عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 11:11 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى النفخ في الصور ليصعق الأحياء من أهل الدنيا والسماء، وفي بعض الأحاديث من طريق أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قبل هذه الصعقة صعقة الفزع، ولم تتضمنها هذه الآية. و[صعق] في هذه الآية معناه: خر ميتا، و"الصور": القرن، ولا يتصور هنا غير هذا، ومن يقول: الصور جمع صورة فإنما يتوجه قوله في نفخة البعث. وقرأ قتادة: [ونفخ في الصور] بفتح الواو، وهي جمع صورة.
وقوله: {إلا من شاء الله}، قال السدي؛ استثنى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، ثم أماتهم بعد هذه الحال، وروي ذلك عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: استثنى الأنبياء، وقال ابن جبير: استثنى الشهداء. وقوله تعالى: {ثم نفخ فيه أخرى} هي نفخة البعث، وروي أن بين النفختين أربعين، لا يدري أبو هريرة: سنة أو يوما أو شهرا أو ساعة. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 7/ 412]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون * ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون * وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين * قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين}
"أشرقت معناه: أضاءت وعظم نورها، يقال: شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت. وقرأ ابن عباس، وعبيد بن عمير: "وأشرقت" بضم الهمزة وكسر الراء، وهذا إنما يترتب من فعل يتعدى، فهذا على أن يقال: أشرق البيت، وأشرقه السراج، فيكون الفعل متجاوزا أو غير متجاوز بلفظ واحد، كرجع ورجعته، ووقف ووقفته، ومن المتعدي من ذلك يقال: أشرقت الأرض، و"الأرض" في هذه الآية: الأرض المبدلة من الأرض المعروفة.
وقوله: {بنور ربها} إضافة خلق إلى خالق، أي: بنور الله تعالى. و"الكتاب": كتاب حساب الخلائق، ووحده على اسم الجنس; لأن كل أحد له كتاب على حدة. وقالت فرقة: وضع اللوح المحفوظ. وهذا شاذ، وليس فيه معنى التوعد وهو مقصد الآية.
وقوله: {وجيء بالنبيين} أي: استشهدوا على أممهم، وقوله تعالى: "والشهداء" قيل: هو جمع شاهد، والمراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين جعلهم الله شهداء على الناس، وقال السدي: الشهداء: جمع شهيد في سبيل الله، وهذا أيضا يزول عنه معنى التوعد، ويحتمل أن يريد بقوله: {والشهداء} الأنبياء أنفسهم، فيكون من عطف الصفة على الصفة بالواو، كما تقول: جاء زيد الكريم والعاقل. وقال زيد بن أسلم: الشهداء: الحفظة.
والضمير في قوله تعالى: "بينهم" عائد على العالم بأجمعه إذ الآية تدل عليهم. وقوله تعالى: {وهم لا يظلمون} معناه: لا يوضع شيء من أمورهم غير موضعه).[المحرر الوجيز: 7/ 413]

تفسير قوله تعالى: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ووفيت كل نفس ما عملت} معناه: جوزيته مكملا، وفي هذا وعيد صرح عنه قوله سبحانه: {وهو أعلم بما يفعلون}).[المحرر الوجيز: 7/ 414]

رد مع اقتباس