عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 09:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يوسف
[ من الآية (15) إلى الآية (18) ]

{ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) }

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {فِي غَيَابَاتِ الْجُبّ} [آية/ 10 و15] على الجمع:
[الموضح: 669]
قرأها نافع وحده في الحرفين.
والوجه أنه جمع غيابةٍ، فكأنه كان في تلك الجبّ غيابات عدة.
ويجوز أن يكون جعل كل جزء من تلك الغيابة التي كانت في الجبّ غيابة، فلهذا جمع، كما يقال شابت مفارقه، قال الشماخ:
61- ولو أني أشاء كننت نفسي = إلى لبّات هيكلةٍ شموع
فجمع اللبة بما حولها.
وقرأ الباقون {غيابةِ} على الوحدة.
والوجه أنه لا يخلو أن يكون لتلك الجبّ غيابة واحدة أو غيابات، فإن كانت واحدة فلا نظر في صحة الوحدة، وإن كانت غيابات عدّة كانت هذه واحدة قد وقعت موقع جمع، وأُريد بها الجمع.
والغيابة: كل ما غَيّب عنك شيئًا، كذا ذكر أبو عبيدة). [الموضح: 670] (م)

قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه عيسى بن ميمون عن الحسن أنه قرأ: [وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عُشًا يَبْكُونَ]، قال: عُشْوًا من البكاء.
قال أبو الفتح: طريق ذلك أنه أراد جمع عَاشٍ، وكان قياسه عُشاةً كماشٍ ومُشاة، إلا أنه حذف الهاء تخفيفًا وهو يريدها، كقوله:
أبلغ النعمان عني مأْلُكًا ... أنه قد طال حبسي وانْتِظَارْ
أراد: مأْلُكَة، فحذف الهاء. وقد تقصينا ذلك في أماكن من كتبنا، وفيه بعد هذا ضعف؛ لأن قَدْرَ ما بَكَوْا في ذلك اليوم لا يعشو منه الإنسان.
ويجوز أن يكون جمع عِشْوة: أي ظلامًا، وجمَعه لتفرِّق أجزائه كقولهم: مُغَيْربانَات وأُصَيْلَال، ونحو ذلك). [المحتسب: 1/335]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {الذئبُ} [آية/ 13 و14 و17] بالهمز:
قرأها ابن كثير، ونافع يل-، وأبو عمرو إذا لم يُدْرِج، وعاصمٌ، وابن عامر، وحمزة إذا لم يقف.
وقرأ الكسائي، و-ياش- عن عاصم، و-ش- عن نافع، وأبو عمرو في الدرج، وحمزة في الوقف {الذيب} بترك الهمز.
[الموضح: 673]
والوجه في الهمز أنه هو الأصل؛ لأنه من قولهم تذأبت الريح إذا جاءت من كل وجه، ويجمع الذئب أذؤبًا بالهمز وذئابًا، ومنه المثل: استذأب النقد، أي صار ذئبًا، يضرب للذليل يصير عزيزًا.
فهذا كاه يدل على أن أصل الذئب الهمز.
والوجه في ترك الهمز أن الهمزة خُففت فقُلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، وكل همزة سكنت وتحركت ما قبلها فتخفيفها أن تُقلب حرفًا من جنس حركة ما قبلها). [الموضح: 674] (م)

قوله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن أيضًا:" [بِدَمٍ كَدِبٍ] بالدال.
قال أبو الفتح: أصل هذا من الكَدَب؛ وهو الفُوفُ؛ يعني: البياض الذي يخرج على أظفار الأحداث فكأنه دم قد أثَّر في قميصه فلحقته أعراض كالنقش عليه. وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بهذه القراءة أيضًا). [المحتسب: 1/335]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس