عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 12:01 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر...}
يقال: آزر في موضع خفض ولا يجرى لأنه أعجميّ. وقد أجمع أهل النسب على أنه ابن تارح، فكأن آزر لقب له. وقد بلغني أن معنى (آزر) في كلامهم معوجّ، كأنه عابه بزيغه وبعوجه عن الحقّ. وقد قرأ بعضهم (لأبيه ازر) بالرفع على النداء (يا) وهو وجه حسن.
وقوله: {أتتّخذ أصناماً آلهةً} نصبت الأصنام بإيقاع الفعل عليها، وكذلك الآلهة). [معاني القرآن: 1/ 340]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتّخذ أصناماً آلهةً إنّي أراك وقومك في ضلالٍ مّبينٍ}
وقال: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر} فتح إذا جعلت {آزر} بدلاً من {أبيه} وقد قرئت رفعا على النداء كأنه قال "يا آزر". وقال الشاعر:
إنّ عليّ الله أن تبايعا = تقتل صبحاً أو تجيء طائعا
فأبدل "تقتل صبحاً" من "تبايع"). [معاني القرآن: 1/ 242-243]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {ازر أتتخذ أصناما} يرفع على النداء.
أبو عمرو والأعرج {آزر أتتخذ} يكون في موضع خفض على صفة الأب، ولا ينصرف لأنه أعجمي). [معاني القرآن لقطرب: 516]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أصناما آلهة} فالصنم والوثن: الصورة من الإنسان في الحائط وغيره.
وأما التماثيل فالتمثال: حجر أو خشب، أو مما كان في صورة إنسان). [معاني القرآن لقطرب: 544]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر} قد ذكرته في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتّخذ أصناما آلهة إنّي أراك وقومك في ضلال مبين}
{وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر}
بالنصب والضم، فمن قرأ بالضم فعلى النداء، المعنى يا آزر أتتّخذ أصناما. وليس بين النسّابين خلاف أن اسم أبي إبراهيم " تارح " والذي في القرآن يدل على أن: اسمه آزر، وقيل آزر عندهم ذمّ في لغتهم، كأنه: وإذ قال إبراهيم لأبيه يا مخطئ أتتخذ أصناما.
وإذا كان كذلك فالاختيار الرفع. وجائز أن يكون وصفا له، كأنه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه المخطئ.
وقيل "آزر" اسم صنم، فإذا كان اسم صنم فموضعه نصب على إضمار الفعل، كأنه قال (وإذ قال إبراهيم لأبيه أتتخذ آزر إلها؟) أتتخذ أصناما آلهة؟ ). [معاني القرآن: 2/ 265]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة} فقرأ الحسن {آزر} بالرفع وفي حرف أبي (يا آزر) قال الحسن هو اسم أبيه وذهب الحسن إلى أنه نداء وقال سليمان التيمي معنى آزر يا أعوج وقيل كان لأبيه اسمان كان يقال له تارح وآزر وقيل "آزر" اسم صنم: والمعنى على هذا القول "أتتخذ آزر" أي: أتتخذ أصناما). [معاني القرآن: 2/ 448]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ملكوت السّموات} أي: ملك السموات،
خرجت مخرج قولهم في المثل: رهبوت خيرٌ من رحموت، أي: رهبة خير من رحمة). [مجاز القرآن: 1/ 197-198]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {ملكوت السماوات} فهو الملك على البلدة وما فيها، والتاء زائدة كالطاغوت والجبروت؛ وقد ذكرنا هذا ومثله؛ والعرب تقول: له ملكوت اليمن، وملكوت العراق.
وكان ابن عباس يقول: {ملكوت كل شيء} خزائن كل شيء؛ والمعنى قريب بعضه من بعض.
وقال بعضهم: الرهبوت خير من الرحموت؛ أي ترهب خير من أن ترحم، والتاء زائدة كتاء ملكوت). [معاني القرآن لقطرب: 544]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ملكوت السموات والأرض}: ملك السموات وفي التفسير آيات السموات، ومثل للعرب " الرهبوت خير من الرحموت" يريد أن ترهب خير من أن ترحم). [غريب القرآن وتفسيره: 138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ملكوت السّماوات والأرض} ملكهما. زيدت فيه الواو والتاء وبني بناء جبروت ورهبوت). [تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السّماوات والأرض وليكون من الموقنين}
أي ومثل ما وصفنا من قصة إبراهيم من قوله لأبيه ما قال نريه ملكوت السّماوات والأرض، أي القدرة التي تقوى بها دلالته على توحيد اللّه جلّ وعزّ.
وتقول في الكلام لمن فعل بك خيرا أو شرا كذلك أجزيك.
ومعنى قوله: {وليكون من الموقنين} أي نريه ملكوت السّماوات والأرض لما فعل، وليثبت على اليقين.
والملكوت بمنزلة الملك، إلا أن الملكوت أبلغ في اللغة من الملك، لأن الواو والتاء تزادان للمبالغة، ومثل الملكوت الرغبوت، والرهبوت.
ووزنه من الفعل فعلوت وفي المثل رهبوتي خير من رغبوتي، وهذا كقولهم، أو فرقا خيرا من حبّ، ومن روى رهبوتي خير من رحموتي فمعنى صحيح. يحقق من اللسان أن تكون له هيبة ترهب بها خير من أن يرحم). [معاني القرآن: 2/ 265]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض} ملكوت في اللغة بمعنى ملك إلا أن فيه معنى المبالغة وروى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني الآيات وروى ابن جريج عن القاسم عن إبراهيم النخعي قال فرجت له السموات السبع فنظر إليهن حتى انتهى إلى العرش وفرجت له الأرضون فنظر إليهن). [معاني القرآن: 2/ 449]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَلَكُوتَ}: ملك). [العمدة في غريب القرآن: 128]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا جنّ عليه اللّيل...}
يقال: جنّ عليه الليل، وأجنّ، وأجنّه الليل وجنّه الليل؛ وبالألف أجود إذا ألقيت (على) وهي أكثر من جنّه الليل.
يقال في قوله: {فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكباً قال هذا ربّي} قولان: إنما قال: هذا ربّي استدراجا للحجّة على قومه ليعيب آلهتهم أنها ليست بشيء، وأن الكوكب والقمر والشمس أكبر منها ولسن بآلهة؛ ويقال: إنه قاله على الوجه الآخر؛ كما قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {ألم يجدك يتيماً فآوى. ووجدك ضالاّ فهدى}
واحتجوا ها هنا بقول إبراهيم: {لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضّالّين}). [معاني القرآن: 1/ 341]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلمّا جنّ عليه اللّيل} أي: غطّى عليه وأظلم عليه، ومصدره، جنّ الليل جنوناً، قال دريد بن الصّمًّة:
ولولا جنون الليل أدرك ركضنا ....... بذي الرّمث والأرطي عياض بن ناشب
وبعضهم ينشده: ولولا جنان الليل، أي غطاؤه وسواده، وما جنّك من شيء فهو جنان لك، وقال سلامة بن جندل:
ولولا جنان الليل ما آب عامرٌ ....... إلى جعفرٍ سرباله لم يمزّق
قال ابن أحمر يخاطب ناقته:
جنان المسلمين أودّ مسّا ....... وإن جاورت أسلم أو غفارا
أي: سوادهم، يقول: دخولك في المسلمين أودّ لك {فلمّا أفل} أي غاب؛ يقال: أين أفلت عنا، أي أين غبت عنا، وهو يأفل مكسورة الفاء، والمصدر: أفل أفولاً كقوله:
وإذا ما الثّريّا أحسّت أفولا
أي: غيبوبة. قال ذو الرّمّة:
مصابيح ليست باللواتي تقودها ....... نجومٌ ولا بالآفلات الدّوالك
{لا أحبّ الآفلين} أي من الأشياء، ولم يقصد قصد الشمس والقمر والنجوم فيجمعها على جميع الموات). [مجاز القرآن: 1/ 198-200]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكباً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لا أحبّ الآفلين}
وقال: {فلمّا جنّ عليه اللّيل} وقال بعضهم {أجنّ}. وقال الشاعر:
فلمّا أجنّ اللّيل بتنا كأنّنا ....... على كثرة الأعداء محترسان
وقال:
* أجنّك اللّيل ولمّا تشتف *
فجعل "الجنّ" مصدرا لـ"جنّ". وقد يستقيم أن يكون "أجنّ" ويكون ذا مصدره كما قال "العطاء" و"الإعطاء".
وأما قوله: {أكننتم في أنفسكم} فإنهم يقولون في مفعولها: "مكنونٌ" ويقول بعضهم "مكنّ" وتقول: "كننت الجارية" إذا صنتها و"كننتها من الشّمس" و"أكننتها من الشّمس" أيضاً. ويقولون "هي مكنونة" و"مكنّةٌ" وقال الشاعر:
قد كنت أعطيهم مالي وأمنحهم ....... عرضي وعندهم في الصّدر مكنون
لأنّ قيساً تقول: "كننت العلم" فهو "مكنون". وتقول بنو تميم "أكننت العلم" فـ"هو مكنّ"، و"كننت الجارية فـ"هي مكنونةٌ". وفي كتاب الله عز وجل: {أو أكننتم في أنفسكم} وقال: {كأنّهنّ بيضٌ مّكنونٌ} وقال الشاعر:
قد كنّ يكننّ الوجوه تستّراً ....... فاليوم حين بدون للنّظّار
وقيس تنشد "قدكن يكننّ".
وقال: {فلمّا أفل} فهو من "يأفل" "أفولاً"). [معاني القرآن: 1/ 243]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {فلما جن عليه الليل} قالوا: جن عليه الليل، وجنه الليل؛ ولغة بني أسد بغير ألف؛ وأجنه لغة تميم؛ والمصدر جن عليه الليل جنا، وجنونا وجنانا؛ وقالوا: أتانا فلان في جن الليل؛ أي ظلمته وما يجن؛ وكأن الجن من ذلك لأنهم لا يرون، فقد أجنوا: ستروا.
وقال الهذلي على جن:
وماء وردت قبيل الكرى = وقد جنه السدف الأدهم
بغير ألف؛ يعني جنه.
[معاني القرآن لقطرب: 544]
وقال عبيد:
وخرق يصبح البوم يدعوا به الصدى مخوف إذا ما جنه الليل مرهوب). [معاني القرآن لقطرب: 545]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جن عليه الليل}: أظلم.
{فلما أفل}: غاب يقال أين أفلت أي أين غبت). [غريب القرآن وتفسيره: 138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({جنّ عليه اللّيل}: أظلم. يقال: جنّ جنانا وجنونا، وأجنّة الليل إجنانا). [تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ}وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها.
يدلك على ذلك قوله: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم. هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة، لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم. ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون.
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى} الزّهرة {قَالَ هَذَا رَبِّي} يريد: أن يستدرجهم بهذا القول، ويعرّفهم خطأهم، وجهلهم في تعظيمهم شأن النجوم، وقضائهم على الأمور بدلالتها. فأراهم أنه معظّم ما عظّموا، وملتمس الهدى من حيث التمسوا. وكلّ من تابعك على هواك وشابعك على أمرك، كنت به أوثق، وإليه أسكن وأركن. فأنسوا واطمأنوا.
فلمّا أفل أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، فقال لا أحبّ الآفلين واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد، من غير جهة العناد والمبادأة بالتّنقص والعيب.
ثم قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا} وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه. فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم. فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.
وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم.
ويقول في صدر الآية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} ثم قال على أثر ذلك: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ}.
فروي: أنه رأى في الملكوت عبدا على فاحشة فدعا الله عليه، ثم رأى آخر على فاحشة فدعا الله عليه، فقال له الله: (يا إبراهيم اكفف دعوتك عن عبادي، فإن عبدي بين خلال ثلاث: إما أن أخرج منه ذرّية طيّبة، أو يتوب فأغفر له، أو النار من ورائه).
أفترى الله أراه الملكوت ليوقن، فلما أيقن رأى كوكبا فقال: هذا ربي على الحقيقة والاعتقاد؟!). [تأويل مشكل القرآن: 335-338]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكبا قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لا أحبّ الآفلين}
يقال جنّ عليه الليل وأجنّه الليل إذا أظلم حتى يستتر بظلمته ويقال لكل ما ستر قد جنّ، وقد أجن، ويقال جنّه الليل، ولكن الاختيار جنّ عليه الليل وأجنّه الليل.
وقيل إنّ قوم إبراهيم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب، فلما بلغ إبراهيم المبلغ الذي يجب معه النظر، وتجب به على العبد الحجة، نظر في الأشياء التي كان يعبدها قومه فلما رأى الكوكب الذي كانوا يعبدونه، قال لهم هذا ربّي أي في زعمكم، كما قال الله جلّ وعزّ: {أين شركائي الذين كنتم تزعمون} فأضافهم إلى نفسه حكاية لقولهم.
{فلمّا أفل} أي فلما غاب، يقال أفل النجم يأفل وبأفل أفولا، إذا غاب:
{قال لا أحبّ الآفلين} أي لا أحب من كانت حالته أن يطلع ويسير على هيئة يتبين معها أنه محدث منتقل من مكان إلى مكان، كما يفعل سائر الأشياء التي أجمعتم معي على أنها ليست بآلهة، أي لا أتخذ ما هذه حاله إلها، كما أنكم لا تتخذون كل ما جرى مجرى هذا من سائر الأشياء آلهة، ليس أنه جعل الحجة عليهم أنّ ما غاب ليس بإله، لأن السماء والأرض ظاهرتان غير غائبتين وليس يدعى فيهما هذه الدعوى.
وإنما أراد التبيين لهم القريب، لأن غيبوبته أقرب ما الناظرون به فيما يظهر لهم، كما قال: (فإنّ اللّه يأتي بالشّمس من المشرق فأت بها من المغرب.
وقد قيل إنه قال هذا وهو ينظر لنفسه، فكأنه على هذا القول بمنزلة قوله: - {ووجدك ضالّا فهدى}
وإبراهيم قد أنبأ اللّه - عز وجل - عنه بقوله {إذ جاء ربّه بقلب سليم}، فلا شك أنه سليم من أن يكون الشك دخله في أمر اللّه. واللّه أعلم.
وجائز أن يكون على إضمار القول، كأنه قال: {فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكبا قال هذا ربّي}، كأنه قال: تقولون هذا ربي، أي أنتم تقولون هذا ربي، كما قال جلّ وعزّ: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا}
المعنى يقولان تقبل منا. واللّه أعلم بحقيقة هذا.
والذي عندي في هذا القول أنه قال لهم: تقولون هذا ربي، أي هذا يدبرني، لأنه فيما يروى أنهم كانوا أصحاب نجوم، فاحتج عليهم بأن الذي تزعمون أنه مدبّر إنما يرى فيه أثر مدبّر لا غير). [معاني القرآن: 2/ 266-267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فلما جن عليه الليل}
(جن عليه) و(أجنة): إذا ستره بظلمته). [معاني القرآن: 2/ 449]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {رأى كوكبا}
قال قتادة كنا نحدث أنه الزهرة قال السدي هو المشتري). [معاني القرآن: 2/ 449-450]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {هذا ربي} في هذا أجوبة قال قطرب يجوز أن يكون على الاستفهام وهذا خطأ لأن الاستفهام لا يكون إلا بحرف أو يكون في الكلام أم وقال بعض أهل النظر إنما قال لهم هذا من قبل أن يوحى إليه واستشهد صاحب هذا القول بقوله تعالى: {لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين} قال أبو إسحاق هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قاله
وقد أخبر الله جل وعز عن إبراهيم أنه قال: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} وقال جل وعز: {بقلب سليم} أي لم يشرك قط قال والجواب عندي أنه قال هذا ربي على قولكم لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر ونظير هذا قول الله جل وعز: {أين شركائي} وهو جل وعز لا شريك له والمعنى أين شركائي على قولكم ويجوز أن يكون المعنى فلما جن عليه الليل رأى كوكبا يقولون هذا ربي ثم حذف القول كما قال جل وعز: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} فحذف القول). [معاني القرآن: 2/450-451]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلما أفل} قال قتادة أي ذهب قال الكسائي: يقال أفل النجم أفولا إذا غاب). [معاني القرآن: 2/ 452]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَلَمَّا جَنّ َعَلَيْهِ اللَّيْلُ} أي أظلم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جَنَّ}: غطى
{أَفَلَ}: غاب). [العمدة في غريب القرآن: 128]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلمّا رأى القمر بازغاً} أي طالعاً). [مجاز القرآن: 1/ 200]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أما قوله عز وجل {فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي} ثم قال {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا هربي} ولم يقل هذه، وهي أنثى؛ وإنما قال: هذا على التذكير؛ لأنه أغلب على الكلام من التأنيث.
[زيادة محمد بن صالح]:
فلما لم يعرفه مذكرًا ولا مؤنثًا حمله على التذكير؛ كأنه قال: هذا الشيء، أو هذا الذي أرى ربي؛ لأن الشيء يقع على المذكر والمؤنث؛ ولأن المذكر هو الأول، ثم يدخل عليه التأنيث، مثل ضارب وضاربة، وقائم وقائمة؛ الهاء زائدة داخلة على الاسم المذكر.
ودليل آخر على غلبة المذكر على المؤنث: أنك لو سمعت صوتًا أو رأيت شرا لا تدري أمن الرجال أم نساء، كنت قائلاً: ما أنكر أصواتهم، وأفظع ما بينهم! على التذكير، أو كان ذلك من واحد لا تدري أذكر أم أنثى لقلت: ما أنكر صوت هذا وأشد صياحه!؛ ولم تقل: صوتها ولا صياحها؛ ولعله من أنثى.
فلما لم يعرفه إبراهيم لا مذكرًا ولا مؤنثًا، حمله على التذكير لما ذكرنا؛ كأنه قال: هذا الشيء ربي، وهذا الذي أرى ربي؛ لأن الشيء يقع على المذكر والمؤنث). [معاني القرآن لقطرب: 556] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بازغا}: طالعا). [غريب القرآن وتفسيره: 139]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بازغاً} طالعا يقال: بزغت الشمس تبزغ {أفلت} غابت). [تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلما رأى القمر بازغا}
يقال بزغ القمر إذا ابتدأ في الطلوع). [معاني القرآن: 2/ 452]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَازِغًا} أي طالعاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَازِغًا}: طالعاً). [العمدة في غريب القرآن: 128]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}:

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلماّ رأى الشّمس بازغةً قال هذا ربّي هذا أكبر فلمّا أفلت قال يا قوم إنّي بريءٌ مّمّا تشركون}
وأما قوله للشمس {هذا ربّي} فقد يجوز على "هذا الشيء الطالع ربّي".
أو على أنّه ظهرت الشمس وقد كانوا يذكرون الرب في كلامهم قال لهم {هذا ربّي}. وإنما هذا مثل ضربه لهم ليعرفوا إذا هو زال أنه لا ينبغي أن يكون مثله آلها، وليدلهم على وحدانية الله، وأنه ليس مثله شيء. وقال الشاعر:
مكثت حولاً ثمّ جئت قاشراً ....... لا حملت منك كراعٌ حافرا).
[معاني القرآن: 1/ 244]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {فلما أفلت}، وقوله {فلما أفل} قالوا: أفل يأفل، ويأفل أفولا؛ غاب.
وقال ذو الرمة:
مصابيح ليست باللواتي تقودها = نجوم ولا بالآفلات الدوالك
أي ولا بالغوائب). [معاني القرآن لقطرب: 545]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أما قوله عز وجل {فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي} ثم قال {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا هربي} ولم يقل هذه، وهي أنثى؛ وإنما قال: هذا على التذكير؛ لأنه أغلب على الكلام من التأنيث.
[زيادة محمد بن صالح]:
فلما لم يعرفه مذكرًا ولا مؤنثًا حمله على التذكير؛ كأنه قال: هذا الشيء، أو هذا الذي أرى ربي؛ لأن الشيء يقع على المذكر والمؤنث؛ ولأن المذكر هو الأول، ثم يدخل عليه التأنيث، مثل ضارب وضاربة، وقائم وقائمة؛ الهاء زائدة داخلة على الاسم المذكر.
ودليل آخر على غلبة المذكر على المؤنث: أنك لو سمعت صوتًا أو رأيت شرا لا تدري أمن الرجال أم نساء، كنت قائلاً: ما أنكر أصواتهم، وأفظع ما بينهم! على التذكير، أو كان ذلك من واحد لا تدري أذكر أم أنثى لقلت: ما أنكر صوت هذا وأشد صياحه!؛ ولم تقل: صوتها ولا صياحها؛ ولعله من أنثى.
فلما لم يعرفه إبراهيم لا مذكرًا ولا مؤنثًا، حمله على التذكير لما ذكرنا؛ كأنه قال: هذا الشيء ربي، وهذا الذي أرى ربي؛ لأن الشيء يقع على المذكر والمؤنث). [معاني القرآن لقطرب: 556] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} أي لم يخلطوه بشرك. ومنه قول لقمان: {إنّ الشّرك لظلمٌ عظيمٌ} ).[تفسير غريب القرآن: 156]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا رأى الشّمس بازغة قال هذا ربّي هذا أكبر فلمّا أفلت قال يا قوم إنّي بريء ممّا تشركون}
{فلمّا رأى الشّمس بازغة}..{فلمّا رأى القمر بازغا}.
يقال قد بزغ القمر إذا ابتدأ في الطلوع، وكذلك الشمس.
والحجة في الشمس والقمر كالحجة في الكوكب.
واحتج الذين قالوا إنّه قال {هذا ربّي} على وجه الظن والتفكر بقوله: {لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضّالّين}.
وهذا لا يوجب ذلك. لأن الأنبياء تسأل اللّه أن يثبتها على الهدى وتعلم أنه لولا هداية اللّه ما اهتدت.
وإبراهيم يقول: {واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}). [معاني القرآن: 2/ 267-268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَفَلَتْ} غابت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 77]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}:

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّي وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين}
{إنّي وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات والأرض حنيفا}
أي مائلا إلى الإسلام ميلا لا رجوع معه، والحنف أن يكون في القدم ميل، وهو أن تميل إبهام القدم إلى إبهام القدم، فتقبل هذه القدم على هذه القدم، ويكون ذلك خلقة. والحنيف الصحيح الميل إلى الإسلام الثابت فيه.
ومعنى {وجّهت وجهي} أي جعلت قصدي بعبادتي توحيدي اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 2/ 268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا} فطر خلق والحنيف المائل إلى الإسلام كل الميل). [معاني القرآن: 2/ 452]


رد مع اقتباس