عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 ذو القعدة 1442هـ/11-06-2021م, 01:21 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

1. أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي(ت:13هـ) رضي الله عنه:
أفضل الصحابة قدراً، وأعلاهم منزلة، وأطولهم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأسبقهم إلى الخير والفضل، وقد نزل في شأنه آيات من القرآن، ونوّه الله بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فيه وبمعيّة الله له معيّة خاصة؛ كما في قول الله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
روى ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين خطب قال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟!
قال رجل: أنا، قال: اقرأ، فلما بلغ {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} بكى أبو بكر، وقال: (أنا والله صاحبه). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
- وكان أبو بكر رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه، ومن دلائل تقدّم أبي بكر رضي الله عنه في فهم فحوى الخطاب وفنونه ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله»
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله.
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر»
- قال ابن القيم رحمه الله: (كان أبو بكر الصديق أفهم الأمة لكلام الله ورسوله، ولهذا لما أشكل على عمر مع قوة فهمه قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "إنكم تأتونه وتطوفون به" فأورده عليه عام الحديبية؛ فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به").
وهو أوّل من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة.
- قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله). رواه ابن أبي داوود.
- وكان أبو بكر من أعلم الصحابة بالتفسير، وربما سأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم، وقد تقدم بعض الآثار عنه في ذلك.
وفضائله كثيرة، ألّفت فيها مؤلفات.
- عن مجاهد بن وردان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة فتمثلت بهذا البيت
من لا يزال دمعه مقنعا ... يوشك أن يكون مرة مدّفعا
فقال: يا بنية لا تقولي هكذا، ولكن قولي: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}.
ثم قال: في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقلت: في ثلاثة أثواب.
فقال: (كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا؛ فإن الحيَّ أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهلة). رواه ابن حبان وأصله في صحيح البخاري، ورواه جماعة من أهل الحديث واختلفوا في ضبط البيت وهذا أشبه بالصواب.

وقد توفي رضي الله عنه يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13هـ.
- وقد روى عنه جماعة من كبار الصحابة وشبابهم فروى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعائشة وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس وجماعة.
لكن الرواية المحفوظة عنه قليلة لقصر مدة خلافته وتقدّم سنة وفاته، واشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين.


[ لترجمته بقية ]


رد مع اقتباس