عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا وإنّ للطّاغين لشرّ مآبٍ (55) جهنّم يصلونها فبئس المهاد (56) هذا فليذوقوه حميمٌ وغسّاقٌ (57) وآخر من شكله أزواجٌ (58) هذا فوجٌ مقتحمٌ معكم لا مرحبًا بهم إنّهم صالوا النّار (59) قالوا بل أنتم لا مرحبًا بكم أنتم قدّمتموه لنا فبئس القرار (60) قالوا ربّنا من قدّم لنا هذا فزده عذابًا ضعفًا في النّار (61) وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنّا نعدّهم من الأشرار (62) أتّخذناهم سخريًّا أم زاغت عنهم الأبصار (63) إنّ ذلك لحقٌّ تخاصم أهل النّار (64)}
لـمّا ذكر تعالى مآل السّعداء ثنّى بذكر حال الأشقياء ومرجعهم ومآبهم في دار معادهم وحسابهم فقال: {هذا وإنّ للطّاغين} وهم: الخارجون عن طاعة اللّه المخالفون لرسل اللّه {لشرّ مآبٍ} أي: لسوء منقلبٍ ومرجعٍ. ثمّ فسّره بقوله: {جهنّم يصلونها} أي: يدخلونها فتغمرهم من جميع جوانبهم {فبئس المهاد}). [تفسير ابن كثير: 7/ 78]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا فليذوقوه حميمٌ وغسّاقٌ} أمّا الحميم فهو: الحارّ الّذي قد انتهى حرّه وأمّا الغسّاق فهو: ضدّه، وهو البارد الّذي لا يستطاع من شدّة برده المؤلم ولهذا قال: {وآخر من شكله أزواجٌ} أي: وأشياء من هذا القبيل، الشّيء وضدّه يعاقبون بها.
قال الإمام أحمد: حدّثنا حسن بن موسى حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا درّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيدٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لو أنّ دلوًا من غسّاق يهراق في الدّنيا لأنتن أهل الدنيا"
ورواه التّرمذيّ عن سويد بن نصرٍ عن ابن المبارك عن رشدين بن سعدٍ عن عمرو بن الحارث عن درّاج به. ثمّ قال: "لا نعرفه إلّا من حديث رشدين" كذا قال: وقد تقدّم من غير حديثه ورواه ابن جريرٍ عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهبٍ عن عمرو بن الحارث به
وقال كعب الأحبار: غسّاقٌ: عينٌ في جهنّم يسيل إليها حمة كلّ ذات حمة من حيّةٍ وعقربٍ وغير ذلك فيستنقع فيؤتى بالآدميّ فيغمس فيها غمسةً واحدةً فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام ويتعلّق جلده ولحمه في كعبيه وعقبيه ويجر لحمه كما يجر الرّجل ثوبه. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال الحسن البصريّ في قوله: {وآخر من شكله أزواجٌ} ألوانٌ من العذاب.
وقال غيره: كالزّمهرير والسّموم وشرب الحميم وأكل الزّقّوم والصّعود والهويّ إلى غير ذلك من الأشياء المختلفة والمتضادّة والجميع ممّا يعذّبون به ويهانون بسببه). [تفسير ابن كثير: 7/ 78-79]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هذا فوجٌ مقتحمٌ معكم لا مرحبًا بهم إنّهم صالوا النّار} هذا إخبارٌ عن قيل أهل النّار بعضهم لبعضٍ كما قال تعالى: {كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها} [الأعراف: 38] يعني بدل السّلام يتلاعنون ويتكاذبون ويكفر بعضهم ببعضٍ فتقول الطّائفة الّتي تدخل قبل الأخرى إذا أقبلت الّتي بعدها مع الخزنة من الزّبانية: {هذا فوجٌ مقتحمٌ} أي: داخلٌ معكم {لا مرحبًا بهم إنّهم صالوا النّار} [أي] لأنّهم من أهل جهنّم).[تفسير ابن كثير: 7/ 79]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا بل أنتم لا مرحبًا بكم} أي: فيقول لهم الدّاخلون: {بل أنتم لا مرحبًا بكم أنتم قدّمتموه لنا} أي: أنتم دعوتمونا إلى ما أفضى بنا إلى هذا المصير {فبئس القرار} أي: فبئس المنزل والمستقرّ والمصير).[تفسير ابن كثير: 7/ 79]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا ربّنا من قدّم لنا هذا فزده عذابًا ضعفًا في النّار} كما قال عزّ وجلّ {قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون} [الأعراف: 38] أي: لكلٍّ منكم عذابٌ بحسبه).[تفسير ابن كثير: 7/ 79]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنّا نعدّهم من الأشرار أتّخذناهم سخريًّا أم زاغت عنهم الأبصار} هذا إخبارٌ عن الكفّار في النّار أنّهم يفقدون رجالًا كانوا يعتقدون أنّهم على الضّلالة وهم المؤمنون في زعمهم قالوا: ما لنا لا نراهم معنا في النّار؟.
قال مجاهدٌ: هذا قول أبي جهلٍ يقول: ما لي لا أرى بلالًا وعمّارًا وصهيبًا وفلانًا وفلانًا. وهذا مثلٌ ضرب، وإلّا فكلّ الكفّار هذا حالهم: يعتقدون أنّ المؤمنين يدخلون النّار فلمّا دخل الكفّار النّار افتقدوهم فلم يجدوهم فقالوا: {ما لنا لا نرى رجالا كنّا نعدّهم من الأشرار أتّخذناهم سخريًّا أم زاغت عنهم الأبصار} أي: في الدّنيا {أم زاغت عنهم الأبصار} يسلّون أنفسهم بالمحال يقولون: أو لعلهم معنا في جهنّم ولكن لم يقع بصرنا عليهم. فعند ذلك يعرفون أنّهم في الدّرجات العاليات وهو قوله: {ونادى أصحاب الجنّة أصحاب النّار أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا قالوا نعم فأذّن مؤذّنٌ بينهم أن لعنة اللّه على الظّالمين} إلى قوله: {[ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون. أهؤلاء الّذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمةٍ] ادخلوا الجنّة لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون} [الأعراف: 44 -49]). [تفسير ابن كثير: 7/ 79-80]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ ذلك لحقٌّ تخاصم أهل النّار} أي: إنّ هذا الّذي أخبرناك به يا محمّد من تخاصم أهل النّار بعضهم في بعضٍ ولعن بعضهم لبعضٍ لحقٌّ لا مرية فيه ولا شكّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 80]

رد مع اقتباس