عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 02:09 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة التوبة
[ من الآية (58) إلى الآية (60) ]

{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومنهم من يلمزك في الصّدقات... (58).
قرأ يعقوب (يلمزك)، و(الذين يلمزون) و(لا تلمزوا) كله بضم الميم.
وقرأ الآخرون "بكسر الميم في كل - هذا، إلا ما روى محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير (يلمزك)، و(يلمزون) بضم الميم، وأما قوله (ولا تلمزوا أنفسكم) فلم يختلف فيه عنه أنه بالكسر.
[معاني القراءات وعللها: 1/455]
قال أبو منصور: هما لغتان: لمزه يلمزه ويلمزه، إذا عابه). [معاني القراءات وعللها: 1/456]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات} [58].
قرأ الناس كلهم {يلمزك} بكسر الميم إلا ما روى حماد بن سلمة عن ابن كثير {يلمزك}.
وروى عن ابن كثير أيضًا والحسن ويعقوب {يلمزك} بضم الميم وهما لغتان يلمز ويلمز مثل عكف يعكف ويعكف.
يلامزك كقولك: يقاتلك ويشاتمك، ومعنى اللمز في اللغة: العيب، ومن ذلك قوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة} فالهامز: المغتاب واللامز: العائب، قال زياد الأعجم:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/249]
إذا لقيتك تبدي لي مكاشرة = فإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
يقال: امرأة همزة ورجل همزة ورجل فروقة وامرأة فروقة، ورجل هلباجة: إذا كان أحمق أكولاً ضخمًا ثقيل الروح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/250]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال أحمد: كلّهم قرأ يلمزك [التوبة/ 58] بكسر الميم: إلا ما روى حمّاد بن سلمة عن ابن كثير فإنّه روى عنه:
يلامزك حدّثني بذلك محمد بن الجهم عن ابن أبي أميّة البصري، عن حمّاد بن سلمة، وحدّثني الصّوفي، عن روح بن عبد المؤمن، عن محمد بن صالح، عن شبل، عن ابن كثير وأهل مكة: يلمزك ويلمزون [التوبة/ 79] برفع الميم فيهما. وحدثني أبو حمزة الأنسي قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حمّاد بن سلمة قال: سمعت ابن كثير يقول: يلمزك بضم الميم.
أبو عبيدة: يلمزك أي: يعيبك، قال زياد الأعجم:
إذا لقيتك تبدي لي مكاشرة... وإن تغيبت كنت الهامز اللّمزة
[الحجة للقراء السبعة: 4/196]
وقال قتادة: يلمزك: يطعن عليك، والعيب والطعن يشملان ما يكون فيهما في المغيب، وما يكون في المشهد. وفي الشّعر دلالة على قدحه فيه، وطعنه عليه في المغيب، لقوله:
تغيّبت، فيكون الهمز الغيبة، وكذلك قوله [تعالى]: هماز مشاء بنميم [القلم/ 11] يجوز أن يعنى الغيبة.
وحكى بعض الرواة أنّ أعرابيّا قيل له: أتهمز الفارة؟
قال: تهمزها الهرّة، فأوقع الهمز على الأكل. فالهمز كاللمز.
وقال عز وجل: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا [الحجرات/ 12].
وكأنّ الهمز أوقع على الأكل لمّا كان غيبة، وقال الأصمعي: فلان ذو وقيعة في الناس إذا كان يأكلهم، فلما أوقع الأكل عليه حسن أن يستعمل في خلافه: الغرث، فلذلك قال:
[الحجة للقراء السبعة: 4/197]
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل والذي جاء في الآية من اللمز، عني به المشهد فيما دلّ عليه الأثر، والمعنى على حذف المضاف التقدير: يعيبك في تفريق الصدقات.
ومن قرأ: يلامزك فينبغي أن يكون فاعلت فيه من واحد نحو: طارقت النّعل، وعافاه الله، لأنّ هذا لا يكون من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فأمّا يلمزك ويلمزك، فلغتان مثل: يعكف ويعكف، ويحشر ويحشر، ويفسق ويفسق). [الحجة للقراء السبعة: 4/198]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {ومِنْهُم مَّن يَلْمُزُكَ} [آية/ 58] بضم الميم:
قرأها يعقوب وحده، وكذلك {يَلْمُزُونَ وفي الحجرات {ولا
[الموضح: 596]
تَلْمُزُوا كل ذلك بالضم.
وقرأ الباقون {يَلْمِزُكَ} و{يَلْمِزُونَ} و{لا تَلْمِزُوا} بكسر الميم فيهن.
والوجه أنهما لغتان يلمز ويلمز، مثل يحشر ويحشر، ويعكف ويعكف. ولمزه إذا عابه، قال الله تعالى {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}.
وروى حماد بن سلمة عن ابن كثير {يَلامِزُكَ} بالألف.
والوجه أنه على فاعل من واحد نحو عاقبت اللص وطارقت النعل؛ لن هذا الفعل لا يكون من النبي صلى الله عليه (وسلم) ). [الموضح: 597]

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والمؤلّفة قلوبهم... (60).
روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (والمولّفة قلوبهم) بغير همز، وتبين الواو، وكذلك (موطيا)، و(موجّلا) و(ماية) و(مايتين) و(فية) و(فيتين) و(لين أتيتنا)، و(لين أخرتن) و(لين سألتهم)، (ليواطيوا)، (ليبطين) غير مهموز في كل القرآن، ولا يهمز (اطماننتم) و(يطمين قلبي) و(تطمين قلوبنا) و(كداب آل فرعون)
[معاني القراءات وعللها: 1/456]
و (يابى) و(ياتي) و(ياكلون) و(ياخذون) و(يامرون) و(يوخركم) ونظائر هذه الحروف كلها.
قال أبو منصور: هذه الحروف كلها عند أكثر العرب مهموزة، ومنهم من يخفف همزها، والهمز أفصح اللغتين). [معاني القراءات وعللها: 1/457]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس