) , فأنزل الله عز وجل: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه }, قال : {من يحيي العظام وهي رميم} إلى آخر السورة
قال مجاهد , وقتادة: (نزلت في أبي بن خلف).
قال أبو جعفر : يقال: رم العظم , فهو رميم ورمام.). [معاني القرآن: 5/518-519] (م)
تفسير قوله تعالى:{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: فبلغني أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: «يحييك اللّه بعد موتك ثمّ يدخلك النّار» فأنزل اللّه: {قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّةٍ وهو بكلّ خلقٍ عليمٌ} [يس: 79] كقوله: {ألا يعلم من خلق} [الملك: 14]، أي: بلى). [تفسير القرآن العظيم: 2/820]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله :{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم (78)}
جاء في التفسير : أن أبيّ بن خلف جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم بال , ففركه, ثم ذرّاه، وقال: من يحيي هذا؟.
فكان جوابه: {قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة}
فابتداء القدرة فيه أبين منها في الإعادة.
ويقال : إن عبد اللّه بن أبي : كان صاحب القصة؛ ويقال: العاص بن وائل.). [معاني القرآن: 4/295] (م)
تفسير قوله تعالى:{الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الّذي جعل لكم من الشّجر الأخضر نارًا فإذا أنتم منه توقدون} [يس: 80] كلّ عودٍ يزند منه النّار فهو من شجرةٍ خضراء). [تفسير القرآن العظيم: 2/822]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {مّن الشّجر الأخضر...}
ولم يقل: الخضر, وقد قال الله : {متّكئين على رفرفٍ خضرٍ} , ولم يقل: أخضر.
والرفرف ذكر مثل الشجر, والشجر أشدّ اجتماعاً , وأشبه بالواحد من الرفرف؛ ألا ترى اجتماعه كاجتماع العشب , والحصى , والتمر، وأنت تقول: هذا حصىً أبيض , وحصىً أسود؛ لأنّ جمعه أكثر في الكلام من انفراد واحده, ومثله الحنطة السمراء، وهي واحدة في لفظ جمع.
ولو قيل: حنظة سمر كان صواباً
ولو قيل: الشجر الخضر كان صوابا , كما قيل الحنطة السمراء , وقد قال الآخر:
=بهر جاب ما دام الأراك به خضراً
فقال: خضراً , ولم يقل: أخضر, وكلّ صواب, والشجر يؤنّث , ويذكر.
قال الله : {لآكلون من شجرٍ من زقّومٍ فمالئون منها البطون} , فأنّث, وقال : {ومنه شجرٌ فيه تسيمون} , فذكّر , ولم يقل: فيها, وقال: {فإذا أنتم مّنه توقدون} , فذكّر.). [معاني القرآن: 2/382]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({الّذي جعل لكم من الشّجر الأخضر ناراً}: أراد الزنود التي توري بها الأعراب، من شجر المرخ , والعفار.). [تفسير غريب القرآن: 368]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون}
هو المرخ , والعفار , تستعمل الأعراب منه الزنود.). [معاني القرآن: 5/519-520]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا}: أراد شجر المرخ الذي يخرج منه الأعراب النار , وهو زنادهم , وكذلك شجر العفار.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]
تفسير قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أوليس الّذي خلق السّموات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم} [يس: 81] في الآخرة تفسير السّدّيّ.
{بلى وهو الخلاق العليم {81} إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون {82}). [تفسير القرآن العظيم: 2/822]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وأعلمهم أن خلق السّماوات والأرض أبلغ في القدرة، وعلى إحياء الموتى فقال:{أوليس الّذي خلق السّماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلّاق العليم (81)}
وقال في موضع آخر: {لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس} ). [معاني القرآن: 4/295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى}
كما قال سبحانه: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}
و بلى تأتي بعد النفي , ولا يجوز أن يؤتى بنعم , لو قال لك قائل: أما قام زيد , فقلت : نعم , انقلب المعنى , فصار نعم ما قام , فإذا قلت: بلى , صح المعنى .
وهي عند الكوفيين : بل زيدت عليها الياء لأن بل عندهم إيجاب بعد نفي فاختيرت لهذا , وزيدت عليها الياء , لتدل على هذا المعنى, وتخرج من النسق.). [معاني القرآن: 5/520-521]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) }
تفسير قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فسبحان} [يس: 83] ينزّه نفسه عمّا قال المشركون.
{الّذي بيده ملكوت كلّ شيءٍ وإليه ترجعون} [يس: 83] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/821]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ملكوت كلّ شيءٍ}: والملك واحد.).
[مجاز القرآن: 2/165]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقال: ({فسبحان الّذي بيده ملكوت كلّ شيء وإليه ترجعون (83)}
معناه : تنزيه اللّه من السوء, ومن أن يوصف بغير القدرة.
{الذي بيده ملكوت كل شيء}: أي: القدرة على كل شيء.
{وإليه ترجعون}:وترجعون, أي: هو يبعثكم بعد موتكم.). [معاني القرآن: 4/296]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون}
أي : تنزيها للذي بيده ملك كل شيء ,وخزائنه , فهو يقدر على إحياء الموتى , وما يريد .
{وإليه ترجعون}: أي: تردون , وتصيرون بعد مماتكم.). [معاني القرآن: 5/521]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْء}: أي: ملك كل شيء.). [ياقوتة الصراط: 423]