عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 07:27 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى منبّهًا على عظمته، وأنّه لا تنبغي العبادة إلّا له دون ما سواه من الأوثان، الّتي لا تخلق شيئًا بل هم يخلقون؛ ولهذا قال: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكّرون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 564]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ نبّههم على كثرة نعمه عليهم وإحسانه إليهم، فقال: {وإن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها إنّ اللّه لغفورٌ رحيمٌ} أي: يتجاوز عنكم، ولو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذّبكم لعذّبكم وهو غير ظالمٍ لكم، ولكنّه غفورٌ رحيمٌ، يغفر الكثير، ويجازي على اليسير.
وقال ابن جريرٍ: يقول: {إنّ اللّه لغفورٌ رحيمٌ} لما كان منكم من تقصيرٍ في شكر بعض ذلك، إذا تبتم وأنبتم إلى طاعته واتّباع مرضاته، {رحيمٌ} بكم أن يعذّبكم، [أي]: بعد الإنابة والتّوبة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 564]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه يعلم ما تسرّون وما تعلنون (19) والّذين يدعون من دون اللّه لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون (20) أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيّان يبعثون (21)}
يخبر تعالى أنّه يعلم الضّمائر والسّرائر كما يعلم الظّواهر، وسيجزي كلّ عاملٍ بعمله يوم القيامة، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 564]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر أنّ الأصنام الّتي يدعونها من دون اللّه لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون، كما قال الخليل: {أتعبدون ما تنحتون واللّه خلقكم وما تعملون} [الصّافّات: 95، 96]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 564]

تفسير قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أمواتٌ غير أحياءٍ} أي: هي جماداتٌ لا أرواح فيها فلا تسمع ولا تبصر ولا تعقل.
{وما يشعرون أيّان يبعثون} أي: لا يدرون متى تكون السّاعة، فكيف يرتجى عند هذه نفعٌ أو ثوابٌ أو جزاءٌ؟ إنّما يرتجى ذلك من الّذي يعلم كلّ شيءٍ، وهو خالق كل شيء). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 564]

تفسير قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلهكم إلهٌ واحدٌ فالّذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرةٌ وهم مستكبرون (22) لا جرم أنّ اللّه يعلم ما يسرّون وما يعلنون إنّه لا يحبّ المستكبرين (23)}
يخبر تعالى أنّه لا إله إلّا هو الواحد الأحد الفرد الصّمد، وأخبر أنّ الكافرين تنكر قلوبهم ذلك، كما أخبر عنهم متعجّبين من ذلك: {أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إنّ هذا لشيءٌ عجابٌ} [ص:5]، وقال تعالى: {وإذا ذكر اللّه وحده اشمأزّت قلوب الّذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الّذين من دونه إذا هم يستبشرون} [الزّمر:45].
وقوله: {وهم مستكبرون} أي: عن عبادة اللّه مع إنكار قلوبهم لتوحيده، كما قال: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} [غافرٍ:60]؛ ولهذا قال هاهنا: {لا جرم} أي: حقًّا {أنّ اللّه يعلم ما يسرّون وما يعلنون} أي: وسيجزيهم على ذلك أتمّ الجزاء، {إنّه لا يحبّ المستكبرين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 565]

رد مع اقتباس