العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة إبراهيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1439هـ/8-08-2018م, 09:15 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ (47) يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار (48)}
يقول تعالى مقرّرًا لوعده ومؤكّدًا: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله} أي: من نصرتهم في الحياة الدّنيا ويوم يقوم الأشهاد.
ثمّ أخبر أنّه ذو عزّةٍ لا يمتنع عليه شيءٌ أراده، ولا يغالب، وذو انتقامٍ ممّن كفر به وجحده {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} [الطّور: 11]؛ ولهذا قال: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات} أي: وعده هذا حاصلٌ يوم تبدّل الأرض غير الأرض، وهي هذه على غير الصّفة المألوفة المعروفة، كما جاء في الصّحيحين، من حديث أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يحشر النّاس يوم القيامة على أرضٍ بيضاء عفراء، كقرصة النّقيّ، ليس فيها معلمٌ لأحدٍ".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن أبي عديٍّ، عن داود، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة أنّها قالت: أنا أوّل النّاس سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات وبرزوا للّه الواحد القهّار} قالت: قلت: أين النّاس يومئذٍ يا رسول اللّه؟ قال: "على الصّراط".
رواه مسلمٌ منفردًا به دون البخاريّ، والتّرمذيّ، وابن ماجه، من حديث داود بن أبي هندٍ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
ورواه أحمد أيضًا، عن عفّان، عن وهيبٍ عن داود، عن الشّعبيّ، عنها ولم يذكر مسروقًا.
وقال قتادة، عن حسّان بن بلالٍ المزنيّ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قول اللّه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات} قال: قالت يا رسول اللّه، فأين النّاس يومئذٍ؟ قال: "لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمّتي، ذاك أنّ النّاس على جسر جهنّم .
وروى الإمام أحمد، من حديث حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، حدّثتني عائشة أنّها سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قوله تعالى: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} [الزمر: 67]، فأين النّاس يومئذٍ يا رسول اللّه؟ قال: "هم على متن جهنّم".
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا الحسن، حدّثنا عليّ بن الجعد، أخبرني القاسم، سمعت الحسن قال: قالت عائشة: يا رسول اللّه، {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} فأين النّاس يومئذٍ؟ قال: "إنّ هذا شيءٌ ما سألني عنه أحدٌ"، قال: "على الصّراط يا عائشة".
ورواه أحمد، عن عفّان عن القاسم بن الفضل، عن الحسن، به.
وقال الإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه: حدّثني الحسن بن عليٍّ الحلوانيّ، حدّثنا أبو توبة الرّبيع بن نافعٍ، حدّثنا معاوية بن سلّامٍ، عن زيدٍ -يعني: أخاه -أنّه سمع أبا سلّامٍ، حدّثني أبو أسماء الرّحبي؛ أنّ ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثه قال: كنت قائمًا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاءه حبر من أحبار اليهود، فقال: السّلام عليك يا محمّد. فدفعته دفعةً كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول اللّه؟! فقال اليهوديّ: إنّما ندعوه باسمه الّذي سمّاه به أهله! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اسمي محمّدٌ الّذي سمّاني به أهلي". فقال اليهوديّ: جئت أسألك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أينفعك شيءٌ إن حدّثتك؟ " فقال: أسمع بأذنيّ. فنكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعودٍ معه، فقال: "سل". فقال اليهوديّ: أين يكون النّاس يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هم في الظّلمة دون الجسر" قال: فمن أوّل النّاس إجازةً؟ قال: فقال: " [فقراء] المهاجرين". قال اليهوديّ: فما تحفتهم حين يدخلون الجنّة؟ قال: "زيادة كبد النّون" قال: فما غذاؤهم في أثرها؟ قال: "ينحر لهم ثور الجنّة الّذي كان يأكل من أطرافها". قال: فما شرابهم عليه؟ قال: "من عينٍ فيها تسمّى سلسبيلًا". قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيءٍ لا يعلمه أحدٌ من أهل الأرض إلّا نبيٌّ أو رجلٌ أو رجلان؟ قال: "أينفعك إن حدّثتك؟ " قال: أسمع بأذنيّ. قال: جئت أسألك عن الولد. قال: "ماء الرّجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا منيّ الرّجل منيّ المرأة أذكرا بإذن اللّه -تعالى -وإذا علا منيّ المرأة منيّ الرّجل أنّثا بإذن اللّه" قال اليهوديّ: لقد صدقت، وإنّك لنبيٌّ. ثمّ انصرف، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقد سألني هذا عن الّذي سألني عنه، وما لي علمٌ بشيءٍ منه، حتّى أتاني اللّه به".
[و] قال أبو جعفرٍ بن جريرٍ الطّبريّ: حدّثني ابن عوفٍ، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا سعيد بن ثوبان الكلاعي، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، قال: أتى النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حبر من اليهود فقال: أرأيت إذ يقول اللّه في كتابه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات} فأين الخلق عند ذلك؟ فقال: "أضياف اللّه، فلن يعجزهم ما لديه".
ورواه ابن أبي حاتمٍ، من حديث أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، به.
وقال شعبة: أخبرنا أبو إسحاق، سمعت عمرو بن ميمونٍ -وربّما قال: قال عبد اللّه، وربّما لم يقل -فقلت له: عن عبد اللّه؟ فقال: سمعت عمرو بن ميمونٍ يقول: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: أرضٌ كالفضّة البيضاء نقيّةٌ، لم يسفك فيها دمٌ، ولم يعمل عليها خطيئةٌ، ينفذهم البصر، ويسمعهم الدّاعي، حفاةً عراةً كما خلقوا. قال: أراه قال: قيامًا حتّى يلجمهم العرق.
وروي من وجهٍ آخر عن شعبة عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن ابن مسعودٍ، بنحوه. وكذا رواه عاصمٌ، عن زرٍّ، عن ابن مسعودٍ، به.
وقال سفيان الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، لم يخبر به. أورد ذلك كلّه ابن جريرٍ.
وقد قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عقيل، حدّثنا سهل بن حمّادٍ أبو عتّابٍ، حدّثنا جرير بن أيّوب، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قول اللّه، عزّ وجلّ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: "أرضٌ بيضاء لم يسقط عليها دمٌ ولم يعمل عليها خطيئةٌ". ثمّ قال: لا نعلم رفعه إلّا جرير بن أيّوب، وليس بالقويّ.
ثمّ قال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدثا معاوية بن هشامٍ، عن سنانٍ عن جابرٍ الجعفي، عن أبي جبيرة عن زيدٍ قال: أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اليهود فقال: "هل تدرون لم أرسلت إليهم؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "أرسلت إليهم أسألهم عن قول اللّه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} إنّها تكون يومئذٍ بيضاء مثل الفضّة". فلمّا جاءوا سألهم فقالوا: تكون بيضاء مثل النّقي.
وهكذا روى عن عليٍّ، وابن عبّاسٍ، وأنس بن مالكٍ، ومجاهد بن جبير: أنّها تبدّل يوم القيامة بأرضٍ من فضّةٍ.
وعن عليٍّ، رضي اللّه عنه، أنّه قال: تصير الأرض فضة، والسموات ذهبا.
وقال الرّبيع: عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قال: تصير السّموات جنانًا.
وقال أبو معشر، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، أو عن محمّد بن قيسٍ في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: [تبدّل] خبزةً يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم.
وكذا روى وكيع، عن عمر بن بشيرٍ الهمدانيّ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: تبدّل خبزةً بيضاء، يأكل المؤمن من تحت قدميه.
وقال الأعمش، عن خيثمة قال: قال عبد اللّه -هو ابن مسعودٍ-: الأرض كلّها يوم القيامة نارٌ، والجنّة من ورائها ترى كواعبها وأكوابها، ويلجم النّاس العرق، أو يبلغ منهم العرق، ولم يبلغوا الحساب.
وقال الأعمش أيضًا، عن المنهال بن عمرٍو، عن قيس بن السّكن قال: قال عبد اللّه: الأرض كلّها نارٌ يوم القيامة، [و] الجنّة من ورائها، ترى أكوابها وكواعبها، والّذي نفس عبد اللّه بيده، إنّ الرّجل ليفيض عرقًا حتّى ترسخ في الأرض قدمه، ثمّ يرتفع حتّى يبلغ أنفه، وما مسّه الحساب. قالوا ممّ ذاك يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: ممّا يرى النّاس يلقون.
وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن كعبٍ في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات} قال: تصير السّموات جنانًا، ويصير مكان البحر نارًا، وتبدّل الأرض غيرها.
وفي الحديث الّذي رواه أبو داود: "لا يركب البحر إلّا غازٍ أو حاجٌّ أو معتمرٌ، فإنّ تحت البحر نارًا -أو: تحت النّار بحرًا".
وفي حديث الصّور المشهور المرويّ عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات، فيبسطها ويمدّها مدّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثمّ يزجر اللّه الخلق زجرةً، فإذا هم في هذه المبدلة".
وقوله: {وبرزوا للّه} أي: خرجت الخلائق جميعها من قبورهم لله {الواحد القهّار} أي: الذي قهر كلّ شيءٍ وغلبه، ودانت له الرّقاب، وخضعت له الألباب). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 518-522]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وترى المجرمين يومئذٍ مقرّنين في الأصفاد (49) سرابيلهم من قطرانٍ وتغشى وجوههم النّار (50) ليجزي اللّه كلّ نفسٍ ما كسبت إنّ اللّه سريع الحساب (51)}
يقول تعالى: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات} وتبرز الخلائق لديّانها، ترى يا محمّد يومئذٍ المجرمين، وهم الّذين أجرموا بكفرهم وفسادهم، {مقرّنين} أي: بعضهم إلى بعضٍ، قد جمع بين النّظراء أو الأشكال منهم، كلّ صنفٍ إلى صنفٍ، كما قال تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} [الصّافّات: 22]، وقال: {وإذا النّفوس زوّجت} [التّكوير: 7]، وقال: {وإذا ألقوا منها مكانًا ضيّقًا مقرّنين دعوا هنالك ثبورًا} [الفرقان: 13]، وقال: {والشّياطين كلّ بنّاءٍ وغوّاصٍ وآخرين مقرّنين في الأصفاد} [ص: 37، 38].
والأصفاد: هي القيود، قاله ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبيرٍ، والأعمش، وعبد الرّحمن بن زيدٍ. وهو مشهورٌ في اللّغة، قال عمرو بن كلثومٍ:
فآبوا بالثّياب وبالسّبايا وأبنا بالملوك مصفّدينا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 522]

تفسير قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {سرابيلهم من قطرانٍ} أي: ثيابهم الّتي يلبسونها عليهم من قطرانٍ، وهو الّذي تهنأ به الإبل، أي: تطلى، قاله قتادة. وهو ألصق شيءٍ بالنّار.
ويقال فيه: "قطران"، بفتح القاف وكسر الطّاء، وبفتح القاف وتسكين الطّاء، وبكسر القاف وتسكين الطّاء، ومنه قول أبي النّجم.
كأنّ قطرانًا إذا تلاها = ترمي به الرّيح إلى مجراها
وكان ابن عبّاسٍ يقول: القطران هو: النّحاس المذاب، وربّما قرأها: "سرابيلهم من قطران" أي: من نحاسٍ حارٍّ قد انتهى حرّه. وكذا روي عن مجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة.
وقوله: {وتغشى وجوههم النّار} كقوله: {تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون} [المؤمنون: 104].
وقال الإمام أحمد، رحمه اللّه: حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنبأنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيدٍ، عن أبي سلّامٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أربعٌ من أمر الجاهليّة لا يتركن الفخر بالأحساب، والطّعن في الأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنّياحة، والنّائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربالٌ من قطرانٍ، ودرع من جرب". انفرد بإخراجه مسلمٌ.
وفي حديث القاسم، عن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "النّائحة إذا لم تتب، توقف في طريقٍ بين الجنّة والنّار، وسرابيلها من قطرانٍ، وتغشى وجهها النّار"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 522-523]

تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ليجزي اللّه} أي: يوم القيامة، كما قال: {ليجزي الّذين أساءوا بما عملوا ويجزي الّذين أحسنوا بالحسنى} [النّجم: 31].
{إنّ اللّه سريع الحساب} يحتمل أن يكون كقوله تعالى: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون} ويحتمل أنّه في حال محاسبته لعبده سريع النّجاز؛ لأنّه يعلم كلّ شيءٍ، ولا يخفى عليه خافيةٌ، وإنّ جميع الخلق بالنّسبة إلى قدرته كالواحد منهم، كقوله تعالى: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفسٍ واحدةٍ} [لقمان: 28]، وهذا معنى قول مجاهدٍ: {سريع الحساب} [إحصاءً].
ويحتمل أن يكون المعنيان مرادين، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 523]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا بلاغٌ للنّاس ولينذروا به وليعلموا أنّما هو إلهٌ واحدٌ وليذّكّر أولو الألباب (52)}
يقول تعالى: هذا القرآن بلاغٌ للنّاس، كقوله: {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، أي: هو بلاغٌ لجميع الخلق من إنسٍ وجانٍّ، كما قال في أوّل السّورة: {الر كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم}
{ولينذروا به} أي: ليتّعظوا به، {وليعلموا أنّما هو إلهٌ واحدٌ} أي: يستدلّوا بما فيه من الحجج والدّلالات على أنّه لا إله إلّا هو {وليذّكّر أولو الألباب} أي: ذوو العقول). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 523]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة