عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم} أي: إن كان شقّ عليك إعراضهم عنك {فإن استطعت أن تبتغي نفقًا في الأرض أو سلّمًا في السّماء} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: النّفق: السّرب، فتذهب فيه {فتأتيهم بآيةٍ} أو تجعل لك سلّمًا في السّماء فتصعد فيه فتأتيهم بآيةٍ أفضل ممّا آتيتهم به، فافعل.
وكذا قال قتادة، والسّدّي، وغيرهما.
وقوله: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين} كما قال تعالى: {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعًا [أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين]} [يونس: 99]، قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} قال: إنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يحرص أن يؤمن جميع النّاس ويتابعوه على الهدى، فأخبر اللّه أنّه لا يؤمن إلّا من قد سبق له من اللّه السّعادة في الذّكر الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 252-253]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون} أي: إنّما يستجيب لدعائك يا محمّد من يسمع الكلام ويعيه ويفهمه، كقوله: {لينذر من كان حيًّا ويحقّ القول على الكافرين} [يس: 70]، وقوله: {والموتى يبعثهم اللّه} يعني: بذلك الكفّار؛ لأنّهم موتى القلوب، فشبّههم اللّه بأموات الأجساد فقال: {والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون} وهذا من باب التّهكّم بهم، والازدراء عليهم). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 253]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وقالوا لولا نزل عليه آيةٌ من ربّه قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (37) وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثمّ إلى ربّهم يحشرون (38) والّذين كذّبوا بآياتنا صمٌّ وبكمٌ في الظّلمات من يشأ اللّه يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيمٍ (39)}
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين أنّهم كانوا يقولون: {لولا نزل عليه آيةٌ من ربّه} أي: خارقٌ على مقتضى ما كانوا يريدون، وممّا يتعنّتون كما قالوا: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} الآيات [الإسراء: 90].
{قل إنّ اللّه قادرٌ على أن ينزل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} أي: هو تعالى قادرٌ على ذلك، ولكنّ حكمته تعالى تقتضي تأخير ذلك؛ لأنّه لو أنزلها وفق ما طلبوا ثمّ لم يؤمنوا، لعاجلهم بالعقوبة، كما فعل بالأمم السّالفة، كما قال تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا} [الإسراء: 59]، وقال تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السّماء آيةً فظلّت أعناقهم لها خاضعين} [الشّعراء: 4]). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 253]


رد مع اقتباس