عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنفال
[ من الآية (36) إلى الآية (40) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) }

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}

قوله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {ليميز الله الخبيث من الطيب} [37].
قرأ حمزة والكسائي {ليميز الله} مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا، وقد ذكرت علته في (آل عمران)، ومعنى {ليميز الله الخبيث من الطيب} أي: يميز ما ينفق الكافر وما ينفق المؤمن فيركمه جميعًا، أي: يجعل بعضه على بعض، ثم يحمل على الكافر في النار، فذلك مما يزيده عذابًا وثقلاً، قال الله تعالى: {فتكوى بهم جباههم وجنوبهم} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/229]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء وضمّها من قوله [جل وعزّ]: ليميز الله [الأنفال/ 37] بفتح الياء خفيفة.
وقرأ حمزة والكسائي ليميز الله بضم الياء والتشديد.
فقرأ ابن كثير ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر:
ليميز الله بضم الياء والتشديد.
قال أبو علي: حجّة من قال: ليميز أنهم قد قالوا:
مزته فلم ينمز، حكاه يعقوب، ومما يثبت ذلك ما أنشده أبو زيد:
لما ثنى الله عنّي شرّ عدوته... وانمزت لا مسئيا ذعرا ولا وجلا
[الحجة للقراء السبعة: 4/152]
وقال أبو الحسن: خفّفها بعضهم، فجعلها من ماز يميز، قال: وبها نقرأ. وحجة من قال: ليميز الله أنه قد جاء في التنزيل: تميز، وتميّز: مطاوع ميّزته تقول: ميّزته فتميّز، كما تقول: قطّعته فتقطّع وذلك [قوله جل وعز]:
وهي تفور. تكاد تميز من الغيظ. [الملك/ 7 و 8]، وقوله:
تكاد تميز دليل على شدة التفوّر، ولأن التميّز انفصال بعض الأشياء من بعض، وذلك إنّما يكون بكثرة التقلّب والتزعزع، ودلّ قوله [جل وعز]: من الغيظ على شدّة الفوران والتقلّب، لأنّ المغتاظ قد يكون منه التزعزع. وقد قال قوم في الغيظ والغضب: إنه غليان دم القلب لإرادة الانتقام.
وقد يراد التشبيه فتحذف حروفه كقوله:
حلبانة ركبانة صفوف... تخلط بين وبر وصوف
[الحجة للقراء السبعة: 4/153]
وقال في صفة غليان القدر:
لهنّ نشيج بالنّشيل كأنّها * ضرائر حرميّ تفاحش غارها وقد تقدم القول في هذا الحرف في سورة آل عمران). [الحجة للقراء السبعة: 4/154]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {ليُمَيِّزََ الله} [آية/ 37] بضم الياء الأولى وتشديد الثانية:
قرأها حمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أنه مضارع ميز يميز تمييزاً، يقال: ميزته فتميز، قال الله تعالى {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ}.
وقرأ الباقون {لِيَمِيزَ الله} بفتح الياء الأولى وتخفيف الثانية.
والوجه أنه مضارع ماز يميز ميزاً، بمعنى ميز، ويقال مزته فامتاز، كما يقال: ميزته فتميز، قال الله تعالى {وامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ} ). [الموضح: 578]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38)}

قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {فَإنِ انتَهَوْا فَإنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [آية/ 39] بالتاء:
قرأها يعقوب في رواية- يس-، وكذلك روى- ان- عنه بالتاء.
والوجه أنه قد تقدم الكلام على معنى الخطاب، وذلك أنه تعالى قال {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} الآية، فالكل (مقول)، فكأنه قال: قل لهم إن الله بما تعملون بصير.
[الموضح: 578]
وقرأ الباقون و- ح- عن يعقوب {يَعْمَلُونَ} بالياء.
والوجه أن ما قبله على الغيبة، وهو قوله {فَإنِ انتَهَوْا} فكذلك قوله {وقَاتِلُوهُمْ} ). [الموضح: 579]

قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس