عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:40 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل يا محمّد لمشركي قومك، الدّاعيك إلى عبادة الأوثان: {أفغير اللّه} أيّها الجاهلون باللّه {تأمرونّي} أن {أعبد} ولا تصلح العبادة لشيءٍ سواه.
واختلف أهل العربيّة في العامل، في قوله {أفغير} النّصب؛ فقال بعض نحويّي البصرة: قيل: {أفغير اللّه تأمرونّي} يريد: أفغير اللّه أعبد، تأمرونّي؟! كأنّه أراد الإلغاء، واللّه أعلم، كما تقول: ذهب فلأنٌ يدري، جعله على معنى فما يدري. وقال بعض نحويّي الكوفة: غير منتصبةٌ بـ(أعبد)، وأن تحذف وتدخل؛ لأنّها علمٌ للاستقبال، كما تقول: أريد أن أضرب، وأريد أضرب، وعسى أن أضرب، وعسى أضرب، فكانت في طلبها الاستقبال، كقولك: زيدًا سوف أضرب، فلذلك حذفت وعمل ما بعدها فيما قبلها، ولا حاجة بنا إلى اللّغو). [جامع البيان: 20/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 64 - 66.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء ويطأون عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك فدلوه قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي فجاء الوحي (قل يا أيها الكافرون) (الكافرون الآية 1) إلى آخر السورة وأنزل الله عليه {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} ). [الدر المنثور: 12/690]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: إياك وأجدادك يا محمد، فأنزل الله {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} إلى قوله {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} ). [الدر المنثور: 12/690-691]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد أوحي إليك وإلى الّذين من قبلك} يقول تعالى ذكره: ولقد أوحى إليك يا محمّد ربّك، وإلى الّذين من قبلك من الرّسل {لئن أشركت ليحبطنّ عملك} يقول: لئن أشركت باللّه شيئًا يا محمّد، ليبطلنّ عملك، ولا تنال به ثوابًا، ولا تدرك جزاءً إلاّ جزاء من أشرك باللّه، وهذا من المؤخّر الّذي معناه التّقديم؛ ومعنى الكلام: ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطنّ عملك، ولتكوننّ من الخاسرين، وإلى الّذين من قبلك، بمعنى: وإلى الّذين من قبلك من الرّسل من ذلك، مثل الّذي أوحي إليك منه، فاحذر أن تشرك باللّه شيئًا فتهلك.
ومعنى قوله: {ولتكوننّ من الخاسرين} ولتكوننّ من الهالكين بالإشراك باللّه إن أشركت به شيئًا). [جامع البيان: 20/244]

تفسير قوله تعالى: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل اللّه فاعبد وكن من الشّاكرين (66) وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تعبد ما أمرك به هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد بعبادته، بل اللّه فاعبد دون كلّ ما سواه من الآلهة والأوثان والأنداد {وكن من الشّاكرين} للّه على نعمته عليك بما أنعم من الهداية لعبادته، والبراءة من عبادة الأصنام والأوثان ونصب اسم اللّه بقوله {فاعبد} وهو بعده، لأنّه ردّ الكلام، ولو نصب بمضمرٍ قبله، إذا كانت العرب تقول: زيدٌ فليقم، وزيدًا فليقم رفعًا ونصبًا، الرّفع على: فلينظر زيدٌ فليقم، والنّصب على: انظروا زيدًا فليقم - كان صحيحًا جائزًا). [جامع البيان: 20/244]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا عنبسة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قال: قلت: لا، قال: أجل، والله ما تدري، إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا، تجري فيه أودية القيح والدم، قال: قلت: لها أنهار؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال: أتدري ما سعة جهنم؟ قال: قلت: لا، قال: أجل، والله ما تدري، حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} [سورة الزمر: 67] قالت: فأين الناس يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: «على جسر جهنم» ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 580-581]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي في قوله مطويات بيمينه قال إذا كان يوم القيامة طوى الله السماوات بيمينه والأرض قبضته ثم يقول لي الملك أين ملوك الأرض). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أن أبا هريرة قال إن النبي قال يمين الله ملئ لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيت ما أنفق منذ خلق الله لسماوات والأرض فإنه لن ينقص مما عنده شيء وبيده الميزان قال معمر قال غيره الغيض يخفض ويرفع وعرشه على الماء). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67]
- حدّثنا آدم، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّا نجد: أنّ اللّه يجعل السّموات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، وسائر الخلائق على إصبعٍ، فيقول أنا الملك، فضحك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {وما قدروا اللّه حقّ قدره، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسّموات مطويّاتٌ بيمينه، سبحانه وتعالى عمّا يشركون} ). [صحيح البخاري: 6/126]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله تعالى وما قدروا اللّه حقّ قدره)
ذكر فيه حديث عبد اللّه وهو بن مسعودٍ
- قال جاء حبرٌ بفتح المهملة وبكسرها أيضًا ولم أقف على اسمه قوله إنّا نجد أن الله يجعل السّماوات على إصبعٍ الحديث يأتي شرحه في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى قال بن التّين تكلّف الخطّابيّ في تأويل الإصبع وبالغ حتّى جعل ضحكه صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وإنكارًا لما قال الحبر وردّ ما وقع في الرّواية الأخرى فضحك صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا بأنّه على قدر ما فهم الرّاوي قال النّوويّ وظاهر السّياق أنّه ضحك تصديقًا له بدليل قراءته الآية الّتي تدلّ على صدق ما قال الحبر والأولى في هذه الأشياء الكفّ عن التّأويل مع اعتقاد التّنزيه فإنّ كلّ ما يستلزم النّقص من ظاهرها غير مراد وقال بن فوركٍ يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات وما ورد في بعض طرقه أصابع الرّحمن يدلّ على القدرة والملك قوله حتّى بدت نواجذه أي أنيابه وليس ذلك منافيًا للحديث الآخر أنّ ضحكه كان تبسّمًا كما سيأتي في تفسير الأحقاف). [فتح الباري: 8/551]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وما قدروا الله حقّ قدره} (الزمر: 67)
أي: هذا باب في بيان قوله عز وجل: وليس في بعض النّسخ لفظ: باب. قوله: {وما قدروا الله} أي: ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به.
- حدّثنا آدم حدّثنا شيبان عن منصورٍ عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمّد إنّا نجد أنّ الله يجعل السّماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشّجر على إصبع والماء والثّرى على إصبعٍ وسائر الخلائق على إصبعٍ فيقول أنا الملك فضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حقّ قدره} (الزمر: 67) ..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وآدم هو ابن أبي إياس عبد الرّحمن، وشيبان هو ابن عبد الرّحمن، ومنصور هو ابن المعتمر، وإبراهيم هو النّخعيّ، وعبيدة بفتح العين وكسر الباء الموحدة: السّلماني، وعبد الله هو ابن مسعود.
والحديث أخرجه البخاريّ أيضا في التّوحيد عن عثمان وعن مسدّد. وأخرجه مسلم في التّوبة عن أحمد بن يونس. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن بندار. وأخرجه النّسائيّ عن إسحاق بن إبراهيم به وعن غيره.
قوله: (حبر) بفتح الحاء وكسرها، و: العالم، بالفتح وما يكتب به بالكسر. قوله: (على إصبع) المراد منه القدرة، وقال ابن فورك: المراد به هنا إصبع بعض مخلوقاته، وهو غير ممتنع، وقال محمّد ابن شجاع الثّلجي: يحتمل أن يكون خلق خلقه الله تعالى يوافق اسمه اسم الإصبع، وما ورد في بعض الرّوايات من أصابع الرّحمن يؤول بالقدرة أو الملك، وقال الخطابيّ: الأصل في الإصبع ونحوها أن لا يطلق على الله إلاّ أن يكون بكتاب أو خبر مقطوع بصحّته، فإن لم يكونا فالتوقف عن الإطلاق واجب، وذكر الأصابع لم يوجد في الكتاب ولا في السّنة القطعية، وليس معنى اليد في الصّفات بمعنى الجارحة حتّى يتوهّم من ثبوتها ثبوت الإصبع، وقد روى هذا الحديث كثير من أصحاب عبد الله من طريق عبيدة فلم يذكروا فيه تصديقًا لقول الحبر، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذبوهم) ، والدّليل على أنه لم ينطق فيه بحرف تصديقًا له وتكذيباً، وإنّما ظهر منه الضحك المخيل للرضاء مرّة، وللتعجب والإنكار أخرى، وقول من قال: إنّما ظهر منه الضحك تصديقًا للحبر ظن منه، والاستدلال في مثل هذا الأمر الجليل غير جائز، ولو صحّ الخبر لا بد من التّأويل بنوع من المجاز، وقد يقول الإنسان في الأمر الشاق إذا أضيف إلى الرجل القوي المستقل المستظهر إنّه يعمله بإصبع أو بخنصر ونحوه، يريد الاستظهار في القدرة عليه والاستهانة به، فعلم أن ذلك من تحريف اليهوديّ، فإن ضحكه صلى الله عليه وسلم إنّما كان على معنى التّعجّب والتكبر له، وقال التّميمي تكلّف الخطابيّ فيه، وأتى في معناه ما لم يأت به السّلف، والصّحابة كانوا أعلم بما رووه، وقالوا: إنّه ضحك تصديقًا له، وثبت في السّنة الصّحيحة: (ما من قلب إلّا وهو بين إصبعين من أصابع الرّحمن) ، وقال الكرماني: الأمة في مثلها طائفتان مفوضة ومؤولة واقفون على قوله: {وما يعلم تأويله إلّا الله} (آل عمران: 7) وقال النّوويّ، رحمه الله: وظاهر السّياق يدل على أنه ضحك تصديقًا بدليل قراءته الآية الّتي تدل على صحة ما قال الحبر. قوله: (نواجذه) ، بالنّون والجيم والذال المعجمة، وقال الأصمعي: هي الأضراس كلها لا أقصى الأسنان، والأحسن ما قاله ابن الأثير: النواجذ من الإنسان الضواحك، وهي الّتي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنّها أقصى الأسنان، والمراد الأول لأنّه صلى الله عليه وسلم، ما كان يبلغ به الضحك حتّى يبدو آخر أضراسه، كيف وقد جاء في صفة ضحكه: (جلّ ضحكه التبسم) ، وإن أريد بها الأواخر فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في الضحك من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك، وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان). [عمدة القاري: 19/143-144]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}
(باب قوله: {وما قدروا الله حق قدره}) [الزمر: 67] أي ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره وسقط باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا آدم حدّثنا شيبان عن منصورٍ عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد اللّه -رضي الله عنه- قال: جاء حبرٌ من الأحبار إلى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: يا محمّد، إنّا نجد أنّ اللّه يجعل السّموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، وسائر الخلائق على إصبعٍ، فيقول: أنا الملك. فضحك النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتّى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثمّ قرأ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67]. [الحديث 4811 - أطرافه في: 7414، 7415، 7451، 7513].
وبه قال: (حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال: (حدّثنا شيبان) بن عبد الرحمن (عن منصور) هو ابن المعتمر (عن إبراهيم) النخعي (عن عبيدة) بفتح العين وكسر الموحدة السلماني (عن عبد الله) بن مسعود (-رضي الله عنه-) أنه (قال: جاء حبر) بفتح الحاء المهملة (من الأحبار) عالم من علماء اليهود قال الحافظ ابن حجر لم أقف على أسمه (إلى رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: يا محمد إنّا نجد) أي في التوراة (أن الله يجعل السماوات على إصبع) وفي رواية مسدّد عن يحيى عن سفيان عن منصور في التوحيد أن الله يمسك بدل يجعل (والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء على إصبع وسائر الخلائق على إصبع) وفي بعض النسخ والماء على إصبع والثرى على إصبع وسقط في بعضها والماء على إصبع (فيقول: أنا الملك) المتفرّد بالملك (فضحك النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتى بدت نواجذه) بالجيم والذال المعجمة أي أنيابه وهي الضواحك التي تبدو عند الضحك حال كونه (تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {وما قدروا الله حق قدره}) وقراءته عليه الصلاة والسلام هذه الآية تدل على صحة قول الحبر كضحكة قاله النووي.
وفي التوحيد قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- تعجبًا مما قاله الحبر وتصديقًا له، ورواه الترمذي وقال حسن صحيح، وعند مسلم تعجبًا مما قاله الحبر وتصديقًا له. وعند ابن خزيمة من رواية إسرائيل عن منصور حتى بدت نواجذه تصديقًا له، وعند الترمذي من حديث ابن عباس قال: مرّ يهودي بالنبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه وأشار محمد بن الصلت أبو جعفر لخنصره أوّلًا ثم تابع حتى بلغ الإبهام وهذا من شديد الاشتباه، وقد حمله بعضهم على أن اليهود مشبهة ويزعمون فيما أنزل إليهم ألفاظًا تدخل في التشبيه ليس القول بها من مذهب المسلمين، وبهذا قال الخطابي وقال: إنه روى هذا الحديث غير واحد عن عبد الله من طريق عبيدة فلم يذكروا قوله تصديقًا لقول الحبر ولعله من الراوي ظنّ وحسبان، وضحكه -صلّى اللّه عليه وسلّم- تعجب من كذب اليهودي، فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق وليس كذلك.
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم: هذه الزيادة من قول الراوي باطلة لأن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- لا
يصدّق بالمحال لأن نسبة الأصابع إلى الله تعالى محال، وقوله: {وما قدروا الله حق قدره} أي ما عرفوه حق معرفته ولا ريب أن الصحابة كانوا أعلم بما رووه، وقد قالوا إنه ضحك تصديقًا، وقد ثبت في الحديث الصحيح: "ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن" رواه مسلم. وفي حديث ابن عباس قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "أتاني الليلة ربي في أحسن صورة" الحديث. وفيه فوضع يده بين كتفي، وفي رواية معاذ فرأيته وضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي، فهذه روايات متظافرة على صحة ذكر الأصابع وكيف يطعن في حديث أجمع على إخراجه الشيخان وغيرهما من أئمة النقد والإتقان، لا سيما وقد قال ابن الصلاح ما اتفق عليه الشيخان هو بمنزلة المتواتر وكيف يسمع -صلّى اللّه عليه وسلّم- وصف ربه تعالى بما لا يرضاه فيضحك ولم ينكره أشد الإنكار حاشاه الله من ذلك، وإذا تقرر صحة ذلك فهو من المتشابه كغيره كالوجه واليدين والقدم والرجل والجنب في قوله تعالى: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} [الزمر: 56].
واختلف أئمتنا في ذلك هل نؤوّل المشكل أم نفوّض معناه المراد إليه تعالى مع اتفاقهم على أن جعلنا بتفصيله لا يقدح في اعتقادنا المراد منه، والتفويض مذهب السلف وهو أسلم والتأويل مذهب الخلف وهو أعلم أي أحوج إلى مزيد علم فنؤوّل الأصبع هنا بالقدرة إذ إرادة الجارحة مستحيلة، وقد قال الزمخشري في كشافه بعد ذكر نحو حديث الباب إنما ضحك أفصح العرب وتعجب لأنه لم يفهم منه إلا ما يفهمه علماء البيان من غير تصوّر إمساك ولا أصبع ولا هز ولا شيء من ذلك، ولكن فهمه وقع أوّل شيء وآخره على الزبدة والخلاصة التي هي الدلالة على القدرة الباهرة، وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأذهان ولا تكتنهها الأوهام هينة عليه هوانًا لا يوصل السامع إلى الوقوف عليه إلا إجراء العبارة وفي مثل هذه الطريقة من التخييل، ولا ترى بابًا في علم البيان أدق ولا ألطف من هذا الباب ولا أنفع وأعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله تعالى في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء فإن أكثره وعليته تخييلات قد زلّت فيها أقدام وما أتى الزالّون إلا من قلة عنايتهم بالبحث والتنقير حتى يعلموا أن في عداد العلوم الدقيقة علمًا لو قدّروه حق قدره لما خفي عليهم أن العلوم كلها مفتقرة إليه وعيال عليه إذ لا يحل عقدها الموربة ولا يفك قيودها المكربة إلا هو، وكم آية من آيات التنزيل وحديث من أحاديث الرسول قد ضيم وسيم الخسف بالتأويلات الغثة والوجوه الرثّة لأن من تأوّل ليس من هذا العلم في عير ولا نفير ولا يعرف قبيلًا من دبير.
وقال ابن فورك: يحتمل أن يكون المراد أصبع بعض مخلوقاته.
وسيكون لنا عودة إلى الإلمام بشيء من مبحث هذا الحديث إن شاء الله تعالى بعونه وتوفيقه.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في التوحيد ومسلم في التوبة والترمذي والنسائي في التفسير). [إرشاد الساري: 7/320-321]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسّموات مطويّاتٌ بيمينه}
- حدّثنا سعيد بن عفيرٍ، قال: حدّثني اللّيث، قال: حدّثني عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة، أنّ أبا هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول " يقبض اللّه الأرض، ويطوي السّموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض " ). [صحيح البخاري: 6/126]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه)
لمّا وقع ذكر الأرض مفردًا حسن تأكيده بقوله جميعًا إشارةً إلى أن المراد جميع الأراضي ثمّ ذكر حديث أبي هريرة يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماوات بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض وسيأتي شرحه أيضًا مستوفًى في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى). [فتح الباري: 8/551]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} (الزمر: 67)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {والأرض جميعًا} الآية ... ولم يذكر لفظ: باب، في بعض النّسخ، ولما أخبر الله تعالى عن عظمته قبل هذه الآية ذكر أن من جملة عظمته أن الأرض جميعًا قبضته أي: ملكه يوم القيامة بلا منازع ولا مدافع، قال الأخفش: هذا كما يقال: خراسان في قبضة فلان، ليس يريد أنّها في كفه، إنّما معناه أنّها ملكه، ولما وقع الأرض مفردا حسن تأكيده بقوله: جميعًا، أشار إلى أن المراد جميع الأراضي. قوله: (مطويّات) للطي معان: (الإدراج) : كطي القرطاس والثّوب، بيانه في قوله تعالى: {يوم نطوي السّماء كطي السّجل للكتب} (الأنبياء: 104) ، (والإخفاء) ، يقال: طويت فلانا عن أعين النّاس، واطو هذا الحديث عني أي: استره، والإعراض، يقال: طويت عن فلان أعرضت عنه، (والإفناء) : يقول العرب: طويت فلانا بسيفي أي أفنيته، وإنّما ذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار، وقيل: هو بمعنى القوّة، وقيل: اليمين القسم لأنّه حلف أنه يطويها وينفيها، ثمّ نزه الله عز وجل فقال سبحانه الآية.
- حدّثنا سعيد بن عفيرٍ قال حدّثني اللّيث قال حدّثني عبد الرّحمان بن خالد ابن مسافرٍ عن ابن شهابٍ عن أبي سلمة أنّ أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الله الأرض ويطوي السّماوات بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة، وسعيد بن عفير، بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء: وهو إسم جده، وسعيد بن كثير بن عفير بن مسلم أبو عثمان المصريّ وهو من رجال مسلم أيضا، والحديث أخرجه البخاريّ أيضا في التّوحيد عن يونس بن يزيد. قوله: (بيمينه) يريد به: القوّة). [عمدة القاري: 19/144-145]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}
(باب قوله) تعالى: ({والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة}) القبضة بفتح القاف المرة من القبض أطلقت بمعنى القبضة بالضم وهي المقدار المقبوض بالكف تسمية بالمصدر أو بتقدير ذات قبضته ({والسماوات مطويات بيمينه}) قال ابن عطية اليمين هنا والقبضة عبارة عن القدرة وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل وما ذهب إليه القاضي يعني أبا الطيب من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف وبحسب ما يختلج في النفوس قال عز وجل: ({سبحانه وتعالى عما يشركون}) [الزمر: 67] أي هو منزّه عن جميع ما وصف به المجسمون المشبهون وتأكيد الأرض بالجميع لأن المراد بها الأرضون السبع أو جميع أبعاضها البادية والغائرة وخص ذلك بيوم القيامة ليدل على أنه كما ظهر كمال قدرته في الإيجاد عند عمارة الدنيا يظهر كمال قدرته في الإعدام عند خراب الدنيا وسقط لأبي ذر قوله والسماوات الخ.
- حدّثنا سعيد بن عفيرٍ قال: حدّثني اللّيث قال: حدّثني عبد الرّحمن بن خالد بن مسافرٍ عن ابن شهابٍ عن أبي سلمة أنّ أبا هريرة قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: «يقبض اللّه الأرض، ويطوي السّماوات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض»؟ [الحديث 4812 - أطرافه في: 6519، 7382، 7413].
وبه قال: (حدّثنا سعيد بن عفير) بضم العين المهملة وفتح الفاء مصغرًا نسبه لجدّه لشهرته به واسم أبيه كثير المصري (قال: حدّثني) بالإفراد (الليث) بن سعد الإمام (قال: حدّثني) بالإفراد (عبد الرحمن بن خالد بن مسافر) الفهمي المصري (عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف (أن أبا هريرة) رضي الله عنه: (قال: سمعت رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول):
(يقبض الله الأرض ويطوي السماوات) وفي نسخة السماء "بيمينه" يطلق الطيّ على الأدراج كطيّ القرطاس كما قال الله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب} [الأنبياء: 104] وعلى الإفناء تقول العرب طويت فلانًا بسيفي أي أفنيته وقال القاضي عبر عن إفناء الله تعالى هذه المظلة والمقلة ورفعهما من البين إخراجهما من أن يكونا مأوى ومنزلًا لبني آدم بقدرته الباهرة التي تهون عليها الأفعال العظام التي تتضاءل دونها القوى والقدر وتتحير فيها الأفهام والفكر على طريقة التمثيل والتخييل (ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض).
ولمسلم من حديث ابن عمر مرفوعًا "يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهنّ بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرض بشماله ثم يقول أنا الملك"
الحديث فأضاف طيّ السماوات وقبضها إلى اليمين وطيّ الأرض إلى الشمال تنبيهًا وتخييلًا لما بين المقبوضين من التفاوت والتفاضل.
وحديث الباب أخرجه أيضًا في التوحيد). [إرشاد الساري: 7/321-322]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثني منصورٌ، وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: جاء يهوديٌّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا محمّد إنّ اللّه يمسك السّماوات على إصبعٍ والأرضين على إصبعٍ والجبال على إصبعٍ، والخلائق على إصبعٍ ثمّ يقول: أنا الملك. قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه، قال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/224]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/224]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ يهوديٌّ بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا يهوديّ حدّثنا فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع اللّه السّموات على ذه، والأرض على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، وأشار أبو جعفرٍ محمّد بن الصّلت بخنصره أوّلاً، ثمّ تابع حتّى بلغ الإبهام، فأنزل اللّه {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه، وأبو كدينة اسمه: يحيى بن المهلّب رأيت محمّد بن إسماعيل، روى هذا الحديث عن الحسن بن شجاعٍ، عن محمّد بن الصّلت). [سنن الترمذي: 5/224-225]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: أتدري ما سعة جهنّم؟ قلت: لا، قال: أجل، واللّه ما تدري. حدّثتني عائشة، أنّها سألت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} قالت: قلت: فأين النّاس يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: على جسر جهنّم وفي الحديث قصّةٌ.
هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه). [سنن الترمذي: 5/225]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، أنّها قالت: يا رسول الله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّماوات مطويّاتٌ بيمينه} فأين المؤمنون يومئذٍ؟ قال: على الصّراط يا عائشة.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/225]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وما قدروا الله حقّ قدره}
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: جاء حبرٌ من اليهود إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: " يا أبا القاسم، إذا كان يوم القيامة جعل الله السّموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والماء والثّرى على إصبعٍ، والشّجر على إصبعٍ، والخلائق كلّها على إصبعٍ، ثمّ يهزّهنّ ويقول: أنا الملك "، فلقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضحك حتّى بدت نواجذه تعجّبًا لما قال، وتصديقًا له، ثمّ قرأ {وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} [الزمر: 67]
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني منصورٌ، وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، أن يهوديًّا، جاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا محمّد، إنّ الله يمسك السّموات على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والجبال والخلائق على إصبعٍ، قال: " ثمّ يقول: أنا الملك "، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى بدت نواجذه وقال: {وما قدروا الله حقّ قدره} [الزمر: 67]، قال يحيى: وزاد فيه فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله: فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا، قال أبو عبد الرّحمن: خالفه عيسى بن يونس، رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: جاء رجلٌ من أهل الكتاب إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ الله يحمل السّموات على إصبعٍ، ويحمل الأرضين على إصبعٍ، ويحمل الماء والثّرى على إصبعٍ، ويحمل الشّجر على إصبعٍ، ويحمل الخلائق كلّها على إصبعٍ، ثمّ يقول: «أنا الملك»، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه). [السنن الكبرى للنسائي: 10/239-240]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة}
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا عبد الله، عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: حدّثتني عائشة، أنّها سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قوله عزّ وجلّ: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه}، قلت: فأين النّاس يومئذٍ؟، قال: «على جسرٍ جهنّم»
- أخبرنا عمرو بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد الحميد بن صالحٍ أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " كلّ أهل الجنّة يقول: لولا أنّ الله هداني فيكون لهم شكرًا، وكلّ أهل النّار يقول: لو أنّ الله هداني، فيكون عليهم حسرةً "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/240-241]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والسّموات مطويّاتٌ بيمينه}
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ، قال: حدّثني سعيد بن المسيّب، أنّ أبا هريرة كان يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " يقبض الله الأرضين يوم القيامة، ويطوي السّموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} يقول تعالى ذكره: وما عظّم اللّه حقّ عظمته هؤلاء المشركون باللّه، الّذين يدعونك إلى عبادة الأوثان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} قال: هم الكفّار الّذين لم يؤمنوا بقدرة اللّه عليهم، فمن آمن أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ، فقد قدّر اللّه حقّ قدره، ومن لم يؤمن بذلك، فلم يقدر اللّه حقّ قدره.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد،. قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وما قدروا اللّه حقّ قدره}: ما عظّموا اللّه حقّ عظمته.
وقوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} يقول تعالى ذكره: والأرض كلّها قبضته في يوم القيامة {والسّموات} كلّها {مطويّاتٌ بيمينه} فالخبر عن الأرض متناهٍ عند قوله: يوم القيامة، والأرض مرفوعةٌ بقوله {قبضته}، ثمّ استأنف الخبر عن السّموات، فقال: {والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} وهي مرفوعةٌ بـ{مطويّاتٍ}.
وروي عن ابن عبّاسٍ وجماعةٍ غيره أنّهم كانوا يقولون: الأرض والسّموات جميعًا في يمينه يوم القيامة.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} يقول: قد قبض الأرضين والسّموات جميعًا بيمينه ألم تسمع أنّه قال: {مطويّاتٌ بيمينه} يعني: الأرض والسّموات بيمينه جميعًا قال ابن عبّاسٍ: وإنّما يستعين بشماله المشغولة يمينه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ،. قال: حدّثني أبي عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ، قال: ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في يد اللّه إلاّ كخردلةٍ في يد أحدكم.
- قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، قال: حدّثنا النّضر بن أنسٍ، عن ربيعة الجرشيّ، قال: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} قال: ويده الأخرى خلوٌّ ليس فيها شيءٌ.
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن عمّار بن عمر، عن الحسن، في قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} قال: كأنّها جوزةٌ بقضّها وقضيضها.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} يقول: السّموات والأرض مطويّاتٌ بيمينه جميعًا.
وكان ابن عبّاسٍ يقول: إنّما يستعين بشماله المشغولة يمينه، وإنّما الأرض والسّموات كلّها بيمينه، وليس في شماله شيءٌ.
- حدّثنا الرّبيع، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني أسامة بن زيدٍ، عن أبي حازمٍ، عن عبد اللّه بن عمر، أنّه رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، على المنبر يخطب النّاس، فمرّ بهذه الآية: {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يأخذ السّموات السّبع والأرضين السّبع فيجعلها في كفّه، ثمّ يقول بهما كما يقول الغلام بالكرة: أنا اللّه الواحد، أنا اللّه العزيز حتّى لقد رأينا المنبر وإنّه ليكاد أن يسقط به.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدّثني منصورٌ وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة السّلمانيّ، عن عبد اللّه، قال: جاء يهوديٌّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّ اللّه يمسك السّموات على أصبعٍ، والأرضين على أصبعٍ، والجبال على أصبعٍ، والخلائق على أصبعٍ، ثمّ يقول: أنا الملك؛ قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه وقال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، قال: فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا وتصديقًا.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن منصورٍ، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حين جاءه حبرٌ من أحبار اليهود، فجلس إليه، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حدّثنا، قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، جعل السّموات على أصبعٍ، والأرضين على أصبعٍ، والجبال على أصبعٍ، والماء والشّجر على أصبعٍ، وجميع الخلائق على أصبعٍ ثمّ يهزّهنّ ثمّ يقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقًا لما قال، ثمّ قرأ هذه الآية: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، نحو ذلك.
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، وعبّاس بن أبي طالبٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاسٍ، قال: مرّ يهوديٌّ بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو جالسٌ، فقال: يا يهوديّ حدّثنا، فقال: كيف تقول يا أبا القاسم يوم يجعل اللّه السّماء على ذه، والأرض على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، فأنزل اللّه {وما قدروا اللّه حقّ قدره} الآية.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم أبلغك أنّ اللّه يحمل الخلائق على أصبعٍ، والسّموات على أصبعٍ، والأرضين على أصبعٍ، والشّجر على أصبعٍ، والثّرى على أصبعٍ؟ قال فضحك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه، فأنزل اللّه {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته} إلى آخر الآية.
وقال آخرون: بل السّموات في يمينه، والأرضون في شماله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليّ بن داود، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن أبي حازمٍ، قال: حدّثني أبو حازمٍ، عن عبيد اللّه بن مقسمٍ، أنّه سمع عبد اللّه بن عمرٍو، يقول: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو على المنبر يقول: يأخذ الجبّار سمواته وأرضه بيديه، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يديه، وجعل يقبضهما ويبسطهما، قال: ثمّ يقول: أنا الرّحمن أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون وتمايل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن يمينه وعن شماله، حتّى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتّى إنّي لأقول: أساقطٌ هو برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟.
- حدّثني أبو علقمة الفرويّ عبد اللّه بن محمّدٍ، قال: حدّثني عبد اللّه بن نافعٍ، عن عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عبيد بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن عمر، أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: يأخذ الجبّار سمواته وأرضه بيده، وقبض يده فجعل يقبضها ويبسطها، ثمّ يقول: أنا الجبّار، أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون؟ قال: ويميل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن يمينه وعن شماله، حتّى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتّى إنّي لأقول: أساقطٌ هو برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟.
- حدّثني الحسن بن عليّ بن عيّاشٍ الحمصيّ، قال: حدّثنا بشر بن شعيبٍ، قال: أخبرني أبي قال: حدّثنا محمّد بن مسلم بن شهابٍ، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أنّه كان يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يقبض اللّه عزّ وجلّ الأرض يوم القيامة ويطوي السّموات بيمينه، ثمّ يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟.
- حدّثت عن حرملة بن يحيى، قال: حدّثنا إدريس بن يحيى القائد، قال: أخبرنا حيوة، عن عقيلٍ، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني نافعٌ مولى ابن عمر، عن عبد اللّه بن عمر، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ اللّه يقبض الأرض يوم القيامة بيده، ويطوي السّماء بيمينه ويقول: أنا الملك.
- حدّثني محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: حدّثنا سعيد بن ثوبان الكلاعيّ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حبرٌ من اليهود، قال: أرأيت إذ يقول اللّه في كتابه: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} فأين الخلق عند ذلك؟ قال: هم فيها كرقم الكتاب.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا عمر بن حمزة، قال: حدّثني سالمٌ، عن أبيه، أنّه أخبره أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يطوي اللّه السّموات فيأخذهنّ بيمينه ويطوي الأرض فيأخذها بشماله، ثمّ يقول: أنا الملك أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون.
وقيل: إنّ هذه الآية نزلت من أجل يهوديٍّ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن صفة الرّبّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن محمّدٍ، عن سعيدٍ، قال: أتى رهطٌ من اليهود نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا محمّد، هذا اللّه خلق الخلق، فمن خلقه؟ فغضب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى انتقع لونه، ثمّ ساورهم غضبًا لربّه؛ فجاءه جبريل فسكّنه، وقال: اخفض عليك جناحك يا محمّد، وجاءه من اللّه جواب ما سألوه عنه، قال: يقول اللّه تبارك وتعالى: {قل هو اللّه أحدٌ. اللّه الصّمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوًا أحدٌ}. فلمّا تلاها عليهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا: صف لنا ربّك؛ كيف خلقه، وكيف عضده، وكيف ذراعه؟ فغضب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أشدّ من غضبه الأوّل، ثمّ ساورهم، فأتاه جبريل فقال مثل مقالته، وأتاه بجواب ما سألوه عنه قال: يقول اللّه: {وما قدروا اللّه حقّ قدره والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، قال: تكلّمت اليهود في صفة الرّبّ، فقالوا ما لم يعلموا ولم يروا، فأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} ثمّ بيّن للنّاس عظمته فقال: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون} فجعل صفتهم الّتي وصفوا اللّه بها شركًا.
وقال بعض أهل العربيّة من أهل البصرة {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} يقول في قدّرته، نحو قوله: {وما ملكت أيمانكم} أي وما كانت لكم عليه قدرةٌ، وليس الملك لليمين دون سائر الجسد، قال: وقوله {قبضته} نحو قولك للرّجل: هذا في يدك وفي قبضتك والأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعن أصحابه وغيرهم، تشهد عليّ بطول هذا القول.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا هارون بن المغيرة، عن عنبسة، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن عائشة، قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قوله {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} فأين النّاس يومئذٍ؟ قال: على الصّراط.
وقوله {سبحانه وتعالى عمّا يشركون} يقول تعالى ذكره تنزيهًا وتبرئةً للّه، وعلوًّا وارتفاعًا عمّا يشرك به هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد، القائلون لك: اعبد الأوثان من دون اللّه، واسجد لآلهتنا). [جامع البيان: 20/245-253]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن وهب بن منبه قال ما الخلق كله والأرضون في قبضة الله عز وجل إلا كخردلة ها هنا من أحدكم في العقد الثاني من باطن البنصر). [تفسير مجاهد: 560]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الحسن بن حليمٍ المروزيّ، ثنا أبو الموجّه، أنبأ عبدان، أنبأ عبد اللّه عن عنبسة بن سعيدٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهدٍ، قال: قال لي ابن عبّاسٍ: أتدري ما سعة جهنّم؟ قلت: لا. قال: أجل واللّه ما تدري أنّ بين شحمة أذن أحدهم، وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا أودية القيح والدّم. قلت له: أنهارٌ؟ قال: لا، بل أوديةٌ، ثمّ قال: أتدري ما سعة جهنّم؟ قلت: لا. قال: أجل واللّه ما تدري، حدّثتني عائشة رضي اللّه عنها، أنّها سألت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن قول اللّه عزّ وجلّ: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسّموات مطويّاتٌ بيمينه} قلت: فأين النّاس يومئذٍ يا رسول اللّه؟ قال: «على جسر جهنّم» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه بهذه السّياقة "). [المستدرك: 2/473]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت) (ابن مسعود - رضي الله عنه -): قال: جاء حبرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن الله يضع السّماء على إصبعٍ، والأرضين على إصبعٍ، والجبال على إصبعٍ. والشّجر والأنهار على إصبعٍ، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67].
وفي رواية نحوه، وقال: والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يهزّهنّ - وفيه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، تعجّباً وتصديقاً له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حقّ قدره.....} الآية. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي، فقال: يا محمد، إن الله يمسك السموات على إصبعٍ، والجبال على إصبعٍ، والأرضين على إصبع، والخلائق على إصبعٍ، ثم يقول: أنا الملك، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال: {وما قدروا اللّه حقّ قدره}.
وفي رواية قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجباً وتصديقاً.
[شرح الغريب]
(نواجذ) النواجذ: الأضراس التي تلي الأنياب، وهي الضواحك، وقيل: هي أواخر الأسنان). [جامع الأصول: 2/338-339]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م د) (ابن عمر - رضي الله عنهما -): قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطوي الله - عز وجل - السموات يوم القيامة، ثم يأخذهنّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟». هذه رواية مسلم.
وفي رواية البخاري قال: «إن الله -عز وجل- يقبض يوم القيامة الأرضين، وتكون السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك».
ثم قال البخاري: وقال عمر بن حمزة: سمعت سالماً سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
وفي أخرى لمسلم من حديث عبيد الله بن مقسم، أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يأخذ الله - عز وجل- سماواته وأرضيه بيديه، ويقول: أنا الله - ويقبض أصابعه ويبسطها - ويقول: أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيءٍ منه، حتى إني أقول: أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
وفي أخرى نحوه، وفي آخره: «يأخذ الجبّار عز وجل سماواته وأرضيه بيديه».
وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وقال في حديثه: بيده الأخرى، ولم يقل: بشماله.
[شرح الغريب]
(الجبارون): جمع جبار، وهو القهار المتسلط، وقيل: العظيم الذي يفوت الأيدي فلا تناله). [جامع الأصول: 2/339-341]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) (أبو هريرة - رضي الله عنه -): قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟». أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/342]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) (ابن عباس - رضي الله عنهما -): قال: مرّ يهوديٌّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يا يهوديّ، حدّثنا»، قال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلائق على ذه - وأشار محمد بن الصّلت بخنصره أولاً، ثم تابع حتى بلغ الإبهام - فأنزل الله {وما قدروا اللّه حقّ قدره}. أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/342]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67] إلى آخر السّورة.
- عن جريرٍ قال: «قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - لنفرٍ من أصحابه: " إنّي قارئٌ عليكم آياتٍ من آخر سورة الزّمر، فمن بكى منكم وجبت له الجنّة ". فقرأها من عند {وما قدروا اللّه حقّ قدره} [الزمر: 67] إلى آخر السّورة. فمنّا من بكى ومنّا من لم يبك، فقال الّذين لم يبكوا: يا رسول اللّه، لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك، فقال: " إنّي سأقرؤها عليكم فمن لم يبك يتباكى» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه بكر بن خنيسٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 67
أخرج سعيد بن منصور وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يحمل السموات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} ). [الدر المنثور: 12/691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي وصححه، وابن جرير، وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه وأشار بالسبابة والأرضين على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه، كل ذلك يشير بأصابعه فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: تكلمت اليهود في صفة الرب فقالوا ما لم يعلموه وما لم يروا، فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: اليهود نظروا في خلق السموات والأرض والملائكة فلما زاغوا أخذوا يقدرونه، فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت (وسع كرسيه السموات والأرض) (البقرة الآية 255) قالوا: يا رسول الله هذا الكرسي هكذا فكيف بالعرش فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره} ). [الدر المنثور: 12/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض). [الدر المنثور: 12/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي، وابن جرير وابن ماجة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في السماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به) ). [الدر المنثور: 12/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثتني عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} قال: يقول أنا الجبار أنا أنا، ويمجد نفسه فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى أن قلنا ليخرن به قالوا: فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال: على جسر جهنم). [الدر المنثور: 12/693-694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن عدي وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر {وما قدروا الله حق قدره} حتى بلغ {عما يشركون} فقال: المنبر هكذا، فذهب وجاء ثلاث مرات). [الدر المنثور: 12/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله السموات السبع والأرضين السبع في قبضته ثم يقول أنا الله أنا الرحمن أنا الملك أنا القدوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا العزيز أنا الجبار أنا المتكبر أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا أنا الذي أعيدها أين الملوك، أين الجبارون). [الدر المنثور: 12/694-695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه: أنا قارى ء عليكم آيات من آخر الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة، فقرأها من عند {وما قدروا الله حق قدره} إلى آخر السورة فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال: إني سأقرأوها عليكم فمن لم يبك فليتباك). [الدر المنثور: 12/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند مقارب وأبو الشيخ في العظمة عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول: ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوء أبدا، لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن ويعلم كيف أعمل بخلقي إذا أمتهم، وقبضت السموات بيدي ثم قبضت الأرضين ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني، ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنوا بها وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوا بها، ولكن عمدا غيبت عنهم ذلك لأعلم كيف يعملون وقد بينته لهم). [الدر المنثور: 12/695-696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ليهودي إذ ذكر من عظمة ربنا فقال: السموات على الخنصر والأرضون على البنصر والجبال على الوسطى والماء على السبابة وسائر الخلق على الإبهام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته} ). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يطوي الله السموات بما فيها من الخليقة والأرضين السبع بما فيها من الخليقة، يطوي كله بيمينه يكون ذلك في يده بمنزلة خردلة). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {والسماوات مطويات بيمينه} ). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} قال: كلهن في يمينه). [الدر المنثور: 12/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن شيبان النحوي رضي الله عنه {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} قال: لم يفسرها قتادة). [الدر المنثور: 12/696-697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال: كل ما وصف الله من نفسه في كتابه، فتفسيره تلاوته والسكوت عليه). [الدر المنثور: 12/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدري ما الكرسي قلت: لا، ما في السموات وما في الأرض وما فيهن في الكرسي إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض وما الكرسي في العرش إلا كحلقة ألقاها ملق في الأرض وما الماء في الريح إلا كحلقة ألقاها ملق في أرض فلاة وما جميع ذلك في قبضة الله عز وجل إلا كحبة وأصغر من الحبة في كف أحدكم وذلك قوله {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} ). [الدر المنثور: 12/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما في السموات السبع والأرضين السبع في يد الله عز وجل إلا كخردلة في يد أحدكم). [الدر المنثور: 12/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} فأين الناس يومئذ قال: على الصراط). [الدر المنثور: 12/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود فقال: أرأيت إذ يقول الله عز وجل في كتابه {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} فأين الخلق عند ذلك قال: هم كرتم الكتاب). [الدر المنثور: 12/698]


رد مع اقتباس