عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:50 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}


تفسير قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقطّعناهم في الأرض أمماً}؛ أي فرّقناهم فرقاً). [مجاز القرآن: 1/ 231]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقطّعناهم في الأرض أمماً مّنهم الصّالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون}
وقال: {مّنهم الصّالحون ومنهم دون ذالك} لا نعلم أحدا يقرؤها إلاّ نصبا). [معاني القرآن: 2/ 20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (168 - {وقطّعناهم في الأرض}؛ أي فرقناهم.
{وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات}؛ أي اختبرناهم بالخير والشر، والخصب والجدب). [تفسير غريب القرآن: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ}، أي اختبرناهم).[تأويل مشكل القرآن: 469]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (149 - ثم قال جل وعز: {وقطعناهم في الأرض أمما}؛ أي فرقناهم فرقا
150 - وقوله جل وعز: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات}؛ أي واختبرناهم بالشدة والرخاء والخصب والجدب). [معاني القرآن: 3/ 97-98]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (168- {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ}؛ أي اختبرناهم بالخير والشر، والخصب والجذب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]

تفسير قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فخلف من بعدهم خلفٌ ورثوا الكتاب...}و {خلف أضاعوا الصلاة}؛ أي قرن، بجزم اللام، والخلف: ما استخلفته، تقول: أعطاك الله خلفا مما ذهب لك، وأنت خلف سوء، سمعته من العرب). [معاني القرآن: 1/ 399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فخلف من بعدهم خلفٌ}؛ ساكن ثاني الحروف، وإن شئت حركت الحرف الثاني وهما في المعنى واحد كما قالوا: أثر وأثر، وقوم يجعلونه إذا سكّنوا ثاني حروفه إذا كانوا مشركين، وإذا حركوه جعلوه خلفاً صالحاً.
{عرض هذا الأدنى}؛ أي طمع هذا القريب الذي يعرض لهم في الدنيا.
{ودرسوا ما فيه}؛ مجازه: من دراسة الكتب ويقال: قد درست إمامي أي حفظته وقرأته، يقال: ادرس على فلان أي اقرأ عليه). [مجاز القرآن: 1/ 232]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فخلف من بعدهم خلفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرضٌ مّثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم مّيثاق الكتاب أن لاّ يقولوا على اللّه إلاّ الحقّ ودرسوا ما فيه والدّار الآخرة خيرٌ لّلّذين يتّقون أفلا تعقلون}
وقال: {فخلف من بعدهم خلفٌ}؛ إذا قلت "خلف سوءٍ" و"خلف صدقٍ" فهما سواء. و"الخلف" إنما يريد به الذي بعد ما مضى خلفاً كان منه أو لم يكن خلفاً إنّما يكون يعني به القرن الذي يكون بعد القرن و"الخلف" الذي هو بدل مما كان قبله قد قام مقامه وأغنى غناه. تقول: "أصبت منك خلفا".
وقال: {يأخذون عرض هذا الأدنى}؛ فأضاف "العرض" إلى "هذا" وفسر "هذا" بـ"الأدنى" وكل شيء فهو عرضٌ سوى الدراهم والدنانير فإنها عينٌ. وما كان غير ذلك فهو عرضٌ وأما "العرض" فهو كل شيء عرض لك تقول: "قد عرض له بعدي عرضٌ" أي: "أصابته بليّةٌ وشرّ" وتقول: "هذا عرضةٌ للشرّ" و"عرضةٌ للخير" كلّ هذا تقوله العرب. وقال: {ولا تجعلوا اللّه عرضةً لأيمانكم} وتقول: "أعرض لك الخير" و"عرض لك الخير" وقال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد السابع عشر بعد المائتين]:
أعرفنّك معرضاً لرماحنا ....... في جفّ تغلب وارد الإمرار
و"العارض" من السحاب: ما استقبلك وهو قول الله عز وجل: {فلمّا رأوه عارضاً} وأما "الحبيّ": فما كان من كل ناحية وتقول: "خذوه من عرض الناس" أي: مما وليك منهم، وكذلك "اضرب به عرض الحائط" أي: ما وليك منه وأما "العرض" و"الطول" فإنه ساكن. وأما قوله [من الطويل وهو الشاهد الثامن عشر بعد المائتين]:
لهنّ عليهم عادةٌ قد عرفنها ....... إذا عرضوا الخطّيّ فوق الكواثب
وأعرضوا فهذا لأن: عرض عرضاً. و: "عرضت عليه المنزل عرضاً" و"عرض لي أمرٌ عرضاً" هذا مصدره. و"العرض من الخير والشرّ": ما أصبت عرضاً من الدنيا فانتفعت به تعني به الخير. و"عرض لك عرض سوءٍ"). [معاني القرآن: 2/ 20-21]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {أفلا تعقلون}.
أبو عمرو {يعقلون} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 580]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فخلف من بعدهم خلف} فالخلف بالإسكان: خلف السوء؛ وقد جعله بعضهم: الصالح والطالح؛ والخلف بالتحرك: البدل؛ وسنذكر كل ما في هذا اللفظ مع {الخالفين} في سورة براءة.
قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أذرائهم = وبقيت في خلف كجلد الأجرب
وقال حسان:
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا = لأولنا في طاعة الله تابع
فأسكن، وهو يريد: الخلف الصالح). [معاني القرآن لقطرب: 600]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (169 - {فخلف من بعدهم خلفٌ} والخلف: الرّدئ من الناس ومن الكلام، يقال: هذا خلف من القول). [تفسير غريب القرآن: 174]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على اللّه إلّا الحقّ ودرسوا ما فيه والدّار الآخرة خير للّذين يتّقون أفلا تعقلون (169)}؛
يقال للذي يجئ في أثر قرن خلف.
والخلف ما أخلف عليك بدلا مما أخذ منك، ويقال: في هذا خلف أيضا، فأمّا ما أخلف عليك بدلا مما ذهب منك فهو الخلف بفتح اللام.
وقوله: {ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى}؛
قيل إنهم كانوا يرتشون على الحكم، ويحكمون بجور، وقيل إنهم كانوا يرتشون ويحكمون بحق، وكل ذلك عرض خسيس.
وقوله: {ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه}؛
فالفائدة أنهم كانوا يذنبون بأخذهم الرشي، ويقولوا سيغفر لنا من غير أن يتوبوا، لأن قوله: {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه}
دليل على إصرارهم على الذنب، واللّه جلّ وعزّ وعد بالمغفرة في العظائم التي توجب النار مع التوبة. فقال:
{ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على اللّه إلّا الحقّ ودرسوا ما فيه}؛
أي فهم ذاكرون لما أخذ عليهم). [معاني القرآن: 2/ 388]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (151 - وقوله جل وعز: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب}
قال مجاهد يعني النصارى.
وقال غيره يعني أبنائهم.
قال أبو جعفر وهذا أولى القولين والله أعلم لأنه يقال لولد الرجل خلفه يقال للواحد وللاثنين والجمع والمؤنث على لفظ واحد والجمع خلوف
وقيل إنما يستعمل للردئ من الأبناء.
فأما الخلف بتحريك اللام فهو البدل من الشيء من ولد أو غيره.
152 - ثم قال جل وعز: {يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا}
قال ابن عباس رحمه الله يستقبلون الدنيا فيأكلونها ويتأولون كتاب الله هذا معنى قوله تعالى: {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه}
قال مجاهد يأخذون في يومهم ما كان من حلال أو حرام وإن وجدوا ذلك لغد أخذوه.
وقال غيره يأخذون الرشى في الحكم ويقولون سيغفر لنا وهم لا يتوبون.
ودل على أنهم لا يتوبون قوله تعالى: {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه}
والعرض في اللغة متاع الدنيا أجمع.
والعرض بتسكين الراء ما كان من المال سوى الدنانير والدراهم وما كان من الدنانير والدراهم قيل له نقد وغيره.
ومعنى ودرسوا ما فيه أي قد قرأوه وهم قريبو عهد بقراءته). [معاني القرآن: 3/ 98-100]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فخلف من بعدهم خلف}؛ الخلف: الردئ من كل شيء). [ياقوتة الصراط: 233]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (169- {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ}؛ أي الردئ من الناس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين يمسّكون بالكتاب...}
ويقرأ (يمسكون بالكتاب) ومعناه: يأخذون بما فيه). [معاني القرآن: 1/ 399]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {والذين يمسكون} من مسكوا.
وقراءة أبي "والذين مسكوا" تقوي قراءة أبي عمرو.
وقراءة أبي العالية {والذين يمسكون} من أمسكوا). [معاني القرآن لقطرب: 580]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصّلاة إنّا لا نضيع أجر المصلحين (170)}
" الذين " في موضع رفع، وفيها قولان، أعني في {إنّا لا نضيع أجر المصلحين}، قال قوم: إنا لا نضيع أجر المصلحين منهم، وهو الذي نختار؛ لأن كل من كان غير مؤمن وأصلح فأجره ساقط، قال اللّه جلّ وعزّ:
{الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم}
وقال: {وجوه يومئذ خاشعة (2) عاملة ناصبة (3) تصلى نارا حامية (4)}
فالمعنى: (والّذين يمسّكون بالكتاب) أي يؤمنون به، ويحكمون بما فيه إنا لا نضيع أجر المصلح منهم والمصلح المقيم على الإيمان المؤدّى فرائضه اعتقادا وعملا، ومثله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا}؛ أي لا نضيع أجر من أحسن منهم عملا.
وقال قوم: المصلحون لفظ يخالف لفظ الأول، ومعناه معنى الأول فعاد الذكر في المعنى وإن لم يكن عائدا في اللفظ، ولا يجيز هؤلاء زيد قام أبو عمرو. لأن أبا عمرو لا يوجبه لفظ زيد.
فإن قال قائل: المؤمن أنا أكرم من اتقى اللّه، جاز، لأن معنى من اتقى اللّه معنى المؤمن، فقد صار بمنزلة قولك زيد ضربته، لأن الذكر إذا تقدّم فالهاء عائدة عليه، لا محالة، وإن كان لفظها غير لفظه، لأن ضمير الغائب لا يكون إلا هاء في النصب). [معاني القرآن: 2/ 388-389]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (153 - ثم قال تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المحسنين}
معنى يمسكون بالكتاب يتبعون ما فيه ويحكمون به.
{إنا لا نضيع أجر المحسنين}؛ أي من أصلح منهم وآمن ولم يعاند). [معاني القرآن: 3/ 100]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ نتقنا الجبل...}
رفع الجبل على عسكرهم فرسخا في فرسخ. (نتقنا): رفعنا. ويقال: امرأة منتاق إذا كانت كثيرة الولد). [معاني القرآن: 1/ 399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذ نتقنا الجبل فوقهم}؛ أي رفعنا فوقهم، وقال العجّاج:
ينتق أقتاد الشّليل نتقا
أي يرفعه عن ظهره، وقال رؤبة:
ونتقوا أحلامنا الأثاقلا).
[مجاز القرآن: 1/ 232]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وإذ نتقنا الجبل فوقهم} فإنهم يقولون: نتقه ينتقه نتقًا؛ أي رفعه؛ وقالوا أيضًا: نتقني السير أي حركني، ينتقني، وقالوا أيضًا: ما ينتق برجله أي لا يركض.
والنتق: نتق الدابة صاحبها، حين تعدوا به وتتعبه حتى يربو، فذلك النتق والنتوق أيضًا.
وقالوا أيضًا: نتقت المرأة تنتق نتوقًا: إذا كثر ولدها). [معاني القرآن لقطرب: 600]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (171- {وإذ نتقنا الجبل فوقهم}: زعزعناه وحركناه. قال الشاعر:
ونتقوا أحلامنا الأثاقلا
وقال بعضهم: علقناه فوقهم رفعناه. وامرأة منتاق إذا كانت كثيرة الولد. ونتق ما في الجراب إذا نثره). [غريب القرآن وتفسيره: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (171 - {وإذ نتقنا الجبل}؛ أي زعزعناه. ويقال: نتقت السّقاء: إذا نفضته لتقتلع الزبدة منه. وكان نتق الجبل أنّه قطع منه شيء على قدر عسكر موسى فأظل عليهم. وقال لهم موسى: أما أن تقبلوا التوراة إما أن يسقط عليكم). [تفسير غريب القرآن: 174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (154 - وقوله جل وعز: {وإذا نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة}؛ يقال نتقت الشيء أنتقه نتقا ونتوقا إذا زعزعته ورميت به أو قطعته منه امرأة ناتق أي كثيرة الولد كأنها ترمي بالأولاد.
ويقال: نتقت السقاء إذا نقضته لتخرج ما فيه من الزبد.
قال قتادة: رفع الجبل على رؤوسهم وقال لهم موسى إن قبلتم ما في الكتاب وإلا سقط عليكم.
ومعنى بقوة بجد). [معاني القرآن: 3/ 100-101]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وإذ نتقنا الجبل}؛ أي: رفعناه). [ياقوتة الصراط: 233]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (171- {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ}؛ أي زعزعناه وقلعناه.
وقيل: قطع منه قطعة على قدر عسكر موسى صلى الله عليه وسلم فأظلَ عليهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (171- {نَتَقنا}: علقنا). [العمدة في غريب القرآن: 139]


رد مع اقتباس