عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:56 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأيّوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضّرّ} [الأنبياء: 83] قال قتادة: المرض.
وقال الحسن كقوله: {أنّي مسّني الشّيطان بنصبٍ وعذابٍ} [ص: 41] قال الحسن: إنّ إبليس قال: يا ربّ، هل من عبيدك عبدٌ إن سلطّتني عليه امتنع منّي؟ قال: نعم، عبدي أيّوب.
قال: فسلّطه عليه ليجهد جهده، ويضلّه بخباله وغروره فامتنع منه.
قال إبليس: يا ربّ، إنّه قد امتنع منّي، فسلّطني على ماله.
فسلّطه على ماله فجعل يهلك ماله صنفًا صنفًا ويأتيه فيقول: يا أيّوب هلك مالك في موضع كذا وكذا فيقول: الحمد للّه، اللّهمّ أنت أعطيته، وأنت أخذته منّي، إن تبق لي نفسي أحمدك على بلائك.
قال إبليس: يا ربّ إنّ أيّوب لا يبالي بماله، فسلّطني على جسده.
فسلّطه اللّه عليه فمكث سبع سنين وأشهرًا في العذاب حتّى وقعت الأكلة في جسده.
قال يحيى: وبلغني أنّ الدّودة كانت تقع من جسده فيردّها في مكانها ويقول: كلي ممّا رزقك اللّه.
قال الحسن: فدعا ربّه: {أنّي مسّني الشّيطان بنصبٍ وعذابٍ} [ص: 41] وقال في هذه الآية: {أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين} [الأنبياء: 83] فأوحى اللّه إليه أن: {اركض برجلك} [ص: 42] فركض برجله ركضةً وهو لا يستطيع القيام.
فإذا عينٌ فاغتسل منها، فأذهب اللّه تبارك وتعالى ظاهر دائه، ثمّ مشى على رجليه أربعين
[تفسير القرآن العظيم: 1/333]
ذراعًا، ثمّ قيل له: {اركض برجلك} [ص: 42] أيضًا، فركض برجله ركضةً أخرى، فإذا عينٌ، فشرب منها، فأذهب اللّه تبارك وتعالى باطن دائه، وردّ عليه أهله، وولده وأمواله من البقر، والغنم، والحيوان، وكلّ شيءٍ هلك بعينه.
ثمّ أبقاه اللّه فيها حتى وهب له من نسولها أمثالها، فهو قوله: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم} [ص: 43] قال قتادة: أحيا اللّه له أهله بأعيانهم، وأعطاه مثلهم معهم.
وقال الحسن: إنّ اللّه تبارك وتعالى أحيا ولد أيّوب بأعيانهم، وكانوا ماتوا قبل آجالهم تسليطًا من اللّه للشّيطان عليهم، فأحياهم اللّه، فوفّاهم آجالهم.
وإنّ اللّه تبارك وتعالى أبقاه فيهم حتّى أعطاه من نسولهم مثلهم.
وإنّ إبليس قال: يا أيّوب وهو يأتيه عيانًا، اذبح لي سخلةً من غنمك، قال: لا ولا كفًّا من ترابٍ.
- الصّلت بن دينارٍ، عن أبي عثمان النّهديّ قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ يقول: لا يبلغ عبدٌ الكفر والإشراك حتّى يذبح لغير اللّه، أو يصلّي لغير اللّه، أو يدعو غير اللّه.
وحدّثني أبو أميّة، عن الحسن قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى يحتجّ على النّاس يوم القيامة بثلاثةٍ من الأنبياء، فيجيء العبد فيقول: أعطيتني جمالًا في الدّنيا فأعجبت به، ولولا ذلك لعملت بطاعتك.
فيقول اللّه له تبارك وتعالى: الجمال الّذي أعطيت في الدّنيا أفضل أو الجمال الّذي أعطي يوسف؟ فيقول العبد: لا، الجمال الّذي أعطي يوسف.
فيقول اللّه: إنّ يوسف كان يعمل بطاعتي، فيحتجّ عليه بذلك.
ويأتي العبد فيقول: ابتليتني في الدّنيا، ولولا ذلك لعملت بطاعتك.
فيقول اللّه له: البلاء الّذي ابتليت به في الدّنيا أشدّ أو البلاء الّذي ابتلي به أيّوب؟ فيقول العبد: البلاء الّذي ابتلي به أيّوب.
فيقول اللّه له تبارك وتعالى: قد كان أيّوب يعمل بطاعتي، فيحتجّ عليه بذلك.
ويجيء العبد فيقول: أعطيتني ملكًا في الدّنيا فأعجبت به، ولولا ذلك لعملت بطاعتك.
فيقول اللّه تبارك وتعالى: الملك الّذي أعطيتك في الدّنيا أفضل أو الملك الّذي أعطي سليمان؟ فيقول العبد: الملك الّذي أعطي سليمان.
فيقول اللّه: قد كان سليمان يعمل بطاعتي، فيحتجّ اللّه عليه بذلك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/334]
وحدّثني أبو أميّة عن الحسن أنّ أيّوب لم يبلغه شيءٌ يقوله النّاس كان أشدّ عليه من قولهم: لو كان نبيًّا ما ابتلي بالّذي ابتلي به.
فدعا اللّه فقال: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي لم أعمل حسنةً في العلانية إلا عملت في الشّرّ مثلها فاكشف ما بي من ضرٍّ وأنت أرحم الرّاحمين.
فاستجاب اللّه له، فوقع ساجدًا، وأمطر عليه فراش الذّهب فجعل يلتقطه ويجمعه). [تفسير القرآن العظيم: 1/335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(والضُّرّ: الشدة والبلاء ... ومنه المرض، كقول أيوب عليه السّلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ}،

{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا}). [تأويل مشكل القرآن: 483]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأيّوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين}
(أيّوب) منصوب على معنى واذكر أيّوب). [معاني القرآن: 3/401]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين} [الأنبياء: 84] يعني أنّ الّذي كان ابتلي به أيّوب لم يكن من هوانه على اللّه، ولكنّ اللّه تبارك وتعالى أراد كرامته بذلك وجعل ذلك عزاءً للعابدين بعده فيما يبتلون به، وهو قوله عزّ وجلّ: {وذكرى للعابدين} [الأنبياء: 84] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/335]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وآتيناه أهله ومثلهم مّعهم...}

ذكر أنه كان لأيّوب سبعة بنين وسبع بناتٍ فماتوا في بلائه. فلمّا كشفه الله عنه أحيا الله له بنيه وبناته، وولد له بعد ذلك مثلهم.
فذلك قوله: {أهله ومثلهم مّعهم رحمةً} فعلنا ذلك رحمةً). [معاني القرآن: 2/209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرّ وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}
أكثر التفاسير أن اللّه - جل ثناؤه - أحيا من مات من بنيه وبناته ورزقه مثلهم من الولد، وقيل {آتيناه أهله ومثلهم معهم} آتيناه في الآخرة). [معاني القرآن: 3/401]

تفسير قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلٌّ من الصّابرين} [الأنبياء: 85]
- سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ الأشعريّ قال: إنّ ذا الكفل لم يكن نبيًّا ولكنّه كان عبدًا صالحًا، تكفّل بعمل رجلٍ صالحٍ عند موته كان يصلّي للّه كلّ يومٍ مائة صلاةٍ فأحسن اللّه عليه الثّناء.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: إنّ ذا الكفل كان رجلًا صالحًا وليس بنبيٍّ، تكفّل لنبيٍّ بأن يكفل له أمر قومه، ويقيمه لهم، ويقضي بينهم بالعدل). [تفسير القرآن العظيم: 1/335]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلّ من الصّابرين}

هذا كله منصوب على (واذكر).
يقال إن ذا الكفل سمي بهذا الاسم لأنه تكفل بأمر نبّيّ في أمّته فقام بما يجب فيهم وفيه، ويقال إنه تكفل بعمل رجل صالح فقام به، والكفل في اللغة الكساء الذي يجعل وراء الرّحل على عجز البعير، وقيل الكفل أيضا النصيب،
قال اللّه عزّ وجلّ: {يؤتكم كفلين من رحمته} ). [معاني القرآن: 3/402-401]

تفسير قوله تعالى: {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأدخلناهم في رحمتنا} [الأنبياء: 86] يعني الجنّة.
{إنّهم من الصّالحين} [الأنبياء: 86] والصّالحون هم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/335]

رد مع اقتباس