عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:56 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم خاطب تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بخبر يراه يوم القيامة من حالة الكفار، في ضمن هذا الخبر وعيد لمعاصري محمد صلوات الله وسلامه عليه، وقوله: [ترى] هو من رؤية العين، وكذبهم على الله: هو في أن جعلوا لله البنات والصاحب، وشرعوا ما لم يأذن به الله، إلى غير ذلك. وقوله: {وجوههم مسودة} جملة في موضع الحال، وظاهر الآية أن لون وجوههم يتغير، وتسود حقيقة، ويحتمل أن يكون في العبارة تجوز، وعبر بالسواد عن اربداد وجوههم وغالب همهم وظاهر كآبتهم، و"مثوى": موضع الثواء والإقامة، و"المتكبر": رافع نفسه إلى فوق حقه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكبر سفه الحق وغمط الناس" أي احتقارهم).[المحرر الوجيز: 7/ 407-408]

تفسير قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون * الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل * له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون * قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون * ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}
ذكر الله تعالى حالة المتقين ونجاتهم ليعادل بذلك ما تقدم من ذكر الكفرة، وفي ذلك ترغيب في حالة المتقين; لأن الأشياء تتبين بأضدادها. وقرأ جمهور القراء: [بمفازتهم] وذلك على اسم الجنس، وهو مصدر من الفوز، وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: [بمفازاتهم] على الجمع، من حيث النجاة لأنواع، ولأسباب مختلفة، وهي قراءة الحسن، والأعرج، وأبي عبد الرحمن، والأعمش. وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وينجي الله الذين اتقوا بأسباب أو بدواعي مفازتهم. قال السدي: "بمفازتهم" بفضائلهم، وقال ابن زيد: بأعمالهم). [المحرر الوجيز: 7/ 408]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {الله خالق كل شيء} كلام مستأنف دال على الوحدانية، وهو عموم معناه الخصوص، و"الوكيل": القائم على الأمر، الزعيم بإكماله وتتميمه). [المحرر الوجيز: 7/ 408]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المقاليد": المفاتيح، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما، واحدها: مقلاد، مثل مفتاح، وفي كتاب الزهراوي: واحد المقاليد: إقليد، وهذه استعارة، كما تقول: بيدك يا فلان مفتاح هذا الأمر; إذا كان قديرا على السعي فيه، وقال السدي: المقاليد: الخزائن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه عبارة غير جيدة، ويشبه أن يقول قائل: المقاليد إشارة إلى الخزائن أو دالة عليها فيسوغ هذا القول، كما أن الخزائن أيضا في جهة الله إنما تجيء استعارة، بمعنى: اتساع قدرته، وأنه يبتدع ويخترع، ويشبه أن يقال فيما قد أوجد من المخلوقات كالماء والنار وغير ذلك: إنها في خزائنه سبحانه، وهذا كله تجوز على جهة التقريب والتفهيم للسامعين، وقد ورد القرآن بذكر الخزائن، ووقعت في الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم: "وما فتح الليلة من الخزائن"، والحقيقة في هذا غير بعيدة، لكنه ليس باختزان حاجة ولا قلة قدرة كما هو اختزان البشر. وقال عثمان رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مقاليد السماوات والأرض فقال: "لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"). [المحرر الوجيز: 7/ 408-409]

رد مع اقتباس