عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 05:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}
أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام في هذه الآية بأن يصدع للكفار فيما أمر به من عبادة ربه تعالى.
وقوله: {وأمرت لأن أكون}، أي: وأمرت بهذا الذي ذكرت لكي أكون أول من أسلم من أهل عصري وزمني، فهذه نعمة من الله تعالى عليه، وتنبيه منه له.
وقوله: {إني أخاف إن عصيت} فعل معلق بشرط وهو العصيان، وقد علم أنه عليه الصلاة والسلام معصوم منه، ولكنه خطاب لأمته، يعمهم حكمه ويخيفهم وعيده.
وقوله: {قل الله أعبد} تأكيد للمعنى الأول، وإعلام بامتثاله للأمر، وهذا كله نزل قبل القتال; لأنها موادعات). [المحرر الوجيز: 7/ 382]

تفسير قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {فاعبدوا ما شئتم من دونه} صيغة أمر على جهة التهديد، كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم}، وقوله تعالى: {تمتع بكفرك}، وهذا كثير. الذين خسروا أنفسهم في موضع رفع خبر لـ"إن"، قوله "وأهليهم" قيل: معناه أنهم خسروا الأهل الذي كان يكون لهم لو كانوا من أهل الجنة، فهذا كما لو قال: خسروا أنفسهم ونعيمهم، أي الذي كان يكون لهم. وقيل: أراد الأنفس والأهلين الذين كانوا في الدنيا; لأنهم صاروا في عذاب النار، ليس لهم نفوس مستقرة، ولا بدل من أهل الدنيا، ومن في الجنة قد صار له إما أهله وإما غيرهم، على الاختلاف فيما يؤثر في ذلك، فهو على كل حال لا خسران معه البتة). [المحرر الوجيز: 7/ 382-383]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون * والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}
هذه صفة حال أهل جهنم، و"الظلة": ما غشي وغم كالسحابة وسقف البيت ونحوه، فأما ما فوقهم فكونه ظلة بين، وأما ما تحتهم، فقالت فرقة: سمي ظلة لأنه يتلهب، ويصعد مما تحتهم شيء كثير ولهب حتى يكون ظلة، فلو لم يكن فوقهم شيء لكفى فرع الذي تحتهم في أن يكون ظلة، وقالت فرقة: جعل ما تحتهم ظلة، لأنه فوق آخرين، وهكذا هي حالهم إلا الطبقة الأخيرة التي في القعر.
وقوله: "عباده" يريد جميع العالم، خوفهم الله النار وحذرهم منها، فمن هدي وآمن نجا، ومن كفر حصل فيما خوف منه. واختلفت القراءة في قوله: {يا عباد}، وقد تقدم نظيره). [المحرر الوجيز: 7/ 383]