عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 11:02 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "أفغير" منصوب بـ"أعبد"، كأنه قال: أفغير الله أعبد فيما تأمروني؟ ويجوز أن يكون نصبه بـ"تأمروني" على إسقاط "أن"، تقديره أفغير الله تأمروني أن أعبد. وقرأت فرقة: [تأمرونني] بنونين، وهذا هو الأصل، وقرأ ابن كثير: بنون مشددة مكسورة وياء مفتوحة. وقرأ ابن عامر بنون خفيفة مكسورة وياء ساكنة، وهذا على حذف النون الواحدة، وهي الموطئة لياء المتكلم، ولا يجوز حذف النون الأولى، وهو لحن لأنها علامة رفع الفعل، وفتح نافع الياء على الحذف فقرأ: "تأمروني"، وقرأ الباقون بشد النون وبسكون الياء). [المحرر الوجيز: 7/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد أوحي إليك} الآية، قالت فرقة: في الآية تقديم وتأخير، كأنه قال: "ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك وإلى الذين من قبلك"، وقالت فرقة: الآية على وجهها، المعنى: ولقد أوحي إلى كل نبي لئن أشركت ليحبطن عملك، و"حبط": معناه: بطل وسقط. وبهذه الآية بطلت أعمال المرتد من صلاته وحجه وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 7/ 410]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين * وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون * ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}
المكتوبة: منصوبة بقوله تعالى: "فاعبد"). [المحرر الوجيز: 7/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} معناه: وما عظموا الله حق عظمته، ولا وصفوه بصفاته، ولا نفوا عنه ما لا يليق به.
واختلف الناس في المعنى بالضمير في قوله سبحانه: "قدروا"، قال ابن عباس رضي الله عنهما: نزل ذلك في كفار قريش الذين كانت هذه الآيات كلها محاورة لهم وردا عليهم. وقالت فرقة: نزلت الآية في قوم من اليهود، تكلموا في صفات الله تعالى وجلاله فألحدوا وجسموا وأتوا كل تخليط، فنزلت الآية فيهم. وفي الحديث أنه جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إليه، فقال له النبي عليه السلام: حدثنا، قال: إن الله عز وجل إذا كان يوم القيامة جعل السماوات على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والماء والشجر على أصبع، وجميع الخلائق على أصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا له، ثم قرأ هذه الآية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فرسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل بالآية وقد كانت نزلت، وقوله في الحديث: "تصديقا له"، أي في أنه لم يقل إلا ما رأى في كتب اليهود، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر المعنى لأن التجسيم فيه ظاهر، [واليهود معروفون باعتقاده، ولا يحسنون حمله على تأويله من أن الأصبع عبارة عن القدرة، أو من أنها أصبع خلق يخلقه لذلك، ويعضدها تنكير الأصبع].
وروى سعيد بن المسيب أن سبب نزول الآية أن طائفة من اليهود جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، هذا الله خلق الأشياء، فمن خلق الله؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وساورهم فنزلت الآية، وقرأ جمهور الناس: "قدره" بسكون الدال، وقرأ الأعمش بفتحها، وقرأ أبو حيوة، وعيسى بن عمر، والحسن، وأبو نوفل: "وما قدروا" بشد الدال "حق قدره" بفتحها.
وقوله تعالى: {والأرض جميعا قبضته} معناه: في قبضته، وقال ابن عمر ما معناه: إن الأرض في قبضة اليد الواحدة، والسماوات مطويات باليمين الأخرى; لأنه كلتا يديه يمين، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الأرض جميعا قبضته والسماوات وكل ذلك بيمينه. وقرأ عيسى بن عمر: [مطويات] بكسر التاء المنونة، والناس على رفعها.
وعلى كل وجه، فاليمين هنا والقبضة وكل ما ورد. عبارة عن القدرة والقوة، وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل، وما ذهب إليه القاضي من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف. وبحسب ما يختلج في النفوس التي لم يصنها العلم قال: {سبحانه وتعالى عما يشركون}، أي: هو منزه عن جميع الشبه التي لا تليق به). [المحرر الوجيز: 7/ 410-412]

رد مع اقتباس