عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:30 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} فأخبرنا أنه يتوفى نفس النائم عند المنام، ثم يرسلها عند اليقظة، ويتوفى نفس الميت فيمسكها عنده.
والتوفي هو مثل الاستيفاء؛ تقول: توفيت العدد، واستوفيته بمعنى واحد.
قال: حدثني حسين بن حسن المروزي، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: قال الحسن:
أنبئت أن العبد إذا نام وهو ساجد، يقول ربنا تبارك وتعالى: انظروا إلى عبدي، روحه عندي، وجسده في طاعتي.
قال: وأخبرني حسين، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن نعيم الرعيني، عن أبي عثمان الأصبحي، عن أبي الدرداء، قال:
إذا نام الإنسان، عرج بنفسه، حتى يؤتى بها العرش؛ فإذا كان طاهرًا أذن لها بالسجود، وإن كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود.
وقد اختلف الناس في النفس والروح، فقال بعضهم: هما شيء واحد يسمى باسمين، كما يقال: إنسان ورجل؛ وهما الدم أو متصلان بالدم، يبطلان بذهابه؛ والدليل على ذلك أن الميت لا يفقد من جسمه إلا دمه. واحتجوا لذلك أيضا من اللغة بقول العرب: نفست المرأة، إذا حاضت، ونفست من النفاس؛ وبقولهم إبراهيم النخعي: كل شيء ليست له نفس سائلة، لا ينجس الماء إذا سقط فيه؛ أي دم سائل.
وبقول الشاعر من الطويل

أظــــــل نـــهـــاري مـسـتـهــامــا وتـلــتــقــيمن الليل روحي في المنام وروحها

ولم يزل يسمع على ألسنة الناس في الرجلين لا يأتلفان: لا يتفق روحاهما. وروحي لا توافق روحه.
ولا أرى ما يتوفاه الله عز وجل في المنام من الأنفس، إلا بما يرسله من الروح في حال نوم النائم.
والعرب تضع النفس موضع الروح، والروح موضع النفس، فيقولون: خرجت نفسه وفاضت، وخرجت روحه منه؛ إما لأنهما شيء واحد، أو لأنهما شيئان متصلان، لا يقوم أحدهما إلا بالآخر.
وكذلك يسمو الجسد نفسا، لأنه محل النفس؛ قال ذو الرمة حين احتضر:

يا قابض الروح من نفسي إذا احتضرتوغـــافـــر الـــذنـــب، رحــزحــنــي مــــــن الـــنــــار

ويسمون الدم جسدا، لأن الجسد محله؛ قال النابغة الذبياني:

فـلا لعـمـر الــذي قــد زرتــه حجـجـاوما أريق على الأنصاب من جسد

والمهجة عندهم: الدم؛ قال الأصمعي: سمعت أعرابية تقول لأخرى: دفقت مهجتك، أي دمك.
فإذا توفى الله الأنفس عند الممات، استغرقها كلها، ثم أصارها إلى حيث شاء.
وقد أعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أرواح الشهداء في حوصل طير خضر، تعلق في الجنه؛ والله يقول: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.
وفي الحديث: ((إن الأرواح تصير في الصور، فإذا كان يوم القيامة، أرسل الله مطرا ينبت الجثث، ثم نفخ في الصور، فعادت الأرواح في الأجساد، فقاموا ينظرون)).
وأرواح أهل النار، ببئر في حضرموت يقال لها: برهوت). [تعبير الرؤيا: 27-30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حماد بن زيد عن غالب أنه سأل ابن سيرين عن هشام بن حسان قال: توفي البارحة، أما شعرت؟ فجزع واسترجع، فلما رأى ابن سيرين جزعه قرأ {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} ). [عيون الأخبار: 3/316]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقال الخليل رحمه الله اللهم نداء والميم ها هنا بدل من يا فهي ها هنا فيما زعم الخليل رحمه الله آخر الكلمة بمنزلة يا في أولها إلا أن الميم ها هنا في الكلمة كما أن نون المسلمين في الكلمة بنيت عليها. فالميم في هذا الاسم حرفان أولهما مجزوم والهاء مرتفعة لأنه وقع عليها الإعراب.
وإذا ألحقت الميم لم تصف الاسم من قبل أنه صار مع الميم عندهم بمنزلة صوت كقولك يا هناه.
وأما قوله عز وجل: {اللهم فاطر السماوات والأرض} فعلى يا
فقد صرفوا هذا الاسم على وجوه لكثرته في كلامهم ولأن له حالا ليست لغيره). [الكتاب: 2/196-197]

رد مع اقتباس