عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 05:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ قال ربّك للملائكة إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ (71) فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (74) قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ (76) قال فاخرج منها فإنّك رجيمٌ (77) وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدّين (78) قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنّك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81) قال فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحقّ والحقّ أقول (84) لأملأنّ جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين (85)}
هذه القصّة ذكرها اللّه، تعالى في سورة "البقرة" وفي أوّل "الأعراف" وفي سورة "الحجر" و [في] سبحان" و "الكهف"، وهاهنا وهي أنّ اللّه سبحانه أعلم الملائكة قبل خلق آدم عليه السّلام بأنّه سيخلق بشرًا من صلصالٍ من حمأٍ مسنونٍ وتقدّم إليهم بالأمر متى فرغ من خلقه وتسويته فليسجدوا له إكرامًا وإعظامًا واحترامًا وامتثالًا لأمر اللّه عزّ وجلّ. فامتثل الملائكة كلّهم ذلك سوى إبليس ولم يكن منهم جنسًا كان من الجنّ فخانه طبعه وجبلّته أحوج ما كان إليه فاستنكف عن السّجود لآدم وخاصم ربّه عزّ وجلّ فيه وادّعى أنه خير من آدم فإنه مخلوق من نارٍ وآدم خلق من طينٍ والنّار خيرٌ من الطّين في زعمه. وقد أخطأ في ذلك وخالف أمر اللّه، وكفر بذلك فأبعده اللّه وأرغم أنفه وطرده عن باب رحمته ومحلّ أنسه وحضرة قدسه، وسمّاه "إبليس" إعلامًا له بأنّه قد أبلس من الرّحمة، وأنزله من السّماء مذمومًا مدحورًا إلى الأرض، فسأل اللّه النّظرة إلى يوم البعث فأنظره الحليم الّذي لا يعجل على من عصاه. فلمّا أمن الهلاك إلى يوم القيامة تمرّد وطغى وقال: {لأغوينّهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين} كما قال: {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62] وهؤلاء هم المستثنون في الآية الأخرى وهي قوله تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65]). [تفسير ابن كثير: 7/ 81-82]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قال فالحقّ والحقّ أقول لأملأنّ جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين} قرأ ذلك جماعةٌ منهم مجاهدٌ برفع "الحقّ" الأولى وفسّره مجاهدٌ بأنّ معناه: أنا الحقّ، والحقّ أقول وفي روايةٍ عنه: الحقّ منّي، وأقول الحقّ.
وقرأ آخرون بنصبهما.
قال السّدّيّ: هو قسمٌ أقسم اللّه به.
قلت: وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى: {ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهنّم من الجنّة والنّاس أجمعين} [السّجدة: 13] وكقوله تعالى: {قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفورًا} [الإسراء: 63] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 82]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل ما أسألكم عليه من أجرٍ وما أنا من المتكلّفين (86) إن هو إلا ذكرٌ للعالمين (87) ولتعلمنّ نبأه بعد حينٍ (88)}
يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: ما أسألكم على هذا البلاغ وهذا النّصح أجرًا تعطونيه من عرض الحياة الدّنيا {وما أنا من المتكلّفين} أي: وما أزيد على ما أرسلني اللّه به، ولا أبتغي زيادةً عليه بل ما أمرت به أدّيته لا أزيد عليه ولا أنقص منه وإنّما أبتغي بذلك وجه اللّه عزّ وجلّ والدّار الآخرة.
قال سفيان الثّوريّ عن الأعمش ومنصورٍ عن أبي الضّحى عن مسروقٍ قال: أتينا عبد اللّه بن مسعودٍ قال: يا أيّها النّاس من علم شيئًا فليقل به ومن لا يعلم فليقل: اللّه أعلم فإنّ من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: اللّه أعلم فإنّ اللّه قال لنبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل ما أسألكم عليه من أجرٍ وما أنا من المتكلّفين} أخرجاه من حديث الأعمش به).[تفسير ابن كثير: 7/ 82]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن هو إلا ذكرٌ للعالمين} يعني: القرآن ذكرٌ لجميع المكلّفين من الإنس والجنّ، قاله ابن عبّاسٍ. ورواه ابن أبي حاتمٍ عن أبيه، عن أبي غسّان مالك بن إسماعيل: حدّثنا قيس، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {للعالمين} قال: الجنّ والإنس.
وهذه الآية كقوله تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، [وكقوله] {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17]). [تفسير ابن كثير: 7/ 83]

تفسير قوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولتعلمنّ نبأه} أي: خبره وصدقه {بعد حينٍ} أي: عن قريبٍ. قال قتادة: بعد الموت. وقال عكرمة: يعني يوم القيامة ولا منافاة بين القولين؛ فإنّ من مات فقد دخل في حكم القيامة.
وقال قتادة في قوله تعالى: {ولتعلمنّ نبأه بعد حينٍ} قال الحسن: يا ابن آدم، عند الموت يأتيك الخبر اليقين).[تفسير ابن كثير: 7/ 83]

رد مع اقتباس