عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 12:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ولو ترى إذ وقفوا على النّار فقالوا يا ليتنا نردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين (27) بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون (28) وقالوا إن هي إلا حياتنا الدّنيا وما نحن بمبعوثين (29) ولو ترى إذ وقفوا على ربّهم قال أليس هذا بالحقّ قالوا بلى وربّنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30)}
يذكر تعالى حال الكفّار إذا وقفوا يوم القيامة على النّار، وشاهدوا ما فيها من السّلاسل والأغلال، ورأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال، فعند ذلك قالوا: {يا ليتنا نردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين} يتمنّون أن يردّوا إلى الدّار الدّنيا، ليعملوا عملًا صالحًا، ولا يكذّبوا بآيات ربّهم ويكونوا من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 248]


تفسير قوله تعالى: {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال تعالى: {بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل} أي: بل ظهر لهم حينئذٍ ما كانوا يخفون في أنفسهم من الكفر والتّكذيب والمعاندة، وإن أنكروها، في الدّنيا أو في الآخرة، كما قال قبل هذا بيسيرٍ {ثمّ لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم}
ويحتمل أنّهم ظهر لهم ما كانوا يعلمونه من أنفسهم من صدق ما جاءت به الرّسل في الدّنيا، وإن كانوا يظهرون لأتباعهم خلافه، كما قال تعالى مخبرًا عن موسى أنّه قال لفرعون: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السّماوات والأرض بصائر ... الآية} [الإسراء: 102]. قال تعالى مخبرًا عن فرعون وقومه: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} [النّمل: 14].
ويحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المنافقين الّذين كانوا يظهرون للنّاس الإيمان ويبطنون الكفر، ويكون هذا إخبارًا عمّا يكون يوم القيامة من كلام طائفةٍ من الكفّار، ولا ينافي هذا كون هذه السّورة مكّيّةً، والنّفاق إنّما كان من بعض أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فقد ذكر اللّه وقوع النّفاق في سورةٍ مكّيّةٍ وهي العنكبوت، فقال: {وليعلمنّ اللّه الّذين آمنوا وليعلمنّ المنافقين} [العنكبوت: 11]؛ وعلى هذا فيكون إخبارًا عن حال المنافقين في الدّار الآخرة، حين يعاينون العذاب يظهر لهم حينئذ غبّ ما كانوا يبطنون من الكفر والشّقاق والنّفاق، واللّه أعلم.
وأمّا معنى الإضراب في قوله: {بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل} فهم ما طلبوا العود إلى الدّنيا رغبةً ومحبّةً في الإيمان، بل خوفًا من العذاب الّذي عاينوه جزاء ما كانوا عليه من الكفر، فسألوا الرّجعة إلى الدّنيا ليتخلّصوا ممّا شاهدوا من النّار؛ ولهذا قال: {ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون} أي: في تمنّيهم الرّجعة رغبةً ومحبّةً في الإيمان.
ثمّ قال مخبرًا عنهم: إنّهم لو ردّوا إلى الدّار الدّنيا، لعادوا لما نهوا عنه من الكفر والمخالفة {وإنّهم لكاذبون} أي: في قولهم: {يا ليتنا نردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 248-249]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
({وقالوا إن هي إلا حياتنا الدّنيا وما نحن بمبعوثين} أي: لعادوا لما نهوا عنه، إنّهم لكاذبون ولقالوا: {إن هي إلا حياتنا} أي: ما هي إلّا هذه الحياة الدّنيا، ثمّ لا معاد بعدها؛ ولهذا قال: {وما نحن بمبعوثين} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 249]


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال {ولو ترى إذ وقفوا على ربّهم} أي: أوقفوا بين يديه قال: {أليس هذا بالحقّ} أي: أليس هذا المعاد بحقٍّ وليس بباطلٍ كما كنتم تظنّون؟ {قالوا بلى وربّنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} أي: بما كنتم تكذّبون به، فذوقوا اليوم مسّه {أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون} [الطّور: 15] ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 249]


رد مع اقتباس