عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 03:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام
[ من الآية (14) إلى الآية (18) ]
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}

قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قل إنّي أمرت... (14)
حرك الياء نافع وحده، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/346]

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّي أخاف... (15)
فتحها ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/346]

قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من يصرف عنه يومئذٍ... (16)
[معاني القراءات وعللها: 1/345]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص (من يصرف عنه) بضم الياء، وفتح الراء.
وفتحها الباقون مع كسر الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (يصرف عنه) فهو على أنه مفعول لم يسم فاعله، ومن قرأ (من يصرف عنه) فالفعل لله، فالمعنى: من يصرف اللّه عنه الهلاك والعذاب). [معاني القراءات وعللها: 1/346]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذ} [16].
قرأ أهل الكوفة بفتح الياء إلا حفصًا.
وقرأ الباقون بضم الياء.
فمن فتحه فحجته قوله تعالى: {فقد رحمه} لأن في {رحمه} اسم الله مضمرًا فكذلك {من يصرف}.
ومن ضم قال: كرهت أن أضمر شيئين، اسم الله تعالى والعذاب؛ لأن التقدير: من يصرف الله عنه العذاب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/152]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الياء وفتحها من قوله تعالى: من يصرف عنه يومئذ [الأنعام/ 16].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر يصرف عنه مضمومة الياء مفتوحة الراء.
وقرأ حمزة والكسائي: يصرف عنه مفتوحة الياء مكسورة الراء.
واختلف عن عاصم فروى أبو بكر عنه من يصرف مثل حمزة وروى حفص: يصرف عنه مثل أبي عمرو. فاعل يصرف الضمير العائد إلى ربي* من قوله: إني أخاف إن عصيت ربي [الأنعام/ 15]، وينبغي أن يكون حذف الضمير العائد إلى
[الحجة للقراء السبعة: 3/285]
العذاب، والمعنى: من يصرفه عنه، وكذلك هو في قراءة أبيّ فيما زعموا، وليس حذف هذا الضمير بالسهل، وليس بمنزلة الضمير الذي يحذف من الصلة، لأنّ من* جزاء، ولا يكون صلة على أنّ الضمير إنّما يحذف من الصلة إذا عاد إلى الموصول نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41]. وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] أي: بعثه واصطفاهم. ولا يعود الضمير المحذوف هنا إلى موصول ولا إلى من* التي للجزاء إنّما يرجع إلى العذاب في قوله: قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم [الأنعام/ 15] وليس هذا بمنزلة قوله: والحافظين فروجهم والحافظات [الأحزاب/ 35]، لأنّ هذا فعل واحد قد تكرّر، وعدّي الأول منهما إلى المفعول، فعلم بتعدية الأول، أنّ الثاني بمنزلته.
وأمّا قراءة من قرأ يصرف فالمسند إليه: الفعل المبني للمفعول، ضمير العذاب المتقدّم ذكره، وليس هذا كقول من قال: يصرف بفتح الياء، لأنّ ضمير المنصوب هنا محذوف، وفي قول من قرأ: يصرف مضمر ليس بمحذوف، والذكر العائد إلى المبتدأ الذي هو من في القراءتين جميعا الضمير الذي في عنه. ومما يقوي ذلك قوله: ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم [هود/ 8]. ألا ترى أنّ الفعل مبني للمفعول به وفيه ضمير العذاب؟ وممّا يحسّن قراءة من قرأ: يصرف، بفتح الياء، أنّ ما
[الحجة للقراء السبعة: 3/286]
بعده من قوله: فقد رحمه فعل مسند إلى ضمير اسم الله تعالى، فقد اتّفق الفعلان في الإسناد إلى هذا الضمير فيمن قرأ يصرف بفتح الياء.
ومما يقوي قراءة من قرأ: من يصرف بفتح الياء، أنّ الهاء المحذوفة من يصرفه لما كانت في حيز الجزاء، وكان ما في حيز الجزاء في أنّه لا يتسلّط على ما تقدّمه، بمنزلة ما في الصلة، في أنّه لا يجوز تسلّطه على الموصول، حسن حذف الهاء منه، كما حسن حذفها من الصلة). [الحجة للقراء السبعة: 3/287]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه}
[حجة القراءات: 242]
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {من يصرف} بفتح الياء وكسر الرّاء أي من يصرف الله عنه العذاب يومئذ
وحجتهم قوله قبلها {قل لمن ما في السّماوات والأرض قل لله} فكذلك {من يصرف عنه} وأخرى أنه ختم الكلام بمثل معنى يصرف فقال {فقد رحمه} ولم يقل فقد رحم فيكون على نظيره ممّا لم يسم فاعله فكان التّوفيق بين أوله وآخره أولى من أن يخالف بينهما فجعل آخره مثل الأول ملحقًا به
وقرأ الباقون {من يصرف عنه} بضم الياء وفتح الرّاء على ما لم يسم فاعله وحجتهم أن هذا الوجه أقل إضمارا لأنّه إذا قال {من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه} أي فقد رحمه الله لأنّه تقدمه {إن عصيت ربّي} وفي {يصرف} ذكر العذاب وإذا قال {من يصرف} أضمر ذكر العذاب وفي قراءتهم ذكر العذاب في {يصرف} فحسب). [حجة القراءات: 243]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {من يُصرف عنه} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بفتح الياء، وكسر الراء، وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح الراء.
وحجة من قرأ بفتح الياء أنه أخبر بالفعل عن الفاعل المتقدم الذكر، وإضماره مستتر في {يصرف}، وشاهده أن في قراءة أبي: «من يصرفه الله عنه»، وفي قراءة ابن مسعود: «يصرف الله عنه» فالمعنى: من يصرب الرب عنه يومئذ العذاب فقد رحمه، فالمفعول محذوف، وهو «العذاب»؛ لدلالة الكلام عليه، ولا يحسن أن يقدّر حرف «ها» مع «يصرف» لأن الهاء، إنما تحذف من الصلات، وليس في الكلام موصول؛ لأن «من» للشرط لا صلة لها.
2- وحجة من ضم الياء أنه بنى الفعل لما لم يُسم فاعله، فأضمر فيه ذكر العذاب، لتقدم ذكره، وأقامه مقام الفاعل، فلا حذف في الكلام، ويقوي ذلك قوله:{ليس مصروفًا عنهم} «هود 8» يعني العذاب، فبناه لما لم يُسم فاعله، وأضمر فيه العذاب، أقامه مقام الفاعل أيضًا، وهو إجماع، وهو الاختيار لأن أكثر القراء عليه، ولأنه أقل إضمارًا من القراءة بفتح الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/425]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ} [آية/ 16]، بفتح الياء وكسر الراء:-
قرأها عاصم في رواية أبي بكر، وحمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أن {يُصْرَفْ} فعل الرب تعالى، وقد جرى ذكره في قوله تعالي {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} والمفعول به محذوف، وهو الضمير العائد إلى العذاب، والتقدير: من يصرفه ربي عنه، أي من يصرف الله العذاب عنه فقد رحمه، ويؤيد هذه القراءة أن ما بعده من جواب الشرط الذي هو قوله {فَقَدْ رَحِمَهُ} ورد على إسناده إلى ضمير اسم الله تعالى، فقد اتفق الفعلان في الإسناد.
وقرأ الباقون {يُصْرَفْ} بضم الياء وفتح الراء، على ما لم يسم فاعله.
والمصروف هو العذاب، والتقدير من يصرف عنه العذاب يومئذ، ويقوي هذه القراءة قوله تعالى {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} على بناء الفعل للمفعول به، وفيه ضمير العذاب). [الموضح: 461]

قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}

قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس