عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:31 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو أنّ للّذين ظلموا ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون}.
يقول تعالى ذكره: ولو أنّ لهؤلاء المشركين باللّه يوم القيامة، وهم الّذين ظلموا أنفسهم {ما في الأرض جميعًا} في الدّنيا من أموالها وزينتها {ومثله معه} مضاعفًا، فقبل ذلك منهم عوضًا من أنفسهم، لفدوا بذلك كلّه أنفسهم عوضًا منها، لينجو من سوء عذاب اللّه، الّذي هو معذّبهم به يومئذٍ {وبدا لهم من اللّه} يقول: وظهر لهم يومئذٍ من أمر اللّه وعذابه، الّذي كان أعدّه لهم، ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنّه أعدّه لهم). [جامع البيان: 20/220]

تفسير قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وبدا لهم سيّئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: وظهر لهؤلاء المشركين يوم القيامة {سيّئات ما كسبوا} من الأعمال في الدّنيا، إذ أعطوا كتبهم بشمائلهم {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} ووجب عليهم حينئذٍ، فلزمهم عذاب اللّه الّذي كان نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الدّنيا يعدهم على كفرهم بربّهم، فكانوا به يسخرون، إنكارًا أن يصيبهم ذلك، أو ينالهم تكذيبًا منهم به، وأحاط ذلك بهم). [جامع البيان: 20/220]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله إنما أوتيته على علم عندي قال على خير عندي). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (خوّلنا: أعطينا "). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله خوّلنا أعطينا وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بلفظ وإذا خوّلناه قال أعطيناه وقال أبو عبيدة كلّ مالٍ أعطيته فقد خولته قال أبو النّجم كؤم الدّرّي من خول المخوّل وقال زهيرٌ هنالك إن يستخولوا المال يخوّلوا). [فتح الباري: 8/548]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} غير ذي عوج لبس ورجلا سالما لرجل مثل لألهتهم الباطلة والإله الحق ويخوفونك بالذين من دونه بالأوثان خولنا أعطينا والّذي جاء بالصّدق القرآن وصدق به المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الّذي أعطيتني عملت بما فيه
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الزمر {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} يجر على وجهه في النّار ويقول هي مثل قوله 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة}
وفي قوله 28 الزمر {قرآنًا عربيا غير ذي عوج} غير ذي لبس
وفي قوله 29 الزمر {ورجلا سلما لرجل} قال مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق
وفي قوله 36 الزمر {ويخوفونك بالذين من دونه} قال بالأوثان
وبه في قوله 49 الزمر {إذا خولناه نعمة} قال أعطيناه). [تغليق التعليق: 4/297-298]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (خوّلنا: أعطينا
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ إذا خولناه نعمة منا} (الزمر: 49) وفسره بقوله: أعطنا. وقال أبو عبيدة: كل مال أعطيته فقد خولته). [عمدة القاري: 19/141]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({خوّلنا}) في قوله تعالى: {ثم خوّلناه نعمة} [الزمر: 49] أي (أعطينا) قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإذا مسّ الإنسان ضرٌّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا قال إنّما أوتيته على علمٍ بل هي فتنةٌ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: فإذا أصاب الإنسان بؤسٌ وشدّةٌ دعانا مستغيثًا بنا من جهة ما أصابه من الضّرّ، {ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا} يقول: ثمّ إذا أعطيناه فرجًا ممّا كان فيه من الضّرّ، بأن أبدلناه بالضّرّ رخاءً وسعةً، وبالسّقم صحّةً وعافيةً، فقال: إنّما أعطيت الّذي أعطيت من الرّخاء والسّعة في المعيشة، والصّحّة في البدن والعافية، على علمٍ عندي، يعني على علمٍ من اللّه بأنّي له أهلٌ لشرفي ورضاه بعملي عندي يعني: فيما عندي، كما يقال: أنت محسنٌ في هذا الأمر عندي: أي فيما أظنّ وأحسب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال دلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا} حتّى بلغ: {على علمٍ عندي}: أي على خيرٍ عندي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إذا خوّلناه نعمةً منّا} قال: أعطيناه.
وقوله: {أوتيته على علمٍ} أي: على شرفٍ أعطانيه.
وقوله: {بل هي فتنةٌ} يقول تعالى ذكره: بل عطيتنا إيّاهم تلك النّعمة من بعد الضّرّ الّذي كانوا فيه فتنةً لهم؛ يعني بلاءً ابتليناهم به، واختبارًا اختبرناهم به {ولكنّ أكثرهم} لجهلهم، وسوء رأيهم {لا يعلمون} لأيّ سببٍ أعطوا ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {بل هي فتنةٌ}: أي بلاءٌ). [جامع البيان: 20/220-222]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ثم إذا خولناه يعني أعطيناه). [تفسير مجاهد: 559]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنما أوتيته على علم يقول إنما أعطيته على شرف). [تفسير مجاهد: 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 52.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ثم إذا خولناه نعمة منا} قال: أعطيناه {قال إنما أوتيته على علم} أي على شرف أعطانيه). [الدر المنثور: 12/670]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ثم إذا خولناه نعمة منا} قال: أعطيناه، وعن قتادة في قوله {إنما أوتيته على علم} قال: قال: على خبر عندي {بل هي فتنة} قال: بلاء). [الدر المنثور: 12/670-671]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قد قالها الّذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيّئات ما كسبوا وما هم بمعجزين}.
يقول تعالى ذكره: قد قال هذه المقالة يعني قولهم لنعمة اللّه الّتي خوّلهم وهم مشركون: أوتيناه على علمٍ عندنا {الّذين من قبلهم} يعني: الّذين من قبل مشركي قريشٍ من الأمم الخالية لرسلها، تكذيبًا منهم لهم، واستهزاءً بهم.
وقوله: {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} يقول: فلم يغن عنهم حين أتاهم بأس اللّه على تكذيبهم رسل اللّه واستهزائهم بهم ما كانوا يكسبون من الأعمال، وذلك عبادتهم الأوثان يقول: لم تنفعهم خدمتهم إيّاها، ولم تشفع آلهتهم لهم عند اللّه حينئذٍ، ولكنّها أسلمتهم وتبرّأت منهم). [جامع البيان: 20/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {قد قالها الذين من قبلهم} الأمم الماضية {والذين ظلموا من هؤلاء} قال: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/671]

تفسير قوله تعالى: (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأصابهم سيّئات ما كسبوا} يقول: فأصاب الّذين قالوا هذه المقالة من الأمم الخالية، وبال سيّئات ما كسبوا من الأعمال، فعوجلوا بالخزي في دار الدّنيا، وذلك كقارون الّذي قال حين وعظ {إنّما أوتيته على علمٍ عندي} فخسف اللّه به وبداره الأرض، {فما كان له من فئةٍ ينصرونه من دون اللّه وما كان من المنتصرين} يقول اللّه عزّ وجلّ ثناؤه: {والّذين ظلموا من هؤلاء} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: والّذين كفروا باللّه يا محمّد من قومك، وظلموا أنفسهم وقالوا هذه المقالة سيصيبهم أيضًا وبال {سيّئات ما كسبوا} كما أصاب الّذين من قبلهم بقولهم إيّاها {وما هم بمعجزين} يقول: وما يفوقون ربّهم ولا يسبقونه هربًا في الأرض من عذابه إذا نزل بهم، ولكنّه يصيبهم {سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة اللّه تبديلاً} ففعل ذلك بهم، فأحلّ بهم خزيه في عاجل الدّنيا فقتلهم بالسّيف يوم بدرٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قالا ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {قد قالها الّذين من قبلهم} الأمم الماضية {والّذين ظلموا} من هؤلاء، قال: من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 20/222-223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {قد قالها الذين من قبلهم} الأمم الماضية {والذين ظلموا من هؤلاء} قال: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/671] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، قال: يخير له). [الزهد لابن المبارك: 2/371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يعلموا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: أولم يعلم يا محمّد هؤلاء الّذين كشفنا عنهم ضرّهم، فقالوا: إنّما أوتيناه على علمٍ منّا، أنّ الشّدّة والرّخاء والسّعة والضّيق والبلاء بيد اللّه، دون كلّ من سواه، يبسط الرّزق لمن يشاء، فيو‍سّعه عليه، ويقدر ذلك على من يشاء من عباده، فيضيّقه، وأنّ ذلك من حجج اللّه على عباده، ليعتبروا به ويتذكّروا، ويعلموا أنّ الرّغبة إليه والرّهبة دون الآلهة والأنداد {إنّ في ذلك لآياتٍ} يقول: إنّ في بسط اللّه الرّزق لمن يشاء، وتقتيره على من أراد لآياتٍ، يعني: دلالاتٍ وعلاماتٍ {لقومٍ يؤمنون} يعني: يصدّقون بالحقّ، فيقرّون به إذا تبيّنوه وعلموا حقيقته أنّ الّذي يفعل ذلك هو اللّه دون كلّ ما سواه). [جامع البيان: 20/223-224]


رد مع اقتباس