عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولو أنّ للّذين ظلموا} وهم المشركون، {ما في الأرض جميعًا ومثله معه} أي: ولو أنّ جميع ملك الأرض وضعفه معه {لافتدوا به من سوء العذاب} أي: الّذي أوجبه اللّه لهم يوم القيامة، ومع هذا لا يتقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهبًا، كما قال في الآية الأخرى: {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} أي: وظهر لهم من اللّه من العذاب والنّكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 104]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وبدا لهم سيّئات ما كسبوا} أي: وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدّار الدّنيا من المحارم والمآثم، {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} أي: وأحاط بهم من العذاب والنّكال ما كانوا يستهزئون به في الدّار الدنيا). [تفسير ابن كثير: 7/ 104]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإذا مسّ الإنسان ضرٌّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا قال إنّما أوتيته على علمٍ بل هي فتنةٌ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (49) قد قالها الّذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيّئات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51) أولم يعلموا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون (52)}.
يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان أنّه في حال الضّرّاء يضرع إلى اللّه، عزّ وجلّ، وينيب إليه ويدعوه، وإذا خوّله منه نعمةً بغى وطغى، وقال: {إنّما أوتيته على علمٍ} أي: لما يعلم اللّه من استحقاقي له، ولولا أنّي عند اللّه تعالى خصّيصٌ لما خوّلني هذا!
قال قتادة: {على علمٍ عندي} على خيرٍ عندي.
قال اللّه عزّ وجلّ: {بل هي فتنةٌ} أي: ليس الأمر كما زعموا، بل [إنّما] أنعمنا عليه بهذه النّعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه، أيطيع أم يعصي؟ مع علمنا المتقدّم بذلك، فهي فتنةٌ أي: اختبارٌ، {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} فلهذا يقولون ما يقولون، ويدعون ما يدعون). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قد قالها الّذين من قبلهم} أي: قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزّعم وادّعى هذه الدّعوى، كثيرٌ ممّن سلف من الأمم {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} أي: فما صحّ قولهم ولا منعهم جمعهم وما كانوا يكسبون). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء} أي: من المخاطبين {سيصيبهم سيّئات ما كسبوا} أي: كما أصاب أولئك، {وما هم بمعجزين} كما قال تعالى مخبرًا عن قارون أنّه قال له قومه: {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} [القصص:76-78]، وقال تعالى: {وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن بمعذّبين} [سبأٍ:35]). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أولم يعلموا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر} أي: يوسّعه على قومٍ ويضيّقه على آخرين، {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} أي: لعبرا وحججا). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

رد مع اقتباس