عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:10 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) }


تفسير قوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (باب قول الله عز وجل: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} هي أيام العشر.
قول الله عز وجل: {واذكروا الله في أيام معدودات} المعدودات: أيام التشريق.
قال أبو جعفر: حدثنا هناد، عن وكيع، عن سفيان
عن مغيرة، عن إبراهيم في قول الله عز وجل: {الحج أشهر معلومات} قال: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.
حدثنا هناد قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج عن عمرو بن دينار، قال: سمعت ابن عباس يقول: الأيام المعدودات: أيام التشريق. والمعلومات: أيام العشر.
حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، عن الملك، عن
عطاء {واذكروا الله في أيام} قال: أيام منى. و{أيام معدودات}، قال: أيام العشر.
وقوله تعالى: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر حُرُم} يقال: شهر وأشهر، للقليل ما دون العشرة، فإذا أجزت العشرة فهي الشهور. قال الله عز وجل: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا}.
فقال: «الشهور» لما جاوزت العشرة، وقال: {الحج أشهر معلومات} لما كانت ثلاثة. وقال: (منها) للكثير، و(منهن) للقليل. وذلك قوله: {منها أربعة حرم} أي من الاثني عشر، ثم قال: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} يعني في الأربعة الأشهر الحرم، فعادت «النون» على القلة، و«الهاء» على الكثرة.
وقوله تبارك وتعالى: {شهر رمضان} يقرأ بالرفع والنصب، والإدغام {شهر رمضان} تدغم الراء عند الراء. فمن نصب شهر «رمضان» فعلى قوله عز وجل: {وأن تصوموا} –شهر رمضان- {خير لكم}.
ومن رفع بالعائد، وهو قوله عز وجل: {فيه القرآن}. وإن شئت قلت أرفعه «بهدى» كأنك قلت: شهر رمضان هدى للناس وبينات. وإن شئت رفعت «الشهر» بـ«الذي» وكان «هدى» في موضع نصب، فينبغي حينئذ أن تنصب «بينات». والقراءة بالرفع في قراءة بعضهم). [الأيام والليالي: 89-92]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولا بدّ من هو لأنّ حرف الاستفهام لا يستغنى بما قبله إنما يستغنى بما بعده فإنّما جئت بالفعل قبل مبتدأ قد وضع الاستفهام في موضع المبنى عليه الذي يرفعه فأدخلته عليه كما أدخلته على قولك قد عرفت لزيدٌ خيرٌ منك.
وإنّما جاز هذا فيه مع الاستفهام لأنّه في المعنى مستفهم عنه كما جاز لك أن تقول إنّ زيداً فيها وعمرٌ و. ومثله: {أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسوله}. فابتدأ لأنّ معنى الحديث حين قال إنّ زيداً منطلقٌ زيدٌ منطقٌ ولكنّه أكّد بإنّ كما أكّد فأظهر زيداً وأضمره. والرفع قول يونس). [الكتاب: 1/238]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: إن زيداً منطلق وعمراً، وإن شئت: وعمرو.
فأما الرفع فمن وجهين، والنصب من وجه واحد، وهو أن تعطفه على الاسم المنصوب؛ كما قال:


إن الربيع الجود والخريفا = يدا أبي العباس والصيوفا
وهذا على وجه الكلام، ومجراه؛ لأنك إذا عطفت شيئاً على شيء كان مثله. وأحد وجهي الرفع وهو الأجود منهما: أن تحمله على موضع إن؛ لأن موضعها الابتداء. فإذا قلت: إن زيداً منطلق، فمعناه: زيد منطلق.
ومثل إن في هذا الباب لكن الثقيلة. ونظير ذلك قولك: ليس زيد بقائم ولا قاعداً، على الموضع. ومثله: خشنت بصدره وصدر زيد.
وعلى هذا قراءة من قرأ {فأصدق وأكن من الصالحين} حمله على موضع الفاء، ولم يحمله على ما عملت فيه.
وقرئت هذه الآية على وجهين: (إن الله بريء من المشركين ورسوله) بالنصب، والرفع في الرسول). [المقتضب: 4/111-112] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فمما جاء نعتاً على الموضع وهو ها هنا أحسن قول الله عز وجل: {ما لكم من إله غيره}. إن شئت كان غيره استثناء، وإن شئت كان نعتاً على الموضع، وإنما كان هو الوجه؛ لأن من زائدة لم تحدث في المعنى شيئاً ولا ليست كذلك؛ لأنها أزالت ما كان موجباً، فصار بها منفياً. فمن ذلك قوله:

ورد جازرهم حرفاً مصرمة = ولا كريم من الولدان مصبوح
والعطف يجري هذا المجرى. فمن جعل المعطوف على الموضع قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. حمل الثاني على الموضع.
ونظير هذا قوله:
فلسنا بالجبال، ولا الحديدا
حمل الثاني على الموضع، كأنه قال: فلسنا الجبال ولسنا الحديدا.
ومثله قول الله عز وجل: {فأصدق وأكن} لولا الفاء كان أصدق مجزوماً؛ كما أنه لولا الباء لكانت الجبال منصوبة لأنه خبر ليس.
ومثله قولك: إن زيداً منطلق وعمرو، وقول الله عز وجل: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} ). [المقتضب: 4/369-371] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
فإني وقيارًا بها لغريب
أراد: فإني لغريب بها وقيارًا، ولو رفع لكان جيداٌ، تقول: إن زيداٌ منطلقٌ وعمراٌ وعمرو، فمن قال: "عمراٌ" فإنما رده على زيد، ومن قال: "عمرو" فله وجهان من الإعراب: أحدهما جيد، والآخر جائز، فأما الجيد فأن تحمل عمراٌ على الموضع، لأنك إذا قلت: إن زيداٌ منطلق فمعناه زيد منطلق فرددته على الموضع، ومثل هذا لست بقائم ولا قاعدًا، والباء زائدةٌ، لأن المعنى لست قائماٌ ولا قاعداٌ، ويقرأ على وجهين: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (وَرَسُولَهُ) والوجه الآخر لأن يكون معطوفًا على المضمر في الخبر، فإن قلت إن زيداٌ منطلق هو وعمرو حسن العطف لأن المضمر المرفوع إنما يحسن العطف عليه إذا أكدته، كما قال الله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا} و{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} إنما قبح العطف عليه بغير تأكيد لأنه لا يخلو من أن يكون مستكنا في الفعل بغير علامة، أو في الاسم الذي يجري مجرى الفعل، نحو إن زيدًا ذهب وإن زيداٌ ذاهب فلا علامة له، أو تكون له علامة يتغير لها الفعل عما كان نحو ضربت، سكنت الباء التي هي لام الفعل من أجل الضمير لأن الفعل والفاعل لا ينفك أحدهما عن صاحبه فهما كالشيء الواحد، ولكن المنصوب يجوز العطف عليه، ويحسن بلا تأكيد، لأنه لا يغير الفعل إذ كان الفعل قد يقع ولا مفعول فيه، نحو ضربتك وزيدًا، فأما قول الله عز وجل: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا} فإنما يحسن بغير توكيد لأن" لا" صارت عوضًا، والشاعر إذا احتاج أجراه بلا توكيد لاحتمال الشعر ما لا يحسن في الكلام. وقال عمر بن أبي ربيعة:
قلت إذا أقبلت وزهرٌ تهادى = كنعاج الملا تعفسن رملا
وقال جرير:
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه = ما لم يكن وأبٌ له لينالا
فهذا كثير. فأما النعت إذا قلت إن زيدًا يقوم العاقل فأنت مخير إن شئت قلت العاقل فجعلته نعتًا لزيد، أو نصبته على المدح وهو بإضمار أعني، وإن شئت رفعت على أن تبدله من المضمر في الفعل، وإن شئت كان على قطع وابتداءٍ، كأنك قلت إن زيدًا قام، فقيل من هو فقلت: العاقل، كما قال الله عز وجل: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ}، أي هو النار والآية تقرأ على وجهين على ما فسرنا: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} و{عَلَّامَ الْغُيُوبِ} ). [الكامل: 1/416-418]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخلت عليه عجوز فسأل بها
فأحفى، وقال:
((إنها كانت تأتينا في زمان خديجة وإن حسن العهد من الإيمان)).
هو من حديث ابن المبارك قال: بلغني ذلك عنه عن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن محمد بن زيد بن مهاجر يرفعه.
والعهد في أشياء مختلفة.
فمنها الحفاظ ورعاية الحرمة والحق، وهو هذا الذي في الحديث ومنه الوصية، وهو أن يوصي الرجل إلى غيره كقول سعيد حين خاصم عبد بن زمعة في ابن أمته فقال: ابن أخي عهد فيه إلي أخي، أي أوصى إلي فيه.
وقال الله تبارك وتعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم} يعني الوصية والأمر.
ومن العهد أيضا الأمان، قال الله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} وقال: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم}.
ومن العهد أيضا: اليمين يحلف بها الرجل، يقول: علي عهد الله.
ومن العهد أيضا: أن تعهد الرجل على حال أو في مكان، فتقول: عهدي به في مكان كذا وكذا وبحال كذا وكذا، وعهدي به يفعل كذا وكذا.
وأما قول الناس: أخذت عليه عهد الله وميثاقه، فإن العهد ههنا اليمين، وقد ذكرناه). [غريب الحديث: 2/580-583] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) }



رد مع اقتباس