عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتّقون (23) فقال الملأ الّذين كفروا من قومه ما هذا إلّا بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين (24) إن هو إلّا رجلٌ به جنّةٌ فتربّصوا به حتّى حينٍ (25)}
يخبر تعالى عن نوحٍ، عليه السّلام، حين بعثه إلى قومه، لينذرهم عذاب اللّه وبأسه الشّديد، وانتقامه ممّن أشرك به وخالف أمره وكذّب رسله، {فقال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره أفلا تتّقون} أي: ألا تخافون من اللّه في إشراككم به؟!).[تفسير ابن كثير: 5/ 472]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقال الملأ -وهم السّادة والأكابر منهم-: {ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم} يعنون: يترفّع عليكم ويتعاظم بدعوى النّبوّة، وهو بشرٌ مثلكم. فكيف أوحي إليه دونكم؟ {ولو شاء اللّه لأنزل ملائكةً} أي: لو أراد أن يبعث نبيًّا، لبعث ملكًا من عنده ولم يكن بشرًا! {ما سمعنا بهذا} أي: ببعثة البشر في آبائنا الأوّلين. يعنون بهذا أسلافهم وأجدادهم والأمم الماضية).[تفسير ابن كثير: 5/ 472]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن هو إلا رجلٌ به جنّةٌ} أي: مجنونٌ فيما يزعمه، من أنّ اللّه أرسله إليكم، واختصّه من بينكم بالوحي {فتربّصوا به حتّى حينٍ} أي: انتظروا به ريب المنون، واصبروا عليه مدّةً حتّى تستريحوا منه). [تفسير ابن كثير: 5/ 473]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ انصرني بما كذّبون (26) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التّنّور فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون (27) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين (28) وقل ربّ أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين (29) إنّ في ذلك لآياتٍ وإن كنّا لمبتلين (30)}.
يقول تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام، أنّه دعا ربّه يستنصره على قومه، كما قال تعالى مخبرًا [عنه] في الآية الأخرى: {فدعا ربّه أنّي مغلوبٌ فانتصر} [القمر: 10]، وقال هاهنا: {[قال] ربّ انصرني بما كذّبون} فعند ذلك أمره اللّه تعالى بصنعة السّفينة وإحكامها وإتقانها، وأن يحمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين، أي: ذكرًا وأنثى من كلّ صنفٍ من الحيوانات والنّباتات والثّمار، وغير ذلك، وأن يحمل فيها أهله {إلا من سبق عليه القول} أي: سبق فيه القول من اللّه بالهلاك، وهم الّذين لم يؤمنوا به من أهله، كابنه وزوجته، واللّه أعلم.
وقوله: {ولا تخاطبني في الّذين ظلموا إنّهم مغرقون} أي: عند معاينة إنزال المطر العظيم، لا تأخذنّك رأفةٌ بقومك، وشفقةٌ عليهم، وطمع في تأخيرهم لعلّهم يؤمنون، فإنّي قد قضيت أنّهم مغرقون على ما هم عليه من الكفر والطّغيان. وقد تقدّمت القصّة مبسوطةً في سورة "هودٍ" بما يغني عن إعادة ذلك هاهنا). [تفسير ابن كثير: 5/ 473]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد للّه الّذي نجّانا من القوم الظّالمين}، كما قال: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين. وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون} [الزّخرف: 12-14]. وقد امتثل نوحٌ، عليه السّلام، هذا، كما قال تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها} [هودٍ:41]. فذكر الله تعالى عند ابتداء سيره وعند انتهائه، وقال تعالى: {وقل ربّ أنزلني منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين}). [تفسير ابن كثير: 5/ 473]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ} أي: إنّ في هذا الصّنيع -وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين- {لآياتٍ} أي: لحججًا ودلالاتٍ واضحاتٍ على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن اللّه تعالى، وأنّه تعالى فاعلٌ لما يشاء، وقادرٌ على كلّ شيءٍ، عليمٌ بكلّ شيءٍ.
وقوله: {وإن كنّا لمبتلين} أي: لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين). [تفسير ابن كثير: 5/ 473-474]

رد مع اقتباس