عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة السجدة
[ من الآية (23) إلى الآية (30) ]

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لمّا صبروا (24)
[معاني القراءات وعللها: 2/274]
قرأ حمزة والكسائي والحضرمي (لما صبروا) بكسر اللام والتخفيف.
وقرأ الباقون (لمّا صبروا) بفتح اللام، وتشديد الميم.
قال أبو منصور: من خفف فقال: (لما صبروا) فالمعنى: جعلناهم أئمة لصبرهم، وهي تسمى (ما) المصدر.
ومن قرأ (لمّا صبروا) فالمعنى: (لمّا صبروا) جعلناهم أئمة، وهذا كالمجازاة. وأصل الجزاء في هذا: إن صبرتم جعلناكم أئمة، فلما صبروا صاروا أئمة). [معاني القراءات وعللها: 2/275]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح اللام وكسرها من قوله تعالى: (لما صبروا) [السجدة/ 24] فقرأ حمزة والكسائى: (لما صبروا) مكسورة اللام خفيفة. وقرأ الباقون (لما) بفتح اللام وتشديد الميم.
قال أبو علي: أما من قرأ لما فإنه جعله كالمجازاة إلا أن الفعل المتقدم أغنى عن الجواب، كما أنك إذا قلت: أجيئك إن جئت، تقديره: إن جئت أجئك، فاستغنيت عن الجواب بالفعل المتقدم على الجزاء فكذلك المعنى هاهنا: لما صبروا جعلناهم أئمة ومن قال: لما صبروا، علق الجار بجعلنا، التقدير: جعلنا منهم أئمة لصبرهم). [الحجة للقراء السبعة: 5/464]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لما صبروا}
قرأ حمزة والكسائيّ لما صبروا بكسر اللّام وتخفيف الميم المعنى (جعلناهم أئمّة لصبرهم)
وقرأ الباقون {لما صبروا} بالتّشديد قال الزّجاج من قرأ {لما صبروا} فالمعنى معنى حكاية المجازاة لما صبروا جعلناهم أئمّة وأصل الجزاء في هذا كأنّه قال إن صبرتم جعلناكم أئمّة فلمّا صبروا جعلوا أئمّة). [حجة القراءات: 569]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {لما صبروا} قرأ حمزة والكسائي بكسر اللام والتخفيف، وقرأ الباقون بفتح اللام والتشديد.
وحجة من فتح وشدد أنه جعل «لما» التي فيها معنى المجازاة، كما تقول: أحسنت إليك لما جئتني، والتقدير: لما صبروا على الطاعة جعلناهم أئمة، وقيل: إن «لما» بمعنى الظرف، أي بمعنى حين، أي جعلناهم أئمة حين صبروا.
4- وحجة من كسر اللام وخفف أنه جعل اللام لام جر، و«ما» والفعل مصدرًا، والتقدير: جعلناهم أئمة لصبرهم، وقد ذكرنا «أئمة» في براءة وغيرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/192]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {لِمَا صَبَرُوا} [آية/ 24] بكسر اللام، وتخفيف الميم من {لِمَا}:
قرأها حمزة والكسائي ويعقوب يس-.
والوجه أن {ما} ههنا مصدرية تكون مع ما بعدها بمعنى المصدر، والتقدير: جعلناهم أئمةً لصبرهم، و{ما} هذه لا تدخل إلا على الأفعال لإفادتها معنى المصادر.
وقرأ الباقون ويعقوب في غير رواية يس- {لَمَّا صَبَرُوا} بفتح اللام، وتشديد الميم.
والوجه أن {لَمَّا} يفيد معنى التوقيت فهو يتضمن الشرط لذلك، فيلزمه الجواب، تقول لما كلمني كلمته، فالثاني جواب للأول، وهو الواقع في الوقت؛ لأن تكليمك إياه إنما وقع في وقت تكليمه إياك، فهو جواب له من
[الموضح: 1021]
هذا الوجه، كأنه قال: كلمته حين كلمني، وقد يحذف الجواب اكتفاء بما تقدم، كما تقول كلمني لما كلمته، والتقدير: لما كلمته كلمني، فحذف الجواب اكتفاء بالأول، فكذلك ههنا جواب {لَمَّا} محذوف، والتقدير: لما صبروا جعلناهم أئمة، فحذف الجواب اكتفاء بالأول الدال عليه، وهو قوله {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} ). [الموضح: 1022]

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفق القراء على: (أولم يهد لهم (26) بالياء). [معاني القراءات وعللها: 2/275]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن السميفع: [يُمَشُّونَ فِي مَسَاكِنِهِم]، وقرأ أيضا: [إِنَّهُمْ مُنْتَظَرُون].
قال أبو الفتح: دفع أبو حاتم هذه القراءة بالفتح، واعتزم الكسر، واستدل على ذلك بقوله {فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُون}.
و[يُمَشُّون] للكثرة، قال:
يُمَشِّى بيننا حانوتُ خًمْر ... من الخُرْسِ الصراصرة القِطاط). [المحتسب: 2/175]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)}
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28)}
قوله تعالى: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفقوا على فتح قوله: (قل يوم الفتح لا ينفع (29)
كأنه قال: لا ينفع يوم الفتح الذين كفروا إيمانهم). [معاني القراءات وعللها: 2/275]

قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس