عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:18 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الرّجز} مجازه: العذاب.
{بما عهد عندك} مجازه: أوصاك وأعلمك). [مجاز القرآن: 1/ 227]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {يا أيه الساحر} فكان ابن عباس يقول: "الساحر" يريد يا أيها العالم؛ يعظمونه بذلك.
وقال ذو الرمة:
وساحرة السراب من الموامي = ترقص في نواشزها الأروم
أي الحجارة.
وقال أبو خيرة:
تسحر الأبصار لا تدري أين وجهه.
[معاني القرآن لقطرب: 593]
وقالوا: أرض مسحورة، وقد سحرت سحرًا: يأخذها المطر الجود، فيقلب نباتها ويقلعه من أصوله، ويقلب ظهر الأرض لبطنها، لشدته؛ فكأن السحر مأخوذ من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 594]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والرّجز}: العذاب). [تفسير غريب القرآن: 171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرِّجْزُ: العذاب. قال الله تعالى- حكاية عن قوم فرعون: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ} أي العذاب.
ثم قد يسمّى كيد الشيطان: رجزا، لأنّه سبب العذاب. قال الله تعالى: {وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} ). [تأويل مشكل القرآن: 471]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولمّا وقع عليهم الرّجز قالوا يا موسى ادع لنا ربّك بما عهد عندك لئن كشفت عنّا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل}
و(الرجز) اسم للعذاب.
{قالوا يا موسى ادع لنا ربّك بما عهد عندك لئن كشفت عنّا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل} وكانوا قد أخذوا بني إسرائيل بالكد الشديد حتى قالوا لموسى: {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا}.
فيقال إنهم كانوا يستعملون بنى إسرائيل في تلبين اللّبن، وكان فرعون وأصحابه من القبط يفعلون ذلك ببني إسرائيل، فلما بعث موسى أعطوهم اللّبن يلبّنونه، ومنعوهم التبن ليكون ذلك أشق عليهم). [معاني القرآن: 2/ 370-371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولما وقع عليهم الرجز}
وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد (الرجز).
قال مجاهد: وهو العذاب.
{قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك} ، قال أبو عبيدة: بما أوصاك وأعلمك.
{لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل} يروى أنهم كدوهم في العمل.
قال مجاهد إلى أجل هم بالغوه إلى عدة مسماة من أيامهم فأغرقناهم في اليم وهو البحر). [معاني القرآن: 3/ 72-72]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلمّا كشفنا عنهم الرّجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون}
وهو البحر، وكذلك هو في الكتب الأول). [معاني القرآن: 2/ 371]

تفسير قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في اليمّ} أي في البحر، قال: كباذخ اليمّ سقاه اليمّ). [مجاز القرآن: 1/ 227]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {في اليم} فكان ابن عباس يقول: هو البحر؛ وقال بعضهم: هو القلزم.
وقال ذو الرمة:
داوية ودجى ليل كأنهما = يم تراطن في حافاته الروم
وقال أبو النجم:
فهو على التيار والتيار = يمور في اليم على موار
وقوله {غافلين} فإنهم قالوا: غفل غفلة وغفولا وغفلا). [معاني القرآن لقطرب: 598]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(اليم): البحر). [تفسير غريب القرآن: 171]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمّ بأنّهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين}
{وكانوا عنها غافلين} أي كانوا لا يعتبرون بالآيات التي تنزل بهم). [معاني القرآن: 2/ 371]

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها...}
فتنصب مشارق ومغارب تريد: في مشارق الأرض وفي مغاربها، وتوقع (وأورثنا) على قوله: {الّتي باركنا فيها}. ولو جعلت (وأورثنا) واقعة على المشارق والمغارب لأنهم قد أورثوها وتجعل (التي) من نعت المشارق والمغارب فيكون نصبا، وإن شئت جعلت (التي) نعتا للأرض فيكون خفضا.
وقوله: (وما ظلمونا) يقول: وما نقصونا شيئا بما فعلوا، ولكن نقصوا أنفسهم. والعرب تقول: ظلمت سقاءك إذا سقيته قبل أن يمخض ويخرج زبده. ويقال ظلم الوادي إذا بلغ الماء منه موضعا لم يكن ناله فيما خلا؛ أنشدني بعضهم:
يكاد يطلع ظلما ثم يمنعه ....... عن الشواهق فالوادي به شرق
ويقال: إنه لأظلم من حيّة؛ لأنها تأتي الجحر ولم تحفره فتسكنه. ويقولون: ما ظلمك أن تفعل، يريدون: ما منعك أن تفعل، والأرض المظلومة: التي لم ينلها المطر، وقال أبو الجراح: ما ظلمك أن تفيء، لرجل شكا كثرة الأكل. ويقال صعق الرجل وصعق إذا أخذته الصاعقة، وسعد وسعد ورهصت الدابة ورهصت). [معاني القرآن: 1/ 397-398]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} مجازه: يبنون وبعرش ويعرش لغتان، وعريش مكّة: خيامها). [مجاز القرآن: 1/ 227]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها وتمّت كلمة ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
وقال: {وما كانوا يعرشون} و"يعرشون" لغتان وكذلك {نبطش} و"نبطش" و"يحشر" و{يحشر}، و{يعكف} و{يعكف}، و{ينفر} و{ينفر}). [معاني القرآن: 2/ 16]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل المدينة وأبو عمرو {يعكفون} و{يعرشون} بالكسر.
عاصم بن أبي النجود {يعرشون} و{يعكفون} بالضم لغتان). [معاني القرآن لقطرب: 572] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وما كانوا يعرشون}: يبنون والعرش في هذا الموضع البناء). [غريب القرآن وتفسيره: 149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما كانوا يعرشون} أي: يبنون، والعروش: البيوت والعروش: السقوف). [تفسير غريب القرآن: 172]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها وتمّت كلمت ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
يعني بني إسرائيل، وكان منهم داود وسليمان ملكوا الأرض.
وقوله: {وتمّت كلمت ربّك الحسنى} يعنى ما وعدهم اللّه به من إهلاك عدوّهم واستخلافهم في الأرض.
(ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون).
و(يعرشون) جميعا. يقال عرش يعرش ويعرش، إذا هو بنى). [معاني القرآن: 2/ 371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}
(القوم) ههنا: بنو إسرائيل، وكان فيهم داود وسليمان عليهما السلام.
قال قتادة: التي بورك فيها الشام.
وقيل: مصر.
ثم قال عز وجل: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا}
قيل يعني بالكلمة: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض}
قال مجاهد في قوله جل وعز: {وما كانوا يعرشون} قال: يبنون البيوت والمساكن). [معاني القرآن: 3/ 72-73]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَعْرِشُونَ} أي يبنون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 86]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَعْرِشُونَ}: يبنون). [العمدة في غريب القرآن: 137]


رد مع اقتباس