عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 12:08 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}


تفسير قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره...}
ما عظّموه حقّ تعظيمه. وقوله: {تجعلونه قراطيس} يقول: كيف قلتم: لم ينزل الله على بشر من شيء وقد أنزلت التوراة على موسى {تجعلونه قراطيس} والقرطاس في هذا الموضع صحيفة. وكذلك قوله: {ولو نزّلنا عليك كتاباً في قرطاسٍ} يعني: في صحيفة.
{تبدونها وتخفون كثيراً} يقول: تبدون ما تحبون، وتكتمون صفة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {قل اللّه ثمّ ذرهم في خوضهم يلعبون} أمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول {قل اللّه} أي: أنزله الله عليكم. وإن شئت قلت: قل (هو) الله. وقد يكون قوله: {قل اللّه} جوابا لقوله: {من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى}، {قل اللّه} أنزله. وإنما اخترت رفع {اللّه} بغير الجواب لأن الله تبارك وتعالى الذي أمر محمدا صلى الله عليه وسلم أن يسألهم: {من أنزل الكتاب} وليست بمسألة منهم فيجابوا، ولكنه جاز لأنه استفهام، والاستفهام يكون له جواب.
وقوله: {ثمّ ذرهم في خوضهم يلعبون} لو كانت جزما لكان صوابا؛ كما قال {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا} ). [معاني القرآن: 1/ 343]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وما قدروا الله حقّ قدره} أي ما عرفوا الله حقّ معرفته). [مجاز القرآن: 1/ 200]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا} بالتاء.
أبو عمرو {يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 519]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {وما قدروا الله حق قدره} و"قدره" لغة؛ وكان ابن عباس يقول: {وما قدروا الله حق قدره} أي ما عظموه حق عظمته.
وقالوا: قد قدر القوم أمرهم، يقدرونه قدرًا؛ وقدرت الشيء بالشيء، أقدره قدرًا، وقدرت على الأمر، قدرة وقدارة؛ وقد ذكرنا ك لما فيها في سورة البقرة.
[معاني القرآن لقطرب: 545]
ويقال: احمل قدر ما تطيق، وقدر ما تطيق). [معاني القرآن لقطرب: 546]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ما قدروا الله حق قدره}: ما عرفوا الله حق معرفته). [غريب القرآن وتفسيره: 139]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما قدروا اللّه حقّ قدره} أي ما وصفوه حقّ صفته، ولا عرفوه حقّ معرفته. يقال: قدرت الشيء وقدّرته. وقدرت فيك كذا وكذا، وقدرته). [تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره إذ قالوا ما أنزل اللّه على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى نورا وهدى للنّاس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلّمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل اللّه ثمّ ذرهم في خوضهم يلعبون}
معناه ما عظّموا اللّه حق عظمته إذ جحدوا تنزيله، وذلك أن جماعة من اليهود -من منافقيهم- جاءوا وهم يعاندون النبي -صلى الله عليه وسلم- يجادلونه ويصدّون عنه.
وكان سمتهم سمة الأحبار، وكانوا يتنعّمون ولا يتعبدون، فأعلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن في التوراة أن الله جلّ وعزّ لا يحب الحبر السّمين، فجحدوا التوراة، وقالوا: {ما أنزل اللّه على بشر من شيء}، فقال الله عزّ وجل: {قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى نورا وهدى للنّاس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا} يظهرون ما يحبون من ذلك ويخفون كثيرا.
{وعلّمتم ما لم تعلموا} أي علّمتم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم {ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل اللّه ثمّ ذرهم في خوضهم يلعبون}.
يقال لكل من كان في عمل لا يجدي إنما أنت لاعب). [معاني القرآن: 2/ 270-271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وما قدروا الله حق قدره} قال أبو عبيدة أي ما عرفوا الله حق معرفته هذا قول حسن لأن معنى قدرت الشيء وقدّرتُه عرفت مقداره ويدل عليه قوله جل وعلا: {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} أي لم يعرفوه حق معرفته إذ أنكروا أن يرسل رسولا وقال غير أبي عبيدة المعنى وما عظموا الله حق عظمته ومن هذا لفلان قدر
والمعنيان متقاربان ويروى أن هذا نزل في بعض اليهود ممن كان يظهر العبادة ويتنعم في السر فقيل له إن في الكتاب أن الله لا يحب الحبر السمين فقال {ما أنزل الله على بشر من شيء}). [معاني القرآن: 2/ 456-457]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} أي ما عرفوه حق معرفته، ولا وصفوه حق صفته). [تفسير المشكل من غريب القرآن:77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا قَدَرُواْ اللّهَ}: ما عرفوا الله
{حق قدره}: حق معرفته). [العمدة في غريب القرآن: 128]

تفسير قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولتنذر أمّ القرى...}
يقال في التفسير: إنّ أمّ القرى مكّة.
وقوله: {والّذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به} الهاء تكون لمحمد صلى الله عليه وسلم وللتنزيل). [معاني القرآن: 1/ 344]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مّصدّق الّذي بين يديه ولتنذر أمّ القرى ومن حولها والّذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون}
وقال: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مّصدّق الّذي} رفع على الصفة، ويجعل نصبا حالا لـ{أنزلناه}). [معاني القرآن: 1/ 245]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (القراء {ولتنذر أم القرى}.
عاصم {ولينذر أم القرى} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 519]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {ولتنذر أم القرى}، وكان قتادة يقول: مكة؛ لأن الأرض منها دحيت دحيا؛ وقد ذكرناها في صدر الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 546]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أمّ القرى}: مكة لأنها أقدمها). [تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدّق الّذي بين يديه ولتنذر أمّ القرى ومن حولها والّذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون}
{ولتنذر أمّ القرى ومن حولها} تقرأ بالتاء والياء جميعا في لتنذر المعنى أنزلناه للبركة والإنذار.
ومعنى {أم القرى} أي أهل أم القرى، و {من حولها} عطف عليهم.
وأمّ القرى مكة سميت أمّ القرى لأنها كانت أعظم القرى شأنا). [معاني القرآن: 2/ 271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولتنذر أم القرى ومن حولها} المعنى ولتنذر أهل أم القرى قال قتادة:كنا نتحدث أنها مكة؛ لأن الأرض منها دحيت.
وقيل: إنما سميت أم القرى؛ لأنها تقصد من كل قرية). [معاني القرآن: 2/ 457-458]


رد مع اقتباس