عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 07:31 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}

قوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}

قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}

قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بالغداة والعشيّ... (52)
قرأ ابن عامر وحده (بالغدوة) بواو في السورتين، ها هنا وفي الكهف، وقرأ الباقون (بالغداة) بألف في الحرفين.
[معاني القراءات وعللها: 1/358]
وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء أنه قال: (غدوة) لا يدخلها الألف واللام؛ لأنها معرفة بغير ألف ولام، قال الفراء: وسمعت أبا الجراح يقول: ما رأيت كغدوة قط، يريد: كغداة يومه، والعرب لا تضيفها، وكذلك لا يدخلون فيها الألف واللام، إنما يقولون: أتيناه غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس، فهذا دليل على أنها معرفة.
قال أبو منصور: وإذا لم يردوا بغدوة غداة يومٍ بعينه وأرادوا غدوةً من الغدوات جاز دخول الألف واللام، وعلى هذا المعنى توجّه قراءة ابن عامر). [معاني القراءات وعللها: 1/359]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى {بالغداوة والعشي} [52].
قرأ ابن عامر وحده {بالغدوة والعشي} بالواو، وإنما حمله على ذلك؛ لأنه وجده في المصحف بالواو، وإنما كتب بالواو كما كتب «الصلوة» بالواو؛ وإنما لم يكن ذلك الوجه، لأن غداة نكرة، وغدوة معرفة ولا يستعمل بالألف واللام، ومراد الله تعالى والله أعلم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي أي: غداة كل يوم. نزل ذلك في فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/158]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (كلّهم قرأ بالغداة والعشي [الأنعام/ 52] بألف، غير ابن عامر، فإنّه قرأ: بالغدوة والعشي في كل القرآن بواو.
الوجه: الغداة، لأنّها تستعمل نكرة وتتعرف بالألف واللام.
وأمّا غدوة فمعرفة، وهو علم صيغ له.
قال سيبويه: غدوة وبكرة، جعل كلّ واحد منهما اسما للحين، كما جعلوا أمّ حبين اسما لدابة معروفة.
[الحجة للقراء السبعة: 3/319]
قال: وزعم يونس عن أبي عمرو، وهو قوله:- وهو القياس- أنّك إذا قلت: لقيته يوما من الأيام: غدوة أو بكرة، وأنت تريد المعرفة لم تنوّن، فهذا يقوي قراءة من قرأ: بالغداة والعشي*.
ووجه ذلك قراءة ابن عامر أن سيبويه قال: زعم الخليل أنّه يجوز أن تقول: أتيتك اليوم غدوة وبكرة، فجعلهما بمنزلة ضحوة.
ومن حجّته أن بعض أسماء الزمان جاء معرفة بغير ألف ولام نحو ما حكاه أبو زيد من قولهم: لقيته فينة، غير مصروف، والفينة بعد الفينة، فألحق لام المعرفة ما استعمل
معرفة.
ووجه ذلك أنه يقدّر فيه التنكير والشّياع، كما يقدّر فيه ذلك إذا ثني، وذلك مستمرّ في جميع هذا الضرب من المعارف. ومثل ذلك ما حكاه سيبويه من قول العرب: هذا يوم اثنين مباركا فيه وأتيتك يوم اثنين مباركا فيه. فجاء معرفة بلا ألف ولام كما جاء بالألف واللّام، ومن ثمّ انتصب الحال، ومثل ذلك قولهم: هذا ابن عرس مقبل.
إمّا أن يكون جعل عرسا نكرة، وإن كان علما، وإنّما أن يكون أخبر عنه بخبرين). [الحجة للقراء السبعة: 3/320]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تطرد الّذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}
قرأ ابن عامر (بالغدوة والعشي) بالواو وضم الغين وحجته في ذلك أنه وجده في المصحف بالواو فقرأ ذلك اتباعا للخطّ فإن قيل لم أدخل الألف واللّام على المعرفة فالجواب أن العرب تدخل الألف واللّام على المعرفة إذا جاورتها فيه الألف واللّام ليزدوج الكلام كما قال الشّاعر:
رأيت الوليد بن اليزيد مباركًا ... شديدا بأحناء الخلافة كاهله
فأدخل الألف واللّام في اليزيد لما جاور الوليد فكذلك أدخل الألف واللّام في «الغدوة» لما جاور {العشي}
وقرا الباقون {بالغداة} وهذا هو الوجه لأن غداة نكرة وغدوة معرفة ولا تستعمل بالألف واللّام ودخلت على غداة لأنّها نكرة والمعنى والله أعلم ولا تطرد الّذين يدعون ربهم بالغداة والعشي أي غداة كل يوم). [حجة القراءات: 251]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {بالغداة} قرأه ابن عامر بالواو، وضم الغين، ومثله في الكهف وقرأهما الباقون بفتح الغين بألف بعد الدال.
وحجة من قرأ بألف أن «غداة» في كلام العرب نكرة وأدخل عليها الألف واللام للتعريف، و«غدوة» أكثر ما تستعمل معرفة بغير ألف ولام، فترك القراءة بها لثبات الألف واللام في الخط، وهما لا تدخلان على معرفة، فالتزم القراءة بـ «غداة» لأنها نكرة، يحسن فيها دخول الألف واللام، ولا يحسن في «غدوة» لأنها في أكثر اللغات، معرفة بغير ألف ولام، ولا تصرفها العرب، حكي: «أتيتك غدوة باكرًا» بغير صرف، وقال سيبويه: غدوة بكرة، جعل كل واحد منهما اسما للحين، يعني معرفة، وذلك دليل على أنها معرفة فمنعت الصرف، للتأنيث والتعريف.
21- وحجة من قرأ بضم العين أن بعض العرب ينكر «غدوة» فيصرفها في النكرة، فلما وجدها تنكر أدخل عليها الألف واللام للتعريف اتباعًا للخط، والاختيار القراءة بالألف، لأنها نكرة بإجماع، لم يستعمل أحد من العرب في «غداة» التعريف فوجب دخول الألف واللام عليها لتتعرف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/432]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {بالغُدْوَةِ} [آية/ 52] بضم الغين، وبالواو:-
قرأها ابن عامر وحده، وكذلك في الكهف.
ووجه ذلك أن غدوة وإن كان اسمًا علما صيغ لهذا الوقت المعلوم، ومن حقه أن لا يدخله الألف واللام، فإنه قدر فيه التنكير والشياع، وذلك مستمر في جميع هذا الضرب من الأعلام، نحو ما حكاه سيبويه عن العرب: هذا يوم اثنين مباركا فيه، فلما قدر في غدوة التنكير، جوز إدخال الألف
[الموضح: 469]
واللام عليه، وهذا كما يقال: لقيته فينة، غير مصروف، ثم تقول لقيته الفينة بعد الفينة، فتدخل الألف واللام على ما يستعمل معرفة.
وقرأ الباقون {بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}.
وهو الأوجه؛ لأن {غَدَاةِ} تكون نكرة وتتعرف بالألف واللام، والحكم فيه كالحكم في عشي والعشي). [الموضح: 470]

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس