عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (49) إلى الآية (51) ]

{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)}

قوله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أخلق لكم... (49)
قرأ نافع وحده بكسر الألف، وفتحها الباقون.
قال أبو منصور: من قرأ (أنّي) فالمعنى: بأنّي أخلق لكم.
ومن قرأ (إنّي أخلق) بالكسر فهو على البدل من قوله: (بآية)، المعنى: جئتكم بآيةٍ إني أخلق لكم.
وجائز أن يكون رفعًا، المعنى: الآية إنّي أخلق لكم من الطين). [معاني القراءات وعللها: 1/256]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّي أخلق لكم... (49)
حركها ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 1/257]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فيكون طيرًا... (49)
قرأ نافع والحضرمي: (فيكون طائرًا) موحدا، وكذلك في المائدة.
وقرأ الباقون: (فيكون طيرًا) على الجمع في السورتين.
وروى أبو عمرو عن أبي العباس أنه قال: الناس كلهم يقولون للواحد: (طائرا) وأبو عبيدة معهم، ثم انفرد فأجاز أن يقال: (طيرًا) للواحد، وجمعه على طيور.
قال: وأبو عبيدة ثقة.
[معاني القراءات وعللها: 1/257]
قال أبو منصور: وقد سمعت العرب تقول لواحد الطيور: طير وطائر.
وأكثر النحويين يقولون للواحد: طائر، وللجمع طير، كما يقال: شارب وشرب، وسافر وسفر.
ومن قرأ (فيكون طيرًا) احتمل معنيين:
أحدهما: فيكون من جنس الطير، واحتمل أن يكون معنى (فيكون طيرًا)، أي: فيكون طائرًا). [معاني القراءات وعللها: 1/258]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (36- وقوله تعالى: {إني أخلق لكم} [49].
قرأ نافع وحده: {إني} بكسر الهمزة.
وقرأ الباقون بفتحها.
وفتح ابن كثير وأبو عمرو ونافع الياء.
وأسكنها الباقون.
فمن فتح الهمزة جعلها بدلاً من قوله: {أني قد جئتكم بآية ... أني أخلق لكم} فيكون موضعها جرًا ورفعًا، ومن كسر أضمر القول؛ قل إني أخلق.
ويجوز أن يكون مستأنفًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/113]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (37- وقوله تعالى: {فيكون طيرًا}
قرأ نافع وحده {طرا} بألف.
وقرأ الباقون: {طيرا} بغير ألف، والطائر مذكر لا غير، وطير يذكرُ ويؤنثُ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/113]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: أني أخلق لكم [آل عمران/ 49].
وقرأ نافع: (إني).
قال أبو عليّ: قول من فتح (أنّ) أنّه جعلها بدلا من (آية):
كأنّه قال: وجئتكم بأنّي أخلق لكم. ومن كسر إنّ احتمل وجهين:
أحدهما: أنّه استأنف، وقطع الكلام مما قبله.
والآخر: أنّه فسّر الآية بقوله: إنّي أخلق لكم من الطين، كما فسّر الوعد في قوله: وعد الله الذين آمنوا بقوله: لهم مغفرة
[الحجة للقراء السبعة: 3/43]
[المائدة/ 9] وكما فسّر المثل في قوله: كمثل آدم [آل عمران/ 59] بقوله: خلقه من تراب [آل عمران/ 59] وهذا الوجه أحسن ليكون في المعنى كمن فتح وأبدل من (آية) ). [الحجة للقراء السبعة: 3/44]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: فيكون طيرا [آل عمران/ 49] بغير ألف غير نافع فإنّه قرأ: طائرا بألف هاهنا، وفي المائدة.
قال أبو علي: حجّة من قرأ: فيكون طيرا قوله تعالى: إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير [آل عمران/ 49] ولم يقل كهيئة الطائر، فكذلك يكون كهيئة الطير وكذلك التي في المائدة، إلّا أنّ هاهنا فأنفخ فيه وثمّ فتنفخ فيها [المائدة/ 110] فيجوز أن يكون على الهيئة مرة وعلى الطير أخرى، ويجوز أن يكون ذكّر الطير على معنى الجمع، وأنّث على معنى الجماعة. وقالوا: طائر، وأطيار، فهذا يكون كصاحب وأصحاب.
وقال أبو الحسن: وقول العرب: طيور جمعوا الجمع، ووجه قراءة من قرأ، فيكون طائرا أنّه أراد: يكون ما أنفخ فيه، أو ما أخلقه طائرا، فأفرد لذلك، أو يكون أراد: يكون كلّ واحد من ذلك طائرا كما قال: فاجلدوهم ثمانين جلدة، أي اجلدوا كلّ واحد منهم). [الحجة للقراء السبعة: 3/44]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أنّي قد جئتكم بآية من ربكم أنّي أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله} 49
قرأ نافع إنّي أخلق لكم بكسر الألف على الاستئناف
وقرأ الباقون {إنّي} بالفتح وحجتهم أنّها بدل من قوله {قد جئتكم بآية من ربكم} قال الزّجاج {إنّي} في موضع جر على البدل من آية المعنى جئتكم من أنّي أخلق لكم من الطين
قرا نافع (فيكون طائرا) على واحد كما تقول رجل وراجل وركب وراكب قال الكسائي الطّائر واحد على كل حال والطير يكون جمعا وواحدا وحجته أن الله أخبر عنه أنه كان يخلق واحدًا ثمّ واحدًا
وقرأ الباقون {طيرا} وحجتهم أن الله جلّ وعز إنّما أذن له أن يخلق طيرا كثيرة ولم يكن يخلق واحدًا فقط). [حجة القراءات: 164]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {أني أخلق} «49» قرأه نافع بالكسر، وفتح الباقون، فمن فتح جعل الكلام متصلًا، فأبدل «أن» من «آية» فصار التقدير: جئتكم بأني أخلق، فـ «أن» في موضع خفض، وهو بدل الشيء من الشيء، وهو هو، ومن كسر جعل الكلام مستأنفًا، مبتدأ به، فكسر «أن» ويجوز أن تكون «أن»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/344]
وما بعدها تفسيرًا لما قبلها، فيكون في المعنى بمنزلة من فتح، وأبدل من «آية» وتكون بمنزلة قوله: {وعد الله الذين آمنوا} ثم فسر الوعد فقال: {لهم مغفرة} «المائدة 9»، وبمنزلة قوله: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم}، ثم فسر التمثيل بينهما فقال: {خلقه من تراب} «آل عمران 59» والاختيار الفتح، لاجتماع القراء عليه، ولصحة معناه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/345]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (32- قوله: {طيرًا} قرأ نافع بأل ومثله في المائدة، وقرأهما الباقون بغير ألف.
33- وحجة من قرأه بغير ألف أنه رده على قوله: {كهيئة الطير}، ولم يقل: كهيئة الطائر، فأجرى الآخر على لفظ الأول، ومعناه الجمع.
34- وحجة من قرأ بالألف أنه أجراه على التوحيد: {فأنفخ} في الواحد منها فيكون طائرًا على تقدير: فيكون ما أنفخ فيه طائرًا، أو فيكون ما أخلقه طائرًا، أو فيكون كل واحد من المخلوق طائرًا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/345]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {أَنِّي أَخْلُقُ} [آية/ 49]:-
بكسر الألف، قرأها نافع وحده.
والوجه في ذلك أنه كلام مستأنف مقطوع مما قبله، ويجوز أن يكون تفسيرًا للآية؛ لأنه قال: {قَدْ جِئْتُكُمْ بآيَةٍ}، ثم فسر الآية فقال: {إنّي أَخْلُقُ}، كما قال الله تعالى {وَعَدَ الله الّذين آمَنُوا}، ثم فسر الوعد بقوله تعالى
[الموضح: 372]
{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} كما قال تعالى {كَمَثَلِ آدَمَ} ثم فسر المثل بقوله تعالى {خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ}.
وقرأ الباقون {أَنِّي} بفتح الألف، على أن {أَنّي} بدل من {آية}، كأنه قال: وقد جئتكم بأني أخلق، فموضع {أنّي} جر على البدل من {آيَةٍ}، ويجوز أن يكون رفعًا على أنه خبر مبتدإ محذوفٍ، والتقدير: وهي أني أخلق، أي وتلك الآية أني أخلق). [الموضح: 373]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {فَيَكُونُ طائِرًا} [آية/ 49]:-
بالألف والهمز، قرأها نافع ويعقوب وكذلك في المائدة؛ لأن المراد: ما أخلقه يكون طائرًا، فأفرد على معنى أن كل واحد من تلك الصور يكون طائرًا، كما قال {فاجْلِدوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً} أي كل واحدٍ منهم.
وقرأ الباقون {فَيَكُونُ طَيْرًا}؛ لأن المعنى على الجمع، ألا ترى أنه قال {أنّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطيِنَ كَهَيْئَةِ الطَيْر} ولم يقل: كهيئة الطائر؛ لأن الطائر واحد، والطير جمع على المشهور عندهم). [الموضح: 373]

قوله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس