عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 08:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف

[ من الآية (40) إلى الآية (43) ]
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا تفتّح لهم أبواب السّماء... (40).
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم. ويعقوب (لا تفتّح) بالتاء والتشديد، وقرأ أبو عمرو (لا تفتح) بالتاء مع التخفيف، وقرأ حمزة والكسائي (لا يفتح) بالياء مع التخفيف.
قال أبو منصور: من شدد فلتكثير الفتح، وكثرة الأبواب.
ومن خفف فلتقليله، ويجوز هذا وهذا فيما يكثر ويقلّ). [معاني القراءات وعللها: 1/405]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {لا تفتح لهم أبواب السماء} [40].
قرأ أبو عمرو وحده: {لا تفتح} بالتاء والتخفيف.
وقرأ حمزة والكسائي بالياء والتخفيف.
وقرأ الباقون بالتاء والتشديد.
فمن أنث فلتأنيث الأبواب؛ لأن كل جمع خالف الآدميين فهو بالتأنيث، وشاهده قوله: {مفتحة لهم الأبواب} ومن ذكر فلأن تأنيثه غير حقيقي؛ ولأنه قد فصل بين المؤنث وبين فعله بصفة، وكلاهما حسن. فأما من شدد فإنه من التفتيح مرة بعد مرة مثل قتل وذبح. ومن خفف دل على المرة الواحدة.
ومعنى قوله: {لا تفتح لهم أبواب السماء} أي: لا يستجاب دعاؤهم، ولا يصعد إلى عملهم؛ لأن الله تعالى قال: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وأرواح المؤمنين في الجنة، وأعمال الكافرين وأرواحهم في صخرة تحت الأرضين.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/180]
وقال آخرون: {لا تفتح لهم أبواب السماء} أي: لا تفتح لهم أبواب الجنة؛ لأن أبواب الجنة في السماء. والنار في الدرك الأسفل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/181]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد في قوله تعالى: (لا تفتح لهم) [الأعراف/ 40].
فقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر: لا تفتح بالتاء مشددة التاء الثانية.
وقرأ أبو عمرو (لا تفتح) بالتاء خفيفة ساكنة الفاء.
وقرأ حمزة والكسائيّ: (لا يفتح) بالياء خفيفة.
حجة من قال: تفتح قوله: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50]؛ فقياس مفتحة: تفتّح، وقوله: (وفتّحت السماء فكانت أبوابا) [النبأ/ 19]، لأن المعنى في فتّحت السماء على أبوابها، والمعنى: فكانت ذات أبواب.
وحجّة من خفف قوله: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر [القمر/ 11]، وقوله: فتحنا عليهم أبواب كل شيء [الأنعام/ 44]، و (فتحنا) قد يقع على التكثير كما يقع (فتّحنا)، ومن قال: (لا يفتح) بالياء، فلتقدّم الفعل، ويشهد للتأنيث قوله: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50]. ألا ترى أنّ
[الحجة للقراء السبعة: 4/18]
اسم الفاعل يجري مجرى الفعل، وقد أنّث، وكذلك الفعل ينبغي أن يؤنّث، وأما قوله: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج [الأنبياء/ 96] فإنّما خفّف؛ لأنّ المعنى: فتح سدّ يأجوج ومأجوج؛ فأجرى التأنيث على لفظ يأجوج، وإن كان المعنى على السدّ، أو يكون: فتحت أرض يأجوج، لأنّ فتح سدّها فتح أرضهم؛ فهو فتح واحد لا تكرير فيه، فيحسن التشديد.
ومعنى: (لا تفتح لهم أبواب السماء)، أي: لا تصعد أعمالهم إليها.
وروي في تفسير قوله: فما بكت عليهم السماء والأرض [الدخان/ 29]، أنّ موضع المؤمن الذي كان يرتفع إليه عمله الصالح، يبكي عليه إذا مات، وقال [الله عزّ وجلّ]: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [فاطر/ 10] ). [الحجة للقراء السبعة: 4/19]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي وأبي العلاء بن الشخير ورويت عن أبي رجاء: [حَتَّى يَلِجَ الْجُمَّلُ]، وقرأ: [الْجُمَل] -بضم الجيم وفتحة الميم مخففة- ابن عباس وسعيد بن جبير بخلاف وعبد الكريم وحنظلة ومجاهد بخلاف.
وقرأ: [الْجُمْل] -بضم الجيم وسكون الميم- ابن عباس وسعيد بن جبير بخلاف عنهما.
وقرأ: [الْجُمُل] -بضمتين والميم خفيفة- ابن عباس.
وقرأ أبو السمال: [الْجَمْل] مفتوحة الجيم ساكنة الميم.
قال أبو الفتح: "أما [الْجُمَّل] بالتثقيل و[الْجُمُل] بالتخفيف فكلاهما الحبل الغليظ من القنب، ويقال: حبل السفينة، ويقال: الحبال المجموعة، وكله قريب بعضه من بعض.
وأما [الْجُمْل] فقد يجوز في القياس أن يكون جمع جَمَل كأَسَد وأُسْد ووَثَن ووُثْن، وكذلك المضموم الميم أيضًا كأُسُد.
وأما [الْجَمْل] فبعيد أن يكون مخففًا من المفتوح لخفة الفتحة، وإن كان قد جاء عنهم قوله:
وما كل مبتاع ولو سَلْف صَفْقُهُ ... براجع ما قد فاته بِرِداد). [المحتسب: 1/249]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن الّذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السّماء}
قرأ أبو عمرو {لا تفتح} بالتّاء والتّخفيف وقرأ حمزة والكسائيّ بالياء والتّخفيف وقرأ الباقون بالتّاء والتّشديد وحجّة التّاء قوله {وفتحت أبوابها} ذهبوا إلى جماعة الأبواب وحجّة من قرأ بالياء هي أنه لما فصل بين المؤنّث وبين فعله بفاصل صار الفاصل كالعوض من التّأنيث والتذكير والتأنيث في هذا النّوع قد جاء بهما التّنزيل فمن الأول قوله {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} ومن التّأنيث قوله {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} ولو ذكر أما وأنث فعل اللحوم كان جائزا حسنا
فأما التّشديد فإنّه من التفتيح مرّة بعد مرّة أخرى وهذا هو المختار لأنّها جماعة وحجتهم قوله {مفتحة لهم الأبواب} ولم يقل مفتوحة وقال {وغلقت الأبواب} ومن خفف دلّ على المرة الواحدة ومعنى قوله {لا تفتح لهم أبواب السّماء} أي لا يستجاب لهم دعاؤهم فتفتح لهم أبواب السّماء وقد ذكرت في تفسير القرآن). [حجة القراءات: 282]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {لا تفتح} قرأه حمزة والكسائي بالياء مضمومة؛ لأن تأنيث الأبواب غير حقيقي، ولأنه فرّق بين المؤنث وفعله، كلا العلتين يجيز التذكير، وقرأ الباقون بالتاء، على تأنيث لفظ الأبواب، كما قال: {مفتحة لهم الأبواب} «ص 50» وخفف الفعل أبو عمرو والكسائي وحمزة، على معنى أن التخفيف يقع للمرة والأكثرة، وقد أجمعوا على التخفيف في قوله: {ولو فتحنا عليهم بابًا} «الحجر 14» وشدد الباقون على معنى التكرير والتكثير مرة بعد مرة، والتاء أحب إلي؛ لتأنيث لفظ الأبواب، والتشديد أحب غلي؛ لأن عليه الحرميين وعاصمًا وابن عامر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/462]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {لا تُفَتَّحُ} [آية/ 40] بالتاء مخففة:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أن التاء لتأنيث الأبواب؛ لأنها جماعة، وأما التخفيف فلأن الفعل المخفف قد يستفاد منه الكثرة، كما يستفاد من المشدد.
وحجة هذه القراءة قوله تعالى {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ}.
وقرأ حمزة والكسائي {لا يُفَتَّحُ} بالياء مخففة.
والوجه أن الياء لتقدم الفعل مع أن تأنيث الأبواب ليس بحقيقي، وأن التخفيف لما ذكرناه.
وقرأ الباقون {لا تُفَتَّحُ} بالتاء والتشديد.
والوجه أن التاء التأنيث الأبواب كما ذكرنا، وأن التشديد لكثرة الأبواب؛ لأنه يقتضي فتحًا بعد فتح). [الموضح: 527]

قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)}

قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعز: (أورثتموها بما كنتم تعملون (43).
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب (أورثتّموها) مدغما، ومثله في الزخرف، وقرأ الباقون بإظهار الثاء في السورتين
قال أبو منصور: من أدغم فلقرب مخرجي الحرفين، أعنى: التاء والثاء.
ومن لم يدغم فلأنه أتم وأشبع). [معاني القراءات وعللها: 1/406]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وما كنّا لنهتدي... (43).
قرأ ابن عامر: (ما كنّا لنهتدي) بغير واو، وكذلك هي في مصاحفهم، وقرأ الباقون بالواو.
قال أبو منصور: إخراج الواو وإدخالها لا يغير المعنى في مثل هذا الموضع، المعنى: أنهم قالوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا من غير أن كنا نهتدي لما هدانا له، ومن حذف الواو أراد: يا رب ما كنا لنهتدي لهذا لولا هدى الله إيانا). [معاني القراءات وعللها: 1/407]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وما كنا لنهتدي} [43].
وقرأ ابن عامر وحده: {ما كنا لنهتدي} بغير واو.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/184]
وكذلك هو في مصاحفهم.
والباقون بواو، وقد ذكرته في (المائدة) و(الأنعام) مع سائر الحروف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/185]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- قوله تعالى: {أن تلكم الجنة أورثتموها} [43].
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر برواية هشام بالإدغام لقرب الثاء من التاء.
وقرأ الباقون بالإظهار على الأصل؛ لأنهما مهموستان إذا أدغمته أخفيته، وفيها ضعف فكان الإظهار أحسن عندهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/185]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ: وما كنا لنهتدي [الأعراف/ 43]. بواو غير ابن عامر؛ فإنّه قرأ ما كنا بغير واو، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام.
وجه الاستغناء عن حرف العطف في قوله: وما كنا لنهتدي أنّ الجملة ملتبسة بما قبلها، فأغنى التباسها به عن حرف العطف. وقد تقدّم ذكر ذلك، ومثل ذلك قوله:
سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم [الكهف/ 22]، فاستغنى عن الحرف العاطف بالتباس إحدى الجملتين بالأخرى). [الحجة للقراء السبعة: 4/25]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر أورثتموها [الأعراف/ 42] غير مدغمة وكذلك في الزخرف [72].
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائيّ أورثتموها مدغمة، وكذلك في الزخرف.
[قال أبو علي] من ترك الإدغام فلتباين المخرجين،
[الحجة للقراء السبعة: 4/25]
وأن الحرفين في حكم الانفصال، وإن كانا في كلمة واحدة.
ألا ترى أنّهم لم يدغموا ولو شاء الله ما اقتتلوا [البقرة/ 253]، وإن كانا مثلين لمّا لم يكونا لازمين، ألا ترى أن تاء «افتعل» قد يقع بعدها غير التاء؟، فكذلك «أورث» قد يقع بعدها غير التاء فلا يجب الإدغام.
ووجه الإدغام أن الثاء والتاء مهموستان متقاربتان فاستحسن الإدغام من أدغم. وقد جعل قوم تاء المضمر بمنزلة غيرها، مما يتصل بالكلمة؛ لأنّ الفعل لا يقدّر منفصلا من الفاعل، بل يقدّر متصلا بدلالة قولهم فعلت، وإسكانهم اللام في قولهم: يفعلن ومجيئهم بالإعراب بعد الفاعل، وقد قال قوم: فحصط برجلي، فأبدلوا تاء الضمير طاء، وقالوا: فزد، فأبدلوا منها الدال كما أبدلوا في نحو: اذدكر، ونحو اصطبر؛ فعلى هذا يحسن الإدغام في أورثتموها). [الحجة للقراء السبعة: 4/26]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {وما كنا لنهتدي} قرأه ابن عامر بغير واو، استغنى عن حرف العطف لاتصال الجملة الثانية بالأولى في المعنى، وقوّى الحذف أنها في مصحف أهل الشام بغير واو، وقرأ الباقون بالواو، لعطف الجملة على الجملة، وكذلك هي بالواو في سائر المصاحف غير مصحف أهل الشام، وإثبات الواو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولأن فيه تأكيد ارتباط الجملة الثانية بالأولى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/464]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} [آية/ 43] بغير واو في أوله:
قرأها ابن عامر وحده.
[الموضح: 527]
والوجه أن التباس الجملة بما قبلها أغنى عن حرف العطف، وقد مضى مثله.
وقرأ الباقون {وَمَا كُنَّا} بواو في أوله.
والوجه أنه عطف بالواو جملة على جملة). [الموضح: 528]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {أُورِثْتُمُوهَا} [آية/ 43] مدغمة:
قرأها أبو عمرو وحمزة والكسائي.
والوجه أن التاء والثاء مهموستان متقاربتان في المخرج، ولتقاربهما حسن الإدغام.
وقرأ الباقون {أُورِثْتُمُوهَا} بالإظهار.
والوجه أن الحرفين وإن كانا في كلمة واحدة، فإنهما في حكم الانفصال؛ لأن أحدهما تاء الضمير، وقد يقع قبلها غير الثاء فلا يحصل الإدغام، فهو غير لازم، ولهذا لم يدغموا في قوله {وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلُوا}إذ كانت التاء الثانية غير لازمة). [الموضح: 528]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس