عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 03:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنّا به عالمين (51) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبينٍ (54) قالوا أجئتنا بالحقّ أم أنت من اللاعبين (55) قال بل ربّكم ربّ السّماوات والأرض الّذي فطرهنّ وأنا على ذلكم من الشّاهدين (56)}.
يخبر تعالى عن خليله إبراهيم، عليه السّلام، أنّه آتاه رشده من قبل، أي: من صغره ألهمه الحقّ والحجّة على قومه، كما قال تعالى: {وتلك حجّتنا آتيناها إبراهيم على قومه} [الأنعام:83]، وما يذكر من الأخبار عنه في إدخال أبيه له في السّرب، وهو رضيعٌ، وأنّه خرج به بعد أيامٍ، فنظر إلى الكوكب والمخلوقات، فتبصّر فيها وما قصّه كثيرٌ من المفسّرين وغيرهم -فعامّتها أحاديث بني إسرائيل، فما وافق منها الحقّ ممّا بأيدينا عن المعصوم قبلناه لموافقته الصّحيح، وما خالف شيئًا من ذلك رددناه، وما ليس فيه موافقةٌ ولا مخالفةٌ لا نصدقه ولا نكذبه، بل نجعله وفقًا، وما كان من هذا الضّرب منها فقد ترخّص كثيرٌ من السّلف في روايتها، وكثيرٌ من ذلك ما لا فائدة فيه، ولا حاصل له ممّا ينتفع به في الدّين. ولو كانت فيه فائدةٌ تعود على المكلّفين في دينهم لبيّنته هذه الشّريعة الكاملة الشّاملة. والّذي نسلكه في هذا التّفسير الإعراض عن كثيرٍ من الأحاديث الإسرائيليّة، لما فيها من تضييع الزّمان، ولما اشتمل عليه كثيرٌ منها من الكذب المروّج عليهم، فإنّهم لا تفرقة عندهم بين صحيحها وسقيمها كما حرّره الأئمّة الحفّاظ المتقنون من هذه الأمّة.
والمقصود هاهنا: أنّ اللّه تعالى أخبر أنّه قد آتى إبراهيم رشده، من قبل، أي: من قبل ذلك، وقوله: {وكنّا به عالمين} أي: وكان أهلًا لذلك). [تفسير ابن كثير: 5/ 347-348]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون} هذا هو الرّشد الّذي أوتيه من صغره، الإنكار على قومه في عبادة الأصنام من دون اللّه، عزّ وجلّ، فقال: {ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون} أي: معتكفون على عبادتها.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ الصّبّاح، حدّثنا أبو معاوية الضّرير، حدّثنا سعد بن طريفٍ، عن الأصبغ بن نباتة، قال: مرّ عليٌّ، على قومٍ يلعبون بالشّطرنج، فقال: ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون؟ لأن يمسّ أحدكم جمرًا حتّى يطفأ خيرٌ له من أن يمسّها).[تفسير ابن كثير: 5/ 348]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين}: لم يكن لهم حجّةٌ سوى صنيع آبائهم الضّلّال؛ ولهذا قال: {لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبينٍ} أي: الكلام مع آبائكم الّذين احتججتم بصنيعهم كالكلام معكم، فأنتم وهم في ضلالٍ على غير الطّريق المستقيم). [تفسير ابن كثير: 5/ 348]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فلمّا سفّه أحلامهم، وضلّل آباءهم، واحتقر آلهتهم {قالوا أجئتنا بالحقّ أم أنت من اللاعبين} يقولون: هذا الكلام الصّادر عنك تقوله لاعبًا أو محقًّا فيه؟ فإنّا لم نسمع به قبلك). [تفسير ابن كثير: 5/ 348]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال بل ربّكم ربّ السّماوات والأرض الّذي فطرهنّ} أي: ربّكم الّذي لا إله غيره، هو الّذي خلق السموات [والأرض] وما حوت من المخلوقات الّذي ابتدأ خلقهنّ، وهو الخالق لجميع الأشياء {وأنا على ذلكم من الشّاهدين} أي: وأنا أشهد أنّه لا إله غيره، ولا ربّ سواه). [تفسير ابن كثير: 5/ 348]

رد مع اقتباس