عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 12:06 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}

تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن ذرّيّته...}
هذه الهاء لنوح: و(هدينا) من ذرّيته داود وسليمان. ولو رفع داود وسليمان على هذا المعنى إذ لم يظهر الفعل كان صوابا؛ كما تقول: أخذت صدقاتهم لكل مائة (شاةٍ شاةً) وشاةٌ). [معاني القرآن: 1/ 342]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاًّ هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذرّيّته داوود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌّ مّن الصّالحين}
قال: {ومن ذرّيّته داوود وسليمان} يعني: {ووهبنا له} {ومن ذرّيّته داوود وسليمان} وكذلك {وزكريّا ويحيى وعيسى}). [معاني القرآن: 1/ 244]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلّا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذرّيّته داوود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}
داود وسليمان نسق على نوح، كأنه قال: وهدينا داود وسليمان وجائز أن يكون من ذرية نوح، وجائز أن يكون من ذرية إبراهيم، لأن ذكرهما جميعا قد جرى، وأسماء الأنبياء التي جاءت بعد قوله: {ونوحا هدينا من قبل} نسق على نوح، إلا أن اليسع يقال فيه اللّيسع واليسع، بتشديد اللام وتخفيفها). [معاني القرآن: 2/ 269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ومن ذريته داود وسليمان}
ويجوز أن يكون المعنى وهدينا داود وسليمان ويكون معطوفا على كل ويجوز أن يكون المعنى ووهبنا له داود وسليمان). [معاني القرآن: 2/ 454-455]

تفسير قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}:
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {وإلياس} مقطوعة الألف.
قراءة أخرى "والياس" لا يقطع الألف؛ كأن الاسم يأس، أدخل عليه الألف واللام). [معاني القرآن لقطرب: 518]

تفسير قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واليسع...}
يشدّد أصحاب عبد الله اللام، وهي أشبه بأسماء العجم من الذين يقولون (واليسع) لا تكاد العرب تدخل الألف واللام فيما لا يجرى؛ مثل يزيد ويعمر إلا في شعر؛ أنشد بعضهم:
وجدنا الوليد بن اليزيد مباركا ....... شديدا بأحناء الخلافة كاهله
وإنما أدخل في يزيد الألف واللام لمّا أدخلها في الوليد. والعرب إذا فعلت ذلك فقد أمسّت الحرف مدحا). [معاني القرآن: 1/ 342]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاًّ فضّلنا على العالمين}
وقال بعضهم: {واليسع}، وقال بعضهم: (واللّيسع)، ونقرأ بالخفيفة). [معاني القرآن: 1/ 244]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {واليسع} كأنه يفعل من وسع. أصحاب عبد الله والأعمش {والليسع} مثقلة اللام يصير الاسم ليسع، فيعل). [معاني القرآن لقطرب: 518]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({واجتبيناهم} أي اخترناهم، يقال: اجتبي فلان كذا لنفسه، أي اختار). [مجاز القرآن: 1/ 200]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل مكة وأصحاب عبد الله يقرءون بالجمع ثلاثة أحرف {ومن آبائهم وذرياتهم} وفي الرعد {وأزواجهم وذرياتهم} وفي المؤمن {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} وسائر القرآن على واحد.
[معاني القرآن لقطرب: 518]
أهل المدينة وأبو عمرو يقرءون التي في الأعراف {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم} بالجمع، وفي يس قراءة أهل المدينة دون أبي عمرو {أنا حملنا ذرياتهم} ). [معاني القرآن لقطرب: 519]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {واجتبيناهم} اجتباء؛ والمعنى الاختيار والاصطفاء، يكون افتعل من جبي يجبي؛ يأخذ ويجمع). [معاني القرآن لقطرب: 545]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({اجتبيناهم}: اخترناهم). [غريب القرآن وتفسيره: 139]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ومن آبائهم وذرّيّاتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم}
أي هدينا هؤلاء، وهدينا بعض آبائهم وإخوانهم.
ومعنى قوله: {واجتبيناهم}
مثل اخترناهم، وهو مأخوذ من جبيت الماء في الحوض إذا جمعته). [معاني القرآن: 2/ 269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {واجتبيناهم} قال مجاهد: (أخلصناهم)، وهو عند أهل اللغة بمعنى: اخترناهم). [معاني القرآن: 2/ 455]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اجْتَبَيْنَاهُمْ}: اخترناهم). [العمدة في غريب القرآن: 128]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء...} يعني أهل مكّة {فقد وكّلنا بها قوماً} يعني أهل المدينة {لّيسوا بها بكافرين} بالآية). [معاني القرآن: 1/ 342]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فقد وكّلنا بها قوماً} أي فقد رزّقناها قوماً). [مجاز القرآن: 1/ 200]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أولئك الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوّة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}
{فإن يكفر بها هؤلاء} أي: الذين قد كفروا، ويكفرون، ممن أرسلت إليه.
{فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} أي قد وكلنا بالإيمان بها، وقيل في هذه ثلاثة أقوال:
- قيل يعني بذلك الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- في وقت مبعثهم.
- وقيل يعني به الملائكة.
- وقيل أيضا يعني به من آمن من أصحاب النبي وأتباعه.
وهو -واللّه أعلم- يعني به الأنبياء الذين تقدموا لقوله تبارك وتعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلّا ذكرى للعالمين}). [معاني القرآن: 2/ 270]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله تعالى: {فإن يكفر بها هؤلاء} قال مجاهد يعني أهل مكة وقال قتادة يعني قوم محمد عليه السلام). [معاني القرآن:2/ 455]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ({فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} قال مجاهد يعني أهل المدينة وقال قتادة يعني النبيين الذين قص الله عز وجل
وهذا القول أشبه بالمعنى لأنه قال بعد أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وحدثني محمد بن إدريس قال حدثنا إبراهيم حدثنا عثمان المؤذن عن عوف عن أبي رجاء في قول الله جل وعز: {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} قال هم الملائكة). [معاني القرآن: 2/ 455-456]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}:
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده قل لاّ أسألكم عليه أجراً إن هو إلاّ ذكرى للعالمين}
وقال: {فبهداهم اقتده}. وكلّ شيء من بنات الياء والواو في موضع الجزم فالوقف عليه بالهاء ليلفظ به كما كان). [معاني القرآن: 1/ 244]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {فبهداهم اقتده} بإثبات الهاء.
ابن أبي إسحاق يحذفها، وقد فسرنا ذلك في سورة أم الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 519]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فبهداهم اقتده} فإنهم يقولون: هو يقدو قدوك؛ أي ينحو نحوك، و"اقتده" من هذه؛ وقالوا: زيد قدوة وقدوة وقدية بالياء، وقدة؛ أي يقتدي به؛ وهدية من الاهتداء). [معاني القرآن لقطرب: 545]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلّا ذكرى للعالمين}
أي الأنبياء الذين ذكرناهم الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده أي اصبر كما صبروا، فإن قومهم قد كذبوهم فصبروا على ما كذبوا وأوذوا، فاقتد بهم.
وهذه الهاء التي في " اقتده " إنما تثبت في الوقف، تبين بها كسرة الدال، فإن وصلت قلت "اقتد"
{قل لا أسألكم}
قال أبو إسحاق: والذي أختار من أثق بعلمه أن يوقف عند هذه الهاء.
وكذلك في قوله {فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إنّي ظننت أنّي ملاق حسابيه}.
وكذلك {لم يتسنّه} وكذلك {وما أدراك ما هيه}
وقد بيّنّا ما في " يتسنّه " في سورة البقرة). [معاني القرآن: 2/ 270]


رد مع اقتباس