عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:34 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى هلوعا قال جزوعا.
قال معمر وقال الحسن هو الشره). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}
- أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن وكيعٍ، عن الأعمش، وأخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا عبثرٌ، حدّثنا الأعمش، عن المسيّب، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ونحن حلقٌ متفرّقون، فقال: «ما لي أراكم عزين؟»، اللّفظ لهنّاد). [السنن الكبرى للنسائي: 10/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا (19) إذا مسّه الشّرّ جزوعًا (20) وإذا مسّه الخير منوعًا (21) إلاّ المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الإنسان الكافر خلق هلوعًا والهلع: شدّة الجزع مع شدّة الحرص والضّجر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: هو الّذي قال اللّه {إذا مسّه الشّرّ جزوعًا (20) وإذا مسّه الخير منوعًا}. ويقال: الهلوع: هو الجزوع الحريص، وهذا في أهل الشّرك.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: شحيحًا جزوعًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عكرمة، {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: ضجورًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {إنّ الإنسان}. يعني: الكافر {خلق هلوعًا}. يقول: هو بخيلٌ منوعٌ للخير، جزوعٌ إذا نزل به البلاء، فهذا الهلوع.
- حدّثنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ، قال: حدّثنا خالد بن الحارث، قال: حدّثنا شعبة، عن حصينٍ، قال يحيى، قال خالدٌ: وسألت شعبة عن قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. فحدّثني شعبة عن حصينٍ أنّه قال: الهلوع: الحريص.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، قال: سألت حصينًا عن هذه الآية: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: حريصًا.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا}. قال: الهلوع: الجزوع.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {خلق هلوعًا}. قال: جزوعًا). [جامع البيان: 23 / 265-267]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل قال سألت الحسن عن قوله عز وجل خلق هلوعا قال اقرأ ما بعدها فقرأت إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا قال هذا الهلوع هكذا خلق الإنسان). [تفسير مجاهد: 2/693-694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 19 - 44
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الهلوع فقال: هو كما قال الله: {إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا} فهو الهلوع.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {إن الإنسان خلق هلوعا} قال: ضجورا جزوعا نزلت في أبي جهل بن هشام قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول:
لا مانعا لليتيم بخلقه = ولا مكبا بخلقه هلعا.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه سئل عن قوله: {إن الإنسان خلق هلوعا} قال: اقرأ ما بعدها فقرأ {إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا} قال: هكذا خلق.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {هلوعا} قال: شحيحا جزوعا.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {هلوعا} قال: الضجر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {هلوعا} قال: جزوعا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {هلوعا} قال: الشره.
وأخرج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن {هلوعا} قال: الحريص.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {هلوعا} قال: الذي لا يشبع من جمع المال.
وأخرج الديلمي عن علي مرفوعا يكتب أنين المريض فإن كان صابرا كان أنينه حسنات وإن كان جزوعا كتب هلوعا لا أجر له). [الدر المنثور: 14 / 693-695]

تفسير قوله تعالى: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذا مسّه الشّر جزوعًا}. يقول: إذا قلّ ماله وناله الفقر والعدم فهو جزوعٌ من ذلك لا صبر له عليه). [جامع البيان: 23 / 267]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وإذا مسّه الخير منوعًا}. يقول: وإذا كثر ماله، ونال الغنى فهو منوعٌ لما في يده، بخيلٌ به، لا ينفقه في طاعة اللّه، ولا يؤدّي حقّ اللّه منه). [جامع البيان: 23 / 267]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن لهيعة، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير حدثه، قال: سألنا عقبة بن عامر الجهني عن قول الله عز وجل: {الذين هم على صلاتهم دائمون} [سورة المعارج:23] أهم الذين يصلون أبدًا؟ قال: لا، ولكنه الذي إذا صلى لم يلتفت عن يمينه، ولا عن شماله، ولا خلفه). [الزهد لابن المبارك: 2/719]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يحيى بن أيّوب عن يزيد بن أبي حبيبٍ أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول: {[الّذين هم على صلاتهم] دائمون}، قال: الصّلوات الخمس). [الجامع في علوم القرآن: 2/3]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته وسئل عن قول الله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}، قال: يداوم عليها ولا يدعها ويداوم على مواقيتها وحدودها). [الجامع في علوم القرآن: 2/155]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون}. يقول: إلاّ الّذين يطيعون اللّه بأداء ما افترض عليهم من الصّلاة، وهم على أداء ذلك مقيمون لا يضيّعون منها شيئًا، فإنّ أولئك غير داخلين في عداد من خلق هلوعًا، وهو مع ذلك بربّه كافرٌ لا يصلّي للّه.
وقيل: عني بقوله: {إلاّ المصلّين}: المؤمنون الّذين كانوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ وقيل عني به كلّ من صلّى الخمس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن ومؤمّلٌ، قالا: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: المكتوبة.
- حدّثني زريق بن السّخت، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، قال: حدّثنا زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: الصّلوات الخمس.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعًا} إلى قوله: {دائمون}. ذكر لنا أنّ دانيال نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يصلّون صلاةً لو صلاّها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو عادٌ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة، فعليكم بالصّلاة فإنّها خلقٌ للمؤمنين حسنٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم {على صلاتهم دائمون}. قال: الصّلاة المكتوبة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: هؤلاء المؤمنون الّذين مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على صلاتهم دائمون.
- قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا حيوة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، أنّه سأل عقبة بن عامرٍ الجهنيّ عن {الّذين هم على صلاتهم دائمون}. قال: هم الّذين إذا صلّوا لم يلتفتوا خلفهم، ولا عن أيمانهم، ولا عن شمائلهم.
- حدّثني العبّاس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، قال: حدّثتني عائشة، زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: خذوا من العمل ما تطيقون، فإنّ اللّه لا يملّ حتّى تملّوا. قالت: وكان أحبّ الأعمال إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما دووم عليه. قال: يقول أبو سلمة: إنّ اللّه يقول: {الّذين هم على صلاتهم دائمون}). [جامع البيان: 23 / 267-269]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} [المعارج: 23].
- عن القاسم والحسن بن سعدٍ قالا: قيل لعبد اللّه: إنّ اللّه - جلّ وعزّ - يكثر ذكر الصّلاة في القرآن، فقال: {الّذين هم على صلاتهم دائمون - والّذين هم على صلواتهم يحافظون} [المؤمنون: 9 -23] قال: ذاك لمواقيتها. قالوا: ما كنّا نراه إلّا تركها. قال: فإنّ تركها الكفر.
رواه الطّبرانيّ، والحسن بن سعدٍ والقاسم لم يسمعا من ابن مسعودٍ). [مجمع الزوائد: 7 / 129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إلا المصلين (22) الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: ذكر لنا أن دانيال نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما أغرقوا أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود ما أخذتهم الصيحة، قال قتادة: فعليكم بالصلاة فإنها خلق من خلق المؤمنين حسن.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: الصلاة المكتوبة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن مسعود رضي الله عنه {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: على مواقيتها.
وأخرج عبد بن حميد عن مسروق رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن عمران بن حصين رضي الله عنه {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: الذي لا يلتفت في صلاته.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه في قوله: {الذين هم على صلاتهم دائمون} قال: هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا.
وأخرج ابن المنذر عن أبي الخير أن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لهم: من الذين هم على صلاتهم دائمون قلنا الذين لا يزالون يصلون فقال: لا ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين ولا شمال.
وأخرج ابن حبان عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا قالت: وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قل وكان إذا صلى صلاة دام عليها، قال أبو سلمة رضي الله عنه: قال الله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}). [الدر المنثور: 14 / 695-696]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ):
(قال ابن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {والذين في أموالهم حقٌ معلومٌ (24) للسائل والمحروم}، وليس ذلك بالزكاة، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة؛ قال زيد: {والقانع} الذي يسأل الناس، والمحروم الذي يصاب زرعه أو حرثه أو نسل ماشيته فيكون له حق على من لم يصبه من المسلمين؛ كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم فقالوا: {بل نحن محرومون}، وقال أيضا: {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون (65) إنا لمغرومون (66) بل نحن محرومون}). [الجامع في علوم القرآن: 1/61-62]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم عن قول الله: {والّذين في أموالهم حقٌ معلومٌ (24) للسّائل والحقروم}، فقالا: المعلوم منسوخةٌ، وكل صدقة في القرآن منسوخةٌ نسختها هذه الآية {إنما الصدقات للفقراء والمساكين}، إلى آخر الآية؛
قالا: والمحروم محارف في الرزق والتجارة). [الجامع في علوم القرآن: 3/86]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني نافع بن يزيد عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن {المحروم}، قال: المحارف). [الجامع في علوم القرآن: 1/117-118]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني نافع بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: {المحروم}، هو المحارف في الرزق والتجارة). [الجامع في علوم القرآن: 1/120] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه قال: بلغنا أن {المحروم} المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافا، ولا يعرفون مكانه يتصدقون عليه.
قال: وقال لي مالك: {المحروم} عندي الفقير الذي يحرم الرزق). [الجامع في علوم القرآن: 2/35] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: {المحروم}، الذي يصاب في ثمره وزرعه). [الجامع في علوم القرآن: 2/160] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {للسائل والمحروم} قال: المحارف). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 63] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {المحروم} قال: المحارف). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 94] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) لّلسّائل والمحروم (25) والّذين يصدّقون بيوم الدّين (26) والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون (27) إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ}.
يقول تعالى ذكره: وإلاّ الّذين في أموالهم حقٌّ مؤقّتٌ، وهو الزّكاة للسّائل الّذي يسأله من ماله، والمحروم الّذي قد حرم الغنى، فهو فقيرٌ لا يسأل.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالحقّ المعلوم الّذي ذكره اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو الزّكاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}. قال: الحقّ المعلوم: الزّكاة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ} قال: الزّكاة المفروضة.
وقال آخرون: بل ذلك حقٌّ سوى الزّكاة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}. يقول: هو سوى الصّدقة يصل بها رحمه، أو يقري بها ضيفًا، أو يحمل بها كلًّا، أو يعين بها محرومًا.
- حدّثني ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، عن شعبة، عن أبي يونس، عن رباح بن عبيدة، عن قزعة، أنّ ابن عمر، سئل عن قوله: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم} أهي الزّكاة؟ فقال: إنّ عليك حقوقًا سوى ذلك.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، قال: حدّثنا بيانٌ، عن الشّعبيّ، قال: إنّ في المال حقًّا سوى الزّكاة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: في المال حقٌّ سوى الزّكاة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ}. قال: سوى الزّكاة.
وأجمعوا على أنّ السّائل هو الّذي وصفت صفته.
واختلفوا أيضًا في معنى المحروم في هذا الموضع، نحو اختلافهم فيه في الذّاريات؛ وقد ذكرنا ما قالوا فيه هنالك، ودلّلنا على الصّحيح منه عندنا، غير أن نذكر بعض ما لم نذكر من الأخبار هنالك.
ذكر من قال: هو المحارف:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا الحجّاج، عن الوليد بن العيزار، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: المحروم: هو المحارف.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: المحروم: المحارف.
- حدّثنا سهل بن موسى الرّازيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: السّائل والمحروم المحارف الّذي ليس له في الإسلام نصيبٌ.
- قال حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: المحروم المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل الّذي يسأل، والمحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق يحدّث عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال في هذه الآية {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قوله: {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثني محمّد بن عمر بن عليٍّ المقدّميّ، قال: حدّثنا قريش بن أنسٍ، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب: المحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن بشّارٍ وابن المثنّى، قالا: حدّثنا قريشٌ، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، مثله.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، قال: سألت سعيد بن جبيرٍ عن المحروم، فلم يقل فيه شيئًا؛ قال: وقال عطاءٌ: هو المحدود المحارف.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: السّائل: الّذي يسأل النّاس، والمحروم: الّذي لا سهم له في الإسلام، وهو محارفٌ من النّاس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: المحروم: الّذي لا يهدى له شيءٌ وهو محارفٌ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: المحروم: هو المحارف الّذي يطلب الدّنيا وتدبر عنه، فلا يسأل النّاس.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: في المحروم: هو المحارف الّذي ليس له أحدٌ يعطف عليه، أو يعطيه شيئًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: المحروم: الّذي لا فيء له في الإسلام، وهو محارفٌ في النّاس.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أيّوب، عن نافعٍ: المحروم: هو المحارف.
وقال آخرون: هو الّذي لا سهم له في الغنيمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، أنّ ناسًا قدموا على عليٍّ رضي اللّه عنه الكوفة بعد وقعة الجمل، فقال: اقسموا لهم، وقال: هذا المحروم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قال: المحروم: المحارف الّذي ليس له في الغنيمة شيءٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ الجدليّ، عن الحسن بن محمّد ابن الحنفيّة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث سريّةً، فغنموا، وفتح عليهم، فجاء قومٌ لم يشهدوا، فنزلت: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}. يعني: هؤلاء.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمّدٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث سريّةً، فغنموا، فجاء قومٌ لم يشهدوا الغنائم، فنزلت: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يحيى بن أبي زائدة، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ الجدليّ، عن الحسن بن محمّدٍ، قال: بعثت سريّةٌ فغنموا، ثمّ جاء قومٌ من بعدهم، قال: فنزلت {للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمّد أنّ قومًا في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصابوا غنيمةً، فجاء قومٌ بعد، فنزلت: {في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم}.
وقال آخرون: هو الّذي لا ينمي له مالٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ، قال: سألت عكرمة عن السّائل والمحروم، قال: السّائل: الّذي يسألك، والمحروم: الّذي لا ينمي له مالٌ.
وقال آخرون: هو الّذي قد اجتيح ماله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا وهب بن جريرٍ، قال: أخبرنا شعبة، عن عاصمٍ، عن أبي قلابة، قال: جاء سيلٌ باليمامة، فذهب بمال رجلٍ، فقال رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا المحروم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والمحروم} قال: المحروم: المصاب ثمره وزرعه، وقرأ: {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه} حتّى بلغ {محرومون}. وقال أصحاب الجنّة: {إنّا لضالّون بل نحن محرومون}.
- وقال الشّعبيّ ما: حدّثني به يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن عونٍ، قال: قال الشّعبيّ: أعياني أن أعلم ما المحروم؟.
- وقال قتادة ما: حدّثني به ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {للسّائل والمحروم}. قال: السّائل: الّذي يسأل بكفّه، والمحروم: المتعفّف، ولكليهما عليك حقٌّ يا ابن آدم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {للسّائل والمحروم} وهو سائلٌ يسألك في كفّه، وفقيرٌ متعفّفٌ لا يسأل النّاس، ولكليهما عليك حقٌّ). [جامع البيان: 23 / 269-275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله: {والذين في أموالهم حق معلوم} قال: كانوا إذا خرجت الأعطية أعطوا منها). [الدر المنثور: 14 / 696]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والّذين يصدّقون بيوم الدّين}. يقول: وإلاّ الّذين يقرّون بالبعث يوم البعث والمجازاة). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون}. يقول: والّذين هم في الدّنيا من عذاب ربّهم وجلون أن يعذّبهم في الآخرة، فهم من خشية ذلك لا يضيّعون له فرضًا، ولا يتعدّون له حدًّا). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ}: أن ينال من عصاه وخالف أمره). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين هم لفروجهم حافظون}. يعني: أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرّم اللّه عليهم وضعها فيه. إلاّ أنّهم غير ملومين في ترك حفظها على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من إمائهم.
وقيل: {لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم} ولم يتقدّم ذلك جحدٌ لدلالة قوله: {فإنّهم غير ملومين} على أنّ في الكلام معنى جحدٍ، وذلك كقول القائل: اعمل ما بدا لك إلاّ على ارتكاب المعصية، فإنّك معاقبٌ عليه، ومعناه: اعمل ما بدا لك إلاّ أنّك معاقبٌ على ارتكاب المعصية). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين هم لفروجهم حافظون}. يعني: أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرّم اللّه عليهم وضعها فيه. إلاّ أنّهم غير ملومين في ترك حفظها على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من إمائهم.
وقيل: {لفروجهم حافظون (29) إلاّ على أزواجهم} ولم يتقدّم ذلك جحدٌ لدلالة قوله: {فإنّهم غير ملومين} على أنّ في الكلام معنى جحدٍ، وذلك كقول القائل: اعمل ما بدا لك إلاّ على ارتكاب المعصية، فإنّك معاقبٌ عليه، ومعناه: اعمل ما بدا لك إلاّ أنّك معاقبٌ على ارتكاب المعصية). [جامع البيان: 23 / 276] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}. فمن التمس لفرجه منكحًا سوى زوجته، أو ملك يمينه، ففاعلو ذلك هم العادون، الّذي عدوا ما أحلّ اللّه لهم إلى ما حرّم عليهم فهم الملومون). [جامع البيان: 23 / 276]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32) والّذين هم بشهاداتهم قائمون (33) والّذين هم على صلاتهم يحافظون (34) أولئك في جنّاتٍ مكرمون}.
يقول تعالى ذكره: وإلاّ الّذين هم لأمانات اللّه الّتي ائتمنهم عليها من فرائضه وأمانات عباده الّتي ائتمنوا عليها، وعهوده الّتي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم وعهود عباده الّتي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه {راعون} يرقبون ذلك، ويحفظونه فلا يضيعونه، ولكنّهم يؤدّونها ويتعاهدونها على ما ألزمهم اللّه وأوجب عليهم حفظها). [جامع البيان: 23 / 277]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والّذين هم بشهاداتهم قائمون}. يقول: والّذين لا يكتمون ما استشهدوا عليه، ولكنّهم يقومون بأدائها، حيث يلزمهم أداؤها غير مغيّرةٍ ولا مبدّلةٍ). [جامع البيان: 23 / 277]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({والّذين هم على صلاتهم يحافظون}. يقول: والّذين هم على مواقيت صلاتهم الّتي فرضها اللّه عليهم وحدودها الّتي أوجبها عليهم يحافظون، ولا يضيّعون لها ميقاتًا ولا حدًّا). [جامع البيان: 23 / 277]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أولئك في جنّاتٍ مكرمون}. يقول عزّ وجلّ: هؤلاء الّذين يفعلون هذه الأفعال في بساتين مكرمون يكرمهم اللّه بكرامته). [جامع البيان: 23 / 277]


رد مع اقتباس