عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 10:53 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {براءةٌ مّن اللّه ورسوله...}
مرفوعة، يضمر لها {هذه}ومثله قوله: {سورةٌ أنزلناها}. وهكذا كل ما عاينته من اسم معرفة أو نكرة جاز إضمار {هذا}و{هذه} فتقول إذا نظرت إلى رجل: جميلٌ والله، تريد: هذا جميل.
والمعنى في قوله {براءة}أن العرب كانوا قد أخذوا ينقضون عهودا كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت عليه آيات من أوّل براءة، أمر فيها بنبذ عهودهم إليهم، وأن يجعل الأجل بينه وبينهم أربعة أشهر. فمن كانت مدّته أكثر من أربعة أشهر حطّه إلى أربعة. ومن كانت مدّته أقلّ من أربعة أشهر رفعه إلى أربعة. وبعث في ذلك أبا بكر وعليا رحمهما الله، فقرأها عليّ على الناس). [معاني القرآن: 1/420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {براءةٌ من اللّه ورسوله} أي تبرؤ من اللّه ورسوله إلى من كان له عهد من المشركين). [تفسير غريب القرآن: 182]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : قوله جلّ وعزّ: {براءة من اللّه ورسوله إلى الّذين عاهدتم من المشركين}
سئل أبيّ بنّ كعب: ما بال براءة لم تفتتح بـ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.
فقال: لأنها نزلت في آخر ما نزل من القرآن، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر في أول كل سورة بـ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: ولم يأمر في سورة براءة بذلك فضمّت إلى سورة الأنفال لشبهها بها.
يعني أن أمر العهود مذكور في سورة الأنفال وهذه نزلت بنقض العهود فكانت ملتبسة بالأنفال في الشبه.
قال أبو إسحاق: أخبرنا بعض أصحابنا عن صاحبنا أبي العباس محمد ابن يزيد المبرد أنّه قال: لم تفتتح ب " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم "، لأن " بسم اللّه " افتتاح للخير. وأول { براءة } وعيد ونقض عهود، فلذلك لم تفتتح بـ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.
و{براءة} نزلت في سنة تسع من الهجرة، وافتتحت مكة في سنة ثمان.
وولّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتاب بن أسيد للوقوف بالناس في الموسم فاجتمع في
تلك السنة في الموقف ومعالم الحج وأسبابه المسلمون والمشركون، فلما كان في سنة تسع ولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق الوقوف بالناس وأمر بتلاوة براءة، وولى تلاوتها عليا وقال في ذلك: لن يبلّغ عني إلا رجل مني، وذلك لأن العرب جرت عادتها في عقد عقودها ونقضها أن يتولى ذلك على القبيلة رجل منها، فكان جائزا أن يقول العرب إذا تلي عليها نقض. العهد من الرسول: هذا خلاف ما نعرف فينا في نقض العهود، فأزاح رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - هذه العلّة، فتليت براءة في الموقف:
{براءة من اللّه ورسوله إلى الّذين عاهدتم من المشركين)}
أي قد برئ من إعطائهم العهود والوفاء لهم، ذلك أن نكثوا.
{براءة}مرتفعة على وجهين أحدهما على خبر الابتداء، على معنى هذه الآيات براءة من الله ورسوله، وعلى الابتداء، يكون الخبر {إلى الذين عاهدتم} لأن براءة موصولة بـ من، وصار كقولك: القصد إلى زيد، والتبرؤ إليك، وكلاهما جائز حسن، يقال برئت في الرجل والدين براءة،. وبرئت من المرض وبرأت أيضا برءا، وقد رووا برأت ابرؤ بروءا، ولم نجد فيما لامه همزة فعلت أفعل، نحو قرأت أقرا، وهنأت البعير أهنؤه.
وقد استقصى العلماء باللغة هذا فلم يجدوه إلا في هذا الحرف ويقال بريت القلم - وكل شيء نحته - أبريه بريا، غير مهموز، وكذلك براة السير غير مهموز، والبرة حلقة من حديد في أنف الناقة، فإذا كانت من شعر فهي خزامة.
والذي في أنف البعير من خشب يقال له الخشاش، يقال أبريت الناقة أبريها براء إذا جعلت لها برة.
ولا يقال إلا بالألف أبريت، ومن الخزامة خزمت - بغير ألف – وكذلك من الخشاش خششت، والبرة الخلخال من هذا، وتجمع البرة برين والبري). [معاني القرآن: 2/427-429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال أبو جعفر ومعنى {براءة} تبرؤ {من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر}
أي فيقال لهم سيحوا في الأرض أي اذهبوا وجيئوا آمنين أربعة أشهر ثم لا أمان لكم بعدها
قال مجاهد وقتادة الأربعة الأشهر عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر ربيع الآخر
وقال الزهري هن شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم). [معاني القرآن: 3/180-181]

تفسير قوله تعالى: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ...}
يقول: تفرقوا آمنين أربعة أشهر مدّتكم). [معاني القرآن: 1/420]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {براءةٌ من الله ورسوله إلى الّذين عاهدتم} ثم خاطب شاهداً فقال: {فسيحوا في الأرض} مجازه: سيروا وأقبلوا وأدبروا، والعرب تفعل هذا، قال عنترة:
شطّت مزار العاشقين فأصبحت.=.. عسراً علىّ طلابك ابنة مخرم).
[مجاز القرآن: 1/252]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ندع ما مضى في صدر الكتاب.
قوله عز وجل {فسيحوا} المصدر سياحة وسيوحا وسيحا وسيحانًا). [معاني القرآن لقطرب: 638]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ} أي اذهبوا آمنين أربعة أشهر أو أقل [من كانت مدة عهده إلى أكثر من أربعة أشهر أو أقل] فإن أجله أربعة أشهر). [تفسير غريب القرآن: 182]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : وقوله: ( {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنّكم غير معجزي اللّه وأنّ اللّه مخزي الكافرين}أي اذهبوا؛ وأقبلوا وأدبروا أربعة أشهر.
{واعلموا أنّكم غير معجزي اللّه}
أي وإن أجّلتم هذه الأربعة الأشهر فلن تفوتوا اللّه (وأنّ اللّه مخزي الكافرين).
الأجود فتح {أنّ } على معنى اعلموا أن الله مخزي الكافرين، ويجوز
كسرها على معنى الاستئناف، وهذا ضمان من الله عزّ وجلّ بنصره المؤمنين على الكافرين). [معاني القرآن: 2/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال عز وجل: {واعلموا أنكم غير معجزي الله} [آية: 2] أي وإن أجلتم هذا الأجل سينصر المسلمون عليكم). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} أي فاذهبوا آمنين هذه المدة، من كان عهده أكثر أو أقل. والأربعة أشهر هن أربعة أشهر من بعد يوم النحر، ويقال: أشهر السماحة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 95]

تفسير قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأذانٌ مّن اللّه ورسوله...}
تابع لقوله {براءة}. وجعل لمن لم يكن له عهد خمسين يوما أجلا. وكل ذلك من يوم النحر). [معاني القرآن: 1/420]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأذانٌ من الله} مجازه: وعلم من الله وهو مصدر واسم من قولهم: آذنتهم أي أعلمتهم، يقال أيضاً: {أذينٌ وإذنٌ} ). [مجاز القرآن: 1/252]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأذان مّن اللّه ورسوله إلى النّاس يوم الحجّ الأكبر أنّ اللّه بريءٌ مّن المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خيرٌ لّكم وإن تولّيتم فاعلموا أنّكم غير معجزي اللّه وبشّر الّذين كفروا بعذابٍ أليمٍ}
قال: {وأذان مّن اللّه ورسوله} {أنّ اللّه بريءٌ مّن المشركين} أي: بأنّ الله بريء وكذلك {وأنّ اللّه مخزي الكافرين} أي: بأن الله). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وأذان من الله ورسوله} المعنى: علم من الله، وأذين أيضًا، وكان ابن عباس يقول {وأذان من الله}: وإعلام من الله، وإنما هذا من آذنته بالأمر: أعلمته؛ وقد فسرنا كل ما في هذا اللفظ في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 638]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأذان من الله ورسوله}: أذنهم أعلمهم). [غريب القرآن وتفسيره: 161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأذانٌ من اللّه ورسوله} أي إعلام. ومنه أذان الصلاة إنما هو إعلام بها. يقال: آذنتهم إذانا فأذنوا إذنا. والأذن اسم بمني منه.
{الحجّ الأكبر} يوم النّحر. وقال بعضهم: يوم عرفة. وكانوا يسمون العمرة: الحجّ الأصغر). [تفسير غريب القرآن: 182]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأذان من اللّه ورسوله إلى النّاس يوم الحجّ الأكبر أنّ اللّه بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن تولّيتم فاعلموا أنّكم غير معجزي اللّه وبشّر الّذين كفروا بعذاب أليم}
عطف على {براءة} ومعناه: وإعلان من الله ورسوله، يقال آذنته بالشيء إذا أعلمته به.
{إلى النّاس يوم الحجّ الأكبر أنّ اللّه بريء من المشركين}.
قيل يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة، والحج الأكبر الوقوف بعرفة.
وقيل الحج الأصغر العمرة.
والإجماع أنّه من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج.
وقال بعضهم إنما سمي يوم الحج الأكبر لأنه اتفقت فيه أعياد أهل الملّة، كان اتفق في ذلك اليوم عيد النصارى واليهود والمجوس وهذا لا يسمى به يوم الحج الأكبر، لأنه أعياد غير المسلمين، إنما فيها تعظم كفر باللّه، فليست من الحج الأكبر في شيء.
إجماع المسلمين على أن الوقوف بعرفة أكبر الحجّ). [معاني القرآن: 2/429-430]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر}
الأذان الإعلام
روى شعبة عن الحكم عن يحيى بن الجزار قال خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى العيد راكبا على دابة فلقيه رجل فقال له وأخذ بلجامه ما {يوم الحج الأكبر} فقال
هو يومك الذي أنت فيه خل عنها
وكذلك روي الحديث عن علي
وروى شعبة عن سليمان بن عبد الله بن سنان قال سمعت المغيرة بن شعبة يخطب على المنبر وهو يقول يوم الحج الأكبر يوم النحر
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن شداد قال الحج الأكبر يوم النحر والحج الأصغر العمرة
وقال عبد الملك بن عمير سألت عبد الله بن أبي أوفى عن يوم الحج الأكبر فقال يوم تهرق فيه الدماء ويحلق فيه الشعر
وروى حماد بن يزيد عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يوم الحج الأكبر يوم النحر وكذلك قال ابن عمر
وروى غير سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال هو يوم عرفة
وروى ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه قال هو يوم عرفة
وكذا قال مجاهد
وقال ابن سيرين الحج الأكبر العام الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم اتفق فيه حج الملل
قال أبو جعفر وأولاها القول الأول لجلة من قاله
ويدلل على صحته حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن
أذن يوم النحر بمنى ألا يحج بعد هذا العام مشرك
وأيضا فإن عرفات قد يأتيها الناس ليلا وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أي يوم أحرم قالوا يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
فدل على أنه يوم النحر لأن منى من الحرم وليست عرفات منه، وقول يجوز ابن سيرين غلط لأن المسلمين والمشركين حجوا قبل ذلك بعام ونودي فيهم أن لا يحج بعد ذلك مشرك
وقد يجوز أن يكون النداء كان بمنى وعرفات فيصح القولان). [معاني القرآن: 3/181-184]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ} أي إعلام
{الْحَجِّ الأَكْبَرِ} يوم النحر عند مالك وأصحابه، وقيل: يوم عرفة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَذَانٌ}: إعلام). [العمدة في غريب القرآن: 146]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واقعدوا لهم كلّ مرصدٍ} وكذلك: واقعد له على كل مرصد، والمراصد: الطرق، قال عامر بن الطّفيل:
ولقد علمت وما إخال سواءه... أن المنيّة للفتى بالمرصد). [مجاز القرآن: 1/253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولم يظاهروا عليكم أحداً} أي لم يعينوه، والظهير: العون.
{فأتمّوا إليهم عهدهم إلى مدّتهم} يريد: وإن كانت أكثر من أربعة أشهر. هؤلاء بنو ضمرة خاصة). [تفسير غريب القرآن: 182]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الأمان: عهد، قال الله تعالى: {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ} [تأويل مشكل القرآن: 447]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا الّذين عاهدتم من المشركين ثمّ لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتمّوا إليهم عهدهم إلى مدّتهم إنّ اللّه يحبّ المتّقين}
{الذين} في موضع نصب، أي وقعت البراءة من المعاهدين الناقضين للعهود.
{إلّا الّذين عاهدتم من المشركين ثمّ لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتمّوا إليهم عهدهم إلى مدّتهم}.
أي ليسوا داخلين في البراءة ما لم ينقضوا العهود). [معاني القرآن: 2/430]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا}
وقرأ عطاء بن سنان ثم لم ينقضوكم شيئا
يقال إن هذا مخصوص يراد به بنو ضمرة خاصة ثم قال فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم أي وإن كانت أكثر من أربعة أشهر
وقوله جل وعز: {وخذوهم} أي أسروهم ويقال للأسير أخيذ {واحصروهم} أي احبسوهم). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ} أي وإن كانت أكثر من
أربعة أشهر، وهذا في بني ضمرة خاصة). [تفسير المشكل من غريب القرآن:95 -96]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم...}
عن الذين أجلهم خمسون ليلة. {فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم} ومعنى الأشهر الحرم: المحرّم وحده. وجاز أن يقول: الأشهر الحرم للمحرم وحده لأنه متّصل بذي الحجة وذي القعدة وهما حرام؛ كأنه قال: فإذا انسلخت الثلاثة). [معاني القرآن: 1/421]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم...}
في الأشهر الحرم وغيرها في الحلّ والحرم.
وقوله: {واحصروهم} وحصرهم أن يمنعوا من البيت الحرام.
وقوله: {واقعدوا لهم كلّ مرصدٍ} يقول: على طرقهم إلى البيت؛ فقام رجل من الناس حين قرئت {براءة} فقال: يا ابن أبي طالب، فمن أراد منا أن يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمر بعد انقضاء الأربعة فليس له عهد؟ قال عليّ: بلى، لأن الله تبارك وتعالى قد أنزل:
{وإن أحدٌ مّن المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه ثمّ أبلغه مأمنه}). [معاني القرآن: 1/421]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصدٍ فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فخلّوا سبيلهم إنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ}
وقال: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} فجمع على أدنى العدد لأن معناها "الأربعة" وذلك أن "الأشهر" إنما تكون إذا ذكرت معها "الثلاثة" إلى "العشرة" فإذا لم تذكر "الثلاثة" إلى "العشرة" فهي "الشّهور".
وقال: {واقعدوا لهم كلّ مرصدٍ} وألقى "على". وقال الشاعر:
نغالى اللّحم للأضياف نيئاً = ونبذله إذا نضج القدور
أراد: نغالى باللحم). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فإذا انسلخ الأشهر} يقولون: سلخنا الشهر نسلخه، بالفتح، سلخًا وسلوخًا؛ أي قطعناه، ورأينا الشهر مسلوخًا). [معاني القرآن لقطرب: 638]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مرصد}: طريق، والمراصد الطرق). [غريب القرآن وتفسيره: 161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} وآخرها المحرّم.
{فاقتلوا المشركين} يعني من لم يكن له عهد.
{وخذوهم} أي أسروهم. والأسير: أخيذ.
{واحصروهم} احبسوهم. والحصر: الحبس {كلّ مرصدٍ} أي كل طريق يرصدونكم به). [تفسير غريب القرآن: 183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون بمعنى: الحبس والأسر، قال الله تعالى: {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} [يوسف: 78] أي: احبسه.
وقال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ} أي: ائسروهم {وَاحْصُرُوهُمْ} أي: احبسوهم.
ويقال للأسير: أخيذ). [تأويل مشكل القرآن: 502] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة فخلّوا سبيلهم إنّ اللّه غفور رحيم}
أي اقتلوا هؤلاء الذين نقضوا العهد، ونقض عهدهم وأحلوا هذه المدة.
ويقال إن الأربعة الأشهر كانت عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيعا الأول، وعشرا من ربيع الآخر، لأن البراءة وقعت في يوم عرفة، فكان هذا الوقت ابتداء الأجل.
{واقعدوا لهم كلّ مرصد}.
قال أبو عبيدة: المعنى كل طريق.
قال أبو الحسن الأخفش " على " محذوفة.
المعنى اقعدوا لهم على كل مرصد وأنشد:
نغالي اللّحم للأضياف نيئا... ونرخصه إذا نضج القدير
المعنى نغالي باللحم، فحذف الباء ههنا، وكذلك حذف (على).
قال أبو إسحاق: كل مرصد ظرف، كقولك ذهبت مذهبا.
وذهبت طريقا، وذهبت كل طريق. فلست تحتاج أن تقول في هذا إلا ما تقوله في الظروف مثل خلف وأمام وقدام.
وقوله: {فإخوانكم في الدّين}.
أي إن تابوا وآمنوا فهم مثلكم، قد درأ عنهم إيمانهم وتوبتهم إثم كفرهم ونكثهم العهود). [معاني القرآن: 2/431]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَرْصَدٍ} أي طريق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَرْصَدٍ}: طريق). [العمدة في غريب القرآن: 146]


رد مع اقتباس