عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:44 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي أمرت أن أعبد اللّه مخلصا له الدّين (11) وأمرت لأن أكون أوّل المسلمين (12) قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: إنّ اللّه أمرني أن أعبده مفردًا له العبادة دون كلّ ما تدعون من دونه من الآلهة والأنداد). [جامع البيان: 20/180]

تفسير قوله تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وأمرت لأن أكون أوّل المسلمين}: يقول: وأمرني ربّي جلّ ثناؤه بذلك، لأن أكون بفعل ذلك أوّل من أسلم منكم، فخضع له بالتّوحيد، وأخلص له العبادة، وبرئ من كلّ ما دونه من الآلهة). [جامع البيان: 20/180]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله تعالى: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ} يقول تعالى ذكره: قال يا محمّد لهم إنّي أخاف إن عصيت ربّي فيما أمرني به من عبادته، مخلصا له الطّاعة، ومفرده بالرّبوبيّة {عذاب يومٍ عظيمٍ}: يعني عذاب يوم القيامة، ذلك هو اليوم الّذي يعظم هوله). [جامع البيان: 20/180]

تفسير قوله تعالى: (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل اللّه أعبد مخلصًا له ديني (14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: اللّه أعبد مفردًا له طاعتي وعبادتي، لا أجعل له في ذلك شريكًا، ولكنّي أفرده بالألوهة، وأبرأ ممّا سواه من الأنداد والآلهة، فاعبدوا أنتم أيّها القوم ما شئتم من الأوثان والأصنام وغير ذلك ممّا تعبدون من سائر خلقه، فستعلمون وبال عاقبة عبادتكم ذلك إذا لقيتم ربّكم). [جامع البيان: 20/180-181]

تفسير قوله تعالى: (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله الذين خسروا أنفسهم وأهليهم قال ليس أحد إلا قد أعد الله له أهلا في الجنة إن أطاعه.
عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله). [تفسير عبد الرزاق: 2/171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل اللّه أعبد مخلصًا له ديني (14) فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: اللّه أعبد مفردًا له طاعتي وعبادتي، لا أجعل له في ذلك شريكًا، ولكنّي أفرده بالألوهة، وأبرأ ممّا سواه من الأنداد والآلهة، فاعبدوا أنتم أيّها القوم ما شئتم من الأوثان والأصنام وغير ذلك ممّا تعبدون من سائر خلقه، فستعلمون وبال عاقبة عبادتكم ذلك إذا لقيتم ربّكم). [جامع البيان: 20/180-181] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم} يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهم: إنّ الهالكين الّذين غبنوا أنفسهم، وهلكت بعذاب اللّه أهلوهم مع أنفسهم، فلم يكن لهم إذ دخلوا النّار فيها أهلٌ، وقد كان لهم في الدّنيا أهلون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: هم الكفّار الّذين خلقهم اللّه للنّار، وخلق النّار لهم، فزالت عنهم الدّنيا، وحرّمت عليهم الجنّة، قال اللّه: {خسر الدّنيا والآخرة}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: هؤلاء أهل النّار، خسروا أنفسهم في الدّنيا، وخسروا الأهلين، فلم يجدوا في النّار أهلاً، وقد كان لهم في الدّنيا أهلٌ.
- حدّثت عن ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: غبنوا أنفسهم وأهليهم، قال: يخسرون أهليهم، فلا يكون لهم أهلٌ يرجعون إليهم، ويخسرون أنفسهم، فيهلكون في النّار، فيموتون وهم أحياءٌ فيخسرونهما.
وقوله: {ألا ذلك هو الخسران المبين} يقول تعالى ذكره: ألا إنّ خسران هؤلاء المشركين أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، وذلك هلاكها هو الخسران المبين، يقول تعالى ذكره: هو الهلاك الّذي يبين لمن عاينه وعلمه أنّه الخسران). [جامع البيان: 20/181-182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 15.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} الآية، قال: هم الكفار الذين خلقهم الله للنار زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة). [الدر المنثور: 12/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال {أهليهم} من أهل الجنة كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم). [الدر المنثور: 12/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم} يخسرونها فيتحسرون في النار أحياء ويخسرون أهليهم فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم). [الدر المنثور: 12/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال: ليس أحد إلا قد أعد الله تعالى له أهلا في الجنة إن أطاعه.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن مجاهد، مثله). [الدر المنثور: 12/641]

تفسير قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد السّلام، عن يزيد بن عبد الرّحمن، عن المنهال، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: إذا أراد اللّه أن ينسى أهل النّار جعل لكلّ إنسانٍ منهم تابوتًا من نارٍ على قدره، ثمّ أقفل عليه بأقفالٍ من نارٍ فلا يضرب منه عرقٌ إلاّ وفيه مسمارٌ من نارٍ، ثمّ جعل ذلك التّابوت في تابوتٍ آخر من نارٍ، ثمّ أقفل عليه بأقفالٍ من نارٍ، ثمّ يضرم بينهما نارٌ، فلا يرى أحدٌ منهم، أنّ في النّار أحدًا غيره، فذلك قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ} وذلك قوله تعالى: {لهم من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ وكذلك نجزي الظّالمين}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 423-424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون (16) والّذين اجتنبوا الطّاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى اللّه لهم البشرى فبشّر عباد (17) الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم اللّه وأولئك هم أولو الألباب}.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء الخاسرين يوم القيامة في جهنّم: {من فوقهم ظللٌ من النّار} وذلك كهيئة الظّلل المبنيّة من النّار {ومن تحتهم ظللٌ} يقول: ومن تحتهم من النّار ما يعلوهم، حتّى يصير ما يعلوهم منها من تحتهم ظللاً، وذلك نظير قوله جلّ ثناؤه لهم: {من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} يغشاهم ممّا تحتهم فيها من المهاد.
وقوله: {ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي أخبرتكم أيّها النّاس به، ممّا للخاسرين يوم القيامة من العذاب، تخويفٌ من ربّكم لكم، يخوّفكم به لتحذروه، فتجتنبوا معاصيه، وتنيبوا من كفركم إلى الإيمان به، وتصديق رسوله، واتّباع أمره ونهيه، فتنجوا من عذابه في الآخرة {فاتّقون} يقول: فاتّقوني بأداء فرائضي عليكم، واجتناب معاصيّ، لتنجوا من عذابي وسخطي). [جامع البيان: 20/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16.
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله {لهم من فوقهم ظلل} قال: غواش {ومن تحتهم ظلل} قال: مهاد). [الدر المنثور: 12/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن سويد بن غفلة قال: إذا أراد الله أن يعذب أهل النار جعل لكل إنسان منهم تابوتا من نار على قدره ثم أقفل عليه بأقفال من نار فلا يعرف منه عرق إلا وفيه مسمار ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل بأقفال من نار ثم يضرم بينهما نار فلا يرى أحد منهم أن في النار غيره، فذلك قوله {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} وقوله (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) (الأعراف 41) ). [الدر المنثور: 12/641]